أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل كنيهر حافظ - لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العلمانية ؟ الجزء الرابع















المزيد.....

لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العلمانية ؟ الجزء الرابع


عادل كنيهر حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 02:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العلمانية ؟
الجزء الرابع
يعتقد الإخوة الإسلاميين , أن ألمجتمع والدولة يجسدان علاقة دينية , إنطلاقاً من مفهوم أن الدين الإسلامي الحنيف هوَ دين ودولة . في الحال الذي هوَ ان نظام الدولة , يختص في إدارة شؤون المواطنين , وتسيير قضاياهم الحياتية اليومية , التي تخص عيشهم وما يتعلق به في الحياة الدنيا , وليس الحياة الآخرة . ومن هنا تكون علاقة الدولة بالمجتمع تجسيد لعلاقة اجتماعية وليست دينية , رغم ان الدولة ترعى بعض الشؤون الدينية مثل الأوقاف وغيرها , إلا إنها تندرج في إطار تنظيم حياة المجتمع . أما علاقة الدين بالمجتمع فهي علاقات روحية اخلاقية ادبية , تتجلى في حث الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وما تختزناه هذه الكلمات من معنى وتفاصيل . وبهذا المعنى تتمظهر علاقة الدين بالدولة والمجتمع كعلاقة خاصة ومستقلة . ولذلك يمكن القول ان المجتمع والدولة لا يجسدان علاقة دينية , وانمى يعبْران عن علاقة اجتماعية تتطلبها مقتضيات الحياة اليومية , وهنا تتكرس الخصوصية والاستقلالية لنظام الدولة بالمجتمع . وبما ان لكلا الدين والدولة علاقته الخاصة والمستقلة , بالمجتمع , يفترض مسعاهما للوصول إلى الانسان المثالي , أن يحترما خصوصية واستقلالية كل منهما , وبهذا الأمر تصبح علاقة الدين والدولة بالمجتمع ,علاقة تضامنية , لتجعل من الناس أكثر وعياً وإدراكاً لضرورات العيش المشترك , المبني على العدل والإخاء والمحبة ..... .
كما يعتقد الاخوة الإسلاميين , أن احكام الشريعة الإسلامية السمحاء , هي كافية لأن تسْير دولة حديثة المعالم , فيها مئات المؤسسات والدوائر الحكومية والأهلية , والتي تدار وفق شبكة معقدة من الأوامر والقوانين . نعم هناك بين 600 آية قرآنية , توجد بحدود 60 آية تتضمن أحكام شرعية , وهناك أيضاً أحاديث منقولة عن النبي ص , تخص الفصل في بعض الاشكاليات الاجتماعية , ومن هذه الآيات والأحاديث النبوية الشريفة تتكون عناصر الشريعة الإسلامية , بالرغم من أن الاحاديث المنقولة عن النبي ص , خاضعة لمن هو ناقلها , لأن الكثير من ناقلي الحديث , يصوغون الحديث حسب مصلحتهم , وربما تقتضي مصلحة راوي الحديث , التستر على امرٌ ما أو القرب وكسب ود الحاكم ... لذلك يمكن أن تقتطع بعض الكلمات , أو تضاف بعض الحروف او الكلمات , للحديث , كما فعل ذلك احدهم عندما دخل على الخليفة العباسي هارون الرشيد ,ووجده يداعب حمامة , ثم التفت اليه الرشيد متسائلاً , هل هناك شيء منقول بهذا الخصوص ؟ فأجابه الراوي على عجل , نعم يا سيدي سمعت عبد الله ابن سعيد عن ابن عباس عن ام المؤمنين عائشة رض ,قالت : أن الرسول الكريم كان يحب الحمام ويداعبه دائماً . فقال الخليفة للرجل ولله لقد كذبت , ولو لم تكن قريشياً لعزلتك عن وضيفتك كقاضي . المهم اولاً - أن الشريعة الإسلامية , كانت وما زالت تحظى بوافر الاحترام والتبجيل , ولكن الاحترام والتبجيل شيء , والقدرة التشريعية لتنظيم مجتمع عصري من اولى صفاته التعايش والعيش المشترك لكل مواطنيه , رغم اختلافهم في الانتماء الديني والطائفي والقومي , هوَ شيء آخر , لأن أحكام الشريعة الإسلامية , كانت تنظم العلاقات لمجتمع بدوي صغير لم يكن فيه حتى مكان خاص ليقضي المرء فيه حاجته وذلك قبل 1400 عام , حيث كانت يثرب {المدينة المنورة} عبارة عن قرى متناثرة في اليم , اما مكة المكرمة فهي سوق لبيع وشراء البضائع والخمور وحتى الاصنام , ولم يكن هناك حاكم أو جهاز إداري أو مسئول في تلك الأماكن , وإنما كانت عبارة عن محطات في الصحراء لقوافل التجارة , على الرغم من وجود بعض الأراضي الزراعية و بساتين قريبة من مكة من بينها بستان الأمام على ابن ابي طالب ع حيث كان الامام يمارس الفلاحة بنفسه , وعليه لم تكن حضارة في تلك الأماكن البدوية , من شأنها أن تعالج قضايا المجتمع والدولة الحديثة عالية المتطلبات .
ثانياً- لم يعطي ذلك الواقع أي ملكة من التجارب في إدارة الدولة والمجتمع ,تفيد في بناء الدولة الحديثة , وذلك بسبب بساطة الواقع بكل عناصره المكونة , حتى بعد سيادة الإسلام لم تتكون أي حضارة , تُأخذ كمثال في بناء الدولة والمجتمع العصري الراهن , رغم أن الإسلام كان قد استولى على حضارة اليمن والحضارة الفارسية وحضارة الشام وبلاد الرافدين , إلا انه ضل سلطة قرار فقط , لجمع ألأموال من تلك البلدان , ولم يستفيد من كيفية إدارة المجتمع وبناء الدولة , وحتى بناء الجيش لم يكن بالكيفية المعروفة عن الجيوش , حيث القادة المدربين ,ووحدات اختصاص , ومعسكرات , وتجهيزات عسكرية مختلفة و طبابة و اسعاف وحانوت , ورواتب و.... , و انما يتكون جيش المسلمين ,من رجال العشائر حيث يتحتم على كل عشيرة أن ترسل عدد من رجالها , ومن مجموع رجال العشائر و بأسلحتهم الشخصية , وعندما تنتهي المعركة او الغزو يعود المقاتلين يذهب كل منهم لداره . ولا يتقاضى راتباً او مكافئة , مقابل مساهمته في الحرب والقتال , لأنه لا توجد عند النبي محمد ص , اموال للجيش لتجهيز حملة عسكرية , لذلك دفع الخليفة عثمان ابن عفان من امواله الخاصة , تكاليف الحملة العسكرية على اليمن . ثالثاً- ومنذُ ذلك العهد حصل تطور هائل في كل مناحي الحياة ,وفي الطبيعة والمجتمع والعقل البشري . حيث تطورت الجيوش , ووسائل الحرب , و اصبحت العسكرية وضيفة , ثم انُشأت القوات الأمنية الأخرى من شرطة متعددة المهام أمن ومخابرات ومرور وغيرها , وتتالت المنشأة بالظهور حكومية وأهلية , تضم ملايين العمال والموظفين وتطورت الحياة كثيراً بعد اختراع الكهرباء وتأسست شركات البناء العملاقة التي شيدت ناطحات السحاب , والجسور العابرة للبحار , والفنادق الكبيرة ودور السينما والمسارح وملاعب الأطفال والمكتبات العامة والمدارس والجامعات والمستشفيات العملاقة , وشركات التأمين , وتوفر الماء الصالح للشرب , و انُشأت شبكات الصرف الصحي , والطرق الواسعة والجسور , لتسير عليها ملايين من وسائط النقل وتحقق حلم البشر بالسفر جواً وتطورت كثيرا وسائط النقل البحري الذي طور التجارة وتبادل البضائع بين الدول , ورافق كل ذلك التطور الهائل وحفزه تطور علوم الفيزياء والكيمياء والفلك و الميكانيك , مما انعكس ليس فقط على ظروف العيش وجعلها اكثر رفاهية , أيضاً في وعي الانسان , وجعله لا يؤمن الخرافات والجن والسحر , بفضل تطور تلك العلوم التي فسرت له كثير من الظواهر . لذلك جعل هذا التطور الهائل لمستوى الإنسان , ان لا يستوعب بل لا يقبل إجراءات وحدود الشريعة الإسلامية ,التي لا تقبل في اليهود والنصارى أن يسكنوا الجزيرة العربية , وتعطي اسامة ابن لادن مبرراً لضرب المؤسسات الغربية في السعودية واليمن وغيرها , او قطع يد السارق , ورجم الزاني والزانية حتى الموت ...., هذه وغيرها من الحدود , كانت ممكنة التطبيق قبل مئات السنين , ولكن مستحيلة الآن في ضل شرعة حقوق الإنسان التي ترفض محاكمة المتهم بدون محامي دفاع , وتطبيق شرعة حقوق الإنسان أصبحت تتباهى بتحقيقها الدول في كل اصقاع المعمورة . وباختصار شديد يمكن القول مما تقدم أن التجربة العملية و النظرية للدولة الإسلامية , مع الاحترام الشديد لها , لا يمكن أن تكون موضع اعتبار وإلهام في بناء الدولة العصرية وتسيير حياة الناس , ولكن باعتبارها تجربة من التراث الإنساني , يمكن ان تكون بعض عناصرها أحد مصادر التشريع في المجتمعات الإسلامية العربية , ولكن ليس مصدراً وحيداً للتشريع القانوني في دولة ألألفية الثالثة .
عادل كنيهر حافظ



