أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - بالإصبع الصغير لقدم أعمى














المزيد.....

بالإصبع الصغير لقدم أعمى


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


حلمت أنني قضيت ليلة في بيت إحدى الصديقات على الفيس بوك .. كان كل ما أعرفه عنها أنها جميلة وشاعرة وخفيفة الدم وثورية وتعمل صحفية بجريدة قاهرية .. طوال سنوات وجودنا على الفيس بوك لم نتبادل الحوار أكثر من أنها هنأتني مرة بعيد ميلادي، وأنني هنأتها ذات يوم بصدور ديوانها .. لم أرى في الحلم أي مشهد جنسي بيننا .. رأيتني فقط مسترخيا في سريرها، ومستمتعا بإشباع ما بعد الممارسة بينما هي تخرج من الحجرة بالروب الذي تلبسه على اللحم لتفتح الثلاجة وتشرب من زجاجة ماء ثم تعود إلى السرير .. قررنا قبل النوم أن نكتب ستاتوس رمزي واحد على صفحة كل منا؛ بحيث يمكن لأصدقاءنا المشتركين على الفيس بوك أن يستنتجوا منه ما حدث بيننا .. أحضرت اللاب توب إلى السرير، وبعد أن انتهينا أخذتها في حضني واستغرقنا في النوم .
حلمت أثناء نومي بجوارها أنني استيقظت في الصباح فوجدت جميع أصدقائنا المشتركين على الفيس بوك نائمين في كل مكان بالبيت .. حول السرير وفي الصالة وداخل بقية الحجرات .. كان كل منهم ممسكا أثناء نومه بلاب توب وصفحة الفيس بوك مفتوحة على الشاشة .. دخلت من أحد الأجهزة على صفحتي فلم أجد أي لايك أو أي تعليق على الستاتوس .. دخلت على صفحة الصديقة فوجدتهم قد غمروها بلايكاتهم وتعليقاتهم الجميلة على نفس الستاتوس كما قاموا كلهم بتشييره .. شعرت بغضب شديد ووجدت يدي ممسكة فجآة بمسدس وكان كاتما للصوت فمررت على جميع أصدقائنا النائمين مطلقا على كل واحد منهم رصاصة في رأسه حتى قتلتهم جميعا .. وجدت الصديقة تقف خلفي بعد أن استيقظت من النوم وتصرخ : عملت ليه كده ؟!!! .. عملت ليه كده ؟!!! ... ظللت واقفا أمامها مذهولا ومرتعشا حتى سقط المسدس من يدي فاقتربت مني بهدوء وهي تبكي ثم أمسكت بيدي وقالت : خلاص، ولا يهمك .
أعادتني إلى حجرة النوم وقبلتني ثم خلعت الروب وأخذتني في حضنها إلى السرير ومارسنا الجنس بشهوة جارفة .. بعدما انتهينا وضعت رأسي بين ثدييها، وظلت تتحسس وجهي بحنان وألم ثم قالت بصوت حزين وخافت : أنا هفضل معاك على طول وهنفضل ننام مع بعض لغاية ما نموت بس بعد إللي عملته النهاردة أنا مضطرة أحذفك من قائمة أصدقائي على الفيس بوك .
رفعت عينيّ إليها مصدوما، وسألتها والمهانة تحرق دمائي : وأظن كمان هتعمليلي بلوك ؟! ...
هربت عينيها من عينيّ ففهمت الإجابة، ولم أدري إلا وأنا أمد كفيّ نحو رقبتها محاولا خنقها لكنني وجدت نفسي أستيقظ من هذا الحلم عائدا إلى الحلم الأول .. كان نفس السرير الذي أخذت فيه صديقة الفيس بوك بين ذراعيّ واستغرقنا في النوم لكن الحجرة تحولت إلى زنزانة داخل سجن طرة أثناء الحقبة الناصرية، وكان يجلس أمامنا على طرفي السرير عضوي جماعة الإخوان المسلمين ( علي عشماوي )، و( كمال السنانيري ) .. لم يبدو على الاثنين الانتباه لوجودنا فسمعت ( علي عشماوي ) يسأل ( كمال السنانيري ) : اتصلت بمدير أعمال ( أوكا وأورتيجا ) ؟ ...
رد عليه قائلا : أيوة .. الهضيبي إداله كلمات المهرجان واتفق معاه على كل حاجة ...
علي عشماوي : هي بتقول إيه الكلمات ؟
كمال السنانيري : الألش لأ لأ .. البضن لأ لأ .. الفشخ لأ لأ .. لا لا لالا ...
علي عشماوي : بس دي مسروقة من أغنية لحكيم ؟!
كمال السنانيري : متهيألك ...
علي عشماوي : طب كمّل ...
كمال السنانيري : الإسلام حبيته وروحي فيه .. شايله معايا وبحكم بيه ...
يقاطعه ( علي عشماوي ) : يا عم هي أغنية ( حكيم ) حتى أكملهالك أنا ؟!!!
كمال السنانيري : اتفضل ...
يقف ( علي عشماوي ) على السرير ويغني راقصا : أنا حر فيه .. أجيبه ووديه .. ونفسي حد يقولي لأ ...
يصفق ( كمال السنانيري ) ويكمل : الألش لأ لأ .. البضن لأ لأ .. الفشخ لأ لأ .. لا لا لالا ...
شخرت بقوة فلكزتني صديقة الفيس بوك بعنف في كتفي فالتفت إليها لأجدها تحولت إلى أمي الميتة وهي تنظر لي بعتاب .. قالت غاضبة : ما تشخرش والأدان بيدن ...
قلت لها : بس أنا مش سامع أدان ...
قالت أمي : ركز وانت تسمع ...
أنصت فسمعت صوت خافت لم أتبينه في البداية لكنه بالتدريج صار أكثر وضوحا فوجدته صوت ( إيمان البحر درويش ) يغني : في البحر سمكة .. بتزق سمكة .. على الشط واقف .. صياد بشبكة .. ونونة تضحك .. وتقول لبابا .. يا بابا هاتلي بسكوت ونوجة ...
لحظتها أدركت أنني أحلم، وقررت الاستفادة من ذلك لتحقيق أمنيتي القديمة : الطيران وسط الغيوم وقت الغروب بصحبة أغنية ( فرانك سيناترا ) ( moon river ) .. رفعت ذراعيّ وأنا في السرير محاولا البدء في التحليق لكن صوت أغنية ( إيمان البحر درويش ) ظل يعلو دون توقف حتى فتحت عينيّ مستيقظا من الحلم .. التفت إلى السرير الآخر حيث طفلتي لازالت نائمة وبيديها الصغيرتين باكو بسكوت وقطعة نوجة .



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب منتهية
- كيف يكتب ويقرأ أنسي الحاج ؟
- باب المشرحة
- اللعب بالفقاعات
- قراءة المذكرات
- قتل فرويد
- سلطة الجسد في ( مثلث العشق ) ل شريف صالح
- المتسول
- السينما المصرية القديمة : أحلام سكان المريخ بالأبيض والأسود
- إعادة التدوير
- القرية وأسئلة الحنين في رواية - وغابت الشمس - ل - السعيد نجم ...
- تفاصيل الموت
- غريزة الكتابة
- الثورة والخيال المابعد حداثي
- أسئلة السُلطة
- المزاولة
- سلطة الصحفي الأدبي من الورق إلى الانترنت
- ” لون الماء ” : ضرورة تشريح الماضي
- الرواية تفكك العالم
- معارض متنقلة


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - بالإصبع الصغير لقدم أعمى