أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - سلطة الصحفي الأدبي من الورق إلى الانترنت














المزيد.....

سلطة الصحفي الأدبي من الورق إلى الانترنت


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


لا يجب على الكاتب أن يعرف الصحفي الأدبي فحسب بل ينبغي أن يكون صديقا له .. الصحفي الأدبي يعرف كتّابا كثيرين لكنه لا يخدم بحق إلا أصدقائه وعلى هؤلاء الأصدقاء أن يكونوا جديرين بخدماته .. الصحفي الأدبي الصديق هو الذي سينشر نصوصك ومقالاتك وهو الذي سينشر خبرا احتفاليا عن صدور كتابك وهو الذي سيكتب قراءة تمجيدية له .. هو الذي سيجري حوارا معك وهو الذي سيغطي ندواتك وحفلات توقيعك .. هو الذي سيأخذ آراءك وشهاداتك لينشرها في تحقيق أو ملف أو استطلاع .. هو الذي سيقوم بإشراكك في المؤتمرات والمهرجانات التي يشغل وظيفة ما في لجانها .. هو الذي سيذكر اسمك ضمن مجموعة الأسماء التي سيجيب بها على سؤال في جريدة أو مجلة عن أهم الروائيين أو شعراء النثر أو كتّاب القصة القصيرة من وجهة نظره .. هو الذي سينشر أخبارا وموضوعات ترويجية عنك على طريقة نجوم السينما والرياضة كأن يكتب مثلا عن طقوسك في الكتابة أو عن المنتخب الذي تشجعه في كأس العالم أو عن انتهاءك من نص جديد سيضمه كتابك القادم الذي لم تقرر اسمه بعد ولا الدار التي ستتولى نشره وكذلك عن ذكرياتك الطفولية في شهر رمضان أو عن أمنياتك للعام الجديد ، هذا بالإضافة إلى متابعة الأخبار الشخصية طبعا ونشرها كالخطوبة والزواج والطلاق … إلخ .. هو الذي سيعطيك المساحة التي تريدها من أجل إدارة حروبك وتصفية حساباتك مع الآخرين مع وجود احتمال قائم طوال الوقت بأن يتدخل بشكل مباشر لمساندتك في الدفاع عن نفسك وفي الهجوم على أعداءك لو تطلب الأمر ذلك .. هو الذي سيساعدك ـ عند مستوى أعمق من الصداقة ـ في نشر المقالات التي تكتبها أنت عن أعمالك بأسماء وهمية ونشر أخبار عن ترجمات لم تتم وسفريات لم تحدث وجوائز لم تحصل عليها …

سلطة الصحفي الأدبي بديهية وراسخة منذ أن كان هناك شيء اسمه ( الصحافة الأدبية ) لكنني أتصور أنها تزداد توحشا حينما يكون الصحفي الأدبي أديبا ، وتزداد توحشا أكثر وأكثر حينما يكون هذا الصحفي والأديب صاحب مدونة يؤكد للعالم من خلالها أنه ليس هناك ما هو أسهل عنده من السخرية والسب حين يختلف مع أحد .. الصحفي الأدبي حينما يكون أديبا يوظف الصلاحيات الممنوحة له في عمله بما يخدم مصالحه الخاصة ككاتب عليه أن يحتل مكانة بارزة داخل الوسط الأدبي وهذا لن يتحقق إلا بتلميع نفسه وطمس الآخرين بطرق مختلفة أو على الأقل الاحتفاء بمن يرضى عنهم بالقدر الذي لا يجعل بريقهم يطغى على بريقه بحسب ما يستطيع .. هذا على مستوى الصفحة الورقية التي تظل سلطة الصحفي الأدبي فيها محكومة رغم كل شيء باعتبارات مؤسسية وأخلاقية معينة ولكن بعد أن أصبح لهذا الصحفي مدونة وحساب على الفيس بوك أصبحت هذه السلطة أكثر اتساعا ورسوخا بعد أن امتلك الفضاء اللانهائي والغير مقيد بالاعتبارات السابقة فتمكن بدعم من موقعه الورقي من أن يمتد بهذه السلطة إلى الإنترنت كي يستكمل ما ينقصها ويمعن في تثبيتها بأن يفعل ما يحلو له : يحتفي بمن يريد ويشتم من يريد ويرمي بلاءه على من يريد ويستخف دمه ويستظرف على من يريد وهو في هذا لا يتشابه مع أي أحد آخر يفعل نفس الأشياء دون أن يمتلك هذه السلطة الممتدة من الورق إلى الانترنت .. أي أحد آخر لن يكون محميا بذلك الجيش الذي قام الصحفي الأدبي بتربيته ويواصل تزويده بالمزيد من الأصدقاء المنتفعين لحظة بعد لحظة والذين لن يقبلوا أن يتعرض صديقهم أو سيدهم لأي ضرر أو أذى حتى يثبتوا له أنهم جديرون بكرمه .. الأصدقاء الذين لا يجدون أي حرج أو مشكلة في تسمية هذا بالصحفي بـ ( المثقف المصري الكبير ) مثلا ، وعلى هذا فلم يعد مستغربا أن تجد ( مثقفين مصريين ) يضربون دون أن يتحملوا عناء الصد .. ( المثقف المصري ) لم يعد يخوض معاركه بنفسه .

* * *

http://www.mamdouhrizk.blogspot.com/



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ” لون الماء ” : ضرورة تشريح الماضي
- الرواية تفكك العالم
- معارض متنقلة
- ترتيبات الوداع
- لست نيكول كيدمان ولكنه أجمل من توم كروز
- جماليات الفضيحة
- بالمليمتر يا حبيبي بالمليمتر
- أسئلة القهر عند ( الغريب ) رامي يحيى
- أن ترى الفراغ
- القسوة
- أورهان باموق في ألوانه الأخرى
- مكان الروح
- أورهان والي : لا مكان للغة بيننا
- أنا لا أتهكم
- لا يزال حيا
- فيران الانفتاح تسطو على وطن ما بعد العبور
- كلمة أخيرة عن سرقة مقالي بجريدة القاهرة
- بيت المرايا
- عن ( روجرز ) أحمد ناجي
- كاتبة بجريدة ( القاهرة ) تسطو على مقال ( ممدوح رزق ) عن ( شا ...


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - سلطة الصحفي الأدبي من الورق إلى الانترنت