أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - Hitomi Tanaka In The Bus














المزيد.....

Hitomi Tanaka In The Bus


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


أمره المخرج بأن يظل جالسا على مقعد الباص، وأن يسند رأسه على زجاج النافذة ويتظاهر بالنوم العميق .. ألا تكون له أي علاقة بما سيفعله بعض الركّاب الآخرين بالسيدة Hitomi Tanaka* .. سمحت له لحظات قليلة قبل التصوير بإلقاء نظرة على السيدة Hitomi وهي تصعد إلى الباص مرتدية بالطو أسود قصير على اللحم .. أغمض عينيه وبدأ العمل .. كانت المرة الأولى له، وعرف أن مشكلته الوحيدة هي الأصوات التي أثارت شهوته أكثر، ودفعته لتخيل تفاصيل المشهد الذي يدور على بعد خطوات قليلة من مكانه .. شعر بالخوف والارتباك من أن يتسبب هذا التخيل في تحويل حِجر بنطلونه إلى خيمة صغيرة رغما عنه، أو تظهر نتائج هياجه المكتوم على ملامحه بأي شكل فيتسبب في إفساد التصوير .. قرر البحث عن طريقة فورية تعزله تماما عما يحدث .. رأى أن أنسب ما يحقق له ذلك هو تخيل مصيبة والاستغراق في التفكير فيها .. تصور الباص يخرج من شوارع طوكيو ويتجه نحو طريق جبلي ثم تخرج عجلاته فجأة من الحافة ويسقط .. رأى سقوط الباص من الارتفاع القاتل بالعرض البطيء جدا وهو يتقلّب في الفراغ ثم يرتطم بالأرض محطما تماما بينما أشلاء الجثث تتدلى من نوافذه المهشمة .. كان يجب عليه بالطبع أن يحاول التوصل إلى تبرير منطقي لنجاته من حادث كهذا .. فكر كثيرا ولكنه فشل .. لم يجد له أي فرصة للنجاة من السيناريو الذي اخترعه .. لماذا لا يغير السيناريو إذن بما يسمح له بالبقاء على قيد الحياة ؟ .. فكر كثيرا مرة أخرى ولكنه فشل أيضا .. لم ينجح ذهنه في تخيل سيناريو آخر يرضيه وبالتالي كان لابد أن يموت .. أفزعه هذا الاحتمال جدا لأنه يعرف أنه لا يجب أن يموت الآن .. كان يتساءل في داخله بمنتهى الرعب: كيف يموت وهو لم يصدر بعد كتابا عن دار الشروق أو حتى دار ميريت أو على الأقل دار العين ؟ .. بفعل قسوة الخاطر البشع شعر بقلبه يدق بسرعة، وبأطرافه ترتعش كما تسببت دوخة مباغتة في فقدان رأسه لاتزانها .. بشكل لاإرادي فتح عينيه فتحة صغيرة جدا ليتأكد من أن أحدا لم ينتبه إلى حالته العصبية التي حاول بقدر ما يستطيع إخفائها .. رأى ما جعله يفتح عينيه بما يفوق اتساعهما .. كان لا يزال جالسا على كرسي الباص، ولكن الكرسي كان موجودا على أرض عشبية شاسعة تحاوطها جبال عالية جدا بينما الباص أمامه مقلوبا على ظهره مدمرا بالكامل، وكتل بشرية ممزقة محشورة في ثقوبه .. رأى السيدة Hitomi Tanaka تقف بجوار الباص تنشف جسمها العاري من لبن الأطفال ثم تسير نحوه مبتسمة، وتنزل بركبتيها على الأرض بين فخذيه.

* * *
Hitomi Tanaka: واحدة من أجمل وأحن وأنشط نجمات البورنو اليابانيات.



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلما كان هناك ولم يجد شيئا يفعله
- ( وهج ) أماني خليل
- بورخيس
- بالإصبع الصغير لقدم أعمى
- حرب منتهية
- كيف يكتب ويقرأ أنسي الحاج ؟
- باب المشرحة
- اللعب بالفقاعات
- قراءة المذكرات
- قتل فرويد
- سلطة الجسد في ( مثلث العشق ) ل شريف صالح
- المتسول
- السينما المصرية القديمة : أحلام سكان المريخ بالأبيض والأسود
- إعادة التدوير
- القرية وأسئلة الحنين في رواية - وغابت الشمس - ل - السعيد نجم ...
- تفاصيل الموت
- غريزة الكتابة
- الثورة والخيال المابعد حداثي
- أسئلة السُلطة
- المزاولة


المزيد.....




- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - Hitomi Tanaka In The Bus