عُقبة فالح طه
الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 01:15
المحور:
الادب والفن
غبش الخريف
شعر: عقبة فالح طه
في البداياتِ
وفي عُشب المسيح المُرّ
كان العابرون
عبثاً في وجه تاريخ المُحال
***
كسروا جرة جوع الأنبياء
وهنا يا نزفنا المرهق
مازلنا هنا
دمعنا المذراف عرس البرتقال
***
في البدايات وُلِدنا
وبأيدينا بذار الغيم قمحاً ذهبياً
حين باح الحَرُّ في صحرائنا
يفضح كتمان الظلال
***
في البدايات نطوفيين كنا
صُنع النيرُ بأيدينا
وأصباغ الجبال
***
حين كنا
حجلاً يكرج في الوادي
ومزراباً يناغي كل أخدود ظموء
***
عندها مَرّ الضبابيونَ
يستلّونَ
من أيدي الضغار/
لقمة الجوع
وكم مر تتار!!
***
والندى يرقبهم مبتلعاً دهشته:
هذه الأرض التي تعقرها جرافةٌ
هذه غربال كنعان
يسفّ المارقين
***
ها همُ مروا عليها /
نمشاً في وجه تاريخ عتيق
غبشاً في عين بحّار غريق
***
من هنا مرت صبايا النبع
بالثوب المطرز
تنقر الوشم على خد الغزالة
والكلابيّون نبّاحون عقّارو طريق
***
وهنا قمباز حصّادٍ تهاوى
من مِسلات العبيد
يشرح الخطو لمن ضل
طريق البيدر المحفوف بالنيران
والصبر الجميل
***
يزهر الصبّار في أهدابنا عشقاً
لنا شئنا /أبينا
موتنا المشوي بالفولاذ
ميلادٌ لجيل
***
من هنا مرّت نساءٌ حاطباتٌ
لشتاءٍ لا يزول
تذرعُ الشوك على غفلة صبحٍ
أثرُ الأقدام محفورٌ على
صخرٍ بوجه الريح
ما زال يقول:
وجعي باقٍ هنا
ومحالٌ أن أبيد
***
ولنا زهرة ثلجٍ
وشرايين النخيل
ولهم
من زبد التاريخ نبّاحٌ وقتالُ قتيل
***
عٌدْ لنا يا صانع الفخار
في العصر الضجوج
وارسم الكُرّاز تاجاً للمروج
وأعدْ من تاه في صحراء عصر الميلامين
وأفق جالوت من غفوته
ليرى
جُعَل المسخوط عملاق العلوج !!
***
#عُقبة_فالح_طه (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