أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم حميد عبدالله - أنغام ماو















المزيد.....



أنغام ماو


جاسم حميد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 14:29
المحور: الادب والفن
    


أنغام رافدينية
علي صباح إبراهيم
بعد اتساع أخبار نجاح عائلة آرتيش وأصبح قائد القطار في كل أرجاء وادي الرافدين خططت مناوئة له من أرض بعيدة أن تفسد تجواله الموسيقي لذلك عقدت حفلة.
الحسناء: أزعجتني هذه الفرقة الموسيقية الجوالة الرائعة صاحبة العدد الكبير من الموهوبين أما نحن ففرقتنا قليلة وليست في حجم موهبتهم الكبيرة لذلك علينا إيجاد شركاء لنا في العمل الموسيقي.
المفكرة: أريد أن تنسي موضوع المنافسة أنتِ تعرفين وأنا أرفض بقى لنا خيار واحد وهي كلمة العذراء.
العذراء: أقترح أن نرسل رسائل طيورنا إلى مجموعات كثيرة كانت صديقة لآرتيش تحاول خداعهم فالموسيقى عمل عظيم ورسالة إنسانية لنستغل ذلك في حمامة إلى قاضية الأدب وصديقاتها وأخرى لمالكة المكتبة وصديقاتها وكاهنة القضاة وأتباعها وأصدقائها لعلها ما تزال على قيد الحياة ولنكتب أننا نحتاج إلى قلوب موسيقية كي تتعاون معنا في إنشاء فرقة جوالة مؤقتة كبيرة.
(وصلت الرسائل إلى الأماكن المنشودة ووافق الجميع على هذه الخطة التي لا يعرفوا حقيقتها ومن هذه الرسائل وجهت رسالة أيضاً تدعوا فيها أوكين للمواجهة الموسيقية).
قاضية الأدب: عبرنا الوادي البعيد مسافرين أليكم نحن الأديبات ومعي شاعرة الحثيين وشاعرة اللوبييون وشاعرة عيلام كي ننشد فرحين قصائدنا.
ما وراء مسلة النصر ستكون مسلة أخرى
يكتبها الذين بعدهم
وأيضاً من بعدك بكثير
بابلي له شريعة
ستكون خلفها مسلة أيضاً
لنفس الذين آذوا مسلتك
العلم البابلي علم الفلك لا يخطئ
نرام سين أين الألواح
ألواح الماضي حافظ عليها
خلف البوابة السوداء
أفعل ذلك من أجل الحضارة
مردوخ ببابل مكانه
سين واوتو زمانهما ثابت
أياكولا انو انليلننورتا
كلكم معي
لكش افتحي نهاية نفي العقول
تدور الأرض
والثيران غافلة
لكنها تدور معها
متى يحل الوقوف
حفيدة كلكامش: وصلت الرسالة ولبينا معاً جميعاً هذه الدعوة إذ تعتبر لنا فسحة وخروج من المكتبة وحضرن معي صاحبة الحانة ومالكة المكتبة وراقصة البلدة وقيثارة دجلة.
كاهنة القضاة: لبينا دعوتكم وبذلك تعتبر الدعوة أول خروج لي .
آرتيش: لم يدعني أحد لمثل هذا الشيء لذلك قررت أن أستجيب لهذا النزال الموسيقي لكن من المؤسف أن أرى انضمام ثلاث مجموعات أعرفها أليكِ حفيدة كلكامش وكاهنة القضاة وقاضية الأدب لمجموعتكِ أعرفكم بمجموعتي ممثلة الأدبيات وبوآبي والكاتب والمزارعة والشرطية وصانعة الألواح.
الحسناء: أنتم عشرة أفراد ونحن سبعة عشر فرد فلنواجه الموسيقى بالموسيقى المواجهة بالمواجهة هيا أصدقائي كلاً منكم أخذاً مكانه فلنبدأ الآن.
حفيدة كلكامش: مهلاً لم نكن نعرف نيتكِ إنها نية سيئة ولا ترتقي في المواجهة فرقة آرتيش أتركِ الموضوع لي كي أرتبه آرتيش سيكون قائداً للمجموعة وأصبحت هذه المجموعة الآن كبيرة جداً لذلك القرار لآرتيش.
آرتيش: عودتنا يا عزيزتي إلى نهجك الصحيح المحب الوقور عودتنا على الحب والمسامحة والتعاون والتكاتف لذلك سأكون كما تغنين بي أحببت أكد وأحببت أكد وأحببت جهاتها الأربعة لي جهة الجنوب وكحفيدة كلكامش الشرق ولقاضية الأدب الشمال ولكاهنة القضاة الغرب أما الحسناء فلها الوسط وبذلك منكِ تكون الانطلاق للجهات الأربعة وكلنا فريق واحد نجتمع كل عام في الوسط متّحدين باسم فرقة آرتيش الحماسية.
الحسناء: في الاتفاق يكون التبادل وأجمل ما في التبادل هو الحب والافتراق أنسى الجهة الوسطى كي يكون الافتراق أما الحب فهو التبادل أن الفرقة قاضية الأدب والعذراء مع الفرقة حفيدة كلكامش والمفكرة مع كاهنة القضاة الآن لننطلق وداعاً يا أحبتي إلى الجهات الأربع.
(اتجهت الصديقات الستة إلى الجهة الشرق كفرقة موسيقية جوالة حتى وصلت إلى بداية جبل).
حفيدة كلكامش: هنا سنمكث بين الرمل والحيوانات الجبلية ستكون صدقات بعيدة عن بلادنا نعيش في بداية الجبل ونقتني الحيوانات ونمارس ممارسة أخرى وهي الزراعة أيضاً فلكثرة الممارسات ميزات كثيرة لا تستبعد أن تكون جمعاً للمواهب المختلفة.
العذراء: فالحياة بدون الشعور الموسيقي لا تكون كبيرة وما أجمل قربنا من الجبل الكبير.
قيثارة دجلة: تداخلنا فيما بيننا وامتزجت المواهب فلي قيثارة أكدية وأخرى سُومرية والآن قرب الجبل سأضع من هاتان القيثارتان تواكب الجبل فالموسيقى الجبلية جميلة.
راقصة البلدة: لأنسى أرضي البعيدة التي فيها ذكرياتي الراقصة سأرقص من جديد في جو بارد وماء مثلج وأحداث بعيدة كي نأتلف علينا أن نتألف.
مالكة المكتبة: سأدون رحلتنا إلى أرض الشرق قرب الجبل على ألواحي التي أتيت بها هنا أصور الطبيعة والبيئة والحياة والطقوس وعملنا المهم.
صاحبة الحانة: آه الغول السُومري المفرط بالشراب وحتى آرتيش حبيبي السابق لا أريد أن أعود إلى البلاد القديمة بل سأكون حياة جديدة مع حبيب جديد بالطبع والطباع.
(اتجهت الصديقات الخمسة إلى جهة الشمال كفرقة موسيقية جوالة حتى وصلت إلى بداية الجبل أيضاً).
الحسناء:حبيباتي سفرة رائعة في بلادنا إلى وصولنا بداية الجبل وليس لي أي فكرة عن أي شيء.
قاضية الأدب: هنا سنكون مميزين جداً فلنا آدابنا الكبيرة والكثيرة بالإضافة لعملنا الموسيقي سنمارس طقوسنا الأدبية وإقامة المسابقات السنوية كعودة المهرجان الشعري السنوي.
شاعرة الحثيين: سأشارك بقصيدة ولكن هذه المرة ستكون موسيقية لعملنا الموسيقي الجديد.
حياتنا تجوال
في الليل والنهار
الظلام والنور
الكوكب يدور ويدور ويدور
أديبة الجنس: مثلكِ يا صديقتي فاعلة أنا قصيدة موسيقية.
تناسب عملنا الجديد
قرب جبل الشمال
نهاية العراق
نغني وننشد
حياتنا مستمرة
شاعرة عيلام: مثلكما يا صديقتاي شعرة موسيقية.
حبي وعمري
لا يمنع الجميع مني
بل أكون معكم كلكم جميعاً
(اتجه الأصدقاء إلى الغرب كفرقة موسيقية جوالة حتى وصلت إلى أرض صحراوية)
كاهنة القضاة: بعيداً عن البوابة السوداء الأرض الخربة هنا فسحة الأمل مع الحيوانات والبشر المتجولين محبي الموسيقى.
