|
علم العراق في (ديرة بطيخ)!!
زينب منصور حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 08:28
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
في عام 1925 صدر الدستور الملكي الذي نصت المادة الرابعة منه على أن تكون أوصاف العلم العراقي، على الشكل والأبعاد الآتية: طوله ضعفي عرضه ويقسم أفقياً إلى ثلاثة ألوان متساوية ومتوازية أعلاها الأسود فالأبيض فالأخضر على أن يحتوي على شبه منحرف أحمر من جهة السارية تكون قاعدته العظمى مساوية لعرض العلم والقاعدة الصغرى مساوية لعرض اللون الأبيض وارتفاعه ربع طول العلم وفي وسطه كوكبان أبيضان ذوا سبعة أضلاع يكونان على وضع عمودي يوازي السارية. وقد استمر العمل بنشر هذا العلم حتى انهيار النظام الملكي وقيام الجمهورية الأولى (جمهورية عبدالكريم قاسم) في 14 تموز 1958. ولم يتطرق الدستور الصادر في 27 تموز 1958 إلى أوصاف العلم العراقي على نحو ما فعل الدستور الملكي وإنما ترك ذلك إلى القانون الذي يتم إصداره لذلك نصت المادة (6) من دستور الجمهورية الأولى على أن (يعين علم العراق وشعار الجمهورية العراقية والأحكام الخاصة بهما بقانون) وفعلاً فقد صدر قانون علم الجمهورية بالقانون رقم 102 لسنة 1959 المنشور في الجريدة الرسمية (الوقائع العراقية) بعددها 189 في 27/ 6/ 1959 الذي نص على أن العلم العراقي الجديد يتألف من الألوان الأسود والأبيض والأخضر والأحمر والأصفر وهي الألوان التي تمثل أدواراً مجيدة في تاريخ العراق وعلى ان يكون شكل العلم مستطيلاً طوله ضعف عرضه ويقسم عمودياً إلى ثلاثة مستطيلات متساوية أولها من جهة اليسار الأسود فالأبيض فالأخضر ويتوسط المستطيل الأبيض النجم ذو الثمانية رؤوس وهو النجم العربي لونه أحمر رمزاً لثورة 14 تموز وتتوسط النجم دائرة ذات لون أصفر يحيط بها حزام أبيض. أما المادة الثانية من هذا القانون فتشير إلى ما ترمز إليه سمات هذا العلم وألوانه فاللون الأسود لراية الرسول وراية العرب في صدر الإسلام واللون الأخضر لراية العلويين واللون الأبيض لراية العرب في الشام واللون الأحمر لراية ثورة 14 تموز وراية العرب في الأندلس واللون الأصفر لراية صلاح الدين الأيوبي ويمثل النجم المثمن الأحمر والدائرة الصفراء العرب والكرد. وبعد انقلاب 8/ 2/ 1963 على حكومة الجمهورية الأولى فان رجال الجمهورية الثانية رفضوا العلم الملكي وعلم الجمهورية الأولى ومع هذا لم ينص (القانون رقم 25 لسنة 1963)على ما يتعلق بالعلم العراقي لذا صدر قانون العلم العراقي رقم 28 لسنة 1963 في 30/ 4/ 1963 متأثراً بالعلم الخاص بالجمهورية العربية المتحدة التي قامت بعد وحدة مصر وسوريا على الرغم من أن هذه الجمهورية انتهت بانفصال سوريا عن مصر سنة 1961 وتم نشر هذا القانون بالجريدة الرسمية في العدد 812 في 8/ 6/ 1963 حيث قرر هذا القانون بأن العلم العراقي يتكون من ثلاثة ألوان الأسود والأبيض والأحمر لثلاثة نجوم كل منها ذات خمس شعب لونها أخضر على ان تكون الذؤابة الخامسة فوق الخط النجمتين المجاورتين إلى الأعلى، والمسافات بين النجوم الثلاثة وحافتي العلم متساوية ويكون العلم مستطيل الشكل عرضه ثلثا طوله ويكون