أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - بناء حزب الطبقة العاملة المستقل مهمة ماركسية لينينية















المزيد.....



بناء حزب الطبقة العاملة المستقل مهمة ماركسية لينينية


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 21:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بناء حزب الطبقة العاملة المستقل مهمة ماركسية لينينية

1. أصول النقد كما يراها "النهج"
على إثر إحدى التعليقات الصادرة عن ومن موقع جريدة "المناضلة"، والتي حاولت حسب رؤيتها، نقاش إحدى الموضوعات الماركسية المهمة، المرتبطة بمفهوم الحزب الطبقي، حزب الطبقة العاملة من منظور ماركسي، ردّا وتصحيحا لمفهوم "حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين" الذي يتبناه حزب "النهج الديمقراطي" والذي يعتبر نفسه حزبا ماركسيا لينينيا ووريثا شرعيا لمنظمة "إلى الأمام" الثورية السبعينية.
وعلى إثر هذا التعليق الهادئ والبسيط، انتفض مرة أخرى "تيتي الحبيب" أحد قياديي الحزب المخضرمين، ضد النقاش وضد النقد، متهجما ومعقبا بعنف على الناقد وجريدته وتياره، وضد كل المتقاربين مع رأيه فيما يخص منظور الماركسيين لحزب الطبقة العاملة.
وبحكم انتماءنا للحركة الماركسية اللينينية المغربية ـ الحملم ـ ومن موقع دفاعنا عن الخط البروليتاري داخلها، وإيمانا منا بحق جميع فرقاء الحركة الاشتراكية في النقاش الديمقراطي والرفاقي.. كان لا بد من الإدلاء برأينا حول الموضوع، باعتباره مثار خلاف ملموس وبيّن داخل الحركة وخارجها، يستحيل القفز عليه بهكذا ردود.
إنه موضوع ومهمة بناء حزب الطبقة العاملة المستقل، نظريا وسياسيا وتنظيميا، حيث كان ولا زال واجبا على جميع مكونات الحملم وعلى جميع فرقاء الحركة الاشتراكية اليسارية تشجيع وتحفيز هذه النقاشات النظرية المهمة، خدمة لهذا المشروع. في هذا السياق، لاحظنا من خلال رد "الحبيب" انحرافا وانزلاقا عن جادة النقاش المثمر، إن لم نقل تهرّبا واضحا منه، وتنصّلا سافرا من التزامات الحزب بـ"السيرورات الثلاثة" أو الأربعة لا يهم.. تحت دعاوي ومبررات لا تليق بمناضلين، كان ولا زال هدفهم الأسمى هو أن ينعم الكادحون المغاربة بمجتمع الحرية والديمقراطية، وأن يتحرروا من نظام الاستبداد والاستعباد والاستغلال والإقصاء والهشاشة والتهميش..الخ بغض النظر عن الاسم الذي سيتخذه المجتمع البديل، والاسم الذي ستتخذه الثورة التي ستشيده.. فالمهم كان بالنسبة للجميع هو مضمون البديل، من حيث الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
في محاولة منا للرد والخوض في هذا النقاش حول موضوعة ماركسية أصيلة، نؤكد بداية أننا لن نضيف شيئا لما قيل فيها وحولها قديما، على اعتبار أن موضوعة الحزب الطبقي، حزب الطبقة العاملة المستقل عن باقي الطبقات والفئات الاجتماعية المعارضة بسبب تضررها من وجود وسيادة نمط الإنتاج الرأسمالي، ومن حكم طبقاته المالكة والبرجوازية.. موضوعة قديمة قدم الماركسية نفسها، ابتدأت من أول حضور لماركس في ملتقيات الأممية الأولى، حيث اعترض عن حضوره البعض لكونه مثقفا ثوريا وليس عاملا. موضوعة تستحق النقاش، أو على الأقل التذكير بالتراكمات الفكرية الماركسية ارتباطا بالموضوع.
عوض هذا، اختار "الحبيب" نهج الأبوية الأستاذية وادعاء الأقدمية والإطلاع المتبحر، مستعملا أساليب التجريح كاختيار بئيس وكمنهجية كسيحة، لتفنيذ ليس آراء تيار المناضلة فحسب، بل رأي العديد من المناضلين الماركسيين اللينينيين المخالفين لجماعة الأممية الرابعة التروتسكية.
