أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شكشك - أسرى














المزيد.....

أسرى


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


أسرى
علي شكشك
بعد عقودٍ ستة من إعلان دولة الكيان الصهيوني، وبعد عدّة قرون من بداية جذور الدعوات لإنشاء هذا الكيان، فإنّ المشهدَ والمعادلة مازالتا كما هما، أكذوبة وأكاذيب تُفرض بالقوة والبلطجة الدولية، وتفرضُ معها مسوِّغاتها ومنطقها، وتُتَوسَّلُ أسسٌ لكلِّ هذا، نفس المقولات القديمة مازالت تَتوسَّلُ حجراً قديماً يسندها في "يهودا" و "أورشليم"، أو قطعةً فخاريّةً في التراب المقدس أو نقشاً غائراً أو بارزاً على أيِّ جدار، أو ورقةً ما تسقطُ من الجحيم، ومنذ بداية تلك الجذور استهلّت البعثاتُ الاستكشافية الجغرافية أعمالَها المثابرة الدؤوبة لإثبات شيءٍ مقصودٍ سلفاً، واستمرت هذه المحاولات وتفاقمت مع بسط الاحتلال كاملَ هيمنته على ارض الفلسطينيين، كما نشطت الدراسات على الوثائق والحفريات والتاريخ، دون أن يقعوا إلا على ما يثبت عكسهم ويكرّسَ الحضور الفلسطينيَّ بكافة مظاهره التاريخية اليبوسيّة والآرامية والأموية والكنعانية، فقد نسوا في غمرة انشغالهم بالأكذوبة أن الكتاب المقدّس يسميها "أرض كنعان"، وأنَّ أورشاليم التي يلوون ألسنتهم بنطقها هي مفردةٌ عربية آرامية قديمة،
أمّا والأمرُ كذلك فلا بدَّ من نسيجٍ كاملٍ من الالتفاف والبطش، يهدفُ إلى إسكات التاريخ الفلسطيني واختلاق ل "إسرائيل القديمة" كما يقول المؤرّخُ اليهودي كيت وايتلام، ولأنّ الشواهد والوثائق لا تفضي إلى ذلك كان لابدّ من بطشٍ كبير وتزويرٍ أكبر، كان لابدّ من أسرِ كافة الشواهد التي تنطق باسمنا، وتحويرها ونفيها في الظلام، وكان لابدّ في المقابل من ترويجٍ بالخداع وبفوة السلاح والابتزاز لمقولات جاهزة تقوم مقام الحقيقة وتفعلُ فعلَها في الوعي وتُكرّسُ مفاهيمَ لا تبحثُ عن دليل، بقوة الإلحاح والادّعاء وانطباع الصورة والطقوس، وخلق انطباعاتٍ شَرطيّةٍ تتلبّسُ البشريةَ وهي تتجول في متحف الهولوكوست في القدس كدلالة على حقيقة الوعد لشعب الله المختار في "أرض كنعان"،
ولتحقيق كامل الانطباع كان لابدَّ من أسر كلِّ الحالة الفلسطينية وتحويل مفرداتها إلى سبايا حسب ضرورات الهدف، فمفرداتٌ في المتاحف، ومفرداتٌ في المنافي ومفرداتٌ تحت الأرض ومفرداتٌ في السجون، ولن تستقيمَ حالتُهم تلك بدون هذا الأسر الكامل، بل هم مضطرون لأسر بعض وثائقهم وبعض آيات التوراة لإثبات حالتهم المرجوّة، ولو أدّى الأمرُ إلى "صلب" الرسول الذي جاء يكشف نفس هذا النهج القديم الجديد، ويعلن حقيقة الوعد وينهي معهم العهد ويرسم طريق الملكوت،
تلك العادة القديمة في الأسر التي حاولوا بموجبها أسرَ الفكرة الجديدة بتكذيب وتصفية النبي المسيح الجديد وأسر ومصادرة كامل مقولته عبر التاريخ، ذلك أنها حالةٌ تقتات وتتأسّسُ على جوهر الأسر، أسرِ الآخر، والتي بدأت باعتباره "جوييم"، هذه الحالة التي تتبلورُ الآن على شكلِ كيان ستتبدّدُ وتتلاشى تلقائيّاً حين تتوقف عن هذه العادة، التي أصبحت هي، كيف ستتنفّس وتبقى إن توقفت عن أسر ومصادرة الأرض والوعي والشعوب، تلك حالةٌ مستعصية، ولا بدّ من إنقاذهم من أسرهم وتحريرهم من أغلالهم التي كبّلوا بها ذاتهم وأسروا أرواحهم، حين يتحررون من شهوة أسر التاريخ والمكان وشهوة بناء المستوطنات والجدران وشهوة أسر الوثائق والوعي، حين يصبحون بشراً عاديين ، حينها سيتحررُ الوطنً وأسرانا، وسيتحررون هم أيضاً ويتبدّدون.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت فلسطين - صوت الأسرى الأحرار
- رسالة إلى الضمير
- درويش ظِلآ -أنا لست لي-
- شمس إلياس خوري
- انشودة المطر
- شهادة كاتب ياسين و عبد القادر الحسيني
- الانطلاقة....كرامتنا الكاملة
- صيغة نفى
- تسمَّت باسم -الشعب-
- القرار -فكرة الدولة-
- عملية استشهادية
- موشي ديّان 56
- ضمير غائب
- إنهم شهداء
- حقبة جديدة - صوت القدس والأسرى من الجزائر
- أول نوفمبر رصيد إنساني
- فلسطين قابِلةُ العالم الجديد
- أبجدية جديدة
- تحررت الجزائر، فهل تحرر الغزاة؟
- سطرٌ في كتاب التاريخ


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شكشك - أسرى