من ثلاثة مستطيلات متساوية الأبعاد بصورة أفقية أعلاها اللون الأحمر وأوسطها اللون الأبيض وأسفلها اللون الأسود وتتوسط النجوم المستطيل الأبيض. وقد استمر العمل بهذا الشكل على الرغم من صدور تشريعات جديدة حتى يومنا هذا. واعتمدت الجمهورية الثالثة (جمهورية الأخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف) القانون السابق بشأن علم العراق. أما دستور 21/ 9/1968 الذي جاء بعد الإطاحة بنظام الأخوين عارف فقد نصت المادة (6) على أن يعين العلم العراقي والشعار العراقي والأحكام الخاصة بهما بقانون وهذا ما قررته المادة (9) من الدستور العراقي لسنة 1970. وتم إجراء تحوير بسيط على علم العراق بإضافة عبارة (الله أكبر) وأقر التعديل في 14 يناير 1991، بعد الاجتياح العراقي للكويت، ولم يتأكد رسمياً تغيير رمز النجوم الثلاث لتمثل أهداف حزب البعث "وحدة، حرية، اشتراكية"، أما إضافة عبارة "اللّه أكبر" بين النجوم، وكانت العبارة مكتوبة بخط يد الرئيس الأسبق صدام حسين. وفي 26 ابريل 2004، أعلن مجلس الحكم العراقي عن علم جديد للعراق ووفقا لمجلس الحكم، فقد تم تصميم علم جديد من قبل الفنان رفعت الجادرجي، وتم اختياره من بين 30 تصميماً. والعلم أبيض، مع خطوط متوازية في الربع (أو الثلث) السفلي بألوان أزرق-أصفر-أزرق، الخطان الأزرقان يمثلان نهري دجلة والفرات، أما الخط الأصفر فيرمز للأقلية الكردية في العراق (حيث كانت القيادات الكردية تطالب برمز يمثل الأقلية الكردية في علم العراق الموحد)، في وسط المساحة البيضاء هناك هلال إسلامي أزرق كبير. ويمثل هذا العلم الجديد خروجاً عن التصميم المعتاد للأعلام العربية من حيث الألوان ذات التاريخ الطويل، الأخضر والأسود تمثل الإسلام (و يقال إن اللون الأخضر كان اللون المفضل لنبي الإسلام محمد بن عبد الله)، والأحمر يمثل القومية العربية، أما الهلال الإسلامي فعادة ما يلون باللون الأخضر أو الأحمر. واللون الأزرق على الأبيض في العلم أدى إلى الكثير من الجدل في العراق، بالإضافة لعدم تواجد الألوان المعتادة في الأعلام العربية، وإزالة عبارة "اللّه أكبر" بغض النظر عن صاحب فكرة إضافتها. وفي 28 ابريل، أعلن رئيس مجلس الحكم العراقي مسعود بارزاني عن تصميم معدل من العلم، استبدل فيه اللون الأزرق الفاتح بلون ازرق أكثر قتامة كما كان قد قدم للصحفيين في 26 ابريل. ومن غير المعروف فيما إذا كان التغيير استجابة للاحتجاجات، أو لتصحيح خطأ مطبعي في النسخة السابقة كما أعلن المجلس إن النسخة الحالية هي نسخة مؤقتة ستستخدم في الأشهر القادمة إلى أن يتم اختيار العلم النهائي. إلا أن رفض جماهير الشعب العراقي من الشمال إلى الجنوب أدى إلى إلغاء المشروع المتهم بتعمد إبعاد العراق عن محيطه العربي، فضلاً عما اعتبر من قبل البعض تشابهاً بين العلم المقترح وعلم إسرائيل. وتم تغيير الكتابة الموجودة على العلم العراقي عام 2004م فبدلاً من أن تكون عبارة (الله أكبر) مكتوبة بخط يد صدام حسين أصبحت تكتب بالخط الكوفين، وقد تم تغيير هذا العلم في كانون الثاني عام 2008م. وفي 22 يناير 2008 أقر مجلس النواب العراقي قانون تغيير العلم والذي أزال بموجبه النجوم