أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - طلال ابو شاويش - ام الفقراء في عيدهاالثاني و الاربعين















المزيد.....

ام الفقراء في عيدهاالثاني و الاربعين


طلال ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 13:32
المحور: مقابلات و حوارات
    


أم الفقراء .. في عيدها الثاني و الأربعين !
زخم التاريخ وأوجاع الحاضر ...
عاشت الذكرى ... عاشت الانطلاقة أيها الحزب العظيم .. وألف تحية لكل هؤلاء الذين فكروا وأسسوا وانطلقوا وقاتلوا ولم يساوموا .. ولنرفع القبعات جميعاً إكباراً و إجلالاً لجيش الفدائيين الذين أطلقوا صرخة فلسطين الجريحة الأولى في فضاءات عالمٍ أصم !
نعم ... في القلب موجات و موجات من الفخر والاعتزاز بالانتماء يوماً ما لهذه الجبهة الرائدة - أم الفقراء - ..
ترتعش أصابعي وأنا أستذكر تلك الأسماء الخالدة التي لا يمكن اختصارها في مناسبةٍ أو حادثة ، بل شكّل كل منهم مرحلة تاريخية بأكملها مثلت في جوهرها التاريخ الحقيقي والمقاوم لقضيتنا الوطنية والحصن المنيع أمام الانهيار والسقوط والهزيمة !
كما يراودني ذاك الحنين الغامض وأنا أستعيد تلك الحياة الحزبية في السجون ، بتفاصيلها المنظمة سواء كانت تلك التفاصيل ترتبط بالحياة اليومية أو العلاقات الرفاقية الدافئة التي يمثل " الإيثار " كلمة السّر فيها ... الإيثار الذي أصبح اليوم استثناءً وريما " هبلاً " في الوعاء القيمي للكثيرين .. وربما للمجتمع ككل !
تفاصيل الحياة التنظيمية والثقافية والتحول والانتقال الواعي من حالة البرجزة والثرثرة الفكرية إلى الانسلاخ الحقيقي والانتماء لجبهة الفقراء والكادحين .. كنا مفخرة الشعب في عيون الجميع ، وكنا نسمع خصومنا السياسيين يهمسون باحترام لا يستطيعون غيره :
" حقاً إنهم مميزون في كلّ شيء ! "
أنت –الآن- لو سألت خمسينياً أو ستينياً فلسطينياً أو عربياً عن الجبهة لتمتم بحسرةٍ مفهومة تماماً :
" لعلهم الظاهرة الفلسطينية الأنبل ، لقد كانوا الأشرف والأطهر و الأصدق بين كافة رجالات الفصائل الأخرى ! "
أنت لو استقرأت موقف أيّ أم فلسطينية عايشت المراحل الأولى للثورة الفلسطينية الحديثة ، لسمعتها تتمتم بمرارةٍ أيضاً :
" والله كانوا رجال ... فدائية عن جد .. باعوا الدنيا كلها عشان فلسطين ! "
لا أحد يستطيع أن يتجاوز تاريخ هذا الحزب الكفاحي ، فأسماء رجاله القدامى ، مؤسسيه و قادته ومقاتليه وكتابه ، هم مكوّناً أصيلاً من مكونات الذاكرة الوطنية الفلسطينية .
فكيف ، ولماذا بعد كل هذا التاريخ الزاخر بصفحات النضال المشرقة ، تعيش الجبهة على هامش الواقع الفلسطيني ؟ وكيف تتجاوزها فصائل وقوىً لا زالت تحيا مرحلة الرضاعة في المقاومة لتتسيّد هذا الواقع ، و لتستأسد على الجبهة وغيرها من الفصائل التاريخية ؟
لماذا هذا الانفصام المؤلم بين التاريخ و الحاضر ؟
أنت لو ألقيت هذا السؤال في وجه أحد القادة الحاليين لبدأ يجيب بتحليل طويل عن المتغيرات الدولية وانهيار الاتحاد السوفييتي وحال الأحزاب السياسية التقدمية بعد الانهيار والمؤامرات الامبريالية لضرب هذه القوى وخلق البدائل الهزيلة لها و و و ...
وكل هذا صحيح نظرياً ... لكن كل هذا لا يبرر السقوط ... لأن الحزب الثوري لم يخلق أصلاً ليعمل في أجواء مريحة ومناخات هادئة ، وبتمويل هائل من حلفاء مفترضين ... وإلا فكيف يكون حزباً ثورياً ؟؟!
ثم لماذا صمدت أحزاب تقدمية في أمريكا اللاتينية وصعد بعضها عبر الانتخابات إلى السلطة ، وأخرى لا زالت تنافس بقوة رغم انهيار ذاك الاتحاد السوفييتي ؟!!

