أغصان الزيتون

ياس خضير الشمخاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 15:11
المحور: المجتمع المدني
    

قانون الغاب الذي أعتمدته المجتمعات المتوحشة والبدائية في عصور ماقبل التاريخ والعهود المظلمة لم يزل نهجا ودستورا تعتمده بعض الفصائل والتيارات الأسلامية في فرض وجودها على الساحة السياسية والأجتماعية تحت ذريعة ، ( أن الحكم لله ) ولا بديل لرأي أو طرح آخر طالما أن تلك الفصائل قد أعتقدت أنها السفارة الوحيدة بينها وبين الخالق التي تمنح حق جواز الأيمان والعيش بسلام .
أذ لا سلام ولا عيش كريم ولا حرية في الحوار مالم تذعن أوتصدق بأن الجادة التي رسمتها حرابهم وسيوفهم الملطخة بالدماء هي جادة الصواب .
وأية أفكار تلك التي تختمر تحت أسنة الرماح ومسالخ الذبح !؟
وبكل وحشية وصفاقة تصادر حقوق الأنسان وحرية الكلام وتقطع الألسن وتفصل الرؤوس بدعوى أنها حرب من أجل الله ومن أجل أعلاء كلمته متناسين تماما أن للأنسان حق في حرية أختيار المعتقد والدين الذي يراه مناسبا للتواصل الروحي والنفسي مع الرب وليس من خلال قناعات آخرين تفرض بالقوة والأكراه .
أثارة الرعب والهلع في قلوب الناس لاسيما أستهداف الأقليات من الديانات الآخرى ، هي السياسة التي تعتمدها تلك التيارات الدينية من أجل التأسيس لدولة راديكالية دينية تفرض قوانينا بالقوة والأبتتزاز ، وقد نجحت الى حد ما للوصول الى مراكز متقدمة في قيادة الدولة وتمرير قراراتها وسياساتها القمعية ضد المخالفين من الطوائف الآخرى والتكتلات التقدمية على صعيد العمل السياسي والمدني .
أذ لاحرية حقيقية للصحافة والأعلام ولا حرية كاملة لعمل منظمات المجتمع المدني ألا في حدود ضيقة أذ لا خيار لك إلا أن تسبح في نفس الفلك الذي تدور فيه تلك الجهات المتنفذة أو التيارات الأسلامية المتطرفة ، طالما أن اليد الطولى للأحزاب الدينية التي تمتلك أجنحة مسلحة تعيث في الأرض فسادا ، حيث باتت وللأسف الشديد أيدلوجيات تلك الأحزاب ومليشياتهم المسلحة قوانين حتمية التطبيق والتنفيذ طوعا أو كراهية .
وما تواجهه اليوم منظمتنا ، ( منظمة حوار الديانات ) الداعية لنبذ العنف والتطرف ضد الأقليات الدينية من المسيحيين والصابئة والأيزيديين وأدانة عمليات الترحيل القسري وهدم المعابد والكنائس ، قد باتت تواجه تلك المنظمة ألوان عديدة من المضايقات والتهديدات فضلا عن التسقيط الأجتماعي الذي تسعى له تلك الجهات التي لاتؤمن بالحريات والأسس الديموقراطية التي يعيشها العالم الأوربي والغربي والدول المتقدمة .
الأفكار التحررية قطعا سوف لن تموت ولن تنطفيء بنهاية منظمة حوار الديانات بل سوف تبقى شعلة يحملها دعاة السلام ومحبي الخير لكل شعوب الأرض وأن كانت الذئاب من حولها مستكلبة ، بل سوف تبقى الحمامة وأغصان الزيتون التي أتخذته المنظمة شعارا لها منارا يخيف ظلمة عقول المتعجرفين .

#ياس_خضير_الشمخاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات