أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رديف شاكر الداغستاني - ماذا تبقى من ذاتية الفرد العراقي















المزيد.....

ماذا تبقى من ذاتية الفرد العراقي


رديف شاكر الداغستاني

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ استلام البعث السلطة عام 1968 ادخل المواطن العراقي في شباك سلطة فاشية فرضية الحكم عليه كما تريده ان يكون فاستلبت حريته الشخصية في اختياره السياسي والحزبي مع مرور الزمن اضافت اليه تربية سلوكيات وتقاليد حطمته فامسى يخشى الحديث مع الاخر على ابسط الامور وحتى امام العائلة التي اصبحت مجزئة فلم يتكلم رب الاسرة امام ابناءه الصغار حول موقفه من السلطة وصدامها وهكذا بدا الدمار الذاتي الداخلي في الفرد العراقي وجعلوه يرى دينه ديناره ومصالحه الذاتية هي من اولوياته حتى لو كانت على حساب الاخرين في كتاب تقارير سرية لمن يختلف معه ولقد زادت الامور تعقيدا حين نشبت الحرب العراقية الايرانية فتهدمت البنى التحتية للمجتمع العراق بغياب رب الاسرة في جبهات القتال
بالتالي افتقاد الاسرة الى المسؤلية التربوية والاقتصادية وهذا الغياب كان جزئي مؤقت او دائم حين يؤسر لدى الايرانيين او معاق اثر الحرب هذا الامر كان وقعه على المراة اكثر ما اصابها من تمزق نفسي وفقدان السيطرة على امور البيت للثقل الذي وقع عليها في الثقل الاقتصادي والاجتماعي والتربوي مما هدمت كل التقاليد والحواجز في المجتمع فتحركت نوازع الانتقام وانقلبت الموازين من مقاييس في الحلال والحرام وزاد الطين بلة دخول العمالة المصرية الى العراق ليعوضوا عن رجال الجبهة يسد صدام فيها الثغرة الاقتصادية والخدمية فسيطروا المصريين على العمل الاقتصادي والزراعي وما كان الفلاح المتحفظ من دخول الغرباء اصبح عليه ادخال العاملة المرصية في عقر داره مما احدث شرخ كبيرا في العلاقات الاجتماعية خاصة ان العمالة كانت من طبقة متدنية ثقافيا وكثيرا منهم كانوا من ارباب السوابق وحثالة المجتمع المصري وطيلة حرب الثمان سنوات فقد العراق كل توازنه وبات المواطن ينفذ اوامر السلطة مهما كانت ، ولو بالاشارة من المسؤول وهكذا امسى رفاق الزيتوني على سبيل المثال حين ينظرون الى صدامهم في التلفزيون وهو عبوس ينشرون ان الاخبار غير جيدة وان القضية الساخنة لا حل لها واذا ظهر ضاحكا استبشروا خيرا ويعممون على الناس هذا الخير الاتي من ضحكة الدكتاتور .
هذه شخصية الفرد العراقي يضحك على نفسه ويكذب ويصدق كذبته ..
توقفت الحرب فخرج الشعب كله بدون وعي يرقص صغيرهم وكبيرهم نساء ورجال وحتى المحجبات خرجن دون حجاب يرقصون مع الشباب دون معرفه على انغام شعبية للتعبير بدون وعي عن حجم الكارثة في داخل النفس العراقي .. ويافرحة الي ماتمت فبعد شهور دخل العراق في حرب الكويت فزاد العراقي تشوها بدخوله الكويت فنهبوه عن بكرة ابيه عسكريين ومدنيين ثم جاءت القوات الامريكة لتوجه ضربتها للجيش وتحطمه فهرب قادته وافراده بشكل غير منظم حفاة عراة يسيرون على الاقدام عائدين الى العرارق وكثيرا منهخم امسى لقمة سائغة للقوات الجوية الامريكة فحصدوهم وهم هاربين تاركين مواقعهم وكرد فعل على هذا الحدث المؤلم والمهين لللانسان العراقي حدث العصيان العسكري والمدني فثارت المحافضات كلها ضد السلطة ماعدى واحدة وهي الانبار وسماها صدامها المحافظة البيضاء الا ان التدخل الايراني في الاحداث اعطى الانتفاضة شكلا اخر مما سهل قمعها بشكل وحشي ودموي بدعم امريكي التي اعطته الضوء الاخضر بذلك فقتل من الشعب العراقي الكثير في مقابر جماعية او في سجون تحت الارض او بالاعدامات ..
