أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل كنيهر حافظ - لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة علمانية ؟ الجزء الأخير














المزيد.....

لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة علمانية ؟ الجزء الأخير


عادل كنيهر حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 01:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟
الجزء الأخير
يعتقد الاخوة الإسلاميين جازمين , ان المستقبل لهم , وليس للنظام العَلماني , في الوقت الذي تراهم منشدين بقوة الى الماضي , لا بل يستحضرون ادواته البالية و المتخلفة , عاقدين العزم على أن يبنوا فيها اركان المستقبل المتطور , في الوقت الذي تؤشر كل معطيات التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والفكري والنفسي , على ان المستقبل , يتطلب نظام غير منحاز لدين سماوي معين , وإنما يرعى كل الديانات ويمنع المساس بأيً منها , ويضع نصب العين , وفي المقام الأول , وحدة وتجانس المجتمع , والعيش المشترك لكل أبنائه . في الحال يرفض تطور الحياة البشرية , نظام الدولة المنحاز لدين معين , فقد ادانته وقائع الحياة , ولفضته الشعوب , وغادر مسرح الحياة غير مأسوف عليه, وبات شيء من تراث العالم .
أما هستيريا الإسلام السياسي , وتكفير العَلمانية والعلمانيين ,فهوَ ليس دفاعاً عن الدين , وإنما محاولة لأبعاد الجماهير عن القوى الوطنية واليسارية , وتلك الجهود تندرج في مساعي الاحزاب الدينية للوصول للحكم , والتي هي مساعي دنيوية , لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد برغبة الرب الخالق في ذلك , حتى وان اجهدت احزاب الإسلام السياسي نفسها , في ان تبرقع مساعيها ببرقع القداسة والإرادة السماوية , لا تتمكن من ان تدخل في روع الناس , عدم شراهتها ورغبتها الجامحة , للجلوس على كرسي الحكم , والاغتنام من المال العام , وهذا ما اكدته سيرة الأحزاب الإسلامية الحاكمة في تونس ومصر وتركيا والعراق وغيرها , لا بل اكدت التجربة ان اكثر الأنظمة السابقة , هي اقل فساداً وأكثر رحمة بشعوبها , من الأنظمة التي تدعي الورع والتقوى , والذي يقود حكمها احزاب الإسلام السياسي , الذي نسى وعده للرب ولأنصاره ومريديه ,في ان يطبق شريعة المولى تعالى {الشريعة الإسلامية } ولتهى بجمع المال الحرام , واغتنام ما امكن من اموال الشعب , حيث وجد حضوره طاغياً في التحكم بمقدرات الدول التي يقودها , بيد ان هذا الحضور الطاغي , للإسلام السياسي هوَ بداية النهاية بعد ان ترك مداراته الروحية , وهبط في ميدان الصراع حيث اناخ بكامل ثقله وضلهُ الثقيل على المجتمع , مما حتم التصادم معَ قيم الشعوب الجديدة , وفي خضم هذا التصادم والصراع , تنمو مبررات , النقد المتبادل حيث تنتقد قوى الإسلام السياسي النافذة في الحكم , سلوك وأفكار الشرائح الاجتماعية والأحزاب اليبرالية ,وتعتبر ذلك خروجاً على تعاليم الدين , الأمر الذي يدفع الأخيرة ان تدافع عن نفسها بتوجيه النقد للوسائل والأساليب الدينية وصولاً لنقد التعاليم الدينية , وكلما يتطور المجتمع ويتراكم الوعي وتظهر قيم اجتماعية جديدة تشتد وتيرة الصراع بين الفريقين , وتأخذ اشكال منها فئوية وقومية وعفوية , لاسيما قضية المرأة التي تكوّن نصف المجتمع عندما تتأكد ان الثقافة الإسلامية تنال منها وتقوض وجودها , فأنها لا تلتزم الصمت , خصوصاً وان لها انصار كثيرين في المجتمع , ايضاً ستجد الأقليات الدينية نفسها منخرطة في تيار النقد الديني , ليصبح الخوض في التراث الديني , على ارضية المصالح وليس ترفاًً ثقافياً في محافل المثقفين وحسب , وإنما شاع وذاع وبات عنصراً فاعلاً من عناصر الصراع الاجتماعي , يتجلى تأثيره في ملمح ثقافي ناقد لسياسة الأحزاب والقوى الإسلامية , والحاكمة منها خصوصاً . وبقدر تطور ذلك الملمح الثقافي الذي يعتمد البراهين العلمية في جدله مع الاخر في حلبة الصراع الاجتماعي , بقدر ما يتطور فعله في ميدان السياسة , حتى يتمظهر على شكل احتجاجات ومظاهرات وإضرابات واعتصام وغير ذلك من الفعاليات الجماهيرية التي تقوض تدريجياً جهود وأفكار الإسلام السياسي , وتجبره على الاذعان لمشيئتها في فصل الدين كداعم وساند ومُبرّر لسياسة السلطة , ليواجه رجلها مصيرهم في مسائلة الشعب لهم , ويوم ذاك سيجدون انفسهم في حال لا تختلف كثيراً , عن حال القساوسة ورجال الكنيسة ومحاكم التفتيش قذرة السمعة , حيث تُرغم عموم التيارات الإسلامية ,على حرق كل زوارق العودة للحكم , وتتحول إلى شيء من التراث .



#عادل_كنيهر_حافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة علمانية ؟ الجزء السادس
- لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العلمانية ؟ الجزء الخامس
- لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العلمانية ؟ الجزء الرابع
- لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العًلمانية ؟ ألجزء ألثال ...
- لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة علمانية ؟ الجزء الثاني
- لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟
- الأنساب لا تُعد رجساً في السياسة
- ألوضع ألموئسْي في ألعراق , لاينتهي مابرحت ألقوى الحاكمة هيَ ...
- الانتفاضات الشعبية في بعض البلدان العربية , هل هيً عفوية ؟
- متى يغادر الإعلام العربي ديباجة مسخ الحاضر والتغني بالماضي ؟
- بعض ألملاحظات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- ما هي مؤشرات مهاجمة إيران ؟ وما هي الموانع ؟
- المؤتمر الوطني المزمع عقده للكتل السياسية العراقية ,هل سيكون ...
- ربيع الجماهير العربية سيستمر طويلاً
- ما هي الطائفية ؟ وما دورها في إعاقة بناء الدولة الديمقراطية ...
- الحلول الخاصة لا تؤدي الى حل عام لأزمة تشكيل الحكومة العراقي ...
- ما هكذا يقال في السياسة
- الانتخابات العراقية , وصراع القوى حول المناصب
- الانتخابات العراقية , وصراع القوى حول حول المناصب السيادية


المزيد.....




- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل كنيهر حافظ - لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة علمانية ؟ الجزء الأخير