أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - من أقوال صاحب السعادة الأعور بين العميان-المجموعة الثانية














المزيد.....

من أقوال صاحب السعادة الأعور بين العميان-المجموعة الثانية


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 22:59
المحور: الادب والفن
    



مقدمة
In the land of the blind, the one-eyed man is king!
"Erasmus of Rotterdam"
في بلاد العميان، الأعورُ ملكٌ!
"إيراسموس من روتردام "

"7"
قال صاحب الجلالة الأعور بين العميان:
اليوم استمعت الى الكثير من قصائد المديح لشخصي الكريم فقررت قبل أن أنام أن أغير لقبي من صاحب السعادة الأعور بين العميان الى صاحب الجلالة الأعور بين العميان نصره الله.

**

"8"
قال صاحب الجلالة الأعور بين العميان:
قراءة الكتب مفسدة. ينبغي للملك الحكيم أن يمنع رعيته من قراءة الكتب، حتى لو كانوا عميانا لا يستطيعون القراءة!

**

"9"
قال صاحب الجلالة الأعور بين العميان:
اليوم قرر مجلس الشيوخ أن يغير النشيد الملكي القديم الى نشيد جديد يقول مطلعه:
-سلِمتْ عينُ الملِك.. مثل شمسٍ لا تغيب!
صدقوني إذا قلت لكم أنني لم أطلب منهم ذلك، ولم يكن يخطر ببالي قط. أيقظوني في الصباح وقالوا لي إن نواب الشعب يقبلون أيدي جلالتكم ويلتمسون من فخامتكم أن تنعم عليهم بتشريفهم في افتتاح الجلسة الأولى لهم. وعندما حضرت فهمت وسط ضجيج الهتافات والتصفيق المتواصل أنهم سيناقشون هذا المقترح الذي تقدم به أحد شعراء البلاط (نسيت اسمه فهم كثر). وافقوا على المقترح بالإجماع مهللين مكبرين، وقيل لي أن بعض النائبات أغمي عليهن من الفرحة والتأثر بعد إقرار النشيد!

**

"10"
قال صاحب الجلالة الأعور بين العميان:
يا أولاد الكلب! لم يكد يمر يومان على إذاعة النشيد الجديد حتى جاؤوا الي بأحد طلبة المدارس الذي ضبط متلبساً وهو يحرّف النشيد قائلاً: سَمِلتْ عينُ الملك!
جاؤوا بأمه معه، كانت تولول وتقول:
-مظلوم يا مليكنا الأعور، ولدي مظلوم، إنه مختل عقليا!
لم أستطع استجواب الفتى، لم يكن قادراً على الحديث، فكه الأسفل مهشم ويتدلى مثل غضنٍ مكسور. وكان وجهه منتفخاً مثل خوخة ناضجة هائلة. هؤلاء المحققون أولاد كلب حقاً! كيف استطاعوا أن يضربوا بهذه الدقة وهم عميان!؟
-خذوهم من هنا! "صحت على الحراس والوزراء" أنتم ورطتموني بهذا الأمر، فتصرفوا كما ترون!..
(كما ترون؟ .. وابتسمت من عبارتي الأخيرة، ثم طلبت إبريقا من الماء لأغسل يدي من إثم مصيرهما!)

**

"11"
قال صاحب الجلالة الأعور بين العميان:
عندما لا أتكلم ولا يعلن الحراس عن مقدمي، لا أحد بالطبع يستطيع التعرف عليَّ وأنا أتجول في الأسواق وأتفقد أحوال الرعية. وقفت اليوم على دكان تاجر المرايا. أدهشتني كثرة زبائنه فلم أتمالك نفسي من التفكير بصوت عالٍ: يا للعجب، ماذا يفعل العميان بالمرايا؟
تعرف التاجر صوتي على الفور فانحنى باتجاهي وقال:
-صاحب الجلالة المعظم يعرف بالتأكيد أن المرايا ليست للنظر فيها وحسب!
وعندما لم أجبه ظن أنني ابتعدت فأردف قائلاً:
-أي أعمى قلبٍ مليكنا هذا!

**

"12"
قال صاحب الجلالة الأعور بين العميان:
-وماذا أفعل بكل هؤلاء الحراس؟!
أسأل نفسي أحياناً..
-شرطيون عمي يحرسونني من شعبٍ أعمى!
لكنني في كل مرة أفكر فيها بتسريحهم يغزو الخوف والشك فؤادي: هل من ملكٍ دون ديدبان!؟



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أقوال صاحب السعادة الأعور بين العميان-المجموعة الأولى
- رحيل - شعر
- شاهدة .. على قبرٍ جندي -متخاذل-
- من دفتري القديم - عموديات
- الى النفس - في معارضة قصيدة ابن سينا
- الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بالحاسبات والاتصالات-2013
- بيرسي بيش شيللي - ثلاث قصائد سياسية
- قف للتفتيش - شعر مؤيد طيب - ترجمة ماجد الحيدر
- أيها المصور .. يا مصور الحانة العجوز
- بيرسي بيش شيللي-قناع الفوضى
- المهود للشاعر الفرنسي رينيه سوللي برودوم
- فرط الحساسية الناتجة عن استخدامات الهواتف النقالة
- شيللي - حارس الغاب والعندليب
- كيف تصبح ناقداً حداثوياً في ثلاثة أيام بدون معلم
- عوع.. آني أرجع للعراق ؟!
- شخير أوديسيوس - شعر
- لا.. لستُ هو! - شعر
- أمة أضحكت الأمم - مو انته مثقف وتفتهم
- ترنيمة جنائزية للسنة - شيللي
- حديث مع مستشار


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - من أقوال صاحب السعادة الأعور بين العميان-المجموعة الثانية