الثلاثة التي كانت ترمز إلى الوحدة والحرية والاشتراكية، التي كانت أهداف لحزب البعث العربي الاشتراكي (والتي كانت سترمز إلى الوحدة التي لم تحدث بين مصر وسوريا والعراق سنة 1963)، وإبقاء خط عبارة "الله أكبر" بالخط الكوفي، وسيبقى هذا العلم لسنة واحدة، وبعد ذلك سوف يتغير العلم إلى شكل آخر، وقد تعرض هذا القرار لانتقادات واسعة. ورفع العلم العراقي الجديد المؤقت رسمياً فوق مبنى رئاسة الوزراء في بغداد يوم الثلاثاء 5 شباط 2008م، كما تم رفعه أيضاً في كردستان العراق، إضافة لعلم كردستان. الجدير بالذكر أن مجلس النواب والحكومة وبعد انتهاء مدة السنة المقررة لتصميم علم جديد نسوا ذلك ولم يشيروا لا من قريب أو بعيد عن ذكره. المضحك المبكي في قانون الدولة الجديد أنه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد للأسباب الموجبة لوضعه أو طريقة رفعه على المباني الرسمية وعلى السيارات الحكومية والدبلوماسية، ولا عن طريقة وضعه في مكاتب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء والوزراء، بل كان هذا العلم يوضع حتى بمكاتب المسؤولين وبيوتهم وبيوت شيوخ العشائر وغيرهم خلافاً للقانون، ونجد أن هؤلاء يضعون عدة أعلام في مكاتبهم وكأنه من ضمن ديكوراتها، مع أننا نعلم أن علم واحد هو المعمول به، وذلك بوضعه على الجهة اليمنى للمسؤول. كما لم يشر القانون للعقوبات التي تمس بكرامة العلم أو طريقة إتلافه عند تمزقه أو قدمه، ولا طريقة رفعه عمودياً أو أفقياً(أي لون يكون للجهة البمنى)، (أي لون يكون للأعلى). أما الخط الكوفي لكلمة الجلالة الله وأكبر، (الذي اعتمد بعد الاحتلال)، فقد تكيف بأنواع الخطوط حسب الرغبة فكانت بين الخط النسخ والكوفي والرقعة وغيره، وكأننا في كل ما ذكرت أعلاه وأدناه، في (ديرة بطيخ).
#زينب_منصور_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعوش طائرة عكس اتجاه الزمن
-
بلفور أستمد وعده المشؤوم من كورش الفارسي
-
من قال أن للقطة 7 أرواح ؟
-
غسيل الدماغ
-
كربلاء هي ثورة المظلوم على الظالم وصرخة الحقّ في وجه الباطل
-
نملة بن لادن الإرهابية
-
الصرصار يتحدى الجوع والموت وأساتذة المدارس
-
قصيدة (رثاء البصرة) للشاعر ابن الرومي
-
الطماطم و(الطماطم السوداء)، طبيبك في بيتك
-
أحذروا مكعبات ماجي
-
الإرهاب...والمشمش
-
لله يا محسنين ....رشاوى قليلة تدفع بلايا كبيرة
-
هل يستطيع المسؤولين العراقيين نقد ذاتهم؟
-
ميزانية العراق بين قسمة الشفع والوتر
المزيد.....
-
نرجس محمدي: لماذا تتنازل طهران؟
-
الكمين الثالث -انتصارا لدماء السنوار-.. -القسام- تعرض مشاهد
...
-
طهران.. انتقادات للدور التركي في سوريا
-
مواصي خان يونس.. مجزرة جديدة
-
لافروف يحذر من إرسال قوات إلى أوكرانيا
-
بعد حلب وحماة.. هل تتجه سوريا للتقسيم؟
-
مع اقتراب عيد رأس السنة.. بوتين يتعهد بتحقيق أمنيات ثلاثة أط
...
-
-كتائب القسام- تعلن استهداف قوة إسرائيلية راجلة جنوب غزة
-
ماكرون: سأقوم بواجباتي كرئيس حتى نهاية ولايتي في 2027
-
حميميم: الجيش السوري مدعوما بالقوات الجوية الروسية يصفي نحو
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|