أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياس خضير الشمخاوي - آخر محطات العمر















المزيد.....

آخر محطات العمر


ياس خضير الشمخاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 02:13
المحور: حقوق الانسان
    


آخر محطات العمر

العمر ، يجري مسرعا كقطار يسير في أتجاه لارجعة فيه ، لكنه عادة ما يحمل معه تلك الصور والذكريات المؤلمة والجميلة التي صادفته في رحلته العجولة ،
ولما يبدو هذا القطارهرما شاحبا ، يستلقي في محطاته الأخيرة كي يفتش عن أوراقه المتناثرة بين طيات السنين محاولا أعادة عقارب الزمن الى الوراء ،
وبيدين مرتجفتين يحاول أن يستعيد ذكرياته وحكاياته مع الطفولة وأحلام الصبا بهدوء ووقار بعيدا عن صخب المراهقين وتهكم الآخرين ،
إذ إنّ الوحدة القاتلة والغربة والأسقام التي يشعر بها الأنسان في خريف العمر ، لهي أرحم بالنسبة له من السخرية وعدم الأهتمام من المجتمع الذي قدم له أجمل سنوات عمره .
لاشك أن رعاية المسنين ، من المشاكل الأجتماعية المهمة في كل زمان ومكان ، سيما في عصر أضحت فيه الرحمة والقيم الأنسانية تلامس مرحلة الخطر ، ولأسباب أخلاقية وأجتماعية وأقتصادية وربما سياسية وأسباب عديدة أخرى يصعب حصرها أو الأتيان عليها بأيجاز .
ومع ذلك تبقى تلك الشريحة محط أهتمام الباحثين والمتخصصين والمؤسسات ذات العلاقة وكل الخيرين والشرفاء في العالم رغم كل الصعوبات التي قد تواجههم في أيجاد فضاءات ملائمة ومناسبة لمن يعانون آلام وأرهاصات الشيخوخة ، ويتكرس ذلك الأهتمام من خلال وضع خطط وبرامج عملية وعلمية لدراسة الوضع النفسي والصحي والأجتماعي وما الى ذلك ومن ثم أيجاد الحلول الناجعة والمثلى لتلك الشريحة من أجل التخفيف عن كواهلهم وعن مشاكلهم وصراعهم من أجل حياة كريمة هادئة هانئة تليق بالأنسان الذي كرمه الخالق وأحترم وجوده وحقه في الحياة .
لا غرو أن المرء عندما يتقدم به العمر تبرز لديه العديد من المشاكل ، والتي تستدعي الأهتمام به كأنما لوعاد طفلا بحاجة الى حضن دافيء
حنون يلجأ له ووسادة يركن رأسه المتعب إليها ،
قد لانتفق على تعريف زمني أو قانوني لفئة المسنين ولمن بلغوا مرحلة الشيخوخة وذلك لأختلاف الرؤى والنظم من دولة لأخرى ، أذا ماتعلق الأمر بقوانين العمل والتقاعد والضمان الأجتماعي ، أذ أن معظم دول العالم تعتبر الأنسان مسنا أذا ما بلغ الخامسة والستين من عمره في حين أن بعض الدول العربية ترى أن المسن هو كل من ناهز الستين عاما .
ولعل طائفة كبيرة من البشر ينالها شيء من التعسف أذا ما أعتمدت شهادة الميلاد كمعيار أساسي لتحديد مرحلة الشيخوخة ، دون الأخذ بنظر الأعتبار العوامل الصحية والنفسية والفسيولوجية ، وتلك بطبيعة الحال من أهم المشاكل العالقة التي تعاني منها شريحة المسنين على مختلف الأصعدة .
أذ أن البعض قد يربو عمره على الثمانين عاما ولم تظهر عليه أية بوادر للشيخوخة أو نقص في القدرات الوظيفية ، في حين نجد هناك من لم يبلغ الأربعين ربيعا من عمره إلا أننا نجده عاجزا نفسيا وبدنيا من مواكبة المسيرة بالكفاءة المطلوبة .
وتأسيسا على ذلك نستخلص ، بأن الرؤية لازالت قاصرة في سياستها وتعاملها قانونيا وإجتماعيا مع شريحة المسنين لدى الكثير من المؤسسات والدول ، طالما أنها أبعدت جوانبا مهمة في أعطاء تعريف حقيقي واقعي ذو أبعاد أنسانية وأستراتيجية شاملة لواقع حال تلك الشريحة والتعامل معها وفق معطيات منطقية وعلمية .
ناهيك عن أن مجموعة كبيرة من الحكومات والمجتمعات لا سيما في الدول النامية لم تعطي أذنا صاغية ولم تتفاعل مع مقررات ووصايا المجتمع الدولي وما جاءت به من برامج ودراسات حديثة خصوصا عما ورد في خطة عمل مؤتمرات الجمعية العالمية الأولى والثانية للشيخوخة التي تم عقدها في مدريد أنذاك من أجل رفع المستوى المعيشي والصحي والمعنوي لكبار السن لاسيما في ظل هذا التزايد والنمو الملحوظ الذي يشهده القرن الواحد والعشرين للمسنين ، وهذا ما أشار إليه السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بشأن اليوم العالمي للمسنين الذي تزامن مع الذكرى الستين للأعلان العالمي لحقوق الأنسان عام 2008 ، مؤكدا على أن (حقوق المسنين رغم الألتزام تُنتهك كل يوم في كثير من أنحاء العالم. وغالباً ما يمارس التمييز ضد المسنين على أساس السن في مكان العمل. وقد لا يلقون في البيئة الاجتماعية بالتقدير والاحترام اللازمين. وقد يحرمون من الاندماج الكلي والمشاركة في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. وأكثر ما يثير الانزعاج هو أن حالات الإهمال وسوء المعاملة والعنف تجاه المسنين في العديد من البلدان ليست بالأحداث القليلة أو المنفردة ) .