فكان طبيعيا أن يفتتح "الحبيب" سجاله، رفعا وترفعا عن أية ذاتية يمكن للمخالفين اتهامه بها، مطالبا منذ البداية بـ"النقاش العلمي والموضوعي لأطروحات "النهج الديمقراطي"" وهو ادعاء سافر من طرف "الحبيب" وليس إلاّ، إذ سرعان ما انفضحت نواياه في الأسطر الموالية مخاطبا معارضي ونقاد "النهج" بالطريقة التالية "فالنهج الديمقراطي حسب الحبيب، ليس في حاجة لشهادة أو إشهاد من أي كان حول طبيعته وخطه السياسي" ليعدم أية جدوى من النقاش والتفاعل، مغلقا بالتالي أي باب للحوار والاجتهاد والتواصل بين الفرقاء الديمقراطيين اليساريين، الذي يستوجب منا جميعا تقدير آراء المخالفين وتأصيل النقد والنقد الذاتي، بعيدا عن التقديس والطهرانية المثالية البالية.
وعوض التأصيل حقيقة، لنقد رفاقي ديمقراطي، نتوخى سيادته وسط وبين مجموع المناضلين أفراد وتيارات وفرق ومجموعات، أي جميع من يحمل بصدق راية الدفاع عن البسطاء الكادحين من عمال وفقراء الفلاحين، وعن سكان المدن والبوادي المهمشين.. اتجه "الحبيب" لأمور أخرى تتنافى مع هذا المبدأ وهذا الاتجاه، ليضيع عن نفسه فرصة الدفاع عن رؤيته ورؤية حزبه في قضية لا تنفع معها الأقدمية وسنوات السجن والاعتقال، والادعاء البليد بالطهرانية، حضر فقط السب والشتم وسلاطة اللسان، وتوزيع الاتهامات وأحكام القيمة في حق تيارات وأفكار واتجاهات وخطوط نضالية..الخ
فلا يتأسس في نظرنا، النقد والصراع الفكري والسياسي، على نعت الآخرين، أي من التيارات المناضلة، بأن "لها سلوك وأخلاقيات خاصة بها"! فكان حريا بك يا حبيب، أن تفصح وأن توضح ما هي هذه الأخلاقيات، السيئة على ما يبدو، لكي نقارنها بأخلاقياتنا جميعا، أي بما فيها أخلاقيات أعضاء حزب "النهج الديمقراطي" القياديين النافذين منهم والقاعديين.
على هذا الأساس نقول، أن طرح القضايا الفكرية للنقاش، لا علاقة له بسلوك الأفراد، فأهمية القضايا ومدى ارتباطها بمصير الجماهير الكادحة، هي التي تحدد مدى اهتمام المناضلين بهذه القضية أو تلك، ومدى حماستهم بوصفهم مناضلين مرتبطين أشد الارتباط بجميع قضايا الحركة العمالية والاشتراكية..الخ حيث لا مجال للكلام عن استقلالية الطبقة العاملة حينها، ليصبح الكلام عن جبهة طبقية مؤلفة من العمال وسائر الكادحين المالكين وغير المالكين، والحرفيين والتجار والموظفين والمستخدمين..الخ
فالخلاف النظري إذن هو حول مبدأ الاستقلالية الطبقية فكريا، سياسيا وتنظيميا، يعني أن الطبقة العاملة يجب أن تتوفر على سند فكري مرجعي، نظرية ثورية هي الماركسية اللينينية، وخط سياسي ببرنامجه وتاكتيكاته وشعاراته وإستراتيجيته الثورية الواضحة، الموجهة ليس للطبقة العاملة فحسب، بل لجميع قوى الشعب الكادح، وتنظيمات مستقلة: الحزب والنقابة والنوادي والجمعيات.. دون أن ينحصر العمل التنظيمي في هذا المستوى ليشمل اتحادات الشباب والمرأة الكادحة والعاطلين والطلبة..الخ
فليست الاستقلالية ذلك المبدأ العام الذي تحدده بعض الاتحادات الجماهيرية وبعض الجمعيات الشبه جماهيرية، من قبيل الاستقلال عن الأحزاب السياسية وعن الدولة والنظام القائم وأجهزته..الخ
الحزب الطبقي، حزب الطبقة العاملة حزب مستقل فكريا وسياسيا وتنظيميا، يعني مستقل عن باقي الفئات والطبقات الاجتماعية المعارضة التي لها مصلحة في التغيير.. فالقضية إذن ليست قضية التروتسكيين أو الستالينيين أو الماويين أو الغيفاريين.. بصفتهم طرف أو فرقة داخل الحركة اليسارية والاشتراكية، بل هي قضية الحركة الاشتراكية العمالية، قضية الحملم بالدرجة الأولى، ولا علاقة لها بمعطيات "أن هذه القضية لم تكن مثار جدل سابقا".. و"أنكم، أي التروتسكيينن لم تكونوا موجودين سابقا".. و"أننا أي الحبيب ومن معه، خضنا الصراع سابقا ضد التحريفية والإصلاحية والبلانكية"..الخ من المعطيات التي لن تقدم هذا النقاش الذي نحن بصدده، في شيء، والمرتبط أساسا بالحزب الذي نفتقده في بلدنا، والذي لا يستقيم نعته بالطبقي إلا إذا كان طبقيا بشكل فعلي. أما إذا سلمنا، كما يفعل العديد من المتمركسين، بعدم وجود التناقضات وسط الشعب ووسط الكادحين، أو بالتقليل من تأثيراتها ومن أهميتها كتناقضات جد ثانوية، حيث تتم التسوية بين عامل الأجرة وبين صاحب الورشة كشغيلة، وبين العامل الزراعي الأجير نقدا أو عينا، وبين صاحب المزرعة الشغيل هو كذلك.. التسوية بين صاحب الدكان ومساعده، والمعلم الحرفي والصانع والمتعلم.. وكلهم يكدحون ويكدون ليل نهار دون أن تكون أوضاعهم الطبقية، وطموحاتهم، واحدة موحدة من أجل تغيير أحوالهم.
كان حريا "بالحبيب" أن ينتهز الفرصة ويجدد نقده للتحريفية التي ما زالت قائمة في وسطنا مثل ذلك الورم السرطاني الذي يغير في شكله وحجمه، منتقلا من هذا العضو لذلك دون أن يختفي نهائيا.. فهي ذي الفرصة لوقاية عقول الشباب من وباء التحريفية، وقبل الكلام عن التحريفية بما هي مراجعة وردّة وتزييف، يجب تنوير الشباب بشروحاتنا للمرجعية الأصل، التي ارتأيتم في لحظة ما، بداية السبعينات، أن التحريف والتزييف قد لحقها من لدن قادة الحزب الشيوعي المغربي.
كذلك الشأن بالنسبة للإصلاحية كاتجاه سياسي، وليس كتعبير قدحي، حيث كان من اللازم على "الحبيب" أن يعرج عليها لما لها من ثقل داخل الحركة العمالية الاشتراكية محليا وأمميا، وبأن يوضح تجلياتها على اختلافها وتنوعها داخل المشهد السياسي الحالي.. حتى لا يقع الخلط بين مبدأ النضال من أجل الإصلاحات وبين الإصلاحية كخط واتجاه وسقف نضالي محدود.