إن واقع الجبهة الحالي مؤلم ، وعلى كل من لديه ذرة حرصٍ واحدة على فلسطين وعلى القضية الوطنية ، وخصوصاً في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة ، أن يستنفر ليقول كلمة حق .. فالحصن الأخير لهذه القضية هو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .. التاريخ والحاضر والمستقبل ...
الموقف الأصيل القادر على مواجهة الانهيار الفلسطيني والانقسام والتشرذم والضياع والتصفية ، هو موقف الجبهة الشعبية الأصيل والصادق في مواجهة كل عوامل السقوط !
وهنا لا أتحدث عن جبهة طارئة تنتعش يوم انطلاقتها لتجمع عشرين أو ثلاثين ألفاً ثم تنكفئ ثانية ..
وأنبه هنا إلى قول أحد قادة قطاع غزة في توصيفه لحال الجبهة :
قال : " أتخيل نفسي أقف في مكان مرتفع وأتأمل واقع الجشــ .. فأرى مشهدين .. الأول لقطاع واسع من المستنكفين والمنقطعين و المنسيين والمهملين ، والثاني لمن هم داخل الهيكلية الحزبية كأعضاء و عاملين .. والمصيبة أن المشهد الأول يشتمل على الرفاق الأكثر خبرة و الأعمق وعياً والأقدر على القيادة ، من هؤلاء الذين لا زالوا ضمن الهيكلية الحزبية !!! "
إنه لمن الجرم أن تمتلك قيادة الجشـ هذه القراءة وهذا التوصيف وتبقى صامتة ولا تحرّك ساكن لاستعادة هؤلاء الآلاف لصفوفها ثانيةً بمختلف السبل ...
أعرف تماماً ، بل متيقن أن ثمة رفاق من الصفوف الأولى سعداء بهذه الحالة الرثة ، بل لديهم الاستعداد التام لبيع ماضي و حاضر الجشـ كي يبقوا في مناصبهم التي لم يكونوا يستطيعون الوصول إليها لولا أجواء التراجع والانهيار ..
هذه القيادات التي تربصت واستغلت ديمقراطية المؤتمرات الحزبية لتقفز إلى الهيئات الأولى ، ولتشكل عناصر طرد وديناميات تدمير للحزب ورفاقه !
إن المشكلة الحقيقة لا تكمن في القواعد الحزبية ... إنها أزمة قيادة .
وكما أن مشكلة الشعب الفلسطيني برمته ليست في الشعب نفسه وفي تضحياته واستعداده الدائم للعطاء ، بل المشكلة الحقيقة في القيادة ، فإن هذا واقع الجَشـ أيضاً ... أزمة القيادة ... المشكلة في بعض المهادنين من قيادات الصف الأول الراقصين على سورة الفتح أو العازفين لحن حماس !
- المشكلة في بعض قيادات الصف الأول المتبرجزة .
- المشكلة في بعض قيادات الصف الأول المتدينة ، هؤلاء الذين وقفوا وراء قرار تعليق أعمال مؤتمر الفرع في قطاع غزة كي ترفع صلاة الجمعة !
في ذكرى أم الفقراء الثاني والأربعين لن نبكي على حالها ، لكننا نعلن وبوضوح موقفنا من بعض القيادات الهزيلة التي خدمتها الصدفة ، أو الديمقراطية الحزبية وأتاحت لها أن تكون في المقدمة ...
إن مراحل الكفاح مستمرة والجبهة مستمرة وستأتي المحطات والمنحنيات الثورية التي تكشفكم وتكشف زيفكم وهزالتكم ومزاعمكم وخطاباتكم البراقة !
مراحل لن يصمد فيها سوى من تشرّب وعي الحكيم وكبر على صلابة أبو علي مصطفى واكتسب ثورية سعدات و تحديه !
فالتحية كل التحية لأم الفقراء في عيدها الثاني و الأربعين وكل الإجلال و الإكبار لهؤلاء الذين فكروا وأسسوا وقاتلوا ولم يساوموا !!!



#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - طلال ابو شاويش - ام الفقراء في عيدهاالثاني و الاربعين