|
الماضي الجميل
زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 09:48
المحور:
الادب والفن
"حلاوة يا سيدي حلاوة " تذكّرني هذه العبارة بالماضي الجميل بحلوه ومُرّه ، حلوه أيام كان المعلّم الشخصية المركزية ، يزرع في الطالب الفضائل مع العلم ، فتنمو النبتة قويّة ، متينة تتحدّى الصعاب ، وتقف شامخةً أمام عواصف اللاخلاقيات ، فيزهو المعلّم وتزهو التربية ، وتميد الدّنيا فرحًا بالأخلاق . كان المُعلِّم معلّمًا بحقّ ، تحيط به هالة من الكرامة ، واخرى من المسؤولية ، وثالثة من القداسة ، ألمْ يقل التلاميذ للسيّد المسيح "يا مُعلّم " .. كان المعلم يأمر فيُطاع ، وكان سلطانه الهيّ وإنسانيّ، الهيّ استمدّه من شريعة السماء :" علّموا أولادكم بالعصا" بعد أن نُجزِل عليهم المحبّة والحنان الدَّفاق ، وإنسانيّ بعد أن قال ا لوالدان للمعلّم "لكَ الّلحمات ولنا العظمات "وما سمعْتُ يومًا انً معلّمًا حزَّ لحم تلميذ ، وإنما بنى نفس التلميذ بناءً مُتراصّا ، مُتوازنًا وسليمًا . قد يقول البعض ان معلمنا القديم كان إرهابياً ، استعمل العصا ، فعاقب ولم يتورّع من استعمال الفَلَق ، فأقول : لم يكن أبدًا إرهابياً وإنما كان أبًا حنونًا ، رغم انّ لي رأيًا آخر في العقاب البدنيّ ، فاستعماله خطأ قد يؤثّر سلبًا على نفسيّة الطالب ، ومن المُفضّل تفاديه مع استعمال سلطان الحزم والشخصية المُهابة والقوية ، ولكنَّ الدلع والدلال الزائدين والإحساس المفرط في الحساسية ، ودعم الآهل اللامحدود لابنهم الطالب ضدّ المُعلّم ، فيه ضرر لا يقلّ فعالية ، أضف الى ذالك القانون المطّاط ، وحُماته من الشُّرطة ، والني لأقلّ سبب وأتفه ذريعة تحتجز المعلم وتختصر حريته وقيمته.. فأنت اليوم تجد الأم او الأب أناني لا يهمّه إلا ولده ، فهو يريده في المقعد الاوّل , وأن نُوجّه لحضرته كل الأسئلة!! وأن يعبث ويروح ويجيء في الصّف وإياك أن تمسّ إحساسه المُرهَف ، فان أنت اردْتَ ايّها المعلم أن تُعلّمه درسًا فليكن من خلال جاره او زميله ، أمّا ان يصل الأمر الى ولده وفلذة كبده ، فستقوم الدُّنيا ولن تقعد ، وستدخل يا صاحبي ، يا صاحب القلب الكبير –المُعلّم – ستدخل بيت خالتكًَ ، والطبيب الألمعي الذي يُطرّز التقارير الطبّية الكاذبة في معظمها لقاء دُريهمات ، سيُطرّز لهذا الشقي تقريرًا ، لانك جرحْتَ إحساسه بكلمة عابرة ، ...انّه لم يفعل شيئًا فقد عطَّل فقط الحصّةَ ، واعتدى على زميله وانتقص من هيبة معلّمه !! أعلى مثل هذه التوافه تُرمى في وجهه تلك الكلمة العابرة ..يا حِ .. .....معاذ الله !!. قال لي احد المعلمين : انّ التربية الحقيقية هي : أن تُوجّه لكثير من الأهل لا للابناء ، رغم أن معظم الأهل يكنّون للمعلمين احترامًا كبيرًا ، الا انّ القِلّة هي التي تتربّص للمعلم تربّصًا ، وفي أغلب الأحيان تجنّيًا ، هي هي التي تُعكِّر صفو العملية التربوية. حان الوقت فعلا لأن نعيد للمعلّم هيبته وسلطانه ، فنعيد بذالك للكرامة مجدها وللأخلاق تاجها .
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزّمن غفلة
-
عامٌ جديدٌ وآمالٌ جديدةٌ
-
بائعة الورد
-
المجد لله في العلا...
-
فرعونكم أنا
-
مصر كبيرة عليك يا مرسي
-
كرمالو اهجر بلاد ( ترنيمة)
-
السّلاح يقضُّ مضجعنا
-
حانَ الوقت لنُعيِّد معًا
-
الرّاتب العنيد
-
أيام - المرحبا- تركض نحونا
-
أترانا ضعفاء ؟!
-
مواويل مسيحيّة
-
نسمات لاذعة
-
لو صرخَت الحجارة !
-
أغلى عقد بجيدي ( ترنيمة)
-
سوريّا جرح نازف
-
ازرع صلاة...(ترنيمة)
-
وجدانيات هامسة
-
الزهرة الباكية - انشودة للأطفال
المزيد.....
-
فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ
...
-
انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا
...
-
صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة
...
-
الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف
...
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
-
أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم
...
-
-جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|