أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - أزمة الهوية














المزيد.....

أزمة الهوية


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 11:34
المحور: القضية الفلسطينية
    



تعيش فلسطين أزمة لها علاقة بالهوية الوطنية ، فهناك احتلال زاد من وتيرة عدوانه وهجومه على شعبنا خاصة بالسنوات الأخيرة عبر تكثيف الاستيطان وبناء الجدار وتهويد القدس وحصار غزة وإقامة منظومة عنصرية من الكنتونات والمعازل بالضفة، في مسعي يهدف إلى تدمير فكرة الدولة المستقلة وفي تنكر وتجاوز لكافة قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية وكذلك للقانون الدولي الإنساني .
من جهة أخرى فقد كرس الانقسام كيانين سياسيين منفصلين واحد في غزة والثاني بالضفة ببنية مؤسساتية وأنظمة وقوانين و بماهيتين ثقافيتين مختلفتين عن بعضها البعض، مما ساهم في تقويض وحدة المؤسسة الفلسطينية سواءً فيما يتعلق بالسلطة او بالمنظمة ، وبما يترتب على ذلك من تعريض وحدة النسيج الاجتماعي الداخلي للمخاطر جراء التداعيات الناتجة عن الانقسام والتي يتجسد عنوانها الأبرز بالانتهاك لمبدأ سيادة القانون وبتجاوز لحالة الحريات العامة وحقوق الإنسان.
لقد دفع الانقسام مسار القضية الفلسطينية إلى خيارات تنسجم مع الخيارات الفصائلية الفردية ذات العلاقة مع القوى السياسية المهيمنة على السلطة في كل من غزة والضفة الغربية ، وفي ظل غياب المؤسسة الفلسطينية الواحدة أصبح إمكانية تنفيذ حلول اقليمية وليست وطنية تخص القضية أمراً واقعاً وليس بحكم التكهن او التقدير.
فقد أصبح من الممكن دفع قطاع غزة باتجاه مصر لتصبح كياناً معزولاً عن الضفة ، وأصبح من الممكن تحويل الأخيرة إلى إدارات محلية للكنتونات والبتوستونات والتي تم زج التجمعات السكانية الفلسطينية بها في نفس الوقت الذي تقوم به إسرائيل بضم مزيداً من الأراضي وتكثيف الاستيطان وبما يبقى للفلسطينيين مساحة لا تتجاوز 50 % من مساحة الضفة .
إن الإدارات المحلية للتجمعات السكانية بالضفة والتي ستتم عبر آليات التقاسم الوظيفي وذلك بغض النظر عن القوى الفلسطينية التي ستديرها وبما يعمل على دفع الضفة إدارياً باتجاه الاردن ، كما سيتم دفع قطاع غزة باتجاه مصر يشير بما لا يدع مجالاً للشك بأن هناك معضلة اساسية فيما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية التي تتهددها مخاطر حقيقية جدية.
لقد قادت الحالة الفلسطينية المبنية منذ أكثر من خمسة سنوات على الانقسام السياسي والجغرافي وفي ظل غياب الرؤية السياسية الجمعية والموحدة والبحث عن الخيارات الذاتية مرة عبر الرهان على التحولات العربية وأخرى عبر الرهان على استئناف المفاوضات من جديد إلى تهديد حقيقي للهوية الوطنية الفلسطينية وللمشروع الوطني التحرري الفلسطيني المبنى على مرتكزات حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67 .
وعليه فإن لم يتمكن الفلسطينيين وخاصة القوتين الرئيسيتين فتح وحماس من إدراك المخاطر الحقيقية التي تتهدد الهوية والقضية عبر إعادة بناء المشروع الوطني التحرري وإطاره السياسي الجمعي المجسد ب م.ت.ف كتعبير عن كافة تجمعات شعبنا، فإن مخاطر التشظي والحلول الإقليمية تصبح واقعية وقابلة للتنفيذ وتزداد فرصها للتطبيق في ظل تفشي النزعات الطائفية والمذهبية التي تقودها الأوساط الدولية والتي تغذيها أموال النفط العربية.
هناك خصوصية للحالة الفلسطينية تمييزها عن العديد من الأقطار العربية، فإذا كانت الأخيرة قد حققت الاستقلال الوطني فمن حق القوى السياسي التنافس على ماهية الحكم وبطريقة ديمقراطية إذا ما كان اسلامياً أو ليبرالياً او اشتركياً ... إلخ ، اما بالحالة الفلسطينية فإن هناك أزمة تهدد مكونات ووجود الشعب الفلسطيني من خلال الاحتلال والاستيطان وسياسة الأبارتهايد العنصري ، الأمر الذي يحتم العمل على إعادة تركيب القطار على السكة الصحيحة و هي سكة التحرر الوطني وليس سكة التنازع الثنائي والفئوي الذي سيقود بالضرورة إلى انحراف المسار عن اتجاهه الطبيعي.
مطلوب العودة إلى مشروع وطني تحرري يضمن حق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة والكرامة في مواجهة سياسية التجزئة والتقسيم والعنصرية الممارسة من قبل الاحتلال ، حفاظاً على الهوية الوطنية الفلسطينية من خطر التبديد ، فهل نستطيع ؟؟ .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تفعيل المبادارات المجتمعية
- مجزرة الماسورة ....وماذا بعد ؟؟؟
- حركات الاسلام السياسي واهمية التغيير
- مقاطعة المنتجات الاسرائيلية نقطة ضوء في مشهد قاتم
- اوروبا حينما تصطدم المبادئ بسد اسرائيل
- من أجل درء مخاطر النزعات الطائفية
- لقاء موفاز وتجدد وهم المفاوضات
- رؤية المجتمع المدني في خطابات الرئيس مرسي
- اثر الاحتلال والانقسام على حالة سيادة القانون
- المنظمات الأهلية الفلسطينية التحديات والفرص
- الحراك الانتخابي المصري والتيار الديمقراطي
- الأول من آيار والتيار الديمقراطي
- وفاءً للمناضل سعدات ولكافة الأسرى
- في شروط استمرار المقاومة الشعبية
- الانتخابات وسيلة بناء ومقاومة
- خضر عدنان انتصار الكرامة على القهر
- السياسة الاقتصادية الفلسطينية
- في زيارة بان كيمون
- الربيع العربي بين تشاؤم اليسار وتفاؤل اللحظة
- المصالحة بين الاجراءات والقرارات


المزيد.....




- التلفزيون الإيراني: بدء الموجة 13 من عمليات -الوعد الصادق 3- ...
- ماذا نعرف عن الحرس الثوري الإيراني؟ وما هو دوره؟
- حصيلة صادمة: قتلى -حملة ترامب- في اليمن تضاهي 23 عامًا من ال ...
- الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صواريخ من إيران باتجاه أراضي إ ...
- بوتين يعلن عن إمكانية إيجاد -مخرج من الوضع- بين طهران وتل أب ...
- العراق.. تدمير طائرة مسيرة مفخخة في أربيل (صورة)
- مراسلتنا: بدأ اجتماع غرفة العمليات بين ترامب وكبار المستشاري ...
- باريس: ماكرون كلف وزير الخارجية باتخاذ مبادرة تسوية تنهي الن ...
- -وول ستريت جورنال-: ترامب وافق على خطة هجوم على إيران لكنه ل ...
- -60 طائرة و20 هدفا-.. الجيش الإسرائيلي يعلن نهاية موجة جديدة ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - أزمة الهوية