#عادل_كنيهر_حافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العًلمانية ؟ ألجزء ألثال ...
- لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة علمانية ؟ الجزء الثاني
- لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟
- الأنساب لا تُعد رجساً في السياسة
- ألوضع ألموئسْي في ألعراق , لاينتهي مابرحت ألقوى الحاكمة هيَ ...
- الانتفاضات الشعبية في بعض البلدان العربية , هل هيً عفوية ؟
- متى يغادر الإعلام العربي ديباجة مسخ الحاضر والتغني بالماضي ؟
- بعض ألملاحظات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- ما هي مؤشرات مهاجمة إيران ؟ وما هي الموانع ؟
- المؤتمر الوطني المزمع عقده للكتل السياسية العراقية ,هل سيكون ...
- ربيع الجماهير العربية سيستمر طويلاً
- ما هي الطائفية ؟ وما دورها في إعاقة بناء الدولة الديمقراطية ...
- الحلول الخاصة لا تؤدي الى حل عام لأزمة تشكيل الحكومة العراقي ...
- ما هكذا يقال في السياسة
- الانتخابات العراقية , وصراع القوى حول المناصب
- الانتخابات العراقية , وصراع القوى حول حول المناصب السيادية


المزيد.....




- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل كنيهر حافظ - لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العلمانية ؟ الجزء الرابع