أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل كنيهر حافظ - الانتفاضات الشعبية في بعض البلدان العربية , هل هيً عفوية ؟















المزيد.....

الانتفاضات الشعبية في بعض البلدان العربية , هل هيً عفوية ؟


عادل كنيهر حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 21:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الانتفاضات الشعبية في بعض بلدان العالم العربي ¬
هل هي عفوية ؟
يحلو للبعض من الذين كتبوا عن الانتفاضات في بعض البلدان العربية , أن يصفوها بالعفوية , ويشيرون إلى أنها قامت دون تخطيط من حزب سياسي أو جبهة قوى حزبية , وليس لها زعماء أو منضرين , وبالتالي يكون القول باطلا عن ضرورة الأحزاب والتنظيمات , والنظريات , وأن أطروحات الماركسية باتت غير دقيقة , ومتخلفة قياسا لما حدث في الربيع العربي ,حيث تعرب الانتفاضات ألشعبية عن نفسها , كونها نتاج طيب لجهد الشباب المتفتح , الذي نسق ألعمل المعارض , من خلال ألتواصل الالكتروني , حتى وصل الأمر إلى الاتفاق على الوقت والمكان , للتظاهر ضد النظام , وتجمع آلاف ألشباب والتف حولهم مئات آلاف ,انسياقا بدافع الخلاص من سلطة القمع , وصولا إلى نظام العدل والحرية , نعم هكذا يبدو الأمر من حيث الظاهر , ولكن هذا الظاهر يستبطن جوهرا كثير الغنى والتنوع من الدوافع لتلك الانتفاضات العارمة , حيث يتقدم جوهر الدوافع تطور الوعي الاجتماعي , الذي تراكم بفعل عوامل عديدة من بين أهمها جهد القوى والأحزاب الوطنية ,الذي سوف يأتي الحديث عنه مفصلا . ومن ثم تطور وسائل الاتصال الفائق السرعة , وارتباط الناس من خلال تلك الوسائل ,وتسارع تطور وسائط الأعلام وانتشارها , وخصوصا المرئية منها , حيث تنقل مئات القنوات الفضائية , ثقافة وكيفية معيشة شعوب أوروبا وأمريكا , ومقارنة أحوال الشعوب العربية ومعيشتها مع معيشة تلك الشعوب , وتسأل عن سبب الفقر المدقع الذي يرهقها ,مما يدفعها للبحث عن سبيل للخلاص من أوضاعها المزرية . كل هذا من جانب ومن الجانب الآخر تجاهل الطغم الحاكمة ,في الوطن العربي لما يحصل من تطورات حولها في العالم , وإصرارها على ذات الطريقة من الحكم , والمستندة على إرغام شعوبها بالقوة ,على السكوت على أوضاعها المتردية باضطراد . وبتأييد ودعم من الحكومات الغربية , وخصوصا الإدارة الأمريكية ,إلا أن قوى الغرب الداعم لتلك الأنظمة الغاشمة , رأت أن الاستمرار في ظلم الشعوب العربية واضطهادها , قد وصل إلى مشارف الانهيار الاجتماعي وأن الجماهير خرجت إلى الشوارع احتجاجا على ظلم حكامها , عندها تخلت أمريكا وحلفائها الغربيين ,تحت ضغط الخوف على مصالحها , حيث أرادت أن يكون لها نصيب في مساعي التغيير , ولذا ساعدت ودعمت القوى الثائرة في تونس ومصر , وبشكل أكثر قوة في ليبيا . الأمر الذي ساعد في نجاح وانتصار الانتفاضات الشعبية في تلك البلدان وتغيير رؤوس ألحكم فيها . بيد أن الأهم لم يأتي بعد , والمقصود هنا بالأهم هو تغيير النظام . حيث لازالت الآلة العسكرية ذاتها , وكذالك نظام التعليم , وسريان ذات القوانين التي تدير الدولة وتنظم حيات الناس . الأمر الذي يتطلب برنامج عمل جديد , لإدارة الدولة والمجتمع , وتعيين آلية للحكم ,وقادة مفعمين بالوطنية , ورؤساء مؤسسات من التكنوقراط و.... عموم الحال الذي لا ينفي بل يستوجب وجود أحزاب ومنظمات مجتمع مدني , ونقابات وزعماء ومنضرين . وكل ذلك يقع في أساس عملية تطوير الانتفاضات ,إلى ثورات حقيقية ,لذلك يكون ألحديث عن عدم ضرورة ألتنظيم الحزبي , وضرورة ترك النظريات , هو أمرًََُ في غاية السذاجة ,لأنه يفترض تقاطع وتعارض , بين جهد القوى المنتفضة وجهد القوى والأحزاب السياسية وخصوصا اليسارية والماركسية منها . نعم لم تتمكن قوى اليسار والماركسيين ,من أن يتصدرون مشهد الانتفاضات الشعبية بحكم عوامل , أبرزها اضطهاد الحكومات لليسار الماركسي , وتركيزها على مكافحته بأبشع أشكال القمع والتهويش ألإعلامي . الحال الذي قلص جماهيره وأعاق من إمكانية تأثيره في