قصص قصيرة جدا / نبوءات القس الأعور

عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 3985 - 2013 / 1 / 27 - 15:32
المحور: الادب والفن
    

1/



نبوءات القس الأعور



من أرجاء المنزل تفوح رائحة الأشباح.هنا تلف العجوز سجائرها وهي تتحدث عن منزل بعيد وهمي لم يره أحد من أبناء جيلنا.وهناك يقرفص الكهل سارحا في نارجيلة سكن الفحم علي رأسها منذ أسابيع عدة.وفي الزاوية البعيدة يقف شبح العانس ساعة انتحارها حزينة على عمر مضى لم تدرك منه شيئا.بجانبها تبك الأم الميتة منذ خمسين عاما وليدها الذي جاء الى هذا العالم منتحرا بعد أن التف حبل السرة حول عنقه.على الأرض يتمدد التوأمان وهما يغنيان لحوريات الجنة اللواتي لم يأتين رغم الانتظار الطويل.لحية الشيخ البيضاء تشير الى العنة المخفية وراء حبات المسبحة التي لا تتوقف حركتها وسط دعوات للرب باعادة الحياة الى ما كانت عليه.
انا اقف وسط الجميع باسطا ذراعي لجبرائيل عله يلقمني خفايا كتب الحكمة المخبأة في نبوءات القس الأعور .




2/



ضحك




منذ الصغر علمته أمه أن يخفي فمه كلما ضحك.حينما سألها عن السبب فالت له :هو نوع من الأدب.حينما ضحك لأول مرة دون أن يخفي فمه سقط له سن ولم ينبت بدلا عنه.وفي كل مرة غفل عن اخفاء فمه يسقط له سن . الأن هو في الخامسة والخمسين من العمر يضحك دون خوف...لم يعد يملك ما يخسره.


3/



عهد



تعهد الرئيس أن يتنازل عن السلطة بعد عامين بشرط أن يقدم في كل وجبة أحد الرعية طعاما له .فرح الشعب فهو اخيرا سيختار رئيسه القادم.في اليوم الموعود لم يكن من رعية تزاحم الرئيس على الترشح للانتخابات.




4/



استسقاء



أمعنت في الجدب...صلى الشيخ الجليل صلاة الاستسقاء ورفع كفيه داعيا ربه هطول الغيث....تساقط الشهداء من السماء بغزارة...ارتوت الأرض دما.


5/





خلع




حلمت به طويلا...حين أفاقت من حلمها خلعته بالثلاثة.

#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل