حسين عوض
الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 01:13
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
إن الإعلام الرسمي العربي هو في خدمة النظام الحاكم, وكذلك الأحزاب سواء الموالية أو المعارضة, والتي تعتبر جماعات مصالح تتبادل الأدوار مع النظام وتغطي على فساده, ولا يركن لها, ولهذا أفرزت فضاءات الإعلام الاجتماعي حركات احتجاجية من خلال سرعتها في استقطاب الشباب.
أما الأنظمة العربية فتلجأ إلى منع وسائل الإعلام التقليدية من الوصول لمكان الحدث, حتى لا تنكشف ممارسات النظام القمعية والتعسفية أمام الرأي العام العالمي, مع العلم أن هذه الممارسات لم تعد مجدية في عصر وسائل الإعلام الجديدة, حيث بات الرأي العام الالكتروني كما سمي في علم الاجتماع تتمثل قوته في كونه " يمتلك جناحين ويحلق أينما شاء دون رقابة أو سلطان".
إن التواصل الاجتماعي مع الآخر من خلال الشبكات الاجتماعية على الإنترنت كانت موضة شبابية سوف تتغير مع الزمن, ولقد نجحت مواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني من التأثير على ملايين المتعاملين مع الأحداث مما قلص استخدام الشباب لشبكات التواصل من أجل الدردشة وتفريغ الشحن العاطفية. فاستخدمت في عصر الثورات لتبادل وجهات النظر السياسية والاجتماعية والثقافية... ونستطيع القول إن الإعلام وحده لا يصنع التغيير, لأن التغيير يتم من خلال الإرادة التي تحركها دوافع الناس الطبيعية. يقول الدكتور علي حرب :- "إن الأجيال الشابة من العاملين على الكتب الرقمية, والذين أحسنوا قراءة المعطيات وفك الشيفرات, واستثمروا عقولهم بإتقان لغة الخلق التحول, هم الذين سيغيرون وجه العالم العربي".
إن أول من استخدم وسائل الإعلام الحديثة الشعب الفلبيني في كانون ثاني عام 2001 فبعد ساعتين من قرار البرلمان تبرئه الرئيس (جوزيف استرادا) من تهم الفساد, تبادل المواطنون الفيلبيون سبعة ملايين رسالة الكترونية تدعو كلها إلى النزول إلى الشارع احتجاجاً, وكانت الحصيلة مليون متظاهر في مانيلا والنتيجة إجبار جوزيف استرادا على الاستقالة, وفي اسبانيا عام 2004 خرجت تظاهرات تم تنظيمها عبر الرسائل الإلكترونية تطالب بإسقاط رئيس الوزراء (خوسيه ماريا ازنار). وفي عام 2009 سقطت حكومة الحزب الشيوعي في مولدافيا على أيدي شبان نظموا أنفسهم عبر الفيس بوك والتوتير.
إن وسائل الشباب اليوم خرجت عن سيطرة الحكومات بدءا من مطلع القرن الواحد والعشرين, الذي يتميز بالثورة التكنولوجية والتواصل الاجتماعي والإعلام.
لقد ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي بدور مميز في ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والحبل على الجرار, والربيع العربي لن يتوقف عند هذه الدولة أو تلك.
#حسين_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