فالاكتفاء بنشر واستظهار البعض من وثائق السبعينات، التي تكلمت وانتقدت أحزابا لم يعد لها وجودا اليوم.. وإشهار النقد، إن لم يكن اللعنة، ضد الحركة البلانكية التي تم نبذها وتكفيرها في أكثر من مقال، دون نقاش أو تمحيص، وبطريقة لا تليق بماركسيين، طريقة ذكـّرتنا بشعار المرتد الرعديد بليخانوف الذي صاح بأعلى صوته لحظة الثورة الروسية الأولى "ما كان ينبغي حمل السلاح" ضدا على ثوار دجنبر 1905، عمال وجماهير شعبية كادحة.. حينها ردّ عليه لينين بعنف ليذكره بأنه كان حريا ببليخانوف رفع هذا الشعار، إذا لم يكن ملائما لظروف البلد، قبل المعركة وليس بعد اشتعالها، مقدما له في نفس الوقت النموذج الماركسي كحجة وكمنهجية ثورية، ردّ بها ماركس وانجلز على حالات ومبادرات وأشكال نضالية من هذا القبيل، اعتمادا على تقييم ماركس لكمونة باريس والذي انتقد فيه أبطال هذه الثورة العمالية ونصحهم بالتهيئ اللازم وعدم التسرع والمغامرة.. مدة قبل الإعلان عن الانتفاضة والاستيلاء على السلطة.. أما، وبعد أن رفرفت راية أول سلطة عمالية في التاريخ المعاصر، على مدينة باريس، فما كان منه إلا تأييدها ودعمها كأي مناضل ثوري مبدئي، بل والاشتراك عمليا في قيادتها، حيث لم يتأخر عن الإشارة على رفاقه الشيوعيين بذلك، جنبا إلى جنب رفاقهم داخل الحركة العمالية الاشتراكية، البلانكيين والفوضويين والحالمين..الخ
إنه النقد البئيس، السطحي والمحدود، الذي تربينا عليه جميعا حيث العمل بجهد على القطع معه والتخلص منه. إذ لا يمكن لحركة ثورية متجذرة في الأوساط الكادحة في المدن والأرياف، من حجم حركة 3 مارس، الحركة التي قدمت العديد من الشهداء والمعتقلين والمختطفين والمختفين.. لنحكم عليها بأنها بلانكية، وكفانا وجع الدماغ! ألم تستحق منا هذه الحركة، بكل تضحياتها وإنجازاتها سوى هذا التقدير؟! إنه خطأ في نظرنا يجب تداركه، ويجب إعادة الاعتبار لصناع هذه الحركة الثورية التي أصبحت ملكا للكادحين المغاربة ولكل الحركات الثورية بالمغرب.. لنعطيها حقها بالنقاش والتحليل وجمع المعطيات واستخلاص الدروس، باعتبارها حركة لا نقاش في ثوريتها وشعبيتها، دخلت التاريخ من بابه الواسع رافعة راية النضال ضد نظام الاستبداد القائم، وعملت كل ما في وسعها من أجل إسقاطه.. أكيد أن الحركة ككل الحركات، قامت بأخطاء، بما هي أخطاء نمو كما كان يسميها لينين، أخطاء ارتكبتها جميع الحركات المناضلة المرتبطة بالميدان، حيث وجب على الماركسيين تقديرها وتقييم تجربتها، وتصحيح اعوجاجها إن كان لا بد، وليس الاشفاق على ضحاياها "فليس باشتراكي-ديمقراطي من ينسى عمليا أن الشيوعيين يؤيدون كل حركة ثورية".
فتصحيح أوضاع اليسار، لتطوير تجربته، وتعميق علاقاته وتواصلاته الجماهيرية، عبر الانغراس والإطلاع الدقيق عن أوضاع الكادحين، الفقراء والمهمشين في المدن والأرياف.. لن يتم، ولن يكتب له النجاح عبر استخدام هذه الأساليب السيئة، الأبوية، الإقصائية والمتعالية.. وهي أساليب غريبة عن أصول النقاش الرفاقي والنقد الماركسي البناء.
فاليسار المغربي، يسار مكافح، معروف بتضحياته البطولية السخية وصموده المتفاني أمام آلة القمع الرهيبة، التي لم تثنيه ولو للحظة واحدة عن سيره الحثيث في اتجاه ما يصبو إليه من ثورة وتغيير جذري لمصلحة الكادحين.. لكن إذا نظرنا لأوضاعه الحالية، بعد ضربات القمع المتتالية التي نجحت في تفكيك وتدمير القوى الثورية المنظمة، وبعد التراجعات الخطيرة التي لحقت بقيادات هذه القوى، والتي تهاوت كأوراق الخريف، الواحدة تلو الأخرى، مما زاد في تعميق أزمة اليسار، خاصة بعد فشل تجربة البناء الاشتراكي وانهيار الاتحاد السوفياتي ومنظومته الاقتصادية والسياسية، وبعد انخراط أحزاب اليسار الرسمي، المؤسساتي ـ ا ش ق ش وحزب ت إ ـ في تجربة التناوب الحكومي كما خطط لها النظام والرأسمالية ومؤسسات المال الإمبريالية.. فهو في المحصلة وضع لا يحسد عليه أي يساري في العالم. ومن حرقة بعض الأطراف داخل هذا اليسار، والتي بقيت شامخة صامدة أمام جميع الرياح والعواصف، ونحييها على ذلك بصدق وبدون نفاق أو مداهنة.. لا تتأخر هذه الفعاليات المناضلة، عن فتح النقاش حول جميع القضايا التي تراها سببا ضمن أسباب أخرى، في أزمة نمو اليسار، وعجزه عن توسيع رقعته بما يتطلبه الأمر من انغراس فعلي "لمعرفة عموم الكادحين" عن كثب.
