أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على شكشك - شمس إلياس خوري














المزيد.....

شمس إلياس خوري


على شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 23:32
المحور: الادب والفن
    



لم يضق الكون ورغم ذلك فقد ذهبنا إلى باب الشمس، تعمشقنا بخيوطها وتوسلنا نارها وأخصبنا رحمها .... فقد كان
المستوطنون القدماء والمحدثون يغلقون المنافذ ويمنعون التجول ويوصدون الأبواب ويبنون الجدران ويحظرون الحب والعشق والتواصل ويتعالون في البنيان،
يسرقون الماء والهواء والبيوت والحجارة والوثائق ويخفون ما يخفون ويمتهنون مغارات قمران ويعيدون صناعة الحفريات والمدن والتاريخ ويستخلقون تاريخا بأثر رجعي لمخلفات الكراهية، يهربون من النور والدفء والصدق والضمير
وينثرون الرماد على بصيرة القدس ويعبدون أصناما كذبة،
الأرض هنا لا تغادر إحداثياتها وأشعتها تلفح أديم قاطنيها وتشتاقهم،
لم تضق الأرض بهم ولكنهم يعلنون انتماءهم للفضاء الكامل الواثق من انتماء الشعاع لإحداثياته ولدفء التواصل في مهب النور يلجون التاريخ الذي يدور مذ دارت الأرض دورتها الأولى على شمسها، يلجون بابها ليدوروا مرة أولى،
يُلغون الجمل الاعتراضية للمارين في جحور التاريخ والمتلصصين على الأشعة فوق البنفسجية والذين يستعينون بالأشعة تحت الحمراء ليسترقوا الروية ليلاً عندما تذهب الشمس تطمئن على الجانب الآخر من منتصف الليل، كأن الأشعة البيضاء تحرق وثائقهم وتعري أصولهم وتفضح االمسكوت عنه في الكتب المقدسة،
الوعد لنا
والبشارة نحن
والموعود ابن الإنسان جاء
ليرث الأرض الممتدة من نهر النيل العظيم إلى الفرات
أشعة الشمس تحرق الحبر الزائف في دواتهم
وأبناء الإنسان والمكان يلجون بيوتهم من بابهم
يستولدون بها نضارة عناصر المسألة
يستعيدون من باب الشمس الأكبر وثائقهم الأولى
ولونهم
وانتماء الأرض والشمس لإحداثياتهم
يُنضجون على نارها حقيقة عراء الخلق الأول

عندما يضيق باب الأرض نفتح باب الشمس، وعندما لاتتسع لنا شرعة عالم الظلم والشر والفساد واللصوص والغزاة فلنفتح باب الشعر وباب الرواية فهما الرحم الحاضن للأمل وإنضاج المقال واستيلاد جينات الحق والحقيقة،
قرية باب الشمس قفزٌ على كل قدرات البشر والقوى المتحكمة في الكرة الأرضية واستعلاءٌ على كل منطق لصوص الجغرافيا والتاريخ واستخفاف بكل محاولاتهم طمسَ النور، وهي فضحٌ لظلامية حضارة المستعبرين،
ذلك أننا ننتمي للمجرة كلها وللنور من بابه الأول، نضع عيوننا في بؤرة الكون وننشر وثائقنا وخيامنا في النور ونتحدى السائد والقوى العظمى، بأجسادنا المجردة وبيوت من قماش وفي العراء الكامل وفي عز النور فمن أراد أن تثكله الحقيقة فليقابلني عند باب الشمس،

باب الشمس لإلياس خوري لم تكن مجرد حكاية، ولهذا حرص الضمير الفلسطيني على استيلادها فيلماً سينمائياً من جزئين، فقد جلّت العنصر الثابت الدائم المتماهي مع معنى حكاية الفلسطيني العربي، ذلك المعنى الذي لا يزول إلا بزوال العربي الفلسطيني، إبداعٌ في نهج استمرار الحياة مقاومةً وتواصلاً وعشقاً وإنجاباً وزغاريد تبارك النهج وتسخر من مقولات الطغاة وتدحض الرواية الصهيونية في شرعية النسب، وتبارك اشتهاء البطل لكل اشتهاءات الحياة في وطن السياق، نساء يرسمن كيمياء الحياة، والمسكوت عنه في الرواية سياسي وجنسي ووجداني وعاطفي يتفاعل ليعلن مقولة الوطن بمعانيه الكاملة،
رواية لا تتعسف ذاتها، رواية موقنة بمسارها وتنساب في مجراها بسلاسة الحقيقة وتلقائية السرد وتتعامل مع الوقائع ببداهة الشمس ووضوح النور، وتستسلم لنزقها بوداعة الواثق، هي فترة ويمضي العابرون، وتستكمل دورتها الشمس التي نفتح بابها ليرى الكون معانينا على مصاريعها دونما تزوير أو تلفيق أو افتعالٍ وبدون أي جدرانٍ تحجب الدفء والحق والحقيقة،
وقرية باب الشمس هي أيضاً كتابةٌ جديدة بحروفٍ من بشرٍ وخيامٍ وأشواق، هي كتابةٌ بلغةٍ جديدة، وهي الأصل الذي يعيد رواية إلياس خوري إلى وثائقها اللاحقة تماماً كما كانت الرواية تستند على وثائقها السابقة، وهي إعلانٌ عام بأن الوثيقة ثابتة،
باب الشمس أبجدية كل المراحل وأصل النص وجوهر الرؤية ونورٌ ينثّر على بصائر العالم في وضح الإعلام ورابعة استدارة الشمس وهي عودة وتذكيرٌ لمن يهمه الأمر أن الرواية الأولى مازالت كاملة وباتعة ويانعة، وأن كل الزمان الذي انقضي وسينقضي لن يغطى الشمس بالغربال، هي تذكرة، وأن القضية واضحة وإن طال الطريق، فليقصفوا الشمسَ إن استطاعوا بمقاليعهم الواهية ولينثروا مقولانهم الباهتة وليفعلوا ما شاؤوا في ظلام البرهة الراهنة، فنحن واقفون بباب الشمس ونسخر من كلِّ رهاناتكم، ليس رهاناتكم أنتم وحدكم ولكن رهانات من يَهِنُ أمام رهاناتكم الخاسرة.
باب الشمس ديمومة خريطة طريق الرحلة الواثقة.



#على_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشودة المطر
- شهادة كاتب ياسين و عبد القادر الحسيني
- الانطلاقة....كرامتنا الكاملة
- صيغة نفى
- تسمَّت باسم -الشعب-
- القرار -فكرة الدولة-
- عملية استشهادية
- موشي ديّان 56
- ضمير غائب
- إنهم شهداء
- حقبة جديدة - صوت القدس والأسرى من الجزائر
- أول نوفمبر رصيد إنساني
- فلسطين قابِلةُ العالم الجديد
- أبجدية جديدة
- تحررت الجزائر، فهل تحرر الغزاة؟
- سطرٌ في كتاب التاريخ
- المبتدأ والخبر
- جرح التاريخ
- في المصالحة
- المصالحة في مفردات العالم السيمفوني وتحقق الإنسان


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على شكشك - شمس إلياس خوري