أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ياس خضير الشمخاوي - محمود الحفيد البندقية الغاضبة














المزيد.....

محمود الحفيد البندقية الغاضبة


ياس خضير الشمخاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 09:59
المحور: القضية الكردية
    


عثر أحد المنقبين الآثاريين على قبر قديم نُقشت عليه العبارات التالية : أيها الواقف على قبري ، أعلم أنني كنت كما أنت الآن فأفعل شيئا لنفسك وللآخرين قبل أن تتبعني .
حقا أنها رسالة عظيمة تنم عن بعد أنساني وفكر رسالي لم تنل منه عوامل التعرية ولا تقادم الزمن ... فالكلمات الحيّة تبقى مدويّة في أرجاء الكون ...محفورة في ذاكرة الزمن ... تملأ الضمائر والنفوس عطرا وعبقا .
وأن دلت تلك الكلمات فإنما تدل على عظمة صاحبها وأحترامه لرسالته في الحياة ... لذلك يقول الحكماء ؛ قل لي بماذا تفكر و كيف تفكر ؟ ، أقول لك من أنت .
فلا شك أن قيمة ما يشغل بال المرء وأساليب معالجته لقضاياه تعكس واقعه وجوهره الحقيقي ، لذا يعتبر هذا الأستنتاج مؤشر لا يمكن تجاهله في تحليل وتقييم شخصية الإنسان ، وهكذا فأن القياس لا يختلف بالنسبة لأمةٍ أو أيّ شعبٍ آخر .
وعليه فأن الأمة تكون حية بقدر ما تعطي وتقدم ، واثبات وجودها يأتي من خلال تفاعلها مع رسالة الحياة ومعطياتها ، وعدا ذلك لا يمكن أن يكون لها قيمة فعلية ووجود حقيقي بين الأمم ، إذ أن شعبا بلا روح ليس سوى حشد هائل كما يعبر عنه أحد المفكرين .
ولا ينفك الفرد هكذا أيضا ، مرتبط عنوانه وقيمته الفعلية بقيمة أنجازاته وعظمة رسالته في الحياة ، فأما أن يكون أسما خالدا بين الأجيال أو قبرا يسير بين الأحياء ، والناس صنفان كما يقول أحمد شوقي : موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياءُ .
والأرض بطبيعة الحال مليئة من هذا وذاك ، فيها من يستحق أن تبني له معبدا في قلبك وفيها من لا يستحق أن تذكره على طرف لسانك .
والإشادة بدور أمة أو شخصية معينة تركت لها أثرا وبصمة في الحياة ، هي حاجة إنسانية ملحة وضرورة من ضرورات المعرفة والعدل والقيم العليا ،
بيد أن الحقيقة قد تُطمس أو تُشوّه أحيانا لأسباب عدة منها الجهل والتحاسد والتباغض والتعصب ، وربما تعارض المصالح أحيانا يدعونا لحجب الحقيقة والحياد عنها .
ومهما تعددت الأسباب وتباينت الظروف تبقى الحقيقة بحاجة إلى شجاعة ومروءة وضمير يقظ لكي نستطيع أن نقولها وإن اختلفنا مع صاحبها .
أتذكر أحد ضباط الطليان كيف كان يعتز بشخصية عمر المختار ويدافع عنها وينعتها بما تستحق رغم أختلافه سياسيا وعقائديا مع هذا الرجل .
ومن الماضي القريب كان يروي لنا آباءنا وأجدادنا حكايات من ذاكرة الزمن عن أحد الأشقياء يدعى ( إبراهيم عبدكه الكوردي ) وكيف كان يتحدى الترك والإنجليز ويقتل جنودهم وشرطتهم .
وفي يوم ما أوقف قطارا فأستولى على أسلحته ومعداته وكان في القطار سيدة إنجليزية أستنجدت بشخص إبراهيم فأمر باحترامها وحمايتها وإيصالها إلى دار أقامتها ،
