أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طارق محمد حجاج - السياسات الدولية تدغدغ مشاعر الفلسطينيين















المزيد.....

السياسات الدولية تدغدغ مشاعر الفلسطينيين


طارق محمد حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 01:18
المحور: القضية الفلسطينية
    



السياسات الدولية تدغدغ مشاعر الفلسطينيين
بقلم/ طارق محمد حجاج
لقد أوصى الرئيس الأمريكي ترومان: أن تشجع أمريكا كليهما –المانيا وروسيا- على الاقتتال حتى الاستنزاف ( اذا أدركنا أن الرابح المانيا، علينا أن نقدم العون لروسيا، وإن قاربت النصر روسيا، علينا بمساعدة المانيا. وبذا سيقتتلا حتى يخسرا أكثر رجالاتهما، برغم أني لا أريد هتلر منتصرا تحت أية ظروف)... من كتاب الدبلوماسية لـ"هنري كيسنجر".
تلك هي الصورة الحقيقية للسياسة الخارجية الأمريكية، وبالكاد هي مثال وواقع لسياسات باقي الدول الأخرى على الصعيد الدولي، فالظاهر منها مد يد العون للمساعدة والباطن منها قطع اليد التي ستمتد لقبول هذه المساعدة، هذه هي السياسة التي لا تعرف الصدام والخصام، هي الصورة المشوهة عن الصورة الحقيقية القائمة بالفعل، أو الصورة التي يسعى أحد الأطراف أو كلا الطرفين للوصول إليها، فهي لعبة ذكاء ينسج خيوطها السياسيون وتنفذ بصورة طيبة تحت ظلال العلاقات الدبلوماسية.
فلم يعد للكراهية الظاهرة والترهيب والتخويف في الحديث ذاك الأثر وذاك السيط كما كان في العصور القديمة وحتى العصور الوسطى، لقد اتفق الساسة على مستوى دول العالم كافة على أن تسود هذه السياسة في التعامل بين الدول للحيلولة قدر الامكان دون نشوب مشادات كلامية وتصعيدات خطابية في لهجة الحديث المتبادل والابتعاد عن التراشق بالمصطلحات العدائية.
ولئن كان الاتفاق بين الدول على اتباع واعتماد هذه الصيغة الدبلوماسية للتعامل والتحاور بين الدول، إلا أن الوجه الآخر للسياسات الخارجية الدولية لم يكن أبدا محل اتفاق أو اجماع دولي، فالسعي الدؤوب للسيطرة وكسب النفوذ والدخول في الأحلاف وحماية المصالح الخارجية ما زال يحول دون وجود نوايا صادقة للقيام بمثل هذه التعاهدات والاتفاقات، لذلك فالسياسة الخارجية للدول تحاول أن تظهر بصورة حسنة للرأي العالمي، في حين أنها تحمل في باطنها الكثير من الويلات التي تهدد مصالح الدول الأخرى.
لقد أطلت عليكم في التقديم وألتمس منكم العذر على ذلك، ومن وجهة نظري فلإطالتي ما يبررها ويدعم من وجودها، فهي لم تكن مجرد كلمات رصت بشكل يتناغم واصول الإنشاء، بل هي مقدمة حقيقية ومدخل تمهيدي سليم لتوضيح هذه الفكرة.
وكما باقي المقالات التي تنشر فقد جاء مقالي ليعالج مشكلة حقيقية قائمة يسلط الضوء على خفايا السياسات الدولية تجاه القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية محور الصراع العربي الإسرائيلي، وتحتل مكانة عظيمة في نفوس الشعوب العربية والإسلامية، لذلك فكل الدول تحاول أن تفتح لسياستها الخارجية باباً على القضية الفلسطينية، ليكون لها دور في توجيه هذا الصراع، وتفتح لها نافذة على دول الوطن العربي والإسلامي لتشارك في رسم السياسات الدولية.
وما أريد أن أعنيه هنا أن السياسات الخارجية للدول والمنظمات الدولية وإن كانت تدغدغ مشاعرنا وتلهب حماسنا سواء بالتصريحات المؤيدة للقضية الفلسطينية أو بالمساعدات الإنسانية والاقتصادية من جانب، أو دعمها لفصيل فلسطيني أو أكثر سواء في السر أو العلانية من جانب آخر، فهي لا تعني بالضرورة أنها تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، فربما تكون النوايا والأهداف الباطنة ذات نتائج كارثية وخيمة على الشعب الفلسطيني.
إن الدول عندما تضع سياساتها تأخذ بعين الاعتبار مدى وعي المجتمعات التي تنوي التعامل معها، ومن المؤسف أن الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني غير ملمين بالعلوم السياسية وغير مطلعين على الأحداث والمجريات الدولية مكتفين بالأحداث المحلية، وغالبا ما تقتصر الرؤية على النظر إلى الظاهر المبهج والمفرح للسياسات الدولية، ولا تتعداها بنظرة ثاقبة وتحليلية لمجريات الأمور، فمن أحد المسلمات في السياسات الدولية أن الدول لا تقم بخطوة إلا لتستهدف تنفيذ عمل معين وهدف بعينه تريد الوصول إليه وتحقيقه، فيجب أن تكون التساؤلات حاضرة دائما في ذهنك، وتتساءل عن الهدف الحقيقي لهذا التصرف أو ذاك، اما أن نفرح ونغني ونرفع اعلام وشعارات لأحد الدول الداعمة لأحد الفصائل الفلسطينية المقاومة، بالرغم من الفروق الصارخة والاختلافات الواضحة في الدين والأهداف والسياسات بين الداعم والمدعوم، ونبرر قبولنا وفرحتنا بهذا الدعم بأن كل من يدعمنا فنحن نرحب به فهذا الخطأ بعينه، لأن الدعم لم ولن يكن دون شروط مسبقة مهما حاولت الفصائل أن تبرر ذلك، ولنا مثال حي على ذلك "دولة قطر" و"قناة الجزيرة القطرية"، دعونا نرى التناقض في الأفعال والأقوال، أولا تحولت قناة الجزيرة القطرية لدعم المقاومة الفلسطينية ودعمت الحركات المعارضة "الاسلامية" في فلسطين، في حين هاجمت السلطة الفلسطينية بشكل غير مسبوق، وبالقطع فهذا التودد وذاك الهجوم لا يخدم القضية الفلسطينية وإنما عمق الخلاف وتسبب في الانقسام، والآن يعزز ويزيد الشرخ الفلسطيني الذي يضعف القضية الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وفيما حاربت قناة الجزيرة السلطة الفلسطينية بوثائق ويكليس، فقد تضمنت أحدى الوثائق أن رئيس قناة الجزيرة "وضاح خنفر" عميل لأمريكا منذ العام 2005م، فقد كان يرسل التقارير قبل نشرها للموافقة عليها من الاستخبارات الأمريكية، فهل يعقل ذلك؟؟!!
وبالنسبة لدولة "قطر" قطر الدويلة الصغيرة التي تحاول أن تأخذ دور دول كبرى على صعيد السياسات الخارجية، فجاءت أو( أوجدت) لتضرب وتهمش دور مصر والسعودية في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي، فوقفت قطر ضد سياسات مصر والسعودية ودعمت الحركات المسلحة والمعارضة في الوطن العربي، خاصة حركة حماس، واستقبلت خالد مشعل بديلا للرئيس محمود عباس في القمة التي دعت إليها، والتي دعت إليها كل من حماس وإيران، فهل يعقل أن تدعو مواطن كخالد مشعل لينوب عن رئيس دولة؟؟، أي تخبط هذا وأي انحطاط في الأخلاق، فالمصلحة واضحة شق الصف الفلسطيني، وعلى صعيد منفصل كيف تقف قطر مع الحركات الاسلامية وتحتضن القرضاوي الذي بات مفتي لمصالح قطر في العالم الإسلامي، وكيف يجلس رئيس رابطة علماء المسلمين في دولة تحتوي على أكبر قاعدة أمريكية في الوطن العربي، في حين لا يجرؤ مرة واحدة على نقد ذلك؟؟ وكيف تدعوا قطر لحرية فلسطين ودعم المقاومة وهي تدعم امريكيا التي توفر الدعم لإسرائيل انطلاقا من الأراضي القطرية؟؟ فأي تناقض هذا؟؟؟ ولماذا لا تسمح قطر بدخول الفلسطينيين إلى أراضيها أسوة بالسعودية والأمارات وغيرهما؟؟.... تساؤلات لا أجوبة لها.
فالمؤشرات كلها تدعم الرأي الراجح الذي يفيد بأن الوجود والتحرك القطري في الوطن العربي جاء بدفعة من الولايات المتحدة الامريكية التي وعدتها بموقع أفضل على الخريطة الدولية، اذ ما نجحت في ضرب السياسة المصرية والسعودية، واستحوذت على قبول ورضى الشارع العربي والفصائل الفلسطينية المعارضة.
[email protected]



#طارق_محمد_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية على أراضيها
- الأطروحة الإسرائيلية لشكل الدولة الفلسطينية المرتقبة -منزوعة ...
- (خطبة الجمعة) بعد سيطرة الإسلاميين على الحكم
- الإسلام في أسوء حال مع وصول الإسلاميين للحكم
- الفرنكو لغة التحضر وبرستيج على الانترنت
- كوارث زواج المطلقات والمتأخرات
- الفقراء أولى برسائل التهنئة بالعام الجديد من شركات المحمول
- البطالة في قطاع غزة
- الخريف العربي وموسم مزدوجوا الجنسية
- الصحافة والإعلام
- وين ولا… وين يا هلس…وين يا واطي... لغة الترحيب بين الشباب في ...
- لولا جهود السيد الرئيس لما تمت الصفقة
- من مقولات الكاتب طارق محمد حجاج
- الرد على مقال السيد ناصر اللحام (..لو حصلنا على دولة جيد جدا ...
- الدولة الإسرائيلية من المنظور الإسرائيلي
- رسالة معلقة بعلم الوصول للسيد نبيل العربي الأمين العام لجامع ...
- ما هو استحقاق سبتمبر وما هي الخطوات التي ستتخذ لنيل الاعتراف ...
- رسالة دعم للسيد الرئيس محمود عباس بشأن استحقاق أيلول
- في محاولة لإيقاظ المشاعر الوطنية
- هل يتحول رئيس السلطة الفلسطينية إلى بن لادن جديد ؟!!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طارق محمد حجاج - السياسات الدولية تدغدغ مشاعر الفلسطينيين