أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمّار المطّلبي - هوغو شافيز: النّسر لا يصطاد الذُّباب !














المزيد.....

هوغو شافيز: النّسر لا يصطاد الذُّباب !


عمّار المطّلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 23:35
المحور: الادب والفن
    


هذه العبارة قالها الرّئيس الفنزويلّي الرّاحل هوغو شافيز، ردّاً على برلمانيّةٍ قاطعتهُ أثناء خطابه، قائلةً لهُ إنّهُ لصّ !
شافيز هو النسخة الفنزويليّة من الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم الذي قتلهُ البعثيّون سنة 1963 م .
كلاهما امتاز بهذا التدفّق في الأفكار مُعبّراً عنهُ بخطاباتٍ طويلةٍ موجّهةٍ إلى شعبيهما .. لا ريب في أنّ ثمّة هاجساً داخليّاً بأنّ حياتيهما قصيرة .. كانا يُسابقان الزمن لقول ما سيحرمهما الموت المبكّر منْ قولهِ و التعبير عنه .
كلاهما عسكريّان انحدرا منْ أصولٍ متواضعة، و على الرغم من أنّ عبد الكريم لم يأت إلى الحكم عن طريق الانتخابات، إلاّ أنّ شعبيّتهُ الجارفة كانت تقوم مقام صناديق الاقتراع .
شافيز و عبد الكريم بسيطان .. الأوّل يرقص بين النّاس حين يستخفّهُ الفرح، و الثاني ينامُ على الأرض في مكتبه !
كلاهما استلهم مثلاً أعلى .. شافيز استلهم سيمون بوليفار و حلمهُ في توحيد أمريكا اللاتينيّة التي ينهشها الفقر، و في سلوك عبد الكريم كلّه تستطيع أنْ ترى منْ بعيد عليّ بن أبي طالب عليه السّلام الزاهد، نصير الفقراء و المساوي في توزيع العطاء !!
كمْ هو اختلافٌ يبعثُ على التأمّل، و يبعثُ على الأسى أيضاً .. أعني أنّ المرء لا يستطيعُ إلاّ أنْ يعقد مقارنةً بين عبد الكريم، شافيز و بين حكّام العراق الحاليّين المنكفئين في المنطقة الخضراء ببغداد !!
الحديثُ عن الدسائس و المكائد بين الأحزاب الحاكمة هناك بات يبعثُ على الملل .. يستطيعُ أيّ متصفّحٍ لمواقعهم على الانترنيت أنْ يلمس ذلك بوضوح ..
يعيشُ البلدُ، فضلاً عن الطّائفيّة و المحاصصة، دوّامةً لا تنتهي من جرائم سرقة المال العام و إراقة دماء المساكين من أبناء الشّعب .. يؤطَّر ذلكَ كلّه بديمقراطيّةً ( غيبيّة ) عشائريّةً ، يُستَغلُّ فيها الدّين أبشع استغلال .
لا تجدُ صورةً لاولئكَ الحكّام صائدي الذّباب إلا و هم جالسون في مكاتب فخمة مُزيّنَة بكُتب و مجلّدات مُذهّبة وأرائك مُذهّبة، و ستائر من حرير!
يتحدّثون بعد أنْ يملئوا بطونهم بالدّجاج و الخروف المُحشّى عن زهد عليّ بن أبي طالب .. يطيب لهم في كلّ مناسبة أنْ يُذكّروا النّاس بأنّهُ لمْ يكن ينام إلاّ حينَ يكنس بيت المال .. ثمّ يختمون بقوله ( أأبيتُ مبطانا... و لعلّ في الحجاز أو اليمامة مَنْ لا عهد لهُ بالشِّبع ) !!!!!!
يُذكّر صائدو الذّباب الناخبين الفقراء دوماً أنّهم شيعة و منْ نسل الإمام علي ، ثمّ يخوّفونهم بين أنْ يختاروهم أو الطوفان السنّي الذي لا يُبقي و لا يذر .. و هناكَ في الطرف الآخر يُخوّفُ المتحاصصون معهم من صائدي الجرابيع ناخبيهم المساكين بين اختيارهم أو المدّ الصفويّ الأصفر بلون الطّاعون !!!
لستُ يساريّاً و لكنّي بكيت حين قرأتُ خبر موت هوغو شافيز .. ما الذي أبكاني؟ طفقتُ أسائلُ نفسي .. أهو مصير الانسان و حياته القصيرة الأمد ، أم هو العذاب، عذاب هذا المرض القاهر الذي أعرفهُ جيّداً ؟!!
ربّما هو ذاك، و ربّما فقراء كركاس الذين كانوا ينشجون على شاشة التلفاز !
ربّما هي ذكرى تلكَ المرأة العجوز الفقيرة في جنوب العراق، تلكَ التي رأيتُها تُخرجُ صورةً باهتة الألوان لعبد الكريم قاسم، تقبّلها بدموعٍ تتلألأ في عينيها المحاصرة بالتجاعيد، ثمّ تعيدها إلى خزانتها الصغيرة التي علاها التّراب !
ربّما ذلك كلّهُ ما أبكاني ، و ربّما هو الحلمُ الموءودُ دوماً بأنْ لا يُرى فقيرٌ على هذه الأرض !!



#عمّار_المطّلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آنَ لي أنْ أمضي
- حكاية أبو الضحضاح الشيشاني
- نعجة أمام الأنبار .. أسد على أهل البصرة !!
- أفي كُلِّ أرضٍ يا عِراقُ عِراقُ؟!
- حقّاً: إنّها بلا حدود !!
- أموتِي هلْ سَئِمْتَ منَ الجُلُوسِ؟!
- إححححححح !
- الطّاعون
- الكُرسيّ
- رُقادي صارَ نفياً للرُقادِ !
- نوح
- سَلَفي !!
- راية كوردستان تُرفرف فوق أنقاض ( المثقّف )!
- حمامة گلَوِي !!
- الحريّة فتاة عاقلة


المزيد.....




- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمّار المطّلبي - هوغو شافيز: النّسر لا يصطاد الذُّباب !