الكاتب: لا حكمة لي إلا حكمة الموسيقى هذه عرفتها في نهاية حياتي التي ستكون صحراء نهاية العراق.
فنان آشور: لا صديق لي سواك نعم كي نعيش ولا نموت في كل الجهات الأربعة هي الطريقة المثلى.
بوآبي: غنائي ونسكي ومحياي يستمر واستمر من لارسا إلى كوكوش في بلاد أشور إلى هنا صحراء موسيقية.
أهدى لآنو قلبه
وسار إلى أي كور
نفّر مدينة انو
رحلت مع جيشه الكبير
متى تعود
لن تعود أبداً
إندثرت وبقت ذكرياتها
في مكتبة العراق
آثارها البعيدة بقت
في أراضي العراق البعيدة
لكن أكد لن تعود
حتى نرام لم يعرف الآن أين أكد
سوى التخمين دون أدلة
نهايته لعابدي آنو
أي كور المعابد
الزائدة فليكن درساً لن يتكرر
آلهة الخصوبة فرات
أرداف كبيرة حب كبير
هذا مثير
نهر جاري أنها الحياة
لا مع القطط مع البشر
نهر الفرات
عسى الطين باقي
كي تنبت الحياة
كما ترمزين أنتِ لها
جهات أربع
ووجه واحد للجهات
شرق غرب شمال جنوب
أين الحب
تعبير الحب
شعر امرأة لجميع الجهات
وأيضاً جبالنا تنتظر
في الأرض البعيدة
والسيل المنهمر
نريد الفجر ووجه واحد واتجاه فقط
المفكرة: هذه الأرض الصحراوية سأزرعها بالحب سأبدأ الآن مع جميع المتجولين المستمعين لموسيقانا.
(اتجه الأصدقاء العشرة إلى أرض الجنوب كفرقة موسيقية جوالة حتى وصلوا إلى المسطحات المائية).
آرتيش: أصدقائي سنكون معاً لنصنع الناي والزوارق الموسيقية ونعش حياتنا في موطننا المائي مع الطيور المهاجرة.
ممثلة الأديبات: أحبائي الجميع أنظروا لطيب الجو الصافي وعذب الماء وجمال الطبيعة وحب الطيور لكن أبناء الطبيعة الموسيقية على أنغام الطبيعة.
بوآبي: لي قصيدة موسيقية ستكون أور عمل نقوم به.
أبناء الطبيعة
الشمس أو القمر أو اللاشيء
هذا هو الكون
كون التجاذب بين الجميع أو التنافر
آرتيش: جميلة قصائد الغناء والأجمل الجماعة الكبيرة الطيبة والحب الذي يجمع الجميع فلنعش بناة لمنتدى من القصب في الأرض العائمة.
الكاتب: كوني كاتب سأكتب القصة وسأبدأ بحب آرتيش وبوأبي الأزلي وتجوال الجميع في أرض العراق.
كورال:
آلهة الأدب كوني الوحيدة
فالموسيقى تحيا بك
والأبطال تصنعيهم أنتِ
وكذلك الطغاة
الأدب الرخيم والصوت المختزل
أين الأرض لما لا تدور
مع الأدب أدب الحب
أدب كتابة الرسائل
رسائل الحب المتبادلة
شاعرة عيلام تريد الحب
كوني عوناً لي
يا آلهة الأدب
الطقوس لا تدوم
بل يدوم غير ذلك
أيما كانت الطقوس
رحلت وحلت غيرها
طقوسنا أكدية لكنها أيضاً
نحو البحر تصطدم
تعلمت الحب فوحده الذي يدوم
طقوس الحب
من هنا كانت البداية
وانتشر الخير والشر
نخيل فوقه سماء
شيء متجانس مع الأخر
كئيب الحقل بكثرة
سوف يحصده الجميع بشدة
ما حصل وما يحصل
نفس الشيء كلمات من هنا
المزارعة: أحببت الزراعة ثم أرتيش وأن أضف إلى حبي الموسيقى في أراضي سيد القصب.
أرض مرتفعة
ميديا من جبالك
تجري أنهر مبتلة
كيانيين أنشروا
مزعجة مربكة مفيدة
آلهة الجبال كير
ارحلي ودعي الدماء
معاً ستكونان رافدان
مفاجئة غير معقولة
إنها برائحة مقرفة
كلما أزداد القرف
زادت اللذة
حكمة ميديا قديمة
جالت في أرضكم الطيبة
فريدة المعنى والمضمون
ثمالة الأدب صياغته
ترتيب الكلمات
زاد الطين بلة
حبٌ وأقدام وهزيمة
بين الحين والآخر
قبل فقط مع دفئ
أو أن كنت مصّر
كما تريد ومع النبيذ
ينطلق الزئير
والشهيق والزفير
فليكن ما يكن لا يهم
لسومر أغني حتى الصباح
لن أستريح ففي داخلي أكد
وطبيعة حرة
ورفقة رائعة عائلة المهنة
الأرض خضراء والسماء زرقاء
والنهر بين بين
الشرطية: مارست مهنتي عشرون سنة وبعد ذلك أحببت أرتيش ومن ثم الموسيقى في موطن ملحمة كلكامش.
صانعة الألواح: فبالحب أحببت أرتيش ومن ثم الموسيقى في بلاد الطيور المهاجرة السعيدة اختراع الكتابة والعجلة وأكثر الأشياء.
في الآثار
يبين لنا التتبع الاثاري للوضع في العراق عن قصور واضح في كل الاداءات الدراسية والوظيفية والمدنية اذ لا نلاحظ وجود الدقة في التعبير الاثاري اذ ان للاثار عصور وطبقات وقوانيين ايضا ومن هذه القوانيين الجديدة العهد اذ ان في بداية التنقيبات كان التنقيب على شكل تنقيب الهواة وبعد ذلك اصبح بعثات في الشرق بالاتفاق طبعا مع الحكومة العثمانية الموجودة في العراق اذ يتم دفع مبالغ نصفية للحكومة تقيمية من قبل المستكشفين وبعد ذلك اصبح التنقيب بالاتفاق مع الحكومة العراقية اذ يتم اعطاء نصف الاثار لهم وبعد ذلك التنقيب اصبح عراقيا وذلك يعني تاميم الاثار الان لنعود الى بداية المقال الهواة والبعثات هولاء تمت تنقيباتهم عن اخذهم موافقات وفق القوانين وما وجدوه عراقيا طبعا لكن يحتاج اشواطا كبيرة كي ترجع هذه الاثار الى العراق شرط موافقة الجانب الاخر على اعادتها اما الفوضى الحقيقية هي في السرقة المستمرة للاثار العراقية عبر زمن بعيد وتهريبها الى الخارج ولاننسى ايضا فاجعة المتحف الوطني العراقي عام الفين وثلاثة اذ سرقت الكثير من الاثار ومن حق العراق ان يقوم بالمطالبة لهذه الاثار كي تعود الى مكانها ولايجوز ان ندمج بين ما سرق وبين ما اخذ عن طريق الموافقات ما سرق يتم المطالبة به عن طريق الوسائل المختلفة اما ما اخذ عن طريق الموافقات فيكون برضى الطرف الاخر وللاسف ما نراه على الساحة العراقية لايتم التفرقة بين الامرين انها فوضى لعدم المعرفة الاثارية بما خلفه الزمن.