ولما حوصر وألقي القبض عليه ومثل أمام المحكمة ، صدر بحقه حكم الإعدام لتهمته بالقتل والأعتداء على الناس وسرقة أموالهم ، حضرت تلك السيدة وقالت : أستغرب لمحكمتكم كيف تدين رجل شجاع شهم غيور وطني بتهم بعيدة كل البعد عنه .
ورغم عداء حكومتها لهذا الشعب لكنها أجلت الغبار عن الحقيقة وتوسطت لرفع عقوبة الإعدام عنه .
وعن ثائر آخر وبطل دوّخ جحافل الدول ، قالت بريطانيا العظمى ، أنه البندقية الغاضبة ( محمود الحفيد ) تلك البندقية التي كانت ترتعد لها فرائص العثمانيين وتهابها مملكة لا تغيب عنها الشمس .
(( شـهد الأنـام بفضـله حـتى العـدا .. والفضـل مـا شـهدت بـه الأعـداء ))
وكان هذا الرجل أبن المبدأ والعقيدة وأبن الوطن والأرض والشعب .
حمل هموم شعبه وتطلعاتهم ومأساتهم ودافع عن وجودهم وحريتهم ،
شاركهم جراحاتهم ونضالاتهم وقادهم إلى ثوراتهم ضد القهر والتسلط .
وما من شعبٍ أو أمةٍ تعرضت للقمع والاستبداد أكثر من الشعب الكوردي على مر العصور ،
حصتهم من التشريد والأعتقال والقتل كانت الأوفر دائما ،
شربوا كأس الردى بكل الوسائل ... من حبال المشانق إلى أحواض التيزاب ... ومن القتل بالرصاص إلى الموت الجماعي بالغازات .
ذبح بلا هوادة من الأستعماريين وحرق بلا رحمة من الدكتاتوريين والشوفينيين ... وثائق الحكومات التي تسلطت على رقابهم حافلة بالخزي والعار .
ورغم كل ما جرى ويجري لم يأخذوا شعبا بجريرة حاكم أو قائد كان في يوم ما يقتل أبناءهم ويذبح شعبهم بعنوان طائفي أو حزبي أو قومي .
لأنهم ناضجين وشرفاء .. محبين للعدل والسلام ،
وما شهده العالم أبّان العهد الفاشستي الصدامي خير دليل ، أذن أنهم احتضنوا جميع الأطراف والحركات السياسية كذلك مدوا أيادي العون للكثير من العوائل العراقية النازحة وساعدوا العرب وغير العرب من سنة وشيعة وطوائف أخرى .
ولهم في تلك الخصال أرث وتراث أصيل في تحمل العبء الإنساني والوطني والثوري ، والتاريخ يشهد على قتال محمود الحفيد جنبا إلى جنب مع محمد سعيد الحبوبي في ثورة العشرين .
ولما وصله المنادي من النجف الأشرف قال يا شيخ : أبلغ علماءك أننا قادمون .
وبالفعل زحف هذا البطل على رأس ألفي مقاتل ممن لا يرهبون الموت حيث رووا أرض ( الشعيبة ) والبصرة من دماءهم الطاهرة وأصُيب محمود الحفيد بجراحات في تلك المعركة ستظل إلى أبد الآبدين أهزوجة الثائرين .
وستبقى تلك الخطى والأفكار التي حملها هذا الثائر شعلة مضيئة في دروب الأحرار وصرخة بوجه الجبابرة والمتعالين والمستغليين الذين يستكثرون على الشعوب حقهم الطبيعي في تقرير المصير ومشروعية حلمهم في التحرر .



#ياس_خضير_الشمخاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشيّة الرحيل
- منْ منّا يقتل أبنه لو زنى !؟
- تركيا ... حرملة العصر
- لأنها تجارة مربحة
- أغصان الزيتون
- بطاقة عيد
- ماهكذا تورد الأبلُ !!
- ماذا يادولة الثعالب !!؟؟
- سمير أميس ... ياعشقا أزليا
- آخر محطات العمر
- قافلة المنايا
- الجامعة العراقية
- الى متى يبقى الوزير على التلّ ؟


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ياس خضير الشمخاوي - محمود الحفيد البندقية الغاضبة