أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - طقوس الطور الصُبيِّ














المزيد.....

طقوس الطور الصُبيِّ


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 17:16
المحور: الادب والفن
    



في الأديم البعيد . البعيد حتى نهاية الجفن تقع قريتنا في حافة الخارطة الرطبة من جنوب بلاد سومر حيث أول ما أعطانا الله : الأنبياء والشهداء . وبهم فزنا بالموت العظيم والفقر العظيم والأغنية العظيمة ..
في ذلك الأديم الغريني الذي يشبه قبلة عصفور على خد حبة الرز زرع المندائيون الروح المتفقهة والنقطة المتصوفة وأقاموا حدائق من كرستال النجوم وزرعوها على اغلفة قراءاتنا الخلدونية .
هم بظفائرهم الطويلة مثل حبال الضوء في الشمس الشتائية يصنعون بنظراتهم خلجات الروح ويبيعونها قلائد عطر في أسواق الحب.وما اشترينا لأننا فقراء. الذين اشتروا فقط هم المستشرقون وقناصل الدول الكبرى ورئيس شركة الهند الشرقية.
كان تراثهم عذبا كناقوط* الحب ..وشفافا كدمعة سيدة مندائية فقدت ولدها في الحرب قراءناه بتفاصيل مشفوعة بتخيل أن الله صنع النور أولاً وبعده صنع أمهاتنا .. وهانحن نراهن الآن يسبحن بجرف الشط ويغنين بطور الصبي أويلاه ..أويلاه
عمري شذرة خاتم
تذكرني زرقتها بصديقي الغائب في طرق الهجرة وحجابات الموت وصدر عشيقته
أويلاه ..أويلاه ..
هذا الطور التوراتي المنسوج بخيوط الذهب والموزون بلهفة شوق ورد القيراط للفراشة البيضاء ، يدرك في ديمومته الروحية الشغل الشاغل من معاناة النفس وهي تبحث عن سرها بين أغاني البوب وغيتارات البيتلز وما تنطقه تينا جارلس بزنوجة قهر المذبوحين بسكاكين كولمبس ، فأتذكر ضحكة رجل المارينيز وأستغفر ربي ..واغني بالطور الصبي لشيء من عطر الأغنية وهي تصبغ روح الكون برداء الموسيقى.
طور مندائي وقف عند حدود التأمل في عيون إبراهيم وانتهى بطور سيناء وعصا موسى.
يسحبني بلذته وجمال روحه ويقودني إلى عذوبة السفر وأنا جالس في بيتي حيث سقط المطر وخرت صريفتنا *، غير أن عباءة أمي وحنانها صارت لرجفتي بمظلة وتحت هذه المظلة أسير الآن في شوارع باريس. أصافح خيال أراغون وأزور اللوفر واتحسس بنطال رامبو واهدي صبغا أسودا لشيب المتعجرفة باردو وأرمي لقططها سمكا من هور سوق الشيوخ.. ثم أعود مشيا إلى وطني ولم أحفل بليلة سرير مع امرأة جميلة.. أويلاه ..أويلاه
عذب هذا الطور ..من شجن القصب أتى ومن صوت الناعور ، عذب كقيامة شوق التأريخ لضحكة نابليون وفقه علي ونظرة حب يطلقها كاهننا الكنزفرا ، عذب حين تخلقه مداولات الصالونات واستوديوهات الموسيقى وقاعات اليونسكو، عذب حين يطل على وجد الذكرى ويصير كتابا أو قاموسا أو رسالة حب نبعثها من ليل فرات العشق الروحاني إلى كل فقراء العالم وأولهم ضحايا توسينامي.. أو أولئك الذين قتلهم إرهاب الكاتم في بغداد.
هكذا أتصور الأمر ويتصورني ، أضعه عند حدود الأمل بإشراقة دمعة ، ثم أصوغه شهقة فراش وبعد ذلك أدخل غرفة إنعاش.وأنا تحت مخدر طور صبي : أويلاه ..أويلاه
هكذا ولدت تلك الأغنية الطينة وبرقت في ليل الهور كعيون زرقاء اليمامة ومنها تخيل بيكاسو للسلام حمامة .. وربما هي التي دفعت النواب ليكتب الريل وحمد* وربما بسببها أستشهد عبد الصمد وهو ليس له في الكارون نخلة ..
هي أغنية مصنوعة بديالكتيك خاص.. أو انه طور نوراني وصوراني أتى من دهاليز الزمن
ليقول لكم أن بعض أشواق الله أغنية ..وإلا لماذا أبتسم النبي حين أنشد أهل يثرب : طلع البدر علينا
هذا يعني أن في النشيد روحا عذبة .. وهذا يعني أن الله يحب الأطوار الروحانية ومنها ما جعلنا نشتاق إلى رقص البط وأذان الجامع وصوت تراتيل المندي ..
دوسلدورف في 10 يناير 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والشام من دون المسيحيين ...!
- الجسد ..التفكير بالشهوة ......!
- مذاهب...في بلد الغرائب ....!
- الشيوعي العولمي ...الطائفي ...المنزوي ...!
- أغنيةُ سقفْ المنزلْ ..!
- وزير الثقافة الألماني وقرينهُ العراقي..!
- كتابات
- أكتشاف كوكب جديد ..أسمه ( مسماية *) ..!
- الريف يعزف لثياب الأناث بصوتِ نبي..!
- نوح وتايتانك والمطر ...!
- نصٌ للنهدِ والشهد والطفولة والحرب...!
- هلْ على منْ يكونُ لمنْ.. وفي أيُ أينَ تئنُ عَنْ ؟
- يسيلُ العسل والشفاهُ آنيتهْ ..!
- من الأجمل ..الوردة أم العولمة ؟
- مازن لطيف ..وأنموذج الناشر المثقف.....!
- هل ارئيل شارون طائر العنقاء..؟
- الشاعر وليد حسين ..الرؤيا في هكذا تكلم نيتشه
- صيد الفراشات ...!
- قصائد بقلم رجل انتحاري
- )Western nion( الويسترن يونيون


المزيد.....




- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...
- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - طقوس الطور الصُبيِّ