فالفن الاثاري هو تعبير رمزي عن التوظيف اللائق للاثار في مختلف المجالات لكننا للاسف لانجد ذلك في العراق اذ ان الاثاري في العراق لايعرف ان يوظف معرفته الاثارية في مجالات مختلفة متنوعة مثلا في علم الاقتصاد نرى في الصحف صفحات اقتصادية وفي علم الرياضة ايضا نجد صفحات او ملاحق رياضية وكذلك الصفحات النفسية والاجتماعية عدا بعض العلوم التي تبتعد عن الواقع كونها خائفة او غير عالمة بما تحمله من معرفة كونها وهمية كما نظن نحن نطرح على الواقع كل شئ ومنه الاثار اذ نؤيد الترويج للاثار عن طريق الصحافة بمختلف ميادينها الصعبة والاداب بمختلف الميادين الكثيرة كي نطرح المعرفة الاثارية للمجتمع العراقي ولكون العراق سباق في الارث وفي الاثار وفي الحضارات الكثيرة الكبيرة وايضا نحن نطرح ايضا الفن الاثاري وهو عبارة عن اثاريين يمارسون الفن التمثيلي ليقوموا بالتمثيل لمشاهد او حلقات اثارية مدروسة على خشبة المسرح او بما يروه مناسبا وبتزايد الاهتمام سيكون المجتمع للاثار فضائية تهتم بهذه الامور كي تنافس بقية الثقافات الموجودة في المجتمع من ثقافات مفيدة واخرى غير ذلك للاسف فالوقوف وقفة المتفرج على الاهمال الاثاري ولعله متعمد غير لائق ابدا ونخص بذلك المؤسسات الاثارية من البداية والى الوصول الى اعلى النضوج الاثاري
شجرة الجنة
(605-562 0ق0م) و(السابع عشرمن اكتوبرالاحمر) امنت بالاول كونه الايمان العراقي القديم قبل مجئ العابرين الى العراق حيث كان العراق المكان الاول بين الاماكن عكس ما فعل به العابرون اليه كان مردوخ سيدا للالهة يحمي احجار العراق فمن العراق كانت الانطلاقة اذ تم استيعاب الحضارة العراقية من قبل الحضارات الاخرى وترجمتها الى لغاتهم اخذوا عن العراق الالهة مثل اليونان اخذوا عشتار واسموها افروديت وهكذا بقية الحضارات ايران اخذت عن الزقورة معابد النار ومصر عن الزقورة الاهرامات وهكذا البقية كالصين اخذوا التنين عن تنين مردوخ لااروج بكلماتي هذه لرجعة مردوخ كونه المنتظر بل مدخلا لمقالتي اما الايمان بالثاني فهي من اجل العدالة بين العراق القديم وانبياء العابرين الذين ابادهم العراق القديم كي تنشا الحضارات العراقية القوية بعيدا عن كذبهم وفاشيسيتهم الشريرة المعادية لجميع الحضارات والابعاد الفكرية التي اسستها ثورة اكتوبر الحمراء وايضا لم تسلم هذه الثورة للمساواة من اسلاف انبياء العابرين السيئين الذكر لانها لاتعطي لهم دورا خيرا بل على العكس قذرا وان كنت في الظلام فلا تطرديه عني لاني فقدت الايمان في الرابعة والعشرين من عمري ومضى الزمن يا شجرة الجنة وان لااؤمن لكني اشعر انك شجرة من الجنة 0

المشهد الأول:
في وادي الرافدين جنوب العراق جو مظلم ومغبر وأصوات قوية للبرق وزخات متقطعة من المطر على الطين والنباتات مع الحيوانات والسائرين.
كيلين: أسير لعشرة أيام قاطعة الأرض البعيدة من سبّار إلى أكد لأبحث عن جهات أربع وقد لا أجدها لعّلِ أخطأت في الرحلة، رحلة البحث هل أعود أم أستمر في المسير والأسئلة التي سأطرحها على المارين في طريقي أو الواقفين في أماكنهم، أين الآلهة يا أصحابي من أجل نرام سين أصبحت طيراً مهاجراً في الوسط وفي نهاية عالم الطفولة منذ دخولي بيت الألواح من أجل أن أكون كاتبة، وثم أرحل لمعبد اله الكتابة نابو بن مردوخ بن أيا ـ أنكي ـ بن ننمتو.
مغنية لارسا: بعد حين يأتي الربيع لعل الرحلة طويلة لا تحزني ولا تيأسي سنجد نرام سين وأن ابتعد أو غاب فالبحث له لذة الحب وقصتكما تذكرني بمرثية لارسا، وهي قصيدة طويلة كتبها المنادي وانتشرت ولاصقت لارسا حتى أني أكثرت من غنائها وتكرارها لعلها كلمات السماء نزلت مع المطر.
كاهنة معبد نفّر: دام انضمامي للرحلة معكما يومان كيلين كوني قوية مثل مغنية لارسا التي رافقتكِ لسبعة أيام عابرةً معكِ أراضي كثيرة فيها من الأخطار والوحوش ما فيها ولعلها أخطر أرض، أرض العراق (اللوبيين) في كل مكان استغلوا غياب نرام في أرض الكوتيين وجاءوا متنكرين، متى تستريح أرضنا من كثرة الجثث منا ومن القادمين لنا من خارج الحدود؛ أحجار الحدود أحمي الحدود.
مغنية لارسا: الغناء علمنا كيف نعيش، علمنا الكثير كيف نحيا وكيف نكسب لنشتري آنية فخارية جديدة بدلاً من القديمة، فليكن حديثنا ونحن نسير عبر الأراضي الأكدية عن أعمالنا ولنتعرف على مشاكلنا بشكل قصير تعبيراً عن تعابير طرق الحياة العميقة.
كاهنة معبد نفّر: حان دوري من جديد لأعيد كلامي، أما أنا فالكهّانة تعتبر عندي أفضل وسيلة لكسب العيش فأحياناً أخطأ وأحياناً أصيب وعلى كثرة أخطائي فأنا محبوبة لدى أكثر الناس البسطاء تقريباً إذ يضنون أني أقّرب وأقّرب وأباعد وأباعد ليتني استطيع ذلك حتى أساعد الناس في فعل الخير وإبعاد الشر.
كيلين: أما أنا فخضت المعارك المرعبة في جبال غير المألوفة مع نرام سين في أراضي الكوتيين البعيدة حيث كنت قائدة الجناح الأيمن ونرام كان على القلب والجناح الأيسر أيضاً وبعد انتهاء الحرب الطويلة الفتاكة انتصرنا وسجل الانتصار على مسلة سميت مسلة النصر الأكدية إذ اعتمر نرام خوذته الحربية بدلاً من عمامته العربية أيام السلم والخوذة لها قرنين إذ كانت هديتي له يوم ميلاده الأخير ثم أوصيت حداد ميديا أن يصنع خوذة حربية لقائدي وبعد مدة استلمتها منه لذلك وهبته الدروع الفضية.
مغنية لارسا: نعم ذكرتني بحرب الجبال، حرب صخور زاكروس لقد غنيت أغنية في شرنوباك مجدت حضارة العراق ونضاله وحريته المستمدة من قوة نرام نالت أغنيتي أعجاب الجميع على ما أظن وحتى المخمورين بخمرة الفرات الخصب ودجلة النخيل وهذا تمثال الملك عراقي كَوديا السُومري.
كاهنة معبد نفّر: أشارككما معاً رفيقتاي لقد أديت دوري أيضاً فكل واحدٌ منا له دور، والجميع أدى الدور ودوري كان أن أقيم مجلساً كبيراً مثلما أذكر، وقد قدمنا من القرابين الشيء الكثير فالأرض قد كانت مقدسة عندنا حيث اجتمعنا على انقاض المعبد البيضوي القديم فكتبنا فوق مساطبه القديمة اسم ملكنا المحبوب نرام سين وكانت القرابين وصخرة المذبح انظر لهما وأذكر من كان هنا والمجلس حضره كل كهنة نفّر، وعلى طبيعتهم لم يشاركوا في الحرب بل تناولناها في المعبد القديم ودارت الكؤوس وطابت رائحة الشواء للثيران الكبيرة لكننا افتقدنا الخبز.
كيلين: وصلنا إلى البوابة السوداء تُرى ما وراء البوابة فلننتظر أحد المارين ولنكلمه عن ما وراء البوابة اللامفهوم فقصتي أصبحت اللامفهوم في لهفي عن نرام لعل ما وراء البوابة دليلنا عن نرام. اسكتا: أني أرى شيء نعم أنه رجل متعب ويتكلم مع نفسه فلنختبئ ونسمع ما يقول لعله البابلي.
كيلين: عفواً أو المعذرة أ..أنت العالم البابلي المعروف حقيقته أم وهم ظننتك أسطورة يتناقلها الشعب جيلاً عبر جيل ولك أعمال كثيرة وكبيرة ومفيدة كنتَ سُومرياً اسمك أنكيدو ورحلت وعدت من دون صاحبك وعشت في بابل وتغير اسمك إلى العالم البابلي اكتسبت الحكمة من صديقك كلكامش الذي بحث عنك وفقدك فحزن عليك وكتب الملحمة الرائعة.
العالم البابلي: نعم أنا كما تكلمتِ عزيزتي كيلين أراكِ حبيبة محبوب سين أي رفيقة نرام سين الذي صادفته قبل سنوات فحدثني عنكِ وأخبرته بالذي سوف يحدث لكما أنه الزمن المتحول لوقت قصير ولوقت طويل ولدهر بعيد.
كيلين: أرجوك أيها العارف العراقي القديم ما وراء البوابة لا أعرف ولا يعرف أحد أظنك وحيد المعرفة في أرضنا أرض بلاد ما بين النهرين فالحوادث سريعة ومربكة نحتاج للحكمة.
