أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - محنة أبي العلاء المعري وشبيحة الإعلام














المزيد.....

محنة أبي العلاء المعري وشبيحة الإعلام


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رغم مضي أربعة أشهر على سيطرة المعارضة السورية المسلّحة على مدينة معرة النعمان، فإن القصف على المدينة بكل أنواع الأسلحة لم يتوقف من قبل النظام السوري وشبيحته، مما تسبّب بدمار مُريع جعل من المعرّة بلدةً منكوبة.
جديد مسألة المدينة كسر تمثال أبي العلاء القائم وسطها وكأنه تخريب متعمد له، ولكن لا دليل على فاعله، فمنطقة التمثال والعمارات التي حولها طابعها خراب ودمار. أما ماليس بجديد، فهو استغلال شبيحة الإعلام لما أصاب تمثال فيلسوفنا، وانطلاق بكائياتهم عليه، وهجائياتهم في القدح والذمّ بهمجية المعارضة، باعتبار ماكان هو من فعل المتطرفين الثوار، وكأنه يحدث في اليوم الأول لدخولهم المدينة رغم مضي أشهر لهم فيها، بل ومنهم من اعتبر أن الرأس الجصي للتمثال فيه من العقل أكثر مما في رؤؤس جميع من يرى بالتمثال صنماً من المعارضة تحديداً. أمّا أوسطهم طريقة فمرشح مُزْمن لجائزة نوبل، فهو فضلاً عما تكلم به، فإنه طالب قيادة الثورة السورية بالاعتذار عن هذا العمل رغم أن لادليل على علاقتها به.
وإنني إذ أضم صوتي إلى مستنكري هذا العمل من غير الشبيحة، وأؤكد شجبي لمُتَقصّدي هذه الأعمال أياً كان فاعلها، فإنني أنوهه بلزوم مالايلزم من معرفتي بأن أهل المعرة كلهم بما هو معروف عنهم، يفخرون بأبي العلاء فلسفةً وأدباً وشعراً، ولا أعلم أن أحداً منهم ساءه هذا التمثال يوماً، ولكن ماهو معلوم بالتأكيد أن أهل المعرة ومعهم أهل محافظتهم ومعهم السورييون عموماً، إنما هم ناقمون من أسرة الأسد وتماثيلها أصنام قمع واستبداد ورموز نهب وفساد، المحروسة آناء الليل وأطراف النهار في عموم أنحاء البلاد، وتسهر عليها قوى أمنية خاصة بها، وقد حطموها علانية وداسوها بأقدامهم وقذفوها بشحاطاتهم ونعالهم، وتخلصوا من الكثير منها جهاراً نهاراً.
مايلفتنا في عموم المسألة، كثرة من تكلموا عما أصاب تمثالاً الراجح فيه أنه بقصفهم كسروه، وسكاتهم عن دمار مدينته وخرابها والصواريخ والطائرات التي قصفتها، وعن قتل وسفك دماء المئات من أهلها أطفالاً ونساءً ورجالاً، رغم أن هدم الكعبة وليس كسر تمثال المعري، لأهون عند الله من قتل امرئٍ واحد.
شـــــــــــــبيحة النظام وأزلامه في غاية الغيظ من السوريين عموماً، بما فعلوه بقائد البلد ورمز البلد وشبيح البلد بتحطيم جدارياته وأصنام أسرته، وقد كسّرها أهل المعرة وغيرهم علانية وداسوها بأقدامهم وقذفوها بشحاطاتهم ونعالهم، ورأى ذلك أهل الأرض على الفضائيات، وهو مما يعتبره الشبيحة عملاً همجياً، قالوا فيه عن الفاعلين ماقالوا من قبيح الكلام، غير أن صغار الشبيحة منهم آثروا عدم الكلام لسبب أو آخر وأصابهم الخرَس، حتى جاءتهم قشة أبي العلاء فأطلقت لسانهم.
إننا مع كل من شجب هذا العمل طالما نظر إليه بموضوعية وفي سياق الأحداث وتكلم عن سلبياتها وجرائمها، وإنما لسنا مع الانتقائيين الساكتين عن الجرائم العظمى من دمار العمران وقتل الإنسان. فمن يطالب قيادة الثورة بالاعتذار من أجل رأس تمثال أبي العلاء بتهمة مشكوك بها، فأولى به أن يطالب نظاماً فاشياً بالرحيل وقد قتل عشرات الآلاف من سوريين لأنهم طالبوا بحريتهم وكرامتهم، أو أن يطالبه بالاعتذار عن قتلهم لأنهم ليسوا تماثيل بل بشر ممن خلق ربي يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق.
شـــــــــــبيحة إعلام آخر زمن، تقوم قيامتهم على محنة تمثال، ولا تتحرك فيهم ذرة من بقايا إنسانية أو ضمير على مئات القتلى من أهل المعري ومدينته، وعلى أربعة آلاف طفل ومثلهم من النساء وعشرات الآلاف من القتلى الشباب والكهول على امتداد الأرض السورية، بل ولا تتحرك بهم ذرة من نخوة على مدن وبلدات تقصف بعشرات من صورايخ سكود التدميرية التي تحرق الأخضر واليابس وتنشر في الأرض الدمار.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه هي الثورة السورية، وهؤلاء هم حرائرها
- مشهد الدم السوري يوم الأربعاء ومعه الاعتداء الإسرائيلي
- المتشككون في إجرام النظام السوري
- مجزرة جامعة حلب.. من الفاعل..!!
- شبيحة الأبد، وخطاب الأسد
- حكاية شهيد، تختصر قصة الثورة السورية
- نظام أصله إرهاب،وسلوكه تشبيح
- الصحوة الأندلسية في أم الدنيا ومجازر الشام
- بعض إجرام النظام الأسدي في أرقام
- حديث جدار الاسمنت على حدود الجولان
- رغيف السوريين أخوة الخبز والدم
- أرقام في ثمانية أيام وحقيقة إجرام النظام السوري
- أرقام في القتل لها دلالات على مجرميها
- من الأقصى الأسير إلى الأموي الشهيد
- عصا الاستبداد وآخرتها
- من كلام المندوب السوري إلى كلام الوزير الفرنسي
- براءة القدس من القتلة والمجرمين
- مئتان وثلاث وستون مجزرة
- متقاعدوا الحرس الثوري والجيش في دمشق
- المدافعون عن النظام الفاشي في الوقت الضائع


المزيد.....




- دراسة جديدة تثبت نظرية أينشتاين بشأن الثقوب السوداء
- كلوب يُغادر ليفربول.. بصمة لا تمحى وعشرات الألقاب
- جلسة برلمانية في تايوان تتحول إلى حلبة مصارعة (فيديو)
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في خاركوف وخسائر أوكرانيا ت ...
- مركز -صدى سوشال- يدعو إلى تحقيق عاجل لـ-تسريب ميتا بيانات مس ...
- مراسلنا: إصابة 11 ضابطا وجنديا من الجيش التركي بينهم حالات ح ...
- بولندا ستنفق 2.5 مليار دولار لتعزيز حدودها مع روسيا وبيلاروس ...
- حزب الله يستهدف ثكنة للاحتلال وإسرائيل تقصف جنوب لبنان
- الدويري: عملية القسام شرق رفح تحتاج مهارة عالية لتنفيذها
- الجلادون الإسرائيليون التوّاقون للفظائع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - محنة أبي العلاء المعري وشبيحة الإعلام