فلا "الحبيب تيتي" ولا "النهج الديمقراطي"، ولا التروتسكيون، ولا الستالينيون، ولا الماويون، ولا سائر مجموعات وتيارات الحملم.. توفقوا حقا في "التعارف" مع الكادحين، فمن يعرف حقا عموم الكادحين هو من يسحب وراءه الآلاف المؤلفة بمجرد ما يوجه لها نداءا، لأنها تعرفه حق المعرفة، بغض النظر عن الأسلوب والطريقة التي حصلت بها هذه المعرفة.
فمن يسعى حقا لمعرفة عموم الكادحين وحالتهم المأساوية، وما تتطلبه من نضال وتضحية، فلا بد أن يقف مشدوها أمام وقفات اليسار الاحتجاجية والتعبوية، حيث يعجز اليسار، بكل مكوناته الإصلاحية والثورية، الماركسية وغير الماركسية.. عن جمع منخرطيه، المعدودين أصلا، وبإلزامهم بالحضور، فما بالك أن يقنع عموم الكادحين لخوض نضالات أرقى.
فالمطلوب الآن، وفي هذه اللحظة المتميزة من نضالات شعبنا، القطع مع هذه الأساليب الأبوية المتعالية، التي ورثها البعض من السيئ في تجربة "الحركة الوطنية" ثم "الحركة الاتحادية" رغم أنه لا مجال لمقارنة وضع الاتحاد الاشتراكي داخل اليسار قديما، بوضع "النهج" داخل اليسار حاليا، فالمسافات تختلف وكذلك القوة والعطاءات.. وتختلف المبادرات والمسارات والتطلعات..الخ
المطلوب كذلك أن يفتح النقاش على مصراعيه وسط مكونات اليسار الجذري، دون حكر أو احتكار أو إذن من أية جهة كانت.. المطلوب منا تقدير إسهامات جميع مكونات هذا اليسار، بما لا يدع أي طرف منه خارج النقد والمحاسبة.. والمطلوب أن يكون هدفنا في هذه المرحلة هو خلق قطب يساري جذري، فاعل وفعال، مهمته التواصل مع الشبيبة، والعمال، ومع عموم الكادحين المعنيين بالنضال من أجل التغيير، لتنظيمهم وتأطيرهم.. ومن أجل فتح النقاش لا بد من اختيار الأساليب الناجعة لذلك، أساليب واضحة، مفهومة، متوافق عليها، علنية وجماهيرية.. تتناول جميع الموضوعات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية، المرتبطة بمشروع التغيير، خاصة إذا كانت محط خلاف بين فرقاء اليسار الجذري.
فلا يهم الاسم الذي ستتخذه هذه الهيأة، قطب أو جبهة أو تنسيقية أو اتحاد، ما يهمنا هو المضمون، والمضمون في نظرنا هو الأرضية الواضحة، والهوية اليسارية الواضحة، جبهة مناهضة للرأسمالية وللنظام الاستبدادي القائم، جبهة اشتراكية، لا تستحق هذا النعت إلا إذا كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعمال والعاملات وعموم الكادحين البسطاء، ومقتنعة بمشروعهم النضالي من أجل الثورة والتغيير.
قطب يسوده الاحترام والتفاعل الإيجابي والنقد والمحاسبة والمساءلة والمسؤولية.. وفق منظومة وحدة ـ نقد ـ وحدة. حيث يجب التخلي عن لغة "الجوقة والأتباع" الذين ينتظرون من يشير عليهم "بتشغيل أدمغتهم"..الخ وكأن القواعد المناضلة مجرد قطيع، أو عبارة عن عناصر "غرّر بهم" بعد أن تم "غسل أدمغتهم"، أو شيء من هذا القبيل.