العالم البابلي: ما وراء البوابة اثنين ولا يسعني أن أبوح بالأسماء حتى لكِ عزيزتي... حسنٌ حسنٌ إنهما... لكن عديني ألا تخبري أحداً إنهما: معلم اكآده والأديب الاكادي. هلا استرحتِ الآن ما شأنك بالبوابة ابتعدي عنهما إنها أصوات أوروك القيمة وهي ممزوجة بالحب لوادي الرافدين وأحياناً للأسف الكراهية لأنهما قتلاً خطأ على أيدي صديقة أيديّ المنادي.
كيلين: ولماذا ومن هما ومن المنادي وهل معهما نرام سين وأن لم يكن معهم هل يعلم بهم، أرهم ضيعتك أيها العالم البابلي انكيدو السُومري فألواح الملحمة اختفت أخيراً من المسؤول عن فقدانها كرهت البوابة السوداء لسوء سمعتها وخوف العراقيين منها.
العالم البابلي: ظلمتني كيلين فالغيبة الطويلة جعلتني غير محبب لبعض الناس إعلمي أن نرام لا يعلم بذلك لأنه لا يريد أن يسمع بذلك عندما قابلته، ومقابلتي له كانت مرة واحدة وأنتِ قد تذكرين ذاك اليوم يوم مسيرته الخالدة إلى أراضي المهاجمين الكوتيين، وقد حاولت إخباره بأمر البوابة لكنه رفض لا أعرف لماذا لعله لا يصدق بالسحر ففي البوابة معلم اكآده إنه الروح في هذه الأرض أما الأديب الأكادي فهو عقل الروح ولكي تستريحي سأدق الباب كي يأتيا لأنه غير مسموح لكِ بالدخول ولا لغيركِ فقط أنا الذي أدخل.
صوت: من ذا الذي طرق البوابة السوداء.. لا أحد يجرؤ على ذلك إلا العالم البابلي لكن هذه الطرقات ليست نغماته.
العالم البابلي: إنها صديقتي يا أصدقاء افتحا أرجوكما لن أدخل بل سأبقى خارجاً معها وبجوار كيلين حبيبة إمبراطور الجهات الأربع.
معلم اكآده والأديب الاكادي: سنخرج للتحية فقط لا للأسئلة منكِ أو من العالم البابلي فلا نجيب على أي سؤال لأنه غير مسموح لنا بذلك عذراً.
صوتٌ مقاطع من خلف البوابة السوداء: هناك دخيلان أمام البوابة يختبأن فليظهرا أو لينفيا إلى مكان أخر عبر الحقول مغنية لارسا أنتِ كوكوش.
كاهنة معبد نفّر أنتِ بائعة القصب.
كيلين هاتان صديقتاكِ إذن أنتِ ستكونين حارسة غابة أشور وقد انتهت محكمتي السريعة أعرفا أني كاهنة القضاة.
العالم البابلي: كاهنة القضاة أعيدي النظر في محكمتكِ السريعة ولم أكن أعلم بوجودهما عدا كيلين لعل كيلين لم تكن تعلم أنا أحذرك أصمم على عقد اجتماع رباعي بيننا كي نناقش عودة كيلين ومن معها إلى أرض أكد ونهاية نفي العقول.
المشهد الثاني:
(في أرض أشور البعيدة وفي الغابة الجميلة):
حارسة غابة أشور: أين نحن يا ترى حقيقة أم خيال لقد حلت علينا لعنة كاهنة القضاة يا ترى أين العالم البابلي ومعلم اكآده والأديب الاكادي، آه ما الذي أفعله بيدي سيف أشور بدلاً عن سيفي الأكدي وملابسي من قائدة إلى محاربة لقد تغير كل شيء حتى أسمي.
كوكوش: أما أنا فمن الغناء قد تحولت إلى فنانة أنظري حتى أصابعي تغيرت ونايّ أصبح أزميل ما أجمل الألواح فيها سيكون التأريخ والماضي سأكتبه أنا.
بائعة القصب: من كهّانة لمعبد نفّر إلى بائعة قصب ولكن من أين كل هذا القصب السُومري طيب الرائحة ما أجمله وما أجمل الحزمة التي أحملها نستطيع الآن أن نكسب قوتنا فلننسى الماضي هذا الحاضر ولنكن واقعيين لنعش هنا في هذه الغابة البعيدة المنسية بين أحضان الطبيعة ليت معنا شخصاً آخر مثلاً.. طفل.
حارسة غابة أشور: لن أبحث عن نرام سين بعد الآن، قد تعبت الآن حان الدور عليه، لعلها ستمطر من الأفضل أن نبني لنا كوخاً كأكواخنا في الجنوب ليت معنا ناي أو قيثارة آه نسيت لقد تغيرنا كلنا.
(وبعد إتمام الكوخ الصغير في الغابة الكبيرة نامت الفتيات ووصل خبر ذلك إلى نرام سين فتنكر وطلب من سين أن يحل به من أرض الكوتيين إلى كوخ كيلين فلبى سين إله القمر ذلك).
نرام سين: كيلين هل أنتِ متعبة سأنتظر خارج الكوخ وعند الصباح أخذكِ إلى أرض أكد ومن معك صديقاتكِ لأرجعكن كما كنتن معاقباً بذلك البوابة السوداء أياً كانت قوتها.
(حل الصباح واستيقظ الجميع ونرام لم ينم بل كان يراقب وبقى كذلك).
كوكوش: صباح الخير جميعاً سأذهب إلى النهر القريب وأصطاد شيئاً لنأكله أما أنتِ صديقتي بائعة القصب اصطادي طيراً أو حيواناً برياً عليّ لا اصطاد.
حارسة غابة أشور: أما أنا فلي مهمة وهي حراسة الغابة وداعاً جميعاً سأعود بعد مدة لأتناول الطعام معكم، ترى أين سأذهب وأي منطقة سأحرس فهذا عملي الجديد ويوم جديد لهيئتي الجديدة، ترى ما ذاك الشجر وهل يختبئ فيه أحد ... أخرج وإلا ضربتك بالسيف.
نرام سين: اهدئي أرجوكِ أنا ضيفكم في هذه الغابة الكبيرة والبعيدة عن موطني نسيته لعله ايسن أو أكد، وأنتِ أين موطنك أراكِ من أكد أو سُومر أو بابل ما تقولين.
حارسة غابة أشور: صوتك يشبه صوت قائد الجيش الأكدي لذلك سأتعاطف معك رغم تبجحك قليلاً يتكون ضيفي وضيف صديقتاي أحسن التصرف أراك جيداً تعال معي.
نرام سين: أشكرك على كرمك لكني لست محارباً أو مقاتلاً أنا قائد أو في أحلامي كنت قائداً لجيش عظيم خضت معه الكثير من الحروب وكانت حبيبتي معي إنها تشبهك كثيراً لها نفس الشعر والعينان.
حارسة غابة أشور: أصمت ولا تثرثر معي هكذا أو وحده نرام سين يكلمني بهذه الطريقة إنه إمبراطور أكد ملك الجهات الأربع صاحب مسلة النصر وبذلك صنعت أكد أعظم حضارة بعد الحضارة السابقة سُومر التي علمت الإنسان القراءة والكتابة، لا شأن لك بي وبأحلامي إنها مع نرام سين أنسَ موضوعي لا طاقة لي بالكلام إلا بطقوسنا الأكدية.
نرام سين: البوابة السوداء لعلها دارت عليكن لعنة البوابة ففي داخلها التوحش والظلمة كاهنة القضاة تدعى أني لا أعرف ما وراء البوابة ليتني أستطيع المساعدة سين بقوتك استدعي الجميع بين يدي.
(حلت في الغابة البوابة السوداء وكاهنة القضاة والعالم البابلي ومعلم اكآده والأديب الاكادي وأيضاً كوكوش وبائعة القصب).
العالم البابلي: نرام يسعدنا أن نراك أزح اللثام كي يتعرف عليك الجميع ، يا أصدقائي تحركت البوابة السوداء التي كانت لا علاج لها من أجل الطبيعة والبيئة ووادي الرافدين أرضنا الطيبة امحوا البوابة كي يرحل شرها ويأكله الموشهوشو تنين مردوخ الطيب أيا نحن أبنائكِ أبناء الأرض اسمعينا مردوخ في أرض الحرب ونابو يكتب النصر دمروا البوابة.