الأحداث . بيد أن الأحزاب اليسارية كانت لها مساهماتها ,في حشد وتأييد وتشجيع الناس على الاستمرار والتواصل في الاحتجاج , ولا أحد يستطيع إنكار , مساهمة اليسار المصري في الانتفاضة سواء كان في صياغة الشعارات ألتي تطالب بالخبز والحرية , أو تلك التي تطالب برحيل الحكام , وكانت وجوه يسارية معروفة مثل النائب أبو العز الحريري وغيره ,ضمن الجماهير المحتجة في ميدان التحرير , أما في انتفاضة اليمن, , كان كثير من قياداتها أعضاء في الحزب الاشتراكي اليمني وكان من بينهم المتحدث الرسمي باسم الانتفاضة . وكانت مساهمة اليسار التونسي واضحة من خلال مساهمة منظمة المرأة ونقابات العمال , التي له اليد الأطول في قيادتهما , كما أن شباب ألفيسبوك الذين تصدروا مشهد الانتفاضة , فيهم الكثير من المنتمين إلى الأحزاب السياسية لاسيما الماركسية منها . و كل ذالك في إطار الحديث عن دور القوى والأحزاب الوطنية في مجريات الانتفاضة , بيد أن هناك دور للأحزاب الوطنية , لا يقل عن دورها في مجرى الانتفاضات الشعبية في بعض البلدان العربية , وهو تثقيف الناس وتهيئة أذهانهم وتوعيتهم بحقهم في الحرية والعيش الكريم , كما تجلى ذلك الدور ببناء أسس وركائز , وتوفير قناعات , وتربية أفواج البشر وتحفيزهم و دفعهم لميادين النضال ,ليأخذوا مصيرهم بأيديهم , وذلك الدور عبدته تلك القوى والأحزاب والماركسية منها خصوصا بالدماء ودفعت فاتورة عملها غالية , حيث غيبوا في السجون والمنافي وقضى الكثير منهم نحبه تحت أعواد الشانق , والرمي بالرصاص , وتسويد صفحتهم , ومحاربتهم في الرزق , والتعتيم الإعلامي على كل نشاطهم التعبوي ,السياسي والجماهيري , ورغم ذلك , راكمت تلك القوى والأحزاب ,رصيدًَِا هائلا من عناصر الثورة , وهذا الرصيد هو الذي كان من بين أمور أخرى في جوهر نجاح الانتفاضات الشعبية في بعض بلدان العالم العربي , لذلك لا يمكن وضعه في تعارض أو تقاطع مع رصيد الجهد البطولي لشباب الانتفاضات , وإنما تضمينه لجوهر دوافع تلك الأعاصير الشعبية , التي أطاحت برؤوس الحكام , وأفضت المجال للشعوب المقهورة , أن تقول كلمتها في مصيرها القادم . وبذلك يكون تقييم الانتفاضات الشعبية , بضوء القانون الديالكتيكي العام {التراكم الكمي يؤدي إلى تغيير نوعي } , وبالتالي نتمكن من حساب جهد الشباب النضالي في الانتفاضة , على انه أحد عناصر وأسباب فعالة أضيفت إلى جبل الأسباب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية , التي فاقمتها الأزمة العامة للرأسمالية , وما ألحقته من خسائر في الاقتصاد العربي , وما تناقله الأعلام من عواقب و فضائع لتلك الأزمة . عموم الحال الذي يفرض تجنب التفكير , في العزل والتمييز بين شكل الانتفاضات ومضمونها , وبين صيرورتها وجوهرها الذي يقع في أساسه بين أمور عديدة جهد القوى اليسارية التعبوي على الصعيد النظري والعملي في تبصير الشعوب بحقوقها , ودفعها لتحقيق مصيرها بنفسها , وهذا الجهد الفكري والعملي لقوى اليسار الماركسي , كان وما زال وسيضل ماثلا في المشهد العام لحياة الشعوب حتى يتحقق حلمها , في العدل والحرية والعيش الكريم .... .



#عادل_كنيهر_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يغادر الإعلام العربي ديباجة مسخ الحاضر والتغني بالماضي ؟
- بعض ألملاحظات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- ما هي مؤشرات مهاجمة إيران ؟ وما هي الموانع ؟
- المؤتمر الوطني المزمع عقده للكتل السياسية العراقية ,هل سيكون ...
- ربيع الجماهير العربية سيستمر طويلاً
- ما هي الطائفية ؟ وما دورها في إعاقة بناء الدولة الديمقراطية ...
- الحلول الخاصة لا تؤدي الى حل عام لأزمة تشكيل الحكومة العراقي ...
- ما هكذا يقال في السياسة
- الانتخابات العراقية , وصراع القوى حول المناصب
- الانتخابات العراقية , وصراع القوى حول حول المناصب السيادية


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل كنيهر حافظ - الانتفاضات الشعبية في بعض البلدان العربية , هل هيً عفوية ؟