أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - ايام كارتون والنص الجامع














المزيد.....

ايام كارتون والنص الجامع


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 18:02
المحور: الادب والفن
    


(( ايام كارتون..والنص الجامع...))
محاولة لقراءة مجموعة الشاعر
علي الاسكندري...
سلام كاظم فرج..
ليس من السهل ولوج عوالم علي الاسكندري الشعرية بدون التعرف على مجمل تجربته الشعرية التي تمتد منذ بداية تسعينات القرن الماضي الى يومنا هذا.. فالإسكندري شاعر تسعيني.. له بصمته الخاصة..وتجربته تذكرنا بعبق ايام النشر عن طريق الاستنساخ اليدوي المحدود
لكننا نطمح بعجالة ان نقدم مجموعته الشعرية الجديدة ( ايام كارتون).. محاولين جهد الامكان التنويه بمنجزه في التجريب بأعلى سقوفه.. ومدى امكانية ان نطلق على بعض نصوصه بالنص الجامع كناية عن النص المفتوح غير المسبوق. او المكتوب خارج سياقات الكتابة المتداولة المعروفة..
ما عادت النصوص المنغلقة على نسيج ثابت تغري القارئ بالتواصل او الاندماج معها.. والاسكندري احد رواد تمزيق شرنقة ذلك النسيج المتعارف عليه في النصوص الشعرية ألمعاصرة
ربما هو يحاول ان يكون مخلصا لأطروحة دريدا حول النص المفتوح الجامع المنفلت من عقال التكرار
يقول جاك دريدا( ان اي نص لم يعد كيانا منجزا للكتابة.. لم يعد مجرد محتوى مسيج في كتاب.. لكنه شبكة خلافية معقدة.. نسيج من الآثار تشير بطريقة لانهائية الى شيء ما غير نفسها.. اي الى آثار خلافية أخرى.. وهكذا فان النص يتخطى او يجتاح كل الحدود المخصصة له..).
هكذا وجدت نص الاسكندري الاخير ايام كارتون..والنصوص الاخرى التي اشتركت في تكوين مجموعته الاخيرة..
وجدت فيها ما يشبه توريط قارئها في نشاط خطر يشترك مع كاتبها في إعادة خلق عالم شعري خاص غير متوقع..ثوري.. وغير مسبوق..
رغم اخلاصه الذي يقترب من التبني العقائدي لقصيدة النثر وجدت حنينا طاغيا لقصيدة التفعيلة في نصه ( تفاحة الدهشة)..لكنه هنا يمنحها غموض النص المعاصر الذي ميز قصيدة النثر العراقية التسعينية..
(( وتخطى دهشة الفجر على برعم ثغري
وامتطى شقشقة الدمع وخلاني وحيد, مالذي صيره قاسيا كالعمر
وقورا كالقصيدة؟؟؟))..
لكنه في ايام كارتون.. يمزق كل شرنقات النصوص القديمة ويدخل من باب الطلاسم لينثر نصا جامعا مفتوحا.. فيه عبق السرد القصصي.. وفيه إعادة قراءة التاريخ.. تاريخ العالم وتاريخ المسلمين.. وفيه محاكمة لمرحلة عراقية صميمة. مرحلة( 58 الى 63) ونهاياتها المأساوية..وعمق الجروح الغائرة في روح الطفل الشاعر.. وطلاسم النص تنفلت تنتقل ما بين الشعري والمسرحي ..في المقدمة يراودك شعور انك ستكون امام نص مسرحي.. لكنه يدخلك بنص تسجيلي من خلال تقرير للأمم المتحدة عن تجارة اطفال الرقيق ..لينقلك بشكل مباغت الى دائرة الشعر
لكن الانبياء ما صحوا من رقدتهم
وطفولتي مرعوبة من هيلمان ابي وعصا المعلم وصاحب الشرطة
وعذاب الله وانا اصرخ
يا عبد الكلام....
ومن غرائب الاضداد تلك المماهاة بين جثة عبد الكريم قاسم وجثة جون كيندي وجثة نوري السعيد..