نرام سين: استطيع أن أفعل ما يفعله مردوخ كيلين ستعودين معي لكن سأدمر البوابة السوداء وأعاقب كاهنة القضاة والأديب الاكادي ومعلم اكآده وأكافئ العالم البابلي ـ انكيدو ـ ومغنية لارسا وكاهنة معبد نفّر ستكونان كذلك بعد أن أضرب بسيف سركون الاكدي لا أعرف ما يحل بي لكني أعرف ما يحل بكم.

المشهد الثالث:
(في لكش الأرض رائعة خضراء والسماء صافية زرقاء)
بائعة القصب: اليوم رائع كالعادة زبائني كثر ترى ما السبب، طيب شرابي أم مكاني، ترى لماذا تغيب ليوم الغول السُومري فمن أجله أجني الكثير له معدة كبيرة لعلها أكبر من معدات البقر.
حارسة المعبد: اصبري فاليل لم يحن بعد أخبريني أين أوكين، لم أنتِ قاسية معه، عن كره أو حب لا أعرف نواياكِ فعلاً حيرتني دائماً أذكره عندما غنيت بلادنا تحترق صفق لي كثيراً وكان يبكي ممزقاً بيده قيثارتي وفي اليوم التالي أهداني واحدة جديدة مكتوب عليها صنع في أكد.
بائعة القصب: اوكين افتقده يعود ويرحل من جديد لكن في هذه المرة طال غيابه أتصور أن في قلبه امرأة واحدة ويأتي إلينا كي ينساها .. أنظري من هؤلاء يبدو متعبين مرحباً من أنتم تفضلوا.
العالم البابلي: كيف الحال أنا العالم البابلي كما يسمونني وأحياناً انكيدو لكن أسمي الحقيقي ياكين كلدو واللاتي معي كيلين وكاهنة معبد نفّر ومغنية لارسا سافرنا من أشور إلى لكش خلال دقيقة، أتصدقون هذا لكننا أيضاً نحتاج المساعدة فنرام سين تلاشى مع البوابة السوداء حين عاقب كاهنة القضاة ومعلم اكآده والأديب الاكدي أما نحن فنجونا من صراع الخير والشر.
بائعة القصب: أعرف شخص يدعى اوكين يعرف أموراً كثيرة لعله يستطيع المساعدة أمكثوا معنا فلا أعرف متى يعود له سيف سحري رأيت منه أمورٌ كثيرة وله أيضاً كما أخبرني حينما انتشى خمراً وحباً أن له مسلة عظيمة وحبيبة غيري اسمها كيلين.
كيلين: ماذا تقولين: أنا كيلين وهو نرام سين حينما كان طفلاً كان اسمه اوكين ذكرتني بهذا الاسم لم أناديه به منذ ثلاثين سنة ملك الجهات الأربع إمبراطور الأرض صاحب خوذة القرنين.
بائعة القصب: للأسف خانكِ كما خانني الآن ما أستطيع فعله لا شيء أرحلوا أرجوكم كرهت اوكين لكن من أجلكم أذهبوا إلى حفيدة كلكامش فهي تعرف سر الخلود إنها في المكتبة المجاورة لنا تعيش فيها وصديقتها هي مالكة المكتبة ولها صديقة أخرى راقصة البلدة كما يسموها.
العالم البابلي: شكراً أيتها الطيبة سنذهب إلى حفيدة كلكامش لكن أريد أن أقول: إن الموسيقى لغات موجزة إذ كنت أمتلك قيثارة ذكرتني بها الآن حارسة المعبد.
كيلين: أيها الأحبة أرحلوا الآن لقد ساعدتموني بما فيه الكفاية لا أريد أن أعرف ما يخبئه لي ولكم المستقبل لعله نفي العقول ونعود إلى حارسة غابة أشور وكوكوش وبائعة القصب واحتجاز ياكين كلدو وأشكركم أحبتي إلى الملتقى.
(مغنية لارسا وكاهنة معبد نفّر وانكيدو يحضنون بعضهم بعضاً ويرحلون)
كيلين: يا مّنْ في المكتبة مرحباً أسمي كيلين من أكد جئت أبحث عن حفيدة كلكامش. المكتبة أظن فيها ألواحاً متنوعة منها ملحمة كلكامش وحفيدته تعرف أسرارها المكنونة المختزلة بين السطور سأصارحكِ يا راقصات هاجس المائسات لقد اختفى نرام سين أو اوكين عندما عاقب البوابة السوداء، تلاشى مع البوابة لا أعرف أين أجده هذه المرة لذلك قصدتكم. عرفت الآن معنى الرهبنة موت الحبيب وقضاء بقية العمر باحثة عنه في المخيلة، موجود لكنه مفقود أي تناقضٍ هذا ما فعله كلكامش لانكيدو.
خذي الأزميل وابدئي بكتابة قصة الحب فليعش اوكين ياكيلين بقلبك لا بحروبه بقصتكِ لا بمسلته بكِ لا بجيوشه، أثبتي لنرام سين حبك نعم طريقنا التعبيري لا يناسبك واضح عليكِ هذا هناك طريق آخر هو أن تصطحبي راقصة البلدة لعلها تفيدك، هناك خلود وحرية.
راقصة البلدة: تعالي معي فالرقص له طقوسه القديمة سحر والحديثة ترفيه.. القديمة هي التي تفيدك، هيا معي إلى الغرفة الثانية للمكتبة تحت الرسوم الراقصة أنظري لهذا الرمز، الرمزي القديم يعتقد من كونه عوداً لأمور وحفاظاً لأمور أخرى أرقصي أرقصي ياكيلين وانثري شعركِ، رائحة أكد مع طقوس أكدية واخلعي الدثار وابقي الستار.
(يظهر نرام سين حياً)
كيلين: نرام أحياك الرقص أم ماذا أين كنت كل هذه المدة بحيث بدت لي بغيابك الكثير من التساؤلات.
نرام سين: عزيزتي كنت حياً حينما انهارت البوابة السوداء تحت الأنقاض وبعد أن فتحت عينيّ بدأت أطاردك مروراً بالأدلة التي تركتها خلفك.
كيلين: نحمد الآلهة يا اوكين التي جمعتنا معاً نرام أحببت هذا المكان، المكتبة مكتبة لكش وأحببت راقصة البلدة وحفيدة كلكامش ومالكة المكتبة هيا معي كي نكتب قصة الحب، أن من هنا من مكتبة لكش حيث دارت قصة أكدية حقيقية عرفها شخص واحد فيها بعد ونشرها بعد آلاف السنين، وردة وزارعها الأكديان، قطف الزراع الوردة وحفر لنفسه قبراً ووضع نفسه فيه والزهرة فوقه، نمت الوردة على القبر وتغذت جذورها من جسد المزارع المحب وازدهرت وأصبحت شجرة ورد كبيرة وبدأت فيها الحياة زارتها الفراشات وللأسف أحياناً تأتي الزنابير كي تأكل النحل في الشجرة، شجرة الورد المغروسة بالحب أينما تكون تجسد الحياة وفيها خير وشر إلى أن بدأت الحياة بالحب تباً للشر.
نرام سين: أتركِ كلامكِ الممزوج وكوني صافية فالأيام الصعبة التي مررتِ بها أثرت بكِ لكن تدور معركة الزنابير على جسدك ألذي أحبه وأحب ما فيه وما يعنيه.
بائعة القصب: كلامكم أعجبني ومحتواه ملموم في المكتبة، لنعد للألواح المعنى الحي بدلاً من جماد الطين اوكين وكيلين سأعقد عقد زواجكما في مكتبة لكش وعلى الطراز السُومري بأفكار زيوا سيدرا المسمى أكدياً أوتو نبشتم أي على الطريقة العراقية الخالصة كي لا نترك طرف ونأخذ طرف فليأخذ الأتون إلى الزمن ان من كلامي لحكمة، لكونه من سيد الشجرة الجديدة جدنا كلكامش. راقصة: وسأكون الشاهدة على نهاية القصة الجميلة بين اوكين وكيلين وبذلك أصبح أول شاهدة في هذه البلاد المترنحة بين بين .. جيوش وآداب ظلام ونور ذئاب وأسود كره وحب سأصور ذلك على الألواح خذها يا نرام إلى صدرك كي تتم نهاية الألواح.
المشهد الرابع:
ضفاف الفرات أراضي سيد القصب ـ سُومر ـ بيتاً صغيراً يضم اوكين وكيلين.