وجائت المادة السابعة من أعلان مدريد السياسي لتعطي صورة واضحة عن القلق الذي ينتاب المجتمع الدولي في عدم فاعلية دول العالم الثالث في تبني مثل هكذا مشروع أنساني بشكل جدي مضيفة الى أن تردي الوضع الأقتصادي للبلد وحالة الفقر قد يلعب دورا أساسيا في عدم نجاح العملية وتلكؤها ،
(وفي الوقت ذاته، لا تزال ثمة عقبات كبيرة أمام البلدان النامية ، ولا سيما أقل البلدان نموا ، فضلا عن بعض البلدان التي تمر بفترة انتقالية ، تحول دون تحقيقها للمزيد من التكامل والمشاركة التامة في الاقتصاد العالمي . وما لم تعم ثمار التنمية الاجتماعية والاقتصادية كل البلدان، فإن أعدادا متزايدة من الناس ، ولا سيما كبار السن في جميع البلدان بل وفي مناطق بأكملها ، ستظل على هامش الاقتصاد العالمي .
ولهذا السبب، نقر بأهمية إدراج الشيخوخة في الخطط الإنمائية ، وكذا في استراتيجيات القضاء على الفقر وفي الجهود الرامية إلى تحقيق مشاركة جميع البلدان النامية في الاقتصاد العالمي مشاركة كاملة ) .
خطة عمل ( فينّا ) أذن جائت لتحرك الضمير العالمي والوازع الديني والأخلاقي والقيمي للتعامل بأنسانية أكثر مع كبار السن وتفعيل دورهم في الحياة وتخليصهم من شبح الشيخوخة الذي يطاردهم ويعزلهم عن التفاعل والأنسجام مع الأسرة والمجتمع وأشعارهم بقيمتهم ووجودهم في الحياة ، من خلال الحث على تكريس الجهود ومظافرتها بالتعاون مع الهيئات والمنظمات العالمية والدولية والمنظمات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني .
دون شك أن المهمة التي تقوم بها تلك الجهات شاقة وعسيرة وتستحق الثناء والشكر سواء على مستوى كيانات أو دول أو تجمعات بشرية ، أو حتى على مستوى مجهودات فردية ، لكن الأنسان الذي قدم عمره خدمة لمجتمعه وعائلته وأعطى الكثير لهذا العالم ، كذلك هو الآخر يستحق أن نشعر بآلامه وغربته مع الحياة وأن نقدس أوجاعه ودموعه التي كانت سبب لوجودنا وأخراجنا الى هذه الدنيا في يوم ما .
دول العالم الأعضاء ومنظمات وناشطين في حقوق الأنسان ، الآن في سباق من أجل تنمية قدراتها وتوسيع دائرة عملها على ضوء تلك المعطيات والبيانات الحديثة بصدد تأهيل المسنين وتوفير الحياة الكريمة لهم في مختلف الجوانب ، والعالم العربي أيضا له نصيب من هذا السباق ، أذ تعد الآن دولة الأمارات العربية المتحدة ، رائدة في هذا المجال ، بل قطعت أشواط كبيرة على حد تصريح السيد ناجي الحاي وكيل وزارة الشؤون الأجتماعية ، قائلا ( أن المسنين في السنوات المقبلة لن يكونوا من فئة تلقي الرعاية ، لأنهم سيشاركون مشاركة فاعلة في التنمية ، وهو ما يؤكد حرص الوزارة على الأنتقال من منهجية الرعاية الى التنمية لتحقيق أهدافها ) . كما وأفادت السيدة مريم الرومي وزيرة الشؤون الأجتماعية بالدور الذي تقوم به الوزارة حاليا في أعداد خطة وطنية للمسنين في دبي لدراسة التحولات الديموغرافية في المجتمع الأماراتي أذ أنها تتوقع زيادة عدد المسنين في الأمارات بحلول عام 2050 الى نسبة 29% من أجمالي السكان ، مما يتطلب زيادة في جاهزية المنشآت الصحية والبنى التحتية والخدمات الأجتماعية وغيرها .
قطعا ذلك التحرك ينم عن شعور بالمسؤولية ، مسؤولية الدولة أخلاقيا وأجتماعية وقانونيا تجاه شعبها ، لاسيما تجاه تلك الفئة ( فئة الأباء والأجداد وكبار السن ) التي لطالما سهرت وتعبت وناضلت من أجل أبناءها وأجيالها .
أقول ... ولمثل هذا فليعمل العاملون أذن ....

ياس خضير الشمخاوي
رئيس منظمة حوار الديانات
[email protected]



#ياس_خضير_الشمخاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قافلة المنايا
- الجامعة العراقية
- الى متى يبقى الوزير على التلّ ؟


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ياس خضير الشمخاوي - آخر محطات العمر