ومابين كل فاصل توضيحي للتأريخ وللسياسة.. هناك نص شعري مواز..لكنك هنا لا تستطيع أن تميز بين النص وعتبته او بالاحرى عتباته.. فالهوامش والبيانات.. تكاد تكون( حافلة )صالحة لنقل جوهر النص الشعري الملتبس. لكنها حافلة غريبة الشكل !!. ... اتحدث هنا عن النص الرئيس ايام كارتون.......
(( ومن اي عيب من عيوب النص تسلل مسيلمة الكذاب مثل تيس هائم لينفخ في ايامي الكارتونية..))
تجاوزته وتواريت خلف غبار العبارة..!!))
يضعك مع اكثر من عتبة.. واكثر من هامش.. ويساعدك على تلمس مفاتيح نصه الصعب المثقل بعشرات الرموز .. وعشرات الجمل الشعرية المتناصة مع السرديات الكبرى المقدسة وغير المقدسة..ليقدم نصا مفتوحا غرائبيا.. عصيا.. لكنه في الوقت نفسه يمنحك (يعطيك)..(يوصل اليك.)
كل المفاتيح المؤدية لفهمه والتلذذ بفك تشفيراته العميقة.. وبذلك وجدت الشاعر علي الاسكندري احد ممثلي النص المفتوح الكبار..فقد روادتني وانا اتلمس دربي في فهم نصه البديع هذا.. كل التنظيرات النقدية المعاصرة.. لكبار نقاد الحداثة.. وعرفت اي مثقف كبير هو الشاعر.. وتلمست الجهد الكبير الذي يبذله في كتابة نصوصه التي تكتنز الصنعة العالية تمتزج فيها شعرية باذخة مكتسبة ومطبوعة..
المجموعة ضمت اكثر من عشرين نصا كتبها الشاعر خلال العقدين الاخيرين.. وكما قلت من الصعوبة بمكان تناول كل النصوص التي تضمنتها المجموعة.. فكل نص من نصوص الشاعر يحتاج الى وقفات متأنية طويلة.. لكني اقتصرت على النص الأثير الذي يمثل روح المجموعة والنص المختلف عنه تماما والذي شكل حنينا لنص التفعيلة بروح معاصرة حداثوية. اقصد تفاحة الدهشة...
وتبقى النصوص الأخرى مثل( حياة مثقوبة, وانوثة معتقة, وسماء مضادة.. ومأزق وردة الخشخاش, وشعرة اوروك.. تشكل علامات مضيئة في فن قصيدة النثر العراقية المعاصرة.وهي بمجملها تنتمي للشعر عالي النبرة المحتج .. الذي يعكس آثار ما مر به العراق سياسيا واجتماعيا.. وما تركه الاحتلال من ندوب. وما يتركه الجهل والتخلف والامية من دمار ..
لكن سومر واسد بابل.. واوروك.. تظل كعبة الشاعر يرنو اليها.. يتهجد تارة .. ويتألم تارة.. وما بين اليأس والامل. والشك واليقين.. ثمة قصائد هي الشعر باعلى تجلياته.. واغنى ترميزاته..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهول
- نصوص هائمة....
- وردة كاهنة المعبد العصية
- قراءة انطباعية في مجموعة الشاعرة رسمية محيبس الجديدة
- نهدك شاعر نزق..
- الشاعر عبد الستار نور علي والتجريب بأعلى سقوفه... نقد بمحاذا ...
- ليست قصيدة...
- محاولة أخيرة لإسترضاء الحلم..
- دوشا كوكا......... نص تجريبي
- البلاط..
- الرؤى إذ تفوت ..
- عبد الرزاق عبد الواحد,ميكيافلي .وسامي العامري
- حين تخلد اللغة.. الى النوم
- تعال لأعلمك الطيران..نص هائم
- حبيبة الأزل.. نص هائم..
- قصة الغد وقصة الامس
- قريبا من يوسف بعيدا عنه... قصيدة نثر
- اللعب على حبال متهرئة.. نص شعري.. قصيدة نثر


المزيد.....




- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- عودة قوية للسينما البحرينية إلى الصالات الخليجية بـ-سمبوسة ج ...
- كيف نكتب بحثا علميا متماسكا في عالم شديد التعقيد؟
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- هند صبري لـCNN: فخورة بالسينما التونسية وفيلم -صوت هند رجب-. ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - ايام كارتون والنص الجامع