أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - عودة حكم العسكر














المزيد.....

عودة حكم العسكر


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 12:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عودة حكم العسكر
دار جدل واسع مؤخرا حول "حكم العسكر" في صفوف القوي الثورية و حتي وسط عموم الشعب. و أنصار عودة العسكر حجتهم المعلنة هي "وطنية الجيش" و هي حجة بلا أقدام لكن مضمون موقفهم أن العسكر هو القوة الوحيدة المنظمة القادرة علي مواجهه الإخوان و هذا أمر صحيح لا غبار عليه. علي الطرف الأخر فأن معارضي حكم العسكر يستشهدون بالجرائم المروعة التي ارتكبها المجلس العسكري الأعلى في فترة حكمه من اعتقال الآلاف و التعذيب و القتل و حتي المجازر الواسعة كما حدث في ماسبيرو و محمد محمود. و رغم أن حجة المعارضين لحكم العسكر هذه سليمة لكنها ليست كافية لرفض حكمهم لأن الاعتقال و القتل و المجازر لازالت تدور.

أن رفض أو قبول حكم العسكر يجب أن يتأسس علي الطبيعة الطبقية لهؤلاء العسكر من الناحية الأساسية و هذا ينسحب علي الإخوان و علي أي قوة أخري. أن القيادة العسكرية هي جزء أساسي من الطبقة الحاكمة التي استبدت بالبلاد و أصبحت تابعة للولايات المتحدة و قامت بهجوم واسع النطاق علي الطبقات الشعبية أدي لإفقار نصف الشعب و تدهور واسع في كل الخدمات. أن العسكر من الناحية الأساسية لا يفرقون عن الإخوان و هم كانوا حلفاء علي كل حال معظم فترة الحكم العسكري.فاستبدال العسكر بالإخوان لن يعني أي تغيير في السياسات الاقتصادية و الاجتماعية و في الحريات العامة. بل أن انقلاب عسكري الآن ربما يقطع الطريق علي نمو القوي الثورية كما حدث في أنقلاب 52 تماما. و لا يمكن للقوي الثورية إلا أن تعارض بكل حزم أي انقلاب عسكري قبل و بعد وقوعه.

علي أن الأمر لا ينتهي هنا. فالحكم القائم الآن هو حكم الإخوان بدون جدال. و العملية الثورية و قوي الثورة لابد و أن يكون تركيزها علي إنهاء هذا الحكم الفاشي. فالدعوة لمعارضة انقلاب عسكري محتمل لا تصب في نهاية الأمر إلا في مصلحة الإخوان. و الإخوان يدركون جيدا أن القوة العسكرية هي القوة المنظمة المناوئة الوحيدة القائمة خاصة بعد تدجين وزارة الداخلية لحد كبير. أي أن من يصبون هجومهم الآن علي العسكر في الحقيقة يساندون الإخوان موضوعيا. أما الادعاء بمواجهة الإخوان و العسكر في نفس الوقت فهو أدعاء ساذج لا يفصح فقط عن رطانة ثورية بلا طحين لكن أيضا عن غياب تصور لتطور العملية الثورية برمتها لا يقل عن هؤلاء الذين يطالبون العسكر بالعودة للحكم.

فإذا كان حكم العسكر مرفوضا و حكم الإخوان مطلوب إنهاؤه فما هو الخيار البديل؟ الخيار البديل و الأفضل بالنسبة للقوي الثورية هو استلام الحكم من قبل جبهة شعبية تضم القوي الشعبية و الثورية و تعبر عن تحالف طبقي جديد يقود البلاد و يحقق مهمات الثورة. أن شعار عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية لا يمكن له أن يتحقق بدون وجود أصحاب المصلحة في هذا الشعار في مقاعد الحكم. أي العمال و الفلاحين و الموظفين و المثقفين و مجمل الطبقات الشعبية. و لكن حتي الآن لم تستطيع الطبقات الشعبية أن تبلور مثل هذا البديل و تؤسس لهذه الجبهة الشعبية القادرة علي أن تشكل طرفا ثالثا. و رغم ذلك فقد حدث تطور كبير في هذا الاتجاه أولا بزيادة الوعي الشعبي و ثانيا ببناء منظمات عديدة مستقلة تمثل هذا الطرف أو ذاك من الطبقات الشعبية. أي أن القوي الشعبية المنظمة مازالت في مرحلة البناء و أمامها شوطا طويلا تقطعه كي تصل لتشكيل بديل ثوري جاد. و هذا البديل الثوري لا يتصور أن يكون كيانا علويا منفصلا عن الشعب مثل جبهة الإنقاذ علي سبيل المثال بل لابد له كي يكون شعبيا حقا أن يستند إلي مؤسسات شعبية جديدة تمارس السلطة و الاحتجاج و تجربة العصيان المدني و تطورها كفيل بوضع أسس راسخة لبناء جبهة شعبية حقيقية إذا انتبهت القوي الثورية بشكل كافي لأهمية هذه الجبهة.

