أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - مجزرة الماسورة ....وماذا بعد ؟؟؟















المزيد.....

مجزرة الماسورة ....وماذا بعد ؟؟؟


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 15:50
المحور: القضية الفلسطينية
    



تداعيات أحداث مجزرة الماسورة المأساوية والذي أدانتها مكونات الشعب الفلسطيني من قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات عامة ، واعتبر انه ضار بالعلاقة بين البلدين وبأن اسرائيل هي المستفيد الرئيسي من هذه العملية البشعة التي أدت إلى استشهاد 16 من الجنود المصريين وجرح7 آخرين ، وبأن هدف الاحتلال يكمن في دق اسفين بين الشعبين الفلسطيني والمصري وخلق الوقيعة بين الطرفين وفي نفس الوقت استعادة الحصار لقطاع غزة إلى أيامه الاولى، بعد ان تم تفكيكه تدريجياً على المستويات الميدانية والعملية ، وبعد ان برزت اقتراحات تجاه انهاؤه على ضوء التحولات العربية ، وإفراز إدارة جديدة في مصر منتبهة لطبيعة المأساة التي يعيشها ابناء القطاع وتؤكد على أهمية رفع الحصار عنه .
معروف أن الإدارة الأمريكية لا تكترث كثيراً لطبيعة الحكم في اياً من البلدان العربية شريطة ان يتم الحفاظ على المصالح الحيوية الامريكية خاصة فيما يتعلق بالموقع الاستراتيجي وضمان التنقل السلس وترسيخ التواجه العسكري عبر قواعد ثابتة إلى جانب استمرارية السيطرة على منابع النفط والثروات العربية وبذات الدرجة من الأهمية تهتم الإدارة الأمريكية بأمن اسرائيل حليفتها الاستراتيجية بالمنطقة وتشدد على ضرورة الالتزام بالاتفاقات الموقعة معها من قبل اية قيادة سياسية جديدة ستدير شؤون الحكم في هذه البلدان .
لا يكفي بالنسبة لأمريكيا واسرائيل ترداد الرئيس مرسي لعبارات التمسك بكامبد ديفيد ، فاسرائيل تريد اختبار ذلك على الارض وها هي تستغل إلى ابعد مدى عملية رفح لتضع الرئاسة المصرية امام اختبار التحدي الأمني المبنى على التنسيق والتعاون والشراكة تحت جمح مبررات محاربة الارهاب .
والسؤال هنا ماذا بعد اتضاح الحالة والاجماع على التشخيص وكيف يمكن معالجة المسألة والخروج من الازمة ؟؟.
إن التحدي الرئيسي يكمن بقدرة الرئاسة ومؤسسات الدولة الأـخرى والقوى السياسية والاجتماعية في مصر على بلورة عقد سياسي جديد قائم على القدرة على الدفاع عن الأمن القومي المصري الذي يشكل الحصن الأمين للأمن القومي العربي ، وذلك عبر سياسة قائمة على مقاومة التدخلات الأمريكية بالشؤون الداخلية من خلال تخفيف الاعتماد على المعونة الامريكية تدريجياً وبلورة بدائل مغايرة وتقنين التعاون الأمني بما في ذلك المناورات العسكرية المشتركة إلى أدنى درجة ممكنة ، كما من الأهمية بمكان العمل على التعديل الميداني والتدريجي لاتفاقية كامبد ديفيد التي تم استغلالها لأحداث فراغ في منطقة سيناء استثمرت لصالح كل القوى العالمية ذات المصلحة بالتوتر وعدم الاستقرار سواءً كانت مجموعات متطرفة أو مجموعات ممولة ومدعومة من قوى الاستعمار واسرائيل وذلك لتنفيذ مخططات سياسية معينة في سيناء أحداها بلورة حل اقليمي لقطاع غزة يفصلها نهائياً عن الضفة الغربية ويلقيها بالملعب المصري عبر التوسع باتجاه سيناء مما يعيد للذهن مشروع التوطين من جديد عام 55 والذي أفشلته قوى الشعب الفلسطيني في ذاك الوقت .
لا يمكن فصل الحرية والديمقراطية عن مناهضة القوى الاستعمارية وإسرائيل لأن هذا الفصل يعنى ان اية قوة سياسية ستتأتي إلى الحكم ومهما كانت طبيعتها ستبقى تدور في دائرة هيمنة القوى العالمية وفي مقدمتها أميركا ولا تستطيع بالتالي الإيفاء بتعهداتها للجماهير على المستويات المحلية او القومية وفي المقدمة منها دعم كفاح الشعب الفلسطيني .
إذا كانت التحديات على المستوى المصري تتطلب الحوار والتعاقد على وثيقة سياسية جمعية عنوانها الربط بين الحرية والتحرر من الهيمنة الخارجية ، فهناك تحديات على المستوى الفلسطيني تفترض الخروج من دائرة الحسابات الخاصة وادراك ان حجم التحديات والمخاطر هائلة وكبيرة وستمر بحواجز ومعيقات ، الأمر الذي يتطلب الخروج من دائرة الحسابات الفئوية والانتقال إلى دائرة العمل الوطني الجماعي المشترك .
أثبتت التجربة بما لا يدعي مجالاً للشلك بأن مسار المفاوضات وصل إلى طريق مسدود واستمرارية الرهان عليه درب من الأوهام وبحثاً عن السراب في صحراء العنجهية والتوسع والاسيتطان الاسرائيلي وبأن السلطة لن تتحول إلى دولة ذات سيادة فلديها وظيفتين فقط إدارة شؤون المواطنين بأموال المانحين إلى جانب التنسيق الأمني الأمر الذي يؤدي إلى تخليص الاحتلال من عبا احتلاله لشعبنا.
كما أن الرهان على التغيرات العربية عبر صعود قيادات إسلامية في مصر وغيرها من البلدان العربية ليس في مكانه في ظل عدم استقرار الحالة في مصر واستمرارية التوتر بين القوى النافذة المتصارعة على إدارة شؤون الدولة إلى جانب استمرارية التمسك بالاتفاقات الاقتصادية والسياسية والدولية والإقليمية من قبل القيادة الجديدة الأمر الذي يعنى عدم الاستعداد لخوض صراع سواءً مع الاحتلال الإسرائيلي او مع الإدارة الأمريكية لأن ذلك سيؤدي إلى فقدان السلطة وإدارة الدولة التي تتمسك بها القيادات الصاعدة.
إن الاستنتاج المباشر على المستوى الفلسطيني لأحداث رفح يقضي بضرورة إسراع الفلسطينيين في تشكيل حكومة الوفاق الوطني تكون أحد مهماتها إدارة معبر رفح وغيره من المعابر على قاعدة من التوافق السياسي وليس في اطار التنافس والاقصاء بين طرفي الانقسام فتح وحماس.
وعليه فقد آن الأوان لزيادة الأصوات المطالبة بانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية عبر مدخل تشكيل حكومة وطنية مشتركة لأن من شأن هكذا حكومة ان تشجع الأطراف المصرية على التعامل معها ، كما سيحرج المجتمع الدولي جراء أية إجراءات سيتخذها بحقها خاصة إذا كانت مرجعيتها م. ت.ف وتستند إلى القانون الدولي وإذا ما تم الاعتراف بها عربياً .
لقد حاولت حركة فتح وبحجة الشرعية العمل على عزل حماس في قطاع غزة وذلك عبر الإبقاء على اتفاق 2005 في معبر رفح، كما حاولت حركة حماس العمل على فرض وقائع جديدة على الأرض واستطاعت نسبياً أن تحدث اختراقات تجاه الحصار ، ولكنها تصطدم الآن هي والرئاسة المصرية الجديدة ، وهم من جذور سياسية وتنظيمية واحدة بعقبات وتحديات هائلة دولية واقليمية أدت إلى إعادة الحصار مرة أخرى إلى قطاع غزة واضطرار الرئيس مرسي للدخول إلى مربع التنسيق الأمني لمعالجة مشاكل سيناء.
وعليه فسياسة الاستبدال والعزل فشلت ولم تصل إلى نتيجة فكما ان مخرج الازمة في مصر يكمن بالوصول إلى اتفاق سياسي يجنبها الاحتقان ويؤدي إلى إدارة الحكم بصورة سلسة ودون معيقات ، فإنه بات مطلوباً وملحاً لدى الفلسطينيين تجنيب أنفسهم مزيداً من الاخطاء وذلك عبر الشروع الفوري في تطبيق بنود اتفاق المصالحة وعبر اعادة بناء مؤسسات السلطة والمنظمة بصورة انتخابية وديمقراطية ، حيث أن الرهان يجب ان يكون دائماً على العامل الذاتي .