أوكين: كلين حدثيني مجدداً عن أدابا ففي حكايتكِ الأولى عنه تناولتِ معه ياكين كلدو أكان مثله وهل أريدو أرض أدابا مثل أرض ياكين كلدو ولما التشابه.
أوكين: ساعديني في ترتيب تماثيل الإله نابو إله الكتاب وزوجته الموقرة الكاتبة على الألواح.
كيلين: أحب قصائد زوجة نابو البابلية سأكتب قصائدها على ألواحي وأشارك في المهرجان السنوي لقصائد الآلهة في أريدو فلي قصائد كثيرة ساعدني خيالي على كتابتها كونه حافظاً جيداً لكل القصائد.
اوكين: أحياناً أتمنى أن نرجع لمكاننا القديم ونصحب معنا ببغاينا فعاجلاً أم أجلاً سيعرفان حقيقتي أنا نرام سين ملك أكد لكن هناك صعوبة في ذلك لعل الأخطار قد قويت واستحكمت في الداخل والخارج، لو كان معي ياكين كلدو لاستشرته في الأمر الذي يحيرني، كيلين أعرفي أن السنوات العشر التي قضيتها هنا لم أستطع تحملها وأنتِ معي لكن الآن عليكِ أن تأخذي حقوق والداكِ في الحكم الأكدي.
كيلين: لا أريد ذلك من أكد، بل أريد أن نعيش بحرية وهدوء وحب لا نريد حروباً ولا ضياع عقول ونفي وابتعاد وتلاشي، لا أريد أن أتذكر البوابة السوداء وكاهنة القضاة وأصدقائها الأديب الاكادي ومعلم اكآده لكن أحياناً أذكر أصدقائي مثل كاهنة معبد نفّر ومغنية لارسا.
أوكين: العمل هنا متعب أقضيه في ذكريات مع القصائد التي أحفظها قصائد الآلهة لأكتبها ولعلها ستكون الفائزة في مهرجان الشعر السنوي، ففي العام الماضي شارك شعراء أقوياء لذلك لم تفز قصيدتي في هذه الألواح الجديدة، سأكتب قصيدة الحب التي جمعت بين أنو وننورتا والقصائد التي تناولتني أنا محب إله القمر سين ياما أجملها
كيلين: دمارك لنفّر ليس له مبرر لماذا ارتكبت هذه العملية غير الصحيحة لمدينة الإله آنو ألا تعرف ما سيحل بك حتى مردوخ لا يستطيع حمايتك، علمت إنه سيعاقبه بالأكيتو سيميته ثلاثة أيام ويعيده كي لا يناصر بشر مثلما أراد أن يعاقب أنليل أوتو، لكنه توقف قبل ذلك أين حكمتك وأنت الذي لم تلبس العمامة ولم تعتمر بالتاج المقرن، بل فقط خوذة ذي القرنين فاختلفت عن جميع ملوك وقادة العراق لكن حكمتك لم تكن كافية.
أوكين: أنسي أكد ولنعش ما تبقى من حياتنا في بقايا سُومر كشاعرٍ أو شبه شاعر ضياعي لأكد لم تكن لأول مرة كانت لمرات عديدة وأنتِ تذكرين ذلك يا عزيزتي أذكر رقصكِ كقيثار التجلي، وحتى قصص آدابا لم تغنينا عنه، أنكيدو كم أفتقده ياكين كلدو أتمنى أن يكون هنا لعله سيزورنا فلي إحساس بذلك أتمنى أن يتعرف عليه أبناءنا.
كيلين: أنظر حبيبي أنه العالم البابلي جاء لزيارتنا مرحباً أرتش بوآبي تعالا رحبا بالعالم البابلي هيا أوكين أين حماسك.
العالم البابلي: أصدقائي أحبائي لم نلتقي واليوم التقينا لكن من هذين الببغاوين.. أهما أرتش وبوآبي أوكين أين صوتك.
أوكين: صديقي فرحت وانذهلت لقدومك كنا ننتظرك دوماً، خبّرنا عن أكد ما حل بها .. طوفان أم لعنة آنو.. أين آنو حينها كنت أحارب الجبليين لم يستخدم قوته إلا ضدي.
العالم البابلي: أوكين وكيلين لي حل لكما كي تعودا لأرضكما أكد التي رحلت كما ورد في نص من رقم ربي لا تذر بعد اليوم ديارا أكد معكما مع اللغة والملامح والعواطف والأدب وان رحلت لكن الآداب بقيت والتاريخ والتمازج مع سُومر الدائم ولتكن ما حل بنفّر المدينة المسكينة انموذجاً لأكد أعزتي لن أفارقكما هذه المرة بل سأعيش معكم مع عائلتي الجديدة وليكن هذا الخشب الأشوري لنا عربة مبتعدين بذلك عن الظلام (صوت البوابة السوداء)
صوت (البوابة السوداء): سأتجلى بشكل زوبعة لمطاردتكم عقاباً لكم على تدميري.
أوكين: عربتنا سريعة للغاية متى نتوقف إنها بلاد أشور لقد تمادينا في السرعة وهذه الزوبعة خلفنا تريد أن نتوقف لن أدفع ثمن الشهور لهذه الزوبعة أظنها جادة في ملاحقتنا.
كيلين: أنت أوقف العربة بسرعة سيودعك طيشك في السجن فهذه بلاد أشور بلاد منضبطة للغاية.
الأديب الآكادي: يا لكم من فرقة إنسانية جميلة ورائعة أتقبلوني بينكم أريد الحرية المستمرة أريد الموسيقى الجوالة كي يذكرني الناس في كل أرض العراق الطيب. وأنا لا أريد أن أعيش وحيداً فترة طويلة في ميدان الطفولة في دار الأيتام وأفكر في دار العجزة مستقبلاً لأرى ميادين أخرى أقبلوني معكم صديقاً ورفيقاً وحتى كاتباً علموني الكتابة ولكن بشكل عنيف أريدها بشكل هادئ كموسيقاكم.
كيلين: الرحلة المنشودة لن تنتهي بسرعة سنمكث هنا لفترة.
الأديب الآكادي: ما أجملكِ سأكون لكِ كل شيء مثل أوكين لكيلين شاعراً لعازفة.
كيلين: عزيزي نحن أيضاً كذلك أنا أعزف وأنت تلقي شعراً جميلاً.
أوكين: أوافق على كل الطلبات لذلك سنبيت في المزرعة ثلاثة أيام.
كيلين: بما أننا سنبقى ثلاث أيام وعلها ستطول إلى ثلاث أخرى سأقوم بدعوة أصدقائي القدماء عن طريق الحمام الزاجل فواحدة لمغنية لارسا وواحدة لكاهنة معبد نفّر فقد اشتقت لهم هيا يا حمام الرسائل أذهب بسرعة إلى أرض الجنوب.
أوكين: ولا ننسى أيضاً العالم البابلي.
(صمت) طير يا حمام الحرية للأصدقاء وخذ رسائل الدعوة للأحبة. ما أجمل وفائكم للأصدقاء ضيوف في بلاد أشور من الجنوب إلى الشمال كيلين. كنت فيما مضى حارسة غابة أشور ومعي مغنية لارسا كوكوش وكاهنة معبد نفّر بائعة القصب وفي طريق الذهاب والإياب من الشمال إلى الجنوب تعرفت على أولاً على العالم البابلي ويدعى أيضاً أنكيدو وأسمه الحقيقي ياكين كلدو كاهنة القضاة ومعلم أكآده والأديب الاكادي.
العالم البابلي: كيلين عزيزتي مرت فترة طويلة شكراً على الدعوة ومعي أخبار من المدعوين أيضاً مغنية لارسا وكاهنة معبد نفّر ضاعا عند ضياع أكد أما الأديبات فقد أرسلن ورائي ممثلاً عنهن. أوكين: مرحباً يا صديقي القديم. كيف حالكم أظن أن العالم البابلي أخبركم عني قبل أن أتي أليكم أحبتي لا تعرفوا جرأتي الآن ستعرفونها أوكين أريد أن أنغم أليكم وليكن معي العالم البابلي.
صوت (البوابة السوداء): لن أترككم بل سأسترح0

للاختصاص الاثاري
فعاليات آثارية ناجحة وناتجة في حركة المجتمع لتطوير المعلومات الرافدينية وعن ذلك حدثنا الدكتور الآثاري حيدر فرحان:
إن ندوة أثر الحروب والإرهاب على الآثار والتراث العراقي والتي أقيمت تحت شعار (حضارتنا إنسانية تتحدى الإرهاب) من خلال إعداد كافة المستلزمات الضرورية من تهيئة البحوث وإصدار الفولدر الخاص بالندوة وتهيئة كتب جديدة للطبع.