لكن هذا ليس كل شيء فيما يتعلق بالعسكر و الإخوان. فمن المسلم به أن الإخوان لن يتركوا السلطة ببساطة. و بشكل عام لا يمكن أن تنجح ثورة دون سند عسكري قوي. في ثورة يناير 2011 كان السند العسكري هو المجلس العسكري الأعلى نفسه الذي أطاح بمبارك في انقلاب صامت لصالح بقاء نظام الحكم. و في الثورة الليبية و السورية شكلت المعارك العسكرية الواسعة و انشقاق الجيش الأداة العسكرية لتثبيت قوي الثورة رغم أنها لم تنجح في تبديل الحلف الطبقي الحاكم.أي أن البديل الثالث و الجبهة الشعبية كي تنتصر ثورتها و تتخلص من حكم الإخوان لابد لها من سند عسكري. سواء تحقق بالطريقة المؤلمة عبر حرب أهلية واسعة تتضاءل لجانبها الحرب السورية أو عبر مساندة المؤسسة العسكرية القائمة للجبهة الشعبية نفسها. فهل يمكن أن تساند المؤسسة العسكرية التي تنتمي للطبقة الحاكمة الآن جبهة شعبية تنتمي لطبقات الشعب؟

أن هناك تجارب تاريخية كثيرة لتجاور سلطة شعبية مع سلطة من الطبقات الحاكمة . و في الحقيقة ففي السنة التي أعقبت الثورة كان هذا هو شعار القوي الثورية المعروف باسم مجلس رئاسي مدني يحكم إلي جانب القوات المسلحة التي تقتصر مهمتها علي تأمين البلاد.

هل معني هذا أن تتحالف القوي الثورية مع العسكر ضد الإخوان كما تحالف الإخوان معهم ضد القوي الثورية؟ أن من المبكر الحديث عن مثل هذه التحالفات الآن حتي تنضج القوي الثورية بشكل كافي و تؤسس مرتكزاتها الشعبية. لكن أقرب مثل أمامنا هو بورسعيد حيث بدأت بوادر مبكرة لسلطة شعبية من قلب العصيان المدني تتجاور مع الجيش الثاني . لكن علينا أولا أن نبني جبهتنا الشعبية و ألا ننحرف عن تركيز كل الجهود للإطاحة بنظام الإخوان الفاشي.



#حسن_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة الإنقاذ ما لها و ما عليها
- هل يمكن تجاوز الرأسمالية؟
- ما بعد المرحلة الأولي من الاستفتاء علي الدستور الفاشي
- الثورة المصرية الثالثة : ما العمل؟
- عن الربيع العربي و الثورة الإيرانية
- ما العمل مع الدستور الفاشي؟
- سيناريوهات المستقبل بعد الدستور الفاشي
- الثورة المصرية ضد الإخوان
- اليسار المصري و الثورة المصرية
- أزدواج سلطة أم أزدواج ضعف؟
- التحالف الديمقراطي الثوري
- سيناء و الإرهاب و النظام
- قضية اليسار الراديكالي
- تعليق مختصر علي برنامج الاشتراكيين الثوريين
- مأزق الثورة المصرية
- ما هي ديكتاتورية البروليتاريا؟
- بل المشاركة في الانتخابات هي الأفضل للثورة
- الديمقراطية الشعبية المصرية
- عن العسكر و الإخوان و البرلمان
- مندوب حزب التحالف يذهب للقاء مينا دانيال


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - عودة حكم العسكر