أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - الانتفاضة الثالثة بين الموضوعي والذاتي














المزيد.....

الانتفاضة الثالثة بين الموضوعي والذاتي


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 12:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناك عوامل موضوعية مختمرة ومتفاعلة فيما يتعلق بالإمكانيات الضرورية لإندلاع انتفاضة ثالثة في وجه الاحتلال ، حيث يستمر الاحتلال بفرض الوقائع الجديدة على الأرض عبر تكثيف الاستيطان وبناء الجدار وإقامة الحواجز وبلورة منظومة متكاملة من المعازل والبانتوستانات إضافة إلى تهويد القدس وحصار قطاع غزة والسيطرة على المياه والأغوار ومنع الفلسطينيين من استثمار الموارد والمعابر التي بدونها لا يمكن السير في مسار تنمية مستمرة ومستدامة ، مرتكزة على الحق في تقرير المصير.
لقد استطاع الفلسطينيين ابتداع اشكال كفاحية جديدة تستند إلى المقاومة الشعبية والتي تتفاعل وتنشط بها بصورة رئيسية مجموعات شبابية ، حيث اصبح نموذج قرية باب الشمس التي تم بنائها بالخيام على أراضي مصادرة بالقدس معمماً على العديد من الأراضي المراد مصادرتها بالضفة الغربية منها قرية الكرامة وكسر القيد وغيرهما ، الأمر الذي ساهم في كشف طبيعة المخططات الاحتلالية التي ترمي إلى نهب الارض ومصادرتها تدريجياً والتي عبرها يتم سد آفاق قياد دولة فلسطينية مستقلة وذلك عبر تجزئة الارض ، وزج التجمعات الفلسطينية في معازل اسوة في نظام التمييز العنصري الذي تم تطبيقه بحق السود في جنوب افريقيا قبل ان يسقط هذا النظام عبر حملة المقاطعة وعزل هذا النظام الذي يتناقض سلوكه مع القيم الانسانية العالمية المبنية على مبادئ الحرية والديمقراطية والمواطنة والمساواة وعدم التمييز .
لقد ساهم إضراب الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال في معركة الأمعاء الخاوية في توليد ديناميات جديدة للعمل الشعبي، حيث تجري مصادمات مستمرة في مواجهة جنود الاحتلال أمام سجن عوفر كما تتصاعد حملة الاعتصامات في كافة أرجاء الوطن ، وقد كان لاستشهاد المناضل عرفات جرادات في أقبية التحقيق بعد أيام قليلة من اعتقاله صدى واسع التأثير على القطاعات الشعبية المختلفة وقد تم التعبير عن ذلك في جنازته المهيبة والتي ضمت عشرات الآلاف من المشيعين تعبيراً ليس فقط عن تضامنهم مع الشهيد جرادات في والأسرى المضربين عن الطعام بل كذلك عكساً لإرادتهم الحرة الرافضة للاحتلال ولممارساته العدوانية التوسعية والعنصرية بحق الوطن والشعب والهوية .
لقد بات واضحاً أن اسرائيل تريد السلطة في وضعيتها الراهنة دون أن تتحول إلى دولة وعبر تأدية بعض الوظائف التي تريح الاحتلال من اعباء مختلفة أهمها الإشراف على السكان وإدارة أمورهم عبر أموال المانحين والمقاصة إلى جانب التنسيق الامني ، ولكنها لن تسمح بتحويلها أي السلطة إلى دولة ذات سيادة كما أنها تقوم بإجراءات منهجية لترسيخ التجزئة والتفتت بحق الشعب الفلسطيني سواءً عبر سياسية المعازل بالضفة أو عبر الامعان في حصار وعزل قطاع غزة عن نسيجه الوطني والاجتماعي الآخر المتواجد بالضفة الغربية في توجه واضح لتقويض مقومات الهوية الوطنية الفلسطينية المشتركة .