وعن العمل الآثاري المشترك والتعاون الآثاري حدثنا مدير عام المخطوطات الأستاذ قيس حسين رشيد:
دوائر الهيئة العامة للآثار والتراث أحدهما تكمل الأخرى وقد شرع قانون الهيئة ذي رقم (45) لسنة 2000 هذه الهيكلية لتلبي احتياجات العمل ولكي تحقق الهيئة أهدافها فالعمل الآثاري يبدأ بالتحري والتنقيب، وقد نشأت لهذا الغرض دائرة التحريات والتنقيبات ثم أن هذا العمل سيكشف أبنية بحاجة إلى صيانة ولقى أثرية بحاجة إلى متاحف ولهذا أنشأت دائرة الصيانة الأثرية ودائرة للمتاحف، بعد ذلك يحتاج العمل في التنقيب والصيانة والغرض المتحفي إلى الترويج ونشر وإعداد دراسات، وهو ما تضطلع به دائرة الدراسات والبحوث وهناك جانب مهم في آثارنا هو حيث أنشأت دائرة مخصصة بالمباني التراثية وجميع الدوائر ينظم عملها الإداري والمحاسبي والقانوني دائرة الشؤون الإدارية والمالية والقانونية، جميع هذه الدوائر تؤدي عملها بشكل جيد منفذة لخطط وسياسات تضعها الهيئة بعضها سنوي وبعضها لخمس سنوات، ومن جراء العمل وظهور بعض المشاكل والاحتياجات وجدنا أن الهيئة بحاجة إلى دائرة ثامنة تعنى بالعلاقات والإعلام إذ لا يخفي ما للإعلام من دور بارز في تفعيل الأعمال وتسليط الضوء على الإنجازات والإخفاقات وهو بلا شك سيّقوم العمل ويسد فراغاً كبيراً نعاني منه الآن.
إن التعاون بين الهيئة ومجالس المحافظات تتفاوت بين محافظة وأخرى إلا أننا لا نستطيع القول بأن هناك تفاهم وتعاون جيد مع أغلبها وبعضها يرقى إلى مستوى عالي جداً فهناك بعض المشاريع في مجال الصيانة الأثرية والتنقيبات تقوم بعض المحافظات بتمويلها وتقدم كوادر الهيئة العامة للآثار والتراث بتنفيذها والنتيجة بالمحصلة النهائية هي تأهيل المواقع الأثرية والتراثية لتكون مقاصد سياحية تساهم في رفد موارد اقتصاديات العراق حدث هذا في موقع أبو الزعر ويعسوب الدين في محافظة بابل وموقع المناذرة وأم خشم وخان الحماد في محافظة النجف ومواقع مدينة سامراء في محافظة كركوك وغيرها نحن نأمل أن يتواصل التعاون في مجال حماية المواقع الأثرية إذ لازالت بعض المواقع الأثرية و التراثية تتعرض لتجاوزات المواطن ونتيجة لضعف إمكانات الهيئة العامة البشرية والمادة فأن المنتظر من مجلس المحافظات والسادة المحافظين باعتبارهم حكومات محلية شيء كثير وكبير وذلك بإدراج حماية الموقع ضمن مهام أجهزتنا الأمنية في تلك المحافظات ورغم كل المعوقات والمشكلات التي تواجه عملنا الآن الهيئة استطاعت انجاز العديد من المشاريع وتحقيق الكثير من أهدافنا فنحن نقوم سنوياً بالتخطيط لموسم تنقيبات أثرية إنقاذية وننجزه بنسبة مائة بالمائة كما أن المشاريع للصيانة الأثرية تسير بشكل جيد، كوادرنا في مجال الصيانة والتنقيبات موجودة فعلى الآثاري والتراثي الذي يجوب نواحي وأقضية العراق لتوثيق مواقعنا المنتشرة هناك وفي مجال المتاحف فأن الهيئة ستنجز تأهيل وافتتاح المتحف العراقي خلال هذا العام إضافة لافتتاح متحف بابل ومتحف الموصل ومتحف ديالى ومتحف الأنبار وخلال السنة القادمة سيتم تأهيل افتتاح بقية متاحف المحافظات ولدينا مشروع مهم بالتعاون مع المتحف البريطاني لإقامة متحف البصرة الحضاري في إحدى القصور الرئاسية في المحافظة وفي جانب أخر سيستقبل العراق هذا العام العديد من البعثات الآثارية الأجنبية للعمل في مواقعنا الأثرية لتعود عجلة العمل بالدوران ويعود العراق من جديد منار اهتمام علماء الآثار المتخصصين وهو جزء من مساعينا التي عملنا عليها ونجحنا فيها والحمد لله.
أما عن الوعي الآثاري للفرد العراقي فحدثنا عن ذلك الإعلامي الأستاذ عبد الزهرة الطالقاني:
فالحقيقة أن المواطن بشكل عام وحتى المثقف منه يعوزه الوعي الآثاري، فالعراقيون بشكل عام لا يهتمون بالإرث الحضاري لبلدهم وهذا ليس نقصاً فيهم حاشاهم قد تكون الأوضاع المحيطة بهم ومنذ البداية ولحد الآن لم يستقر العراق استقراراً تاماً حتى يتوجه المواطن إلى كل أمور الحياة التي تهمه كونه مشغولاً بحياته اليومية طوال هذه الحقب الزمنية المتعاقبة فالعقود التي مرت عليه إذ أردنا أن نتتبعه بالتأريخ المعاصر لرأيناه يعاني ويعاني، ولذلك كان التراث والإرث والمتاحف (الآثار) من الأمور الثانوية بالنسبة له ونحن نحاول في وزارة السياحة والآثار نزيد من هذا الوعي الموجود أساساً فنحبب للمواطن هذا الإرث وفهمه، وبدأ المواطن يتفاعل وهو يحزن لسرقة الآثار ويفرح بإعادة الآثار ويتفاعل بشكل يومي مع نشاطات الوزارة فعندما يقرأ خبراً لإعادة هذه القطعة أو تلك القطعة أو عشرات أو مئات أو آلاف من القطع إلى المتحف الوطني العراقي.
أما عن التخصص الآثاري والاهتمام بهذه الشريحة فحدثتنا عن ذلك مدير عام المتاحف الدكتورة أميرة الذهب:
تعيين الآثاريين من قسم الآثار خاصة, علماً ان هذا الاختصاص من الصعب على الحاصل عليه أن يعمل بغير مكان وثانياً توفير المخصصات المالية وتجديد المتاحف وتأهيل المواقع الآثارية وحمايتها.
