أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - قراءة في مجموعة قصصية















المزيد.....

قراءة في مجموعة قصصية


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 21:10
المحور: الادب والفن
    


مرافيء الصلاة في قصص صباح محسن جاسم
قراءة في مجموعته القصصية(تلك الزهرة البرية)
سلام كاظم فرج..
صدرت عن مركز ميزوبوتاميا الثقافي في بلغراد مجموعة قصصية للقاص والمترجم الاستاذ صباح محسن جاسم والتي ضمت اكثر من مائة نص سردي يتوزع بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.. وقد نلت شرف الحصول على نسخة من هذه المجموعة الثمينة اهداني اياها الصديق العزيز ابو ايلوار رغم قلة ما وصل اليه من الناشر من النسخ المطبوعة..
لكي ندخل الى عالم صباح محسن جاسم القصصي لنستكشف جذر الهم الذي يؤرقه مضمونا واسلوبا لا بد ان نعرف الخلفية الفكرية التي ينطلق منها.. فهو شاعر يكتب باللغتين العربية والانكليزية,, وهو مترجم له اطلاع واسع على معطيات المدارس النقدية الاوربية وما وصل اليه فن السرد العربي والعالمي في الرواية والقصة, لكنه ايضا يحاول ان لايكتب مثل أحد سبقه, ومعوله يحفر في صخرة الواقع العراقي بعيدا عن كل النظريات ,,وصباح محسن جاسم عضو جمعية شعراء العالم وصديق الشاعر جاك هيرشمان والشاعر فرلنغيتي والشاعرة اكنيتا فالك من اميركا. والذي ترجم الكثير من قصائدهم ولبى دعوتهم للحضور الى مهرجان سان فرانسيسكو للشعر العالمي . واعتمدت كلمته كبيان شعري للمؤتمر.. تجده في كل قصائده وقصصه ومنها قصص المجموعة هذه قريبا من مرافيء الماء العراقي. فراتيا, يجد صلاته ووضوءه وروحه في الطين الحري للفرات.. في بلم على الشاطيء كئيب هجره الملاح والركاب.. ملتصق بالفرات . موجوع بالاطفال الفقراء .. قريب من عصفور طائر او نبتة بامياء متطاولة في حديقته او نخلة زرعتها زوجته الراحلة .. او شجرة رارنج غامزة وفي كتاباته يمتزج الضحك بالنشيج ,, يجعل النهر يمزح, والكحل يرقص,, يغازل شناشيل روجينا, وروجينا يهودية عراقية من المسيب. بقيت اطلال بيتها شاهدة على عصر كان فيه الناس يحبون بعضهم كأنهم روح المسيح ومحمد والحلاج وبوذا.. لا تفرقهم الخرافة ولا تمنع الفرح عنهم تعصبات مصنوعة بغاز الخردل المميت..
مرافي صلاته ضفاف الفرات,, يعتمد صباح الجاسم الجملة القصيرة جدا المكثفة لفكرته. التي يلتقطها من مسرح الحياة لا من بنات افكاره, فهو مخلص لحراك شعبه العراقي بكل تألقه وانحداره,, لا ييأس مهما بلغ الوجوم التراقي ,, واليأس البلعوم.. متفائل الى حد اللعنة!!..
تؤرقه في قصصه وحياته الشخصية على السواء معادلة التعامل مع الاحتلال الاميركي كمخلص من نير نظام دكتاتوري غاشم من جهة, وما تركته الفوضى على احوال الناس البسطاء الطيبين, من جهة أخرى, وبعض قصصه التي كتبها في بدايات سقوط الدكتاتورية فيها ارهاصات وتوقعات لما سيحل بالبلاد من محن بسبب ما اصطلح عليه (الفوضى الخلاقة..)
ففي قصته القصيرة(( التجربة الاميركية)) ..يتحدث عن اعتقال ناقد اديب عن طريق الخطأ من قبل المارينز وما جرى له من مفارقات.. في تورية ذكية الى العماء المقصود وغير المقصود في تعامل الاميركي البشع والجميل في آن مع الاحداث دون التفكير بما سيتركه هذا العماء في زرع بذور كراهية ممتدة بين الشعبين الاميركي والعراقي ( وكأنك يا بو زيد ما غزيت !!)..
مفردات قصصه تغوص عميقا في الفولكلور العراقي, وهمه هم عام .. حتى وإن كتب عن نفسه بصيغة الراوي العليم او بصيغة الغائب,, او صيغة المخاطب,, فقد تجده متناولا لعبة (الجعاب..) او(الكبي ). وما تعارف عليه اطفال العراق من العاب ,,
للطفولة والاطفال حيز كبير في قصصه,, والشيوخ الطاعنين في السن والمهمشين الفقراء والمتعبين ايضا.. بائع الشعر بنات . وترنيماته,, الشناشيل ,والطقوس الشعبية,, العيد وتقاليد الاحتفال به,,
