|
سلامٌ عليك
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 11:09
المحور:
حقوق الانسان
سلامٌ عليك تعبتُ من كثر الصلاة إليكِ ...سلامٌ على المصلوبين ظلما أو حباً في تخليصنا من الشريرين,سلامٌ على المقهورين ونحنُ منكِ وإليكِ....سلامُ على الندوب التي في يديكِ....سلامٌ على الصبابة التي في عينيكِ...وسلامٌ على الشوق الذي يجعلني في كل يومٍ أشتاقُ إليكِ....سلامٌ على المختبئ لنا والمكتوب فوق حاجبيكِ...سلامٌ على الحمائم الذي طار من بين يديكِ...سلامٌ عليك وصلتُ لتوي وكلي خوفٌ عليكِ..سلامٌ عليك أتيتِ من عالم الغيب..سلامٌ عليك أطللت من نفحة الربِ...سلامٌ عليك حملتك الملائكة بين جوانحها لتوصلك إلينا..سلامٌ عليك وعلى قلبك الطاهر وعلى أشعة الشمس كلما سقطت عليكِ..سلامٌ عليك أصبحت ديارنا خرابا بعد أن غبت عنها في العالم الذي لا نعرفُ عنه أي شيءٍ..سلامٌ عليك أن المداد لبجرٍ من الكلمات وأنت القلم الذي تعلمنا على يديه...سلامٌ على بيتك أينما كان وكيفما صار وسلامٌ على كل من قبل بفمه يديك...سلامٌ على عطركِ الذي يفوح من الجوري ومن الياسمين ومن زهر أشجار الزيتون...سلامٌ عليك بكيتِ علينا وبكينا عليك...سلامٌ عليك تبسمت لنا وتبسمنا إليك...سلامٌ عليك يا عصفورة طائرة ويا فراشة الروح التي تحلق في أحلامنا حين نعجز حتى عن رؤية الأحلام الندية وسلامٌ عليك يوم طرقنا الباب عليك..سلام عليكِ لا تملين من النظر إلينا ولا تتعبين من حملنا في بطنك أو بين يديك...
سلامٌ عليك وقد عجزتِ عن شكري إليك وسلامٌ على كل لسانٍ طريٍ لان من كثر ما ذكر اسمك بين الشفتين...سلامٌ عليك أنا لا أملك من أمري شيئا ولا أعرف عن مصيري أي شيءٍ سلامٌ عليك يوم اللقاء ويوم والوداع ويوم أذكر اسمك ويوم أجلس على قارعة الطريق أنتظر قدومك إلينا...سلامٌ على ثيابك الطاهرة التي لم يلمسها بيده لا إنسٌ ولا جنيٌ ولا عفريتٌ...سلامي عليك مددت لنا يداك قبل أن نمد إليك يدانا وسلامٌ عليك يوم عرفت ما نريده منك قبل أن تنطق الشفتين...سلامٌ عليك يوم أنقذتنا من الموت جوعا ومن الموت عطشا وسلامٌ على بيتك وأهلك وعشيرتك وأقربائك..سلامٌ على سقف السماء الذي يسترُ عليك وسلام على الطرقات الضيقة التي تتسع لكل الناس عندما تشعر بدبيب خطواتك عليها...وسلامٌ على الأهل وعلى الأقارب وعلى النجوم المتلألئة في داخل عينيك...سلامٌ على الليل الطويل حين تقتلينه بالضوء الساطع من عينيك...سلامٌ عليك لأنك العذراء التي نمتُ الأعشاب من دموعها وأينعت الأوراق طربا على شجونها..سلامٌ على الأطفال اليتامى الذين يعيشون من نماء روحك ومن تعب يديكِ...