وبعد تشكيل هذا القطب، يحق حينها لجميع مكوناته أن تجهد النفس وتبحث بشكل مستقل أو جماعي، في جميع موضوعات وإشكاليات التغيير الاجتماعي المنشود، التشكيلة الطبقية، طبيعة النظام القائم، نمط الإنتاج السائد، التبعية والإمبريالية، طبيعة الثورة، القيادة الطبقية، التحالفات، المنظمات الطبقية، الحزب، النقابة الاتحادات، أساليب التغيير، إصلاح أم ثورة، ثورة سلمية أم عنيفة..الخ
عوض هذا سنغطس رؤوسنا في الرمال من جديد، وسندخل السبات العميق في انتظار ما ستعمله "الأقدار" والعفوية بمصيرنا.
فالمطلوب، وإن كان ليس كل المطلوب، إطلاق دينامية هذا النقاش، ورفع التحدي أمام كل المثبطات، للخروج من هذه الأزمة وكبح هذا التراجع اليساري، الذي لا توازيه بالمرة تضحيات مناضلي اليسار، وصدقية وتفاني أطره في أكثر من لحظة تاريخية.. حيث يجب صياغة المطالب والشعارات بوضوح كافي، وتنقية البرامج من الشوائب المخلـّة والمسيئة لتطلعات الكادحين الغير مالكين، وإعلان المبادرات النوعية، وتقديم الإجابات لتطوير النضال في أكثر من قطاع، الطلبة والتلاميذ، المعطلون، شبيبة الأحياء الشعبية والمناطق القروية، النساء الكادحات، ربات البيوت في الهوامش، العمال والعاملات، جماهير البوادي والأرياف..الخ
هذه في نظرنا وتصورنا المتواضع بعض المداخل التي نراها مؤدية لحل أزمة الفعل اليساري التقدمي المكافح، دون أن ندّعي الشمولية، حيث يمكن للنقاش أن يميط اللثام عن اختلالات أخرى لم ننتبه لها ولم نقدّرها أحسن تقدير.. كما يمكن للنقاش كذلك، بما هو إغناء وليس تباري ومبارزة، أن يضيف ويعدّل في العديد من المقترحات التي تقدمنا بها تماشيا مع الملاحظات التي أثارها النقاش حول الحزب، وحول الطبقة العاملة، وحول عموم الكادحين.

عن حزب الطبقة العاملة وعلاقته بعموم الكادحين
يقول "البيان":
"من بين جميع الطبقات الخصيمة للبرجوازية حاليا، البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة الثورية حقا. فالطبقات الأخرى تنهار وتندثر أمام الصناعة الكبيرة، أما البروليتاريا، بالعكس فهي منتوجها الأصيل.. أما أعضاء الطبقات الوسطى، الصناعي الصغير، التاجر الصغير، الحرفي والفلاح فهم جميعا يحاربون البرجوازية إنقادا لوجودهم كطبقات وسطى، من الزوال. فالطبقات الوسطى إذن ليست ثورية بل محافظة، لا بل رجعية، لأنها تسعى لجعل عجلة التاريخ تدور إلى الوراء".
افتتحنا هذا المحور بهذا النص الماركسي الوجيه، الذي وضّح بما لا يدع للشك مكان، موقع الطبقة العاملة في ظل الصراع الدائرة رحاه ضد البرجوازية، والذي يؤهلها وفق هذا المنظور، لقيادة عموم الكادحين نحو الثورة والتغيير الاجتماعي البديل، الذي سيشيده الكادحون الثائرون، على أنقاض الرأسمالية وحكمها البرجوازي، وهو ما نعتبره رسالة تاريخية تتحملها الطبقة العاملة خلال مجرى نضالها من أجل الاشتراكية.. وبالتالي لخـّصت الوثيقة أصل النص، وثيقة "البيان الشيوعي"، هدف الشيوعيين الفوري في "تشكل البروليتاريا في طبقة، الإطاحة بسيطرة البرجوازية واستيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية" من أجل هذا كان لا بد من توفير الآليات التنظيمية وكان لا بد من العمل على "إنشاء هيئات بروليتارية جماهيرية تكون قاعدة لحزب شيوعي مركزي قدير، يشمل جميع المنظمات البروليتارية ويسيرها جميعا في الطريق إلى انتصار الطبقة العاملة ودكتاتورية البروليتاريا، أي إلى الشيوعية".