في نصه ــ جدائل بلون القمر ــ لا يتردد في استعمال مفردة البوشي بدلا من الخمار مثلا لكي يجعل النص في متناول القاريء البسيط, فهمه القاريء وكيف يوصل رسالته اليه لا الناقد,,, مهما كانت اهمية الناقد..
قد يضع كلمة ( وايد..)..(واجد ..) لتعني كثير .. وفق اللهجة الريفية الجنوبية..
وقد يضع عنوانا فيه استعمال عامي شائع لقصة من قصصه ــ بعد شيبي رحومي ــ ,,( بعد شيبي اصطلاح عامي عراقي جنوبي يعني على وجه التقريب ــ فداء لك كهولتي وشيخوختي تعبيرا عن الاعجاب العالي..)
لنر كيف يبدأ نصه جدائل بلون القمر :
((وهي تضع (البوشي) على وجهها كستارة مسرح ترفض الانزياح قيد انملة ومع كل ما ترتديه من موانع وحجب حين تهم بالتبضع من سوق المدينة. لم تمنع استحكاماتها من محاولات بعض الفضوليين يتطلعون اليها بشراهة عيونهم الحمراء تكاد تخترقها ,,,,))
القاص الاستاذ صباح الجاسم يقترب في نصوصه من كبار الشعراء العظام في تناوله اليومي والهامشي, فهو لا يتحرج من ان يكون عنوان احد نصوصه مثلا (باميا ) يكتبه بإسلوب بسيط عن نبتة الباميا وكيف تنمو لنكتشف انزياحات مركبة وترميزات متطامنة تكشف عن قدرات في تقديم الهامشي بثوب بسيط لكنه عميق الدلالة والترميز..
في قصصه القصيرة جدا والتي تكدست في الصفحات الاخيرة من المجموعة نلمح ذلك التطور النوعي في فن السرد لديه حيث يصل التركيز الى ابعد مدياته والترميز الى اقصى تشفيراته في لغة سهلة مبسطة لكنها تستبطن تحريضا كامنا وتستحث الفكر على التنقيب في جمرة السؤال .. وقد يظن البعض ان الكتابة على هذا المنوال متاحة .. وهذا الظن ابعد ما يكون عن الحقيقة..
لا امدح نصوصه جزافا.. لكنها تمثل النموذج لما ينبغي ان تكون عليه القصة القصيرة السهلة الممتنعة بعيدة الغور الغائصة في اعماق البحر العراقي بكل ما فيه من حيوات , وبكل ما يحمل من ألم وشجن.. وفرح وأمل...
ثلاثة نصوص مختارة
من مجموعته.تلك الزهرة البرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضمامة آذار...
ــــــــــــــــ بكل ما يحتضناه من اسماك,سلاحف , سرطانات, حلازين, ضفادع, أفاع, عناكب, قصب واعشاب راقصة على موسيقى نابعة من دفء الغرين,
ظل دجلة والفرات يتأملان جسور الشهداء.
كم نبهت النوارس عن حكايا الطيب؟ مذ عهد جلجامش مرورا بالسندباد , كهرمانة وشهرزاد !
في آذار النبت يثور العشب , الزنبق ,القداح,الاقحوان, الجبال,الزهر,الطيور, الفراشات , والاسماك تتقافز, الكل يضج الى الاعلى.. عدا الرصاص سرعان ما يموت افقيا وحسب.
سفح قنديل..
ـــــــــــــــــ مذ باكر الصباح ترشقه القنابل حتى ذؤابة النهار.في المساء يلوح للنجوم كي تمر عبر موانيء الرحيل.
اكثر من عشرين عاما يسأل سفحه / كم بلغك من قبلات الندى؟
تتأوه الريح بما يشبه العزف وسط رائحة دخان وشواء وقرى راحلة وصراخ اطفال . مرددة مع صدى دقات ناقوس صادحة من كنيسة في الجوار:
قنديل .. قنديل.. قنديل.
فيما غالبية القوم نيام!
إيمان
ـــــــــــــــ قالها على عجل ثم رحل تاركا الحال على ما هو عليه: كلنا نحب انبياءنا,, لكننا لا نحترم وصاياهم البتة !!..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقتياد الحروف الى المعنى
- وعن حلبجة تحدثنا
- قصيدة نثر, لانثر شعري
- إشكالية مستحقات شركات التنقيب عن النفط في كردستان العراق
- أسوأ من غريب كامو
- مابين ( استير وجبير) خاصمتني القصيدة.....(مقاصة..)
- انا وجريدة التآخي ( ذاكرة صحفية)
- بلا ورد.. بلا أزهار
- فوضى السرد الخلاق
- الكاشيرة
- قراءة انطباعية في مجموعة انمار رحمة الله القصصية ( عودة الكو ...
- قراءةإنطباعية في مجموعة فاطمة الفلاحي الشعرية....رسائل شوق.. ...
- قصص ليست بقصص لكنها قصيرة جدا
- نداء الى المثقفين العراقيين ..
- مدان في مدن وعقدة الشعور بالاضطهاد
- الامام علي وفائض القيمة
- ذريني الوك صمتي...
- ايام كارتون والنص الجامع
- ذهول
- نصوص هائمة....


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - قراءة في مجموعة قصصية