انتهى



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركات الاسلام السياسي واهمية التغيير
- مقاطعة المنتجات الاسرائيلية نقطة ضوء في مشهد قاتم
- اوروبا حينما تصطدم المبادئ بسد اسرائيل
- من أجل درء مخاطر النزعات الطائفية
- لقاء موفاز وتجدد وهم المفاوضات
- رؤية المجتمع المدني في خطابات الرئيس مرسي
- اثر الاحتلال والانقسام على حالة سيادة القانون
- المنظمات الأهلية الفلسطينية التحديات والفرص
- الحراك الانتخابي المصري والتيار الديمقراطي
- الأول من آيار والتيار الديمقراطي
- وفاءً للمناضل سعدات ولكافة الأسرى
- في شروط استمرار المقاومة الشعبية
- الانتخابات وسيلة بناء ومقاومة
- خضر عدنان انتصار الكرامة على القهر
- السياسة الاقتصادية الفلسطينية
- في زيارة بان كيمون
- الربيع العربي بين تشاؤم اليسار وتفاؤل اللحظة
- المصالحة بين الاجراءات والقرارات
- ماذا بعد ايلول ؟؟
- الربيع العربي واستحقاق التيار الديمقراطي


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - مجزرة الماسورة ....وماذا بعد ؟؟؟