الأثر والتراث في وادي الرافدين بين المناقشة والدراية الميدانية والاطلاع على النواحي المختلفة فحدثنا عن ذلك مخطط المدن الأستاذ الدكتور كامل الكناني:
حقيقة هذا الأمر كان من المواضيع المهمة جداً في الحفاظ على الأثر والتراث لمؤتمر عالمي دولي في أمانة بغداد وعقد في وسط آذار الماضي دعي إليه الكثير من الخبراء والعلماء في الآثار وتخطيط المدن وعلماء عراقيون مغتربون في الخارج بلغ عددهم خمسة وعشرون باحثاً علمياً إضافة إلى الملاك العراقي في الداخل لمناقشة موضوع الحفاظ على المدن التاريخية ألقيت الكثير من البحوث والدراسات التي تناولت تجربة مدينة بغداد ومشاريع الأمانة للحفاظ على المناطق التراثية والحديثة وخاصة في مناطق كالكاظمية وكذلك مشاريع الحفاظ على الشيخ عمر والحفاظ على الجانب التراثي لشارع الرشيد ومنطقة الرصافة في بغداد وكذلك تم الاطلاع على تجارب الدول المختلفة في هذا الجانب وحقيقة الأمر أن هذا المؤتمر أضافه خبرة نوعية إلى أمانة بغداد والمهتمين في هذا الجانب كإحدى متطلبات تخطيط المدن لاسيما مدينة بغداد وهي مدينة عبق تاريخي فيها الشواخص التاريخية والتراث المعماري ما يدعو إلى الأخذ بكافة السبل والوسائل للحفاظ على هذا الموروث الحضاري من جانب ومن جانب آخر كيف يمكن التعامل مع مشجرات العصرنة في الحياة الحضرية الحديثة أي أن هناك ضرورة للحفاظ على هذا التراث وفي نفس الوقت أن لا نبتعد عن العصرنة وهذه ليست مهمة سهلة لكنها ضرورية يجب أن يضعها المخطط كإحدى أساسات تخطيط المدن الكبرى العريقة مثل بغداد أو الموصل أو غيرها من المدن ذات العبق التاريخي القديم وفعلاً أمانة بغداد الآن اهتمت بهذه الجوانب والآن أنا أعمل استشارياً لمدينة بغداد، فبغداد لديها من المشاريع الرائدة ما يدعو إلى الاعتزاز للجهود التي تبذلها الأمانة لكن المهم التنفيذ إذ من المهم أن نقوم بإنجاز هذه المشاريع على أرض الواقع لتخطيط مدينة بغداد للحاق بركب الحضارة العالمية وركب المدن المجاورة لنا على الأقل، أما عن التفاؤل فلولا فسحة الأمل التي مَنّ الله بها على الإنسان لشعرنا بالضيق والاختناق لشعورنا بالبؤس لأن بغداد في الشتاء ومع أقل زخة مطر تفيض الشوارع ويهرع لاستخدام الأساليب القديمة للعبور من هذا الرصيف إلى ذاك الرصيف في مركز مدينة بغداد وفي الصيف نعاني من حرارة الصيف والمرور وتقدم البشر في التوجه إلى وظائفهم مثل خطط لمترو بغداد من ثمانينات القرن الماضي ووضعت له الدراسات والتصاميم ولكنه لم ينفذ حتى الآن في حين أن هذا النقل ظهر في مدن أخرى بعد الثمانينات ووضعها المالي ليس أفضل من العراق وبقى سكان بغداد يعانون مشاكل النقل لحد الآن أما موضوع المجاري وانقطاع الماء الصالح للشرب ومشروع ماء الرصافة الذي أصبح حلم البغداديين الذي لا نعرف أين مصيره والمأساة الكبرى أن مدينة بغداد تعيش ضمن تصميم أساسي منذ العام 1973.
إن ما تقوم به أمانة بغداد في الوقت الحاضر من جهود تستحق الثناء والتقدير ولكن في اعتقادنا أن المشاكل أكبر والتركة كبيرة بحيث تأن الأمانة بعبئها وفي بعض الأحيان لا تستطيع تحملها أملنا في الجيل القادم أن يأخذ الجانب بجدية أكبر للحاق بركب العالم بتخطيط المدن وتقليص هذا الفارق الزمني الذي يتسع يوم بعد يوم في مدينة بغداد ومدن مجاورة لها كمدينة دبي والرياض والقاهرة وعمان ولا نريد أن نتحدث عن المدن الأوربية وتركيا.
إن تكدس الأوساخ في الأحياء السكنية الآن تحديداً محطة لتجميع الأوساخ والقاذورات في منطقة البياع بالقرب من مرآب عام حيث ان الداخل حينما ينزل من السيارة يشم الروائح قبل أن يذهب إلى البيت ونحن نتحدث عن سياسة تنظيف بغداد من سنة 2005 وحتى الآن بالتأكيد أنا لا أريد أن أتجاوز الأوضاع الراهنة ـ الاحتلال ـ الحواجز التدمير الإرهابي ـ بالتأكيد أن لهذه الأمور تأثيراً كبيراً جداً ولكن المواطن يتطلع في كل يوم إلى أن يخفف معاناته اليومية، لم نجد حلاً مناسباً كأنها راكدة مما يتطلب التحرك وإذا أردنا أن نحرك هذه الأمور ونتجه بالاتجاه الصحيح فعلينا أن نفسح المجال للمتخصصين وهم كثر في العراق، إن مشكلة مدينة بغداد هي مشكلة تخطيطية وليست عمرانية العمارة هي هياكل كونكريتية، وألوان زاهية أما التخطيط فهو العمارة زائد البيئة زائد الإنسان إذاً لنتعامل برؤية تخطيطية للنهوض بمدينتنا بغداد وفي المدن العراقية الأخرى وأن نعالج مشاكلها التي تزداد يوماً بعد يوم منذ السبعينات وحتى الآن.
أما عن الأثر الأدبي لوادي الرافدين فحدثنا عن ذلك الشاعر قيس حسين رشيد:
فالأدب الرافديني أدب ناضج وفاعل ومتجدد وهو معين لا ينضب فلا زال أمامنا عشرات الآلاف من الرقم الطينية غير مترجمة وهي تنتظر من يفك طلاسمها ومقاطعها المسمارية وأعتقد أن ما ترجم وما هو متداول لا يمثل سوى 10% من الموجود الحقيقي الذي نحتفظ به في المتاحف العراقية أو تلك التي تتواجد في المناطق العالمية لقد أبدع الكاتب العراقي والشاعر العراقي القديم من استلهام محيط بيئي ومعتقده الديني وأنتج لنا أروع منجز أدبي في العالم حتى الآن ملحمة كلكامش مثلاً فقد أثرت في أغلب شعراءنا، وهي بحق من أقدم وأطول وأبلغ القصائد في العالم وهكذا الحال مع قصة الخليقة البابلية أو مأساة تموز أو مرثية أور.
وعن الثقافة الآثارية حدثتنا الدكتورة فوزية المالكي مدير عام التراث:
تعددت دور النشر المتخصصة بطباعة ونثر وتوزيع المطبوعات بمختلف أنواعها ومن هذه الدور مركز الدراسات الكردية والقوميات الأخرى ومركز اللغات الأجنبية كما أن هناك جهات تعمل على نشر وتوزيع بعض الثقافات مثل الثقافة الشعبية وثقافة الأعنف التي تبناها مؤخراً بيت الحكمة وهناك مطابع أهلية تتبنى نشر وتوزيع المطبوعات القديمة التي لم يتعرف عليها الجيل الحالي لكن هناك سؤال يدور في خلد الكثير من المثقفين المهتمين بالموروثات الحضارية والتي يجب الاهتمام بها والتركيز عليها فالعراق بلد الحضارة والتراث الذي يتمنى العالم كله الاطلاع على حضارته وارثه التاريخي، والتساؤل الذي يطرح نفسه أين الدولة من التوعية الإرشادية للحفاظ على الموروث الحضاري للبلد.
أما عن ما مر به العراق من ظروف حرجة في الفترة الماضية حدثنا الأكاديمي الآثاري الدكتور حيدر فرحان:
من الطبيعي أن تفرز الحروب والأوضاع غير الاعتيادية التي تمر بها الدولة كم هو هائل من السلبيات كالانخفاض في المستوى الثقافي لعموم الشعب حيث يؤدي إلى توقف عجلة التطور والنهوض ويولد التخلف وخلال الفترة الماضية وما ألقت به من تبعات أثرت بشكل مباشر على المسيرة الثقافية في العراق، حيث أخذت السلطة بتجنيد الشباب وإرسالهم إلى ساحات القتال بدلاً من ساحات العلم في المدارس والمعاهد والكليات، واستمر الوضع بتجنيد الشباب حتى بعد الحربين (1980و1990) وذهبت تبتكر المسميات المختلفة والمختلفة لغرض تجنيد كل الشعب ومنهم الطلاب من خلال زجهم في معسكرات التدريب أثناء العطل الصيفية فضلاً عن التدريب في أوقات الدوام الرسمي بداخل المعاهد والكليات، كالذي حصل في التسعينات تحت اسم يوم النخوة ويوم الراية ويوم القدس وغيرها، ومن جانب أخر كان عزوف العوائل وخاصة الفقراء من إرسال أبنائهم إلى المدارس للتعلم بسبب الأوضاع الصعبة المحيطة وبالتالي نرى أجيالاً حرموا من الحصول على حقوقهم المشروعة بالتعلم، وبذلك أخذ المستوى الفكري والثقافي بالتضاؤل والاندثار وأصبح لدينا جيلاً لا يعرف شيئاً عن تأريخهم ورموز حضارتهم، ومن ثم لا يعيه أحدهم بأن يدمر العشرات من المواقع الأثرية مقابل دنانير معدودات قَبل أن يفكر للحظة بما يفعله كما إنه لا يعد ذلك جريمة كبرى بل يعده شطارة وبطولة.



#جاسم_حميد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الكوني
- النهر الكئيب والحياة الباقية
- مشروع بغداد
- الشاعر الانسان
- فن ثقافة المدن
- مسرحية المتحف الوطني العراقي
- بود شاكيرا
- روزا لوكسنبورغ
- فيتنام


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم حميد عبدالله - أنغام ماو