ماذا تبقى في ذاتية الفرد العراقي الذي هو من لحم ودم انسان فانهارت لديه كل القيم اولها الدينة فامسى يشرعن لنفسه وحسب حاجاته لارضاء الذات الجريحة اعقب كل ذلك حصار جائر فرض على العراق من قبل الامريكان منفذوه عرب الخليج من كانوا حلفاء صدام في الحرب ضد ايران .
هذا الحصار لم يبقى على ادمية الانسان العراقي الداخلية فهاجرت النساء والاطفال والشيوخ قبل الشباب والرجال هروبا من الواقع الذي ماكان يطاق فالكثير منهم من باع اثاث بيته وخرج من العراق ليبحث عن لجوء امن وعن عمل وهذا ما حطم اخر قيم من الممنوعات الاجتماعية والدينية واصبح كل شيء جائز فلضرورات احكام اصبح ذلك دستور لمن يريد ان يتحرر من كل الالتزامات وان الجوع لايرحم
كان يتمنى العراقي وحتى البعثي ان ياتي شارون ان ينقذه من هذه السلطة الوحشية التي كانت السبب المباشر في انهيار المجتمع العراقي بهذا جعل الشعب مهيئ لاستقبال الاحتلال دون المبالاة لانه فقد القدرة ان يتبين له الصالح من الطالح ولان ما راه وعاناه من بين جلدته الويل ما بعده ويل الا انه ادخل في وضع الاحتلال ابو كل الويلات وصانعها فجعله يسير خلف صراعات طائفية مذهبية قومية مناطقية فذبح على الهوية وبشكل علني ومن جاء مع الامريكان لديه حقدا طائفيا دفينا فزادت الطين بلة على رؤوس الناس فامست الناس وكل فرد يركض وراءهم كما كان يركض وراء صدام وما بعد هدوء العاصفة الحربية الطائفية بقيت اثاراها جاهزة لاثارتها متى ارادو ابطال العملية السياسية في تسخيرهم للانتخابات والاحتماء بهم من غضب الناس المظلومة لما يعملوه من فساد وافساد للبلاد والعباد فبقيت البلد متخندقة في تهديد محتمل لوضع الساكن فلا استقرار دائم مع غياب الامل في الراحة والطمانينة للعائلة فبالرغم من بيع اثنين ونصف مليون برميل نفط يوميا بقي العراقي مهدم بلا خدمات بلا صناعة ولا زراعة وطنية والفساد مستشري في كل مفاصل المجتمع فالمواطن في زمن النظام السابق من كان يخشاه يبتعد عن تاثيره والان كذا حزب وميليشيات تتحكم في المواطن في حريته وعمله ولبسه ومزاجه فنصبت له الجدران الخرسانية تحاصره من كل مكان واصبحت هي خارطة طريق في خروجه من الدار حتى عودته اضافة للصبات وضعت نقاط تفتيش يهان فيها الانسان ولانها لم تثبت اهميتها من الحد من التفجيرات وثانيا تحكم استفزازي من رجال السيطرات من خلال التفتيش خاصة للعوائل واسلوب التساؤلات السخيفة (انت وين رايح معك سلاح) ظهرت ظاهرة اخرى انتشار الزواج المتعدد الاشكال فشرعنوا له ماكان محرم جعلوه حلالا لكثرة العزاب من الشابات والشباب والارامل .
هذا حال العاراقي من يفهمه من يرحمه على اقل تقدير ترفع الصبات هذا السجن في داخل النفس اكثر من المنع لان حال الفرد بدات عليه علامات الانفجار باي اتجاه تكون هذا ما يخيفنا والله هو الستار .



#رديف_شاكر_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استضافة مجلس السلم والتضامن اجتماع بعض القوة السياسية ومنظما ...
- دمعة .. واي دمعة مخادعة
- بيان مكتب القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
- اللئام قتلوا الحسام رياض البكري
- يادولة القانون أين القانون
- ماذا في جريدة الطريق في عددها الأخير
- رثاء
- على مشارف السبعين تداعيات لحظات الم
- 31/آذار المعنى والفرح
- دعوا الشباب بعيداً عن امراضكم وحساباتكم
- فات الإصلاح..... ليبدأ التغير
- في عيدكِ الأغر لا يعتليني الفرح
- بيان حركة شباب شباط
- **ربَ صدفة**(قصة قصيرة)
- السنة الجديدة اي ثقافة ارهاب تفرض علينا
- المسيحيين ومسيرت السلام
- قصة قصيرة/لحظات حرجة
- جريمة ونداء
- دكتاتوريات صغيرة ارهابية تمارس ضد الصحفي سجاد سالم
- بعض ما نشر في صحيفة كفاح الشعب في عددها الاخير


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رديف شاكر الداغستاني - ماذا تبقى من ذاتية الفرد العراقي