هذا باختصار شديد ما قالته الماركسية عن الطبقة العاملة كطبقة ثورية لا منافس لها في قيادة عموم الكادحين، حيث يستوجب تنظيمها في منظمات مستقلة عن عموم الكادحين، عبر الحزب والنقابة والجمعيات والنوادي والتعاونيات الاستهلاكية..الخ وإذا لم يكن "جوهر الماركسية في تبيان دور البروليتاريا التاريخي العالمي، بوصفها بانية المجتمع الاشتراكي"، ماذا تبقى من الماركسية إذن، حتى نصنف نفسنا في عداد الماركسيين؟
فعلاقة الطبقة العاملة بعموم الكادحين، هي علاقة القائد بالجيش، علاقة أكدها العلم الماركسي الذي بدّد جميع الأحلام الطوباوية من أجل التغيير باسم الاشتراكية وبدون الطبقة العاملة، حينها أكـّد على أهلية الطبقة العاملة من دون غيرها للعب هذا الدور، وحينها أكـّد من جهة أخرى تناقض الطبقة العاملة مع العديد من المكونات الفئوية والطبقية في صفوف هؤلاء الكادحين، خلال صراعها ضد الرأسمال وطبقته البرجوازية وحلفاءها من الملاكين الكبار.
فمن يقف حقا وليس ادعاءا، على أرضية الماركسية، يعلم ويعي مغزى واتجاهات الصراعات الطبقية التي تدور رحاها بين من يملك ومن لا ملكية له.. فالماركسيون وحدهم آمنوا برسالة الطبقة العاملة التاريخية ضمن هذا الصراع، بوصفها القائد وبوصفها الطبقة الثورية حتى نهاية المعركة ضد الاستبداد، وضد الرأسمال، وضد العمل المأجور، وضد المِلكية الفردية والخاصة..الخ
وعلى جميع من يخاف الاشتراكية كمشروع وكمهمة تحضير وثورة، على جميع من يقدس الملكية الفردية والخاصة بما هي حقوق-إنسانية مقدسة، صادرة عن مواثيق مقدسة وعن هيئات دولية برجوازية مقدسة..الخ بأن يوضح للمناضلين كافة، داخل جماعته وخارجها، طبيعة هذه الماركسية التي ترفض الإعلان عن هويتها الاشتراكية، والتي ظلت لعشرات السنين تؤجل هذه الإستراتيجية تحت مبررات مهام التحرر الوطني دون التحرر الطبقي.. وبدون أدنى توضيح لجميع الرفاق والرفيقات الذين تربوا مباشرة أو بطرق غير مباشرة، في أحظان اليسار السبعيني، طبيعة هذا التحرر وهذه الوطنية المنادية بتأبيد الاستغلال وهيمنة الرأسمال.. وبدون توضيح كذلك لطبيعة المجتمع المنشود، وطبيعة اقتصاده، والعلاقات التي ستنظم المجتمع نفسه بعد الانتصار والقضاء على النظام القائم وإعلان الجمهورية الوطنية الديمقراطية الشعبية.. هل ستكون رأسمالية كلاسيكية، أم خليط من الاقتصاد الرأسمالي والاقتصاد التعاوني والاقتصاد المخطط له من طرف دولة المجالس، أي ما يسميه الماركسيون، قناعة، بالاشتراكية، أم هناك طريق ثالث؟
نستخلص مما تقدم بأن النظرية الماركسية في مجال الممارسة الثورية، قامت على فكرة تنظيم الطبقة العاملة بشكل مستقل، بما يبيح لها ولا يحظر عنها إمكانية نسج تحالفات، أحيانا حذرة ومؤقتة، مع مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية الأخرى التي تصارع الرأسمالية وحكمها البرجوازي.. "فالطبقة العاملة لا يمكنها أن تتصرف كطبقة ضد هذه السلطة الجماعية المالكة، إلاّ عن طريق تشكيل نفسها في حزب سياسي، متميز، ومعارض لكل الأحزاب القديمة التي شكلتها الطبقات المالكة" كانت هذه الدعوة الماركسية، دعوة مميزة، مرتبطة بنشوء التيار الشيوعي الماركسي داخل الحركة العمالية العالمية.. اعتبرها ماركس في مشاره لأعضاء الأممية "شرطا لا بد منه" من أجل نجاح معركة التغيير، يعني "تنظيم البروليتاريا في حزب سياسي ضروري لضمان انتصار الثورة الاجتماعية وهدفها النهائي: إلغاء الطبقات".
