أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياس خضير الشمخاوي - قافلة المنايا














المزيد.....

قافلة المنايا


ياس خضير الشمخاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 08:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قافلة المنايا
صديقٌ أبله وعدوّ ماكر
ثعلبٌ أنتهازي ....
وراهبٌ أصمّ ٌ أبكم
ينتظرُ معجزة
ورهط مبهم !
لانعرف عنه شيئا
كلهم في قافلة المنايا سائرون
وأنا السيّد .....
أستلبوا منّي عمامتي ،
قطعوا لساني ... ومزّقوا خارطتي
جرّدوني من كلّ شيء
من كلّ شيء جردوني
أنا الشعب ....
فمن ْ ينتفضُ من أجلي !؟
من يعيدُ إليّ هُويّتي !؟
من يرجعُ إليّ عمامتي !؟
أخوة يوسف ؟!
يقتتلون ...
أبنائي ،،،، !؟
سكارى .... ثملون
ليلٌ وخمرٌ معتـــّـقة
تُسقى بكأسٍ مقدّسة
والراهب ، لايرتدّ إليه طرفه
ينتظر معجزة .

... لسنا الأمة الوحيدة التي تعرضت لنقمة التشرذم والضياع ، ولسنا الوحيدين ممن كبا جوادهم في مسيرة الحياة ،
ولكن أنــّى لأمةٍ يكبو جوادها فتعتصر دمه ، وتقتسم عظامه ولحمه ، ثم تظفرُ بالنجاح !؟
وكيف لقافلةٍ في عرض الصحراءِ لم تظلْ والسائسون يتكالبون ثم لا يبصرون ولا يستبصرون وكلّ بما لديهم فرحون !؟
وهل ثمة شيءٍ أكثر حُمقا من الجهل ، سوى أعتقاد الجاهل بأنه يعلم ! ؟.
لذا يعزو سقراط جُلّ آثام الخلق إلى الجهل ، معتبرا أن رأس الفضيلة هي العقل والمعرفة ، وفي غيابهما تغرق الأرض بالعنف والشر .
مقدونيا لم تـُبنى بعضلات الأسكندر وما كان له أن يؤسس أعظم إمبراطورية عرفها التاريخ القديم لولا أن يقدّم عقل أرسطو في طليعة الجيش .
وحيث كانت تغرق الصين في ظلمات الوثنية والأحتراب الطائفي وعدم الأستقرار السياسي كان كونفوشيوس يضع أسس الفضيلة ويفتح على الشعب الصيني نافذة من التنوير والإصلاح لإعادة التوازن ، ولم تزل روحه حاضرة وقوانينه حيّة خالدة في ضمير شعبه إلى يومك هذا .
ومثله عمل جواهر لال نهرو وغاندي حيث أعادا للهند كرامتها وهيبتها بفكرهم ونضالاتهم ومؤازرتهم لشعبهم .
المشاكل السياسية والأجتماعية التي كان يعاني منها المجتمع اليوناني والمجتمعات الأخرى قبل أكثر من ألفي عام ، لازالت هي نفسها ، مع الفارق في غياب التكامل بين المعرفة والسلطة من جهة وعدم حضور أفلاطون كنموذج في عقل الإنسان العربي المعاصر من جهة ،
وفي ظل غياب هذا الوعي الجماهيري ، لاشك أن ألفا مثل أفلاطون لايستطيعون بناء مدينة فاضلة ، وربما نحتاج الى ألف نبي كي نبنى قرية مثالية واحدة .
ولا غرو أن من أهم الأشكاليات والأتهامات التي وجّهت الى سقراط ، هي نظرته الرجعية فيما يتعلق بحق الأنتخاب والترشيح الديموقراطي للشعب .
أذ يرى أنه ليس من الحكمة أن يكون كل الناس لهم نصيب في الحكم أو الحق في رسم سياسات الدولة .
لم تأتي أطروحة سقراط عن فراغٍ أو قصور في النظرة الفلسفية لمفاهيم ومعاني العدل الأجتماعي ،
أنما أراد أن يقول بأن أفراد الشعب ليسوا متساوين من حيث الكفاءات والميزات والمعارف التي يمتلكونها .
وبالتالي عندما تسنح فرصة لرجل ما أحتلال مركز ليس مؤهلا أن يشغله ، حتما سوف يحصل تجنيّ وأعتداء على العدل والديموقراطية نفسها .
على الناخب أن يعي دوره في أنتخاب من يمثله أذن ، وعلى المثقف أن يرعى عديمي الفهم حتى ينضجوا ولاشك أنه مسؤولٌ أيضا عن حمايتهم من مصائد الأنتهازيين والنفعيين والوصوليين .
دور المؤسسات الأخلاقية والثقافية والأعلامية في المجتمعات النامية لازالت شبه عاجزة إن لم تكن عاجزة تماما في أخذ مواقعها الحقيقية .
للأسف نقولها وبحرقة وألم ، أن معظم سوادنا لا زال فاقدا للرؤيا التحليلية الناضجة لسياسة الدولة والمجتمع ، مما جعله أكثر عرضة للأستغلال والأستغراق العاطفي المزيف ،
أضف إلى ذلك أنّ غيبوبة الشعور بالحس الوطني لدى الأصوات المستقلة والنزيهة مع غياب ذلك الحس لدى معظم التيارات السياسية المتصارعة ، جعل من المواطن العربي البسيط فاقدا للسيطرة فاقدا للتركيز ، يدور في حلقة مفرغة من المتاهات اللانهاية لها .
وكلما أزدادت الصورة ضبابية كلما ضعفت الرؤيا الثاقبة لدى الجماهير وكلما فقدت أهليتها في أختار الأصلح لتمثيلها .
المشهد السياسي اليوم بات محزنا ومؤلما ، يشوبه القلق والتوتر والتناقض ، فالكل يغنـّي على ليلى والكل يتباكى على الشعب والدين والوطن والكل يصيح ....
بلادي بلادي لك حبي وفؤادي ...
لكن في واقع الأمر لاتعدو كونها شعارات يتغنون بها من أجل الوصول الى قبة البرلمان والخلود على كرسي الحكم الى الأبد ، وقد أفرغوها من كل محتاواها الوطني والحقيقي ...
وقافلة الموت تسير مستمرة والسائس لا يرعوي والجياع يتساقطون كالفراشات الواحد تلو الآخر .
والمؤمن الغبي سوف يـُلدغ من جحرهِ ألف مرّة ومرّة ، طالما هناك سياسي مخادع وطالما هناك ساذج لا يميز الغثَ من السمين .
ياس خضير الشمخاوي
رئيس منظمة حوار الديانات



#ياس_خضير_الشمخاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العراقية
- الى متى يبقى الوزير على التلّ ؟


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياس خضير الشمخاوي - قافلة المنايا