أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - طارق محمد حجاج - أوطان في وطن واحد يصعب تجاوزها














المزيد.....

أوطان في وطن واحد يصعب تجاوزها


طارق محمد حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 4013 - 2013 / 2 / 24 - 13:07
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



الوطن العربي.. الأمة العربية.. العروبة.. لطالما رددنا ذلك دون تفكير أو إدراك لمنطوق اللسان، فلربما ستصاغ اللسان اللفظ، أو اعتاد العقل دون إدراك توظيف الكلمات لملئ فراغ وُلدنا فوجدناه مملوء بعين هذه الكلمات، فهل يعقل ترديدها دون التمعن أو حتى التفكير في فحواها..
قالوا الوطن العربي، وقالوا الأمة العربية، وحان الآن القول لماذا اختاروا لفظ وطن على دول العجم؟ وهل بالغوا في القول؟ أم أنهم ضحية لعواطفهم والنزعة العربية والشهامة العربية؟ أم أنهم لم يبنوا اختيارهم على واقع ملموس؟.
هل تأملت ولو للحظة حجم الأسلاك الشائكة والكتل الإسمنتية الضخمة وأبراج المراقبة المنتشرة على حدود بلدان الوطن العربي؟
ببساطة فلن تخرج جملة كهذه – تأملت ولو للحظة- إلا من شخص شارد الذهن كحالي الآن، لأن المعاناة التي تسببها هذه الحواجز والقيود للناس لهي اللبنة الأساسية في المعاناة الكبيرة التي يعيشها سكان الوطن العربي، فهي لا تحتاج لتأمل بل لتدوين في مجلدات كبيرة، لأنها واقع مرير تأذينا جميعا منه، وأنهكنا أنفسنا وأجسادنا محاولين المرور من حاجز لآخر.
وإن صح التعبير هنا في استخدام التأمل، فدعوني أسألكم هل تأملت ولو للحظة كيف سيكون الحال عندما تتنقل بين كل هذه الحدود التي تحكمها مجموعة من الشروط والقيود تجعل منها حاجزا مغلقا يفتح استثنائيا وليس يغلق استثنائيا في وجهك، إن كنت تحمل جواز سفر فلسطيني؟
من المؤسف أن يهان ويذل الفلسطيني وهو يتنقل من حاجز لآخر في وطنه العربي، ومن المؤسف أن مبدأ المعاملة بالمثل لا يمكن تطبيقه مع الفلسطينيين بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع من هم غير الفلسطينيين من الدخول إلي فلسطين، وهذا ما يمنح الدول الحرية في معاملة الفلسطيني كيفما تشاء.
لقد فُطر قلبي عندما ذهبت للتقدم بطلب الحصول على إقامة في إحدى الدول العربية، وقد استوفيت جميع الشروط المطلوبة، وبعد ثلاثة أشهر من المراجعة، إذ أنصت للموظف وهو ينادي أسماء من تمت الموافقة عليهم، فلم اسمع منهم أي اسم لعربي!! ثم فوجئت أن طلبي مرفوض دون إبداء أي أسباب!!.
لا اعلم ما هي الثقافة والسياسة التي تتعامل بها الدول العربية مع زائريها من العرب، لكني لامست أشياء ظاهرة في اغلب الأحيان في طريقة المعاملة وهي "القوة والعنف والتحقيق والترهيب والإذلال والتضييق"
فحتى الآن اجهل السبب الذي يجعلهم يقتادوا شخص محترم سجله الجنائي والسياسي نظيف إلى غرفة المخابرات للتحقيق معه ومعاملته بطريقة سيئة والتحدث معه بنبرة متعجرفة تفتقر إلى حس الاحترام فقط لأن ذنبه الوحيد أنه يحمل جواز سفر فلسطيني، واجهل السبب أيضا الذي يجعلهم يؤخروا ركاب الطائرة الفلسطينيون عند هبوط الطائرة ليتم فحصهم والتحقيق معهم بعد انتهاء ختم جوازات كل من كان معهم في نفس الطائرة؟ ومن المضحك والمحزن في نفس الوقت أن العديد من الفلسطينيين يحملون جوازات سفر أجنبية، فإذا ما اظهر الجواز الفلسطيني فلن يجد سوى المشقة والمهانة، ولن يخلصه من ذلك إلا وضع يده في جيبه لإخراج الجواز الأجنبي الذي سيغير أوتوماتيكيا وجه ضابط الجوازات من التبجح والنفير إلى الترحيب والابتسام.
شيء لا يصدق أن تجد احد أجهزة المخابرات العربية متصلا بحاسوب المخابرات الإسرائيلية، فإن كنت تشكل خطرا على امن إسرائيل، كذلك ستعامل على أنك تشكل خطرا على أمن هذه الدولة ولن يسمح لك بالمرور.
ولنلتف عائدين لمصطلح "الوطن" سنجده اكبر واشمل من مصطلح "الاتحاد" هذا على الأقل في اللغة، وإذا ما قارنا بين الوطن العربي والاتحاد الأوروبي، سنجد أن الاتحاد الأوروبي يتفوق بشكل لا يمكن معه استخدام الأسلوب المقارن بين الاثنين.
فللاتحاد الأوروبي نظام دفاعي مشتركة "الناتو" وعملة موحدة "اليورو" وتأشيرة دخول واحدة "شنجن" والحدود بين الدول تكاد تكون منعدمة، لذلك كل ما يلزمك للتجول في أوروبا هو بطاقتك الشخصية وسيارة..
ويوجد على غرار جامعة الدول العربية الاتحاد الأوروبي والفرق بينهما شاسع، ففي الوقت الذي يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارات للحماية والتدخل والرد والمساعدة والحرب والدفاع عن النفس، تبقى الجامعة العربية في حالة انعقاد دائم منتظرين أن يتفقوا على قرار ما، وإذ ما اتفقوا فاعلم تماما انه قرار اتكالي على مجلس الأمن الدولي لا قيمة له ولا وزن.
لقد أصبحت كل دولة تهتم بشئونها الداخلية ولا تكترث بالدول العربية الأخرى، والغريب أن الشعوب باتت تدعم الحكومات في هذه النظرية، ففي الوقت الذي كانت فيه دولة ما لها وزنها وثقلها السياسي في الوطن العربي، نجد مواطنيها الآن يحاولون تحجيم دورها الخارجي والالتفات والتركيز على مهامها الداخلية.
وفي النهاية نستذكر أن في التجمع قوة وفي التفرق ضعف ووهن، وهذا ما يفعله الاتحاد الأوربي عندما يسقط اقتصاد احد الدول الأعضاء فيه، فتقوم جميع الدول الأوروبية ممثلة بالاتحاد الأوروبي بتقديم كل المساعدات والتسهيلات اللازمة كي تعود وتنهض الدولة من جديد، لأنهم يتعاملوا بمبدأ الجسد الواحد، وليس بمبدأ نفسي نفسي، لذلك يجب على العرب إعادة التفكير في سياساتهم، وعلى الأقل احتراما لمصطلح "الوطن العربي"، أن يتحدوا ويرفعوا القيود ويشتركوا في بناء وطن واحد كي لا تُترك دولة تواجه بمفردها الأخطار السياسية والاقتصادية والعسكرية، بل تقف معها جميع دول هذا الوطن، فالوطن العربي مليء بالثروات والبترول والعقول الجيدة، والأراضي الخصبة الزراعية والأيدي العاملة والثروة السمكية والغاز الطبيعي والمعادن إلــخ. فإذا ما استخدمت كل هذه العناصر بشكل سليم بالتأكيد سنبني وطننا قويا مزدهرا، ينتشلنا من الفقر والبطالة والجهل والذل والمهانة والتخلف الصناعي والتكنولوجي، وهذا ما سيعطي أهمية للجامعة العربية وللقرارات التي ستصدر عنها.
[email protected]