فارتكاز الماركسية على الطبقة العاملة لم يكن اعتباطيا، بل ناتجا عن تحليل عميق للمجتمع الرأسمالي، ونقد علمي لاقتصاده السياسي، ومعرفة ملموسة للطبقات المتصارعة، واكتشاف لأول مرة منذ ظهور الرأسمالية، لأصل الشقاء والبؤس، لسر تراكم الأرباح، وفائض القيمة كناتج لكدح العمال وكدّهم..الخ وبالتالي لم تكن هذه الإشارة وهذا "الشرط الذي لا بد منه" مزاجيا، بل لأن الحركة الاشتراكية والثورية كانت حينها تراهن على كذا خيارات، خيارات وحسابات دون اعتبار للطبقة العاملة.. رهانات اتجهت في أغلبها لفئات وطبقات اجتماعية أخرى بهدف تحقيق التغيير الاجتماعي، أساسا الرعاع وقطاع الطرق والعاطلين والمثقفين..الخ
بالنسبة لحزب "النهج الديمقراطي"، الذي لا يعتبر نفسه حزبا عماليا، وتلك حقيقة، لا يجادل ولا يزايد فيها أحدا، حزب يدّعي أنه تشكل للإسهام في بناء "حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين" وهي سابقة في تاريخ الحركة العمالية، تفرض علينا النقاش والنقد الذي لا ينفع معه التمسكن والتواضع البئيس..
تكلم "النهج" أكثر من مرة، وفي أكثر من مقال ووثيقة، عن الحزب والتنظيم السياسي والأداة الثورية والتنظيمات الذاتية للجماهير.. كما تكلم عن استقلال هذه الهيئات، دون أن يوضح الجهة أو الجهات التي يجب الاستقلال عنها، خاصة حين يعلن عن الاستقلالية السياسية "للطبقة العاملة وعموم الكادحين" داخل إطار معين، يجهل لحد الآن شكله وطابعه ومضمون برنامجه، ليس المناضلون وفقط، بل كذلك قادة ومنظري "النهج".. الذين لم يترددوا خلال هذه المدة من عمر "النهج"، حوالي العشرين سنة، ولم يخفوا ربط مهمة بناء هذا التنظيم وهذه الأداة وهذه التنظيمات، بالقدر والعفوية، وتركها بدون هوية، وبدون ملامح طبقية، وبدون مهام..الخ
"فليس التنظيم السياسي هو الحزب.. طبيعة هذا التنظيم وشكله ستحدد في إطار العمل المشترك مع المناضلين الماركسيين.. الذين يشاركوننا في نفس الاشتغال على القضايا التي تهم الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية" حيث "تقتضي مهام التحرر والديمقراطية والاشتراكية بناء جبهة الطبقات الشعبية والتنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين" هذا التنظيم الذي لن يكن ضامنا أو على الأصح "ليس بالضامن لمصالح الكادحين".. فهذه عصارة لما جادت به قريحة "تيتي" من أفكار ومواقف اعتبرها ضمن الماركسية، وهو ما نعتبره تجنيا في حق الماركسية وتزييفها. لنقول للرفاق في "النهج" وجميع من يحدو حدوهم، باعتبارهم رفاق طريق ورفاق ميدان، اتركوا الماركسية جانبا وابحثوا لكم عن نظرية أخرى، بأن تبنـّي واعتناق الماركسية ليس شرطا لمناهضة الفساد والاستبداد، وهو بالمناسبة شعار المرحلة الذي يحمله نشطاء اليسار الجذري جنبا إلى جنب نشطاء اليمين الظلامي، وكافة أحرار هذا الوطن بمن فيهم قطاع عريض من الجماهير الشعبية الكادحة، فالتخلي عنها أي الماركسية لا يضر ولا يشكك في نضالية أي كان، فآلاف الجماهير الكادحة تنتفش يوميا مستعدة للتضحية بحياتها، دون توجيه من الماركسية وتعاليمها.. وليست العقدة بالتالي في أن ينعت المرء نفسه بالماركسية أو بغيرها، إذا كان واثقا من نضاليته وكفاحيته، بصدق.
فمن يدّعي بأن الماركسية لم تدعو لتشكيل حزب الطبقة العاملة المستقل، الحزب الطبقي الذي لا يسمح فيه بالