أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طارق محمد حجاج - كوارث زواج المطلقات والمتأخرات














المزيد.....

كوارث زواج المطلقات والمتأخرات


طارق محمد حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 20:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كالفريسة التي تنزف في البحار والمحيطات والغابات والصحاري تسير المطلقة وسط مجموعة من المفترسين، ليس للرحمة أي مكان في قلوبهم، وليس لها أي معنى في قاموس أخلاقهم وتربيتهم، يتتبعون رائحة فرائسهم الجريحة أينما مرت وأينما ذهبت لينقضوا عليها بأساليب عدائية متنوعة يصعب على الفريسة الجريحة في كثير من الأحيان الهرب أو الاختباء أو الدفاع.
في مجتمع قلما يلتمس فيه الناس للمطلقات أعذاراً بالرغم من الفاجعة التي حلت بهن، تبقى المطلقات في موقف قد تبكي فيه السماء على أوضاعهن وما يحصل لهن من كوارث، إلى أن تتغير نظرتنا لهن، وعندما نتحلى بالشجاعة لنساعدهم على تخطي أزَماتهن.
فمازال الطلاق يعري الفتاة المطلقة في أعين البعض من قليلي الدين وعديمي الضمير والإنسانية، فيحاولوا بدون توقف وبطرق لا تحصى ولا تعد محاولة نهش جسد هذه الفتاة العفيفة الشريفة، فمنهن من تسقط في ظل هذه الهجمات المتعددة والمتكررة، ولكن الكثير منهن ينجحن ولو بصعوبة بالغة في الصمود أمام هذه القرصنة.
و تتنوع أساليب التعرض للمطلقات، إلا أنها تنحصر في نوعين رئيسيين: الصورة الأولى الاعتداءات والتهديدات، أما الصورة الثانية وهي الأكثر شيوعا واستخداما تتمحور في التقرب للفتاة بصورة عاطفية تملئها المحبة وإظهار نوع من الاهتمام والحرص الملفت للانتباه، وفي الحقيقة فالظاهر ليس كالباطن، لأنها تخفي في باطنها أهداف سلبية وعدائية، فتتنوع الأساليب والهدف واحد "المنفعة الجسدية والمادية من الفتاة".
ويكثر استخدام الأسلوب الثاني عند بعض المتربصين مستغلين الفجوة العاطفية والنفسية والجنسية للفتاة بعد انفصالها عن زوجها، فيحاولوا الاختراق من هذا الضعف في جدار الحماية للفتاة، عن طريق إظهار بعض التعاطف والتضامن وتقديم المساعدة وإظهار الكثير من مشاعر الحب، فتنخدع الفتاة بهذه المشاعر الكاذبة التي تنطلي على أهداف دفينة قذرة.
والغريب في الأمر أن الضربة القاضية ونقطة الحسم النهائية تمنح من الأهل لصالح هؤلاء المرتزقة.
فالضغط النفسي الذي يولده الأهل على الفتاة المطلقة أو المتأخرة في الزواج، يدفعها في كثير من الأحيان إلى درجة البحث عن شريك ينقذها وينتشلها من بيت العائلة، والذي من المفترض أن يكون الملاذ الآمن للأبناء في كل الأحيان. لهذا تبدأ الفتاة بالتعاطي مع كل من يقترب منها أو يظهر لها أي نوع من المشاعر الصادقة أو الكاذبة، فهي تحاول على الأقل للخروج من الأزمة التي وضعتها فيها العائلة.
وهناك صورة أخرى تتسبب في كوارث بعد الزواج، وهي حالة عدم ملائمة الزوج للزوجة، فعندما تنفصل فتاة عن زوجها، أو تتقدم الفتاة في السن دون أن تتزوج، تبدأ الضغوط سواء على المطلقة أو الفتاة التي تأخر زواجها، فنسمع في كثير من الأحيان أن الفتاة تعامل كخادم في بيت أهلها، وينقطع عنها المصروف، ويعاملها أخوتها بقسوة شديدة، وتصبح الفتاة عالة على البيت، وحمل ثقيل، وشخص غير مرغوب وغير مرحب به في المنزل.
فما أن يتقدم لها شاب أو رجل أو مسن للزواج بها، حتى تقف أمام مخرج وحيد وهو القبول، ليس لأنها تريد الخروج من هذا المخرج، بل لأن أهلها أرغموها على القبول بالخروج من هذا المخرج، سواء أكان الرجل متزوجا أو كان المسن يكبر أباها في العمر أو كان الشاب منحرف أخلاقيا وسلوكيا، فترغم على القبول في جميع الحالات، بداعي السترة، فأي سترة هذه بربكم ؟؟ّ! أولم تكن مستورة في بيت أهلها منذ ولادتها ؟؟