سلامٌ عليك طويتُ المسافات وأبحرتُ في الرمال حتى وصلتُ إليك...سلامٌ عليك أحرقت دمي عليك سلامٌ عليك تعبت من الانتظار طويلا ولم تزل عيني ترتقبُ ظهور عينيك..سلامٌ عليك أنا رجلٌ خسرتُ كثيرا لأكسب يومَ الرجوعِ إليك...سلامٌ على بلادٍ عشنا فيها ومتنا فيها وسندفنُ فيها ليس لأي شيءٍ وإنما لأننا لا نملك في أحلامنا ترابا مثل التراب الذي تحت قدميك..سلامٌ عليك يذبحني الشوق والحنين كلما ذكرني الذين يريدون طعني بكِ فسلامٌ على المدن المدلهمة وسلامٌ على الصباحيات المتنورة وسلامٌ على نجمة لاحت في الأفق بعيدا وسلامٌ على الشوق الذي برى حسدي وسلام على السكين التي ذبحتني وسلام على أهلي الذين أنكروني وسلامٌ على العيد الذي نسيتُ أن أفرح فيه وسلام على الشهب السماوية وسلامٌ على القمم العربية وسلامٌ على رائحة الموت المنبعثة من الأمكنة التي من المفترض أن لا تفوح منها إلا رياح الياسمين.
سلامٌ عليك لقد فرشت بساطي لكي تمشي عليه..وغليت إبريقا من الشاي لأتذوق طعمه من يديك,وسلامٌ على أشجار الزيتون التي تلتف على جنبيكِ...وسلامٌ على الطيور المسافرة وعلى الطيور القادمة وعلى كل بلادٍ فيها من رائحة عرقك المنساب من تحت إبطيكِ..وسلامٌ على كروم احترقت وسلامٌ على الأنهار التي غيرت مجراها آلاف السنين وسلامٌ على الينابيع التي جفت وعلى الأجساد التي أصبحت هياكل عظمية وسلامٌ على الشوارع والأضوية وسلامٌ على أعمدة الكهرباء وعلى المخلوقات التي انقرضت,وسلامٌ على الأدوية التي لم تعد تؤثرُ فينا تأثيرا جوهريا,وسلامٌ على الغيمات الصيفية والسُحب المطرية,وسلامٌ على البطن الذي حملني وعلى السيف الذي يريد تقطيعي وأتساءل أي في أي شرعٍ أو أي دينٍ أو أي معدةٍ تلك التي تريدُ أن تستسيغُ هضم عظامي وشرب دمي! وأي صلاةٍ أو أي أفواهٍ تلك التي تريد سحل عظامي ومص دمي...
سلامٌ عليك شربت من دموعي حتى ارتويت...وسلامٌ عليك قطعتُ من أكتافي لحما وأكلت منه حتى شبعت...وسلامٌ عليك أسلمتُكِ روحي وأنا انطويت في دهاليز العتمة وفي الكهوف التي تشكلت من المياه الجوفية لدرجة من الصعوبة أن أرى فيها إصبع يدي من شدة العتمة والنارُ تأكل معدتي من كثرة الحزن عليكِ...سلامٌ عليك سلامٌ عليك.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التسامح أفضل من العدالة
-
الغشاشون
-
عدونا هو ثاني أكسيد الكربون
-
الأشرار جدودنا
-
خطبة جمعة متناقضة
-
اثنان يخافون من النائم:اللص والحاكم
-
أشهر جملة العالم
-
لماذا لا يسمي الغرب أبناءهم على أسمائنا كعرب مسلمين؟
-
صورتي2
-
عاري
-
أنا إنسان فاشل
-
إبرة مخدر
-
هذه هي حياتنا
-
هل تريد أن تحكم مصر؟
-
أنا مثل إسرائيل
-
اللعب مع الكلمة
-
جهاد في عالم الضياع
-
اليوم الذي كنت خائفا منه
-
الكل مشهور
-
ألم الحرمان
المزيد.....
-
اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع
...
-
حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي
...
-
الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال
...
-
برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م
...
-
حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل
...
-
الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا
...
-
الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ
...
-
شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
-
صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي
...
-
صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|