أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - أسباب الاحتجاجات في العالم العربي














المزيد.....

أسباب الاحتجاجات في العالم العربي


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك أسباب كثيرة أدت إلى اندلاع الاحتجاجات في بلدان الوطن العربي ووصلت ببعضها إلى ثورة شعبية شاملة, من هذه الأسباب (داخلية وخارجية).
الأسباب الداخلية: تتمثل في عسكرة النظام وتفشي نفوذ الأجهزة الأمنية والمخابرات, وارتكابها جرائم جنائية, وتقوم بقمع المعارضة هذا إذا لم يتم سحقها واعتبارها خارجة على القانون, بالإضافة إلى كبت الحريات وانتهاك حقوق المواطنة, وتفشي الفساد والرشوة والبطالة والمحسوبية, وتزوير الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية.
الأسباب الخارجية: من أبرزها سياسات الدول العظمى والاقليمية في دعم الدكتاتوريات والأنظمة العسكرية في العالم العربي, وتأييد السياسات والغطرسة الاسرائيلية, وقتل أمنيات الشعوب في التحرر والديمقراطية, ومترافقا هذا مع فشل الأحزاب الوطنية وقوى التحرر العربية من التعبير عن مصالح شعوبها, مع تبعية النظام الرسمي العربي وانحيازه للولايات المتحدة الأمريكية والغرب, بالإضافة إلى الجوع والفقر والظلم والاستبداد الذي فجر الثورات الكبرى في العالم كما هو حال الثورة الفرنسية عام 1789 والتي كان أحد أسبابها كما يؤكد الباحثون انقسام المجتمع الفرنسي إلى طبقتين أولى تمثل رجال الدين والنبلاء اللتين كانتا تشكلان 2% من مجموع السكان, حصلتا على امتيازات كثيرة, منها إعفاؤها من الضريبة, والطبقة الثانية تشكل 98% عانت من الظلم والاضطهاد والضرائب, وعلى امتداد العقود الماضية لم تتمكن الدول العربية من التغيير بالرغم من كل التطورات التي جرت في العالم وبالتحديد في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية, وبالرغم من هدم جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي إلا أن الأنظمة العربية لم تستوعب هذه التغيرات.
يعتمد النظام الشمولي على شخصية الديكتاتور وما يتمتع به من قوة, بالإضافة إلى استخدام القوة والعنف والإرهاب من أجل السيطرة على مقدرات الدولة ومؤسساتها, وهو نظام لا يراعي الحقوق والحريات الفردية, وتستند الديكتاتورية إلى أساس سياسي يتمثل في الحزب الخاص بها سواء أكان هذا الحزب موجوداً قبل الحكم الديكتاتوري أو بعد قيامه ليصبح الحزب الوحيد في الدولة دون منافس, ومن ابرز الأمثلة على ذلك في القرن العشرين, فاشية موسوليني في ايطاليا 1922, ونازية هتلر في ألمانيا 1933, وحكم فرانكو في اسبانيا عقب الحرب الأهلية الاسبانية, وحكم سالا زار في البرتغال, وكمال أتاتورك في تركيا, بالإضافة إلى الدكتاتوريات الاشتراكية, وفيما بعد تمركزت الديكتاتوريات في بعض الدول العربية.
لقد أخفقت الأنظمة العربية في تطبيق شعاراتها بالحرية والعدالة والتقدم والوحدة بل ساءت الأوضاع في العالم العربي إلى الأسوأ. ويمكن القول من الأسباب التي فجرت بركان التغيير في الدول العربية تعود لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية...وكان الثالوث المعروف الفقر والبطالة والفساد من أهم الأسباب التي عجلت في ثورات الربيع العربي, بالإضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية وتفشي الظلم الاجتماعي المتمثل في الاستيلاء الطبقي على الوظائف الهامة دون أخذ اعتبار للكفاءة العلمية والمهنية, والاعتماد على توريث الوظائف أو المحسوبية والرشوة...ولم يسلم الجهاز القضائي في الدول العربية من الفساد والمحسوبية. يقول المفكر الفلسطيني عزمي بشاره: " لقد ساد في بداية الثورة التونسية اعتقاد مغلوط بأن ما جرى خصوصية تونسية, وليس عربية مردها نزعة تربط تونس بأوروبا, ويتطور المجتمع المدني في ذلك البلد, لكن ما جرى في تونس متصل موضوعيا بالوطن العربي عموما ".
لم تكن الثورات العربية مؤطرة من قبل الأحزاب والإيديولوجيات الماركسية والقومية والإسلامية, وهي ثورات غير إيديولوجية اندلعت بسبب البطالة وارتفاع الأسعار والتسلط المخابراتي والفساد, كل هذه الأسباب كانت محركا لفتيل اشتعال الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا... بدأت في هذه الدول باحتجاجات شعبية طرحت الإصلاح إلى ثورات شعبية شبابية على الظلم والطغيان والاستبداد, ثورة سلمية مدنية لا عسكرية, وفيما بعد التحقت الأحزاب المعارضة المدجنة وغير المدجنة على اختلاف أيديولوجياتها وسياساتها. مما مهد لثورات الشعوب بكل فئاتها الاجتماعية, وفي مقدمتها طلاب الجامعات والخريجين الجامعيين والعاطلين عن العمل...الخ.
إن سيطرة رجال الأعمال على الحكم أما بالتزاوج بين المال والسلطة, أو بالدمج بينهما حيث يسيطرون على مناصب السلطة التنفيذية في الوزارات وعضوية البرلمانات والسيطرة على الإعلام والمثال مصر حيث يستولي العسكر على كثير من حقائب المحافظين لمجرد أن يضمن النظام السياسي ولاءهم له, فالجيش المصري مكون من أغنياء وفقراء يمثلون نبض الشارع, فالوزراء هم مجرد وكلاء عند رئيس الجمهورية, وفقا للقوانين السارية التي تعطي للرئيس صلاحيات واسعة ومطلقة, حتى فقد أبناء المجتمع الأمان والأمل في تحسين أوضاعهم, وما ينطبق على مصر ينطبق على العديد من الأنظمة العربية المتسلطة والفاسدة.



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنازعات الداخلية والمنازعات الدولية
- النكبة الفلسطينية في ذكراها المتجددة
- صناعة السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية
- الحملة الأمريكية الصهيونية على الربيع العربي
- الثورة الفرنسية عام 1789
- أين القدس من التحركات الفلسطينية
- المشاكل التي تثير قلق الإنسان في عالمنا العاصر
- دور المرأة في المجتمع العربي
- ازمة المجتمعات العربية
- سقوط الطاغية
- نقرأ لدرويش
- الجريمة الإرهابية لليمين المتطرف في أوسلو
- المفاوضات والسلطة الفلسطينية
- فجر جديد آخر
- ذاكرة ثائر
- التحدي
- ثورات الربيع العربي
- الزنزانة أرحم
- الفلسطينيون يحيون الذكرى الثالثة والستين للنكبة
- الجذور


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - أسباب الاحتجاجات في العالم العربي