وفي حالات أخرى قد تكون الفتاة موظفة وتتقاضى أجرا مرتفعا، فيبدأ الجشع والطمع يحرك النفوس الدَّنية تجاهها.
وهناك قصة سمعتها تقشعر لها الأبدان "عن شاب في أوائل العشرينيات من عمره لم يتزوج من قبل، فتزوج من مطلقة في الثلاثينيات من عمرها وقد أنجبت أطفالاً من زوجها الأول، وهي موظفة وتتقاضى أجراً مرتفعاً، فتزوجها بدون مهر، ووافق الأهل على الزواج بالرغم من أنه لا يمتلك مكان ليعيش فيه مع أبنتهم، فأخذ الأهل على عاتقهم فرش المنزل المستأجر وشراء كل ما يلزم من العفش، فسرعان ما بدأت النتائج السلبية في الظهور بعد انقضاء الأيام الأولى من الزواج ، ليبدأ الزوج بأخذ راتبها الذي تتقاضاه، وامتنع عن إعطائها أي جزء من راتبها لتدبير شؤون المنزل، ورغم ذلك كان يطالبها بتوفير الطعام واحتياجات المنزل، ولم يقف عند هذا الحد بل قام بضربها ضربا مبرحا لكي تذهب إلى بيت أهلها لتحضر له المزيد من النقود، بالرغم من أنه يأخذ جميع أموالها.
وقد قام بطردها من المنزل في العديد من المرات لأنها لم تستطع أن تحضر له أموال من بيت أهلها، ولم يكتفي بذلك بل قام ببيع عفش المنزل الذي اشتراه له أهل زوجته.
وفي أحد الأيام طلب منها أن تحضر له نقودا فلم تستطع، فقام فابرحها ضربا بسلك نحاسي حتى نقلت إلى المستشفى، وها هي الآن ما زالت في بيت أهلها وما فتأت تستميحه الطلاق، لكنه ما زال يرفض، حتى تتنازل عن جميع حقوقها.
وفي النهاية: لا يسعني إلا أن أذكر الآباء والأخوة، أن يكونوا رحيمون بأخواتهم، وأن يفكروا ألف مرة قبل أن يسلموا بناتهم وأخواتهم لأي شخص كان، فسترة الفتاة في بيت أهلها الذي تربت فيه أفضل لها إن لم تكن سعيدة في بيت زوجها، وتعيش عيشة كريمة معززة مكرمة.



#طارق_محمد_حجاج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقراء أولى برسائل التهنئة بالعام الجديد من شركات المحمول
- البطالة في قطاع غزة
- الخريف العربي وموسم مزدوجوا الجنسية
- الصحافة والإعلام
- وين ولا… وين يا هلس…وين يا واطي... لغة الترحيب بين الشباب في ...
- لولا جهود السيد الرئيس لما تمت الصفقة
- من مقولات الكاتب طارق محمد حجاج
- الرد على مقال السيد ناصر اللحام (..لو حصلنا على دولة جيد جدا ...
- الدولة الإسرائيلية من المنظور الإسرائيلي
- رسالة معلقة بعلم الوصول للسيد نبيل العربي الأمين العام لجامع ...
- ما هو استحقاق سبتمبر وما هي الخطوات التي ستتخذ لنيل الاعتراف ...
- رسالة دعم للسيد الرئيس محمود عباس بشأن استحقاق أيلول
- في محاولة لإيقاظ المشاعر الوطنية
- هل يتحول رئيس السلطة الفلسطينية إلى بن لادن جديد ؟!!
- المصالحة الفلسطينية بين الواقع والمأمول
- وظيفة البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية
- تبادل التمثيل الدبلوماسي بين الدول
- الاجراءات المطلوبة لتحويل فتوى محكمة لاهاي الى قرار دولي فاع ...
- الجزيرة والشارع العربي والأهداف الاستراتيجية الاسرائيلية من ...
- رؤية شاملة لإنهاء حالة الإنقسام الفلسطيني


المزيد.....




- 935 شهيدًا في العدوان الصهيوأميركي على إيران بينهم 38 طفلًا ...
- دراسة أثرية: النساء حكمن أولى الحضارات البشرية
- “شغال وفعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2 ...
- بيان حملة “عدالة سكنية للنساء” بشأن التعديلات المقترحة على ق ...
- للمرة الأولى.. الدانمارك توسّع التجنيد الإجباري ليشمل النساء ...
- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...
- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - طارق محمد حجاج - كوارث زواج المطلقات والمتأخرات