لقد تفاعلت مؤخراً ثلاثة حلقات مترابطة من المقاومة ، كان واحد منها المقاومة المسلحة بالقطاع والتي حققت انجازات في هذا المجال استطاعت من خلاله أن توصل رسالة بأن شعبنا وفصائله المختلفة ما زالت متمسكة بخيار المقاومة وأنها تستطيع أن توجع الخصم وتخلق الاضطراب في بنيته ، والدائرة الثانية كانت المقاومة الشعبية التي ابتدأت بالضفة الغربية عبر " التضامن " مع قطاع غزة ، وامتدت لتشمل أنشطة وفاعليات مناهضة للاستيطان ومتضامنة مع الاسرى في سجون الاحتلال ، أما الدائرة الثالثة فتتجسدها بالمقاومة الدبلوماسية التي قامت بها القيادة الفلسطينية من خلال خطوة الاعتراف بالدولة كعضو مراقب بالأمم المتحدة ، علماً بأن هناك نشاط يتتامي ويتصاعد منظم من قبل نشطاء من المجتمع المدني باتجاه حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على دولة الاحتلال بوصفها تمارس الاستيطان والتوسع والتمييز العنصري.
إن التكامل في اشكال المقاومة وممارستها وتجسيده على الارض يشير بأن شعبنا يستطيع أن يحقق الانجاز إذا توفرت العوامل الذاتية المناسبة التي تستطيع التقاط اللحظة وإدراك الظرف الموضوعي الناضج لاندلاع انتفاضة ثالثة .
ومن المعروف أنه بدون توفر الشرط الذاتي فإنه لا يمكن السير بالعمل الكفاحي إلى الأمام ، وسيبقى الفعل الشعبي في اطار الهبات الموسمية والمؤقتة والتي سرعات ما تخفو وتنطفئ إذا لم يحتضن بقيادة لاستثمار الطاقات الشعبية بفعل مقاوم ومستدام .
إن توجس القيادة الفلسطينية من ردود الفعل الشعبية والتعبير عن ذلك بأكثر من تصريح منها أن الاحتلال هو الذي يجرنا إلى ذلك وبأنه يريد أن يفشل زيارة أوباما و" كأن أوباما سيقدم الجديد "، يعكس عدم بلورة العامل الذاتي الذي يجب ان يلتحم مع القوى الشعبية باتجاه العمل الجماهيري ، المقاوم ، كما أن استمرار الانقسام وعدم تحقيق الوحدة الوطنية بما يضمن بلورة قيادة وطنية موحدة تقود الكفاح الوطني في مواجهة الاحتلال وتختار أشكال النضال المناسبة في كل منطقة من المناطق على طريق تكاملها في سياق تحقيق هدف التحرر الوطني ؟، واستمرار الأجندة الذاتية الخاصة بالفصيل على حساب المصلحة الجماعية المشتركة ، يعكس وبالضرورة عدم نضج العامل الذاتي القادر على استثمار النشاط الشعبي بفاعلية للسير قدماً باتجاه انتفاضة ثالثة .
وعليه فإن الظرف الموضوعي من خلال ممارسات الاحتلال وردود الفعل الشعبية المقاومة له باتت ناضجة لانطلاق انتفاضة ثالثة ، ولكن نحن بحاجة إلى بلورة ونضج العامل الذاتي الناتج عن التقاء القوى وتعزيز ارادتها المشتركة لكي تستطيع أن تسير في هذا المسار والذي بدونه لا يمكن أن يصبح الاحتلال خاسراً حيث أن هذه الخسارة هي الشرط الرئيسي لكي يدرك بضرورة الانسحاب وضمان حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة اسوة بباقي شعوب الأرض.



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء القاهرة - اجراءات تعيق القرارات
- المصالحة في سياق فلسطيني ملتبس
- سب التصدي لمشكلتي البطالة والهجرة لدى الشباب
- عن الانقسام وحقوق الانسان مرة أخرى
- المصالحة الوطنية بين الشكل والمضمون
- لماذا حملة المقاطعة
- من اجل البناء على خطوة الاعتراف بالدولة
- صمود غزة دروس وعبر
- المنتدى الاجتماعي العالمي ساحة صراع محتدم
- قطر بين الاعمار والانقسام
- المنتدى الاجتماعي العالمي انتصارا لفلسطين
- نحو حكومة ظل فلسطينية موحدة
- الاحتقان بين السلطة والاحتلال
- المنطقة التجارية الحرة الفرص والمخاطر
- أزمة الهوية
- نحو تفعيل المبادارات المجتمعية
- مجزرة الماسورة ....وماذا بعد ؟؟؟
- حركات الاسلام السياسي واهمية التغيير
- مقاطعة المنتجات الاسرائيلية نقطة ضوء في مشهد قاتم
- اوروبا حينما تصطدم المبادئ بسد اسرائيل


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - الانتفاضة الثالثة بين الموضوعي والذاتي