#طارق_محمد_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهددا المصلحة الوطنية الانتماء السياسي المتطرف يستعر
- الفيسبوك أكاديمية المخابرات الإسرائيلية لإسقاط الجواسيس
- وثيقة إنهاء الصراع والانقسام الفلسطيني الداخلي إلى الأبد
- دحض إشاعات نزوح وتوطين الفلسطينيين في سيناء..وتوجيه مناشدة ل ...
- توضيح اللبس والغلط في مقابلة السيد أبو مازن مع القناة العب ...
- موقف القانون الدولي من قضية المستوطنات الإسرائيلية والحدود.
- رسوم كاسحة وخريج كسيح
- الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي الإنساني
- من مقولات الكاتب طارق محمد حجاج -متجدد-
- الردود والتعليقات السخيفة في المواقع الإلكترونية
- تفنيد أسباب أزمة كهرباء غزة
- الصحافة تخون حاميها – حقوق الإنسان -
- المراحل التاريخية للسيادة على فلسطين
- مخاوف الفتيات من الزواج
- مواقف الأحزاب الإسرائيلية المختلفة من القضية الفلسطينية
- أمريكيا ترسم بالقلم القطري السياسات القادمة في الوطن العربي
- الفيس بوك يدمر العلاقات العاطفية والزوجية
- السياسات الدولية تدغدغ مشاعر الفلسطينيين
- صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية على أراضيها
- الأطروحة الإسرائيلية لشكل الدولة الفلسطينية المرتقبة -منزوعة ...


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - طارق محمد حجاج - أوطان في وطن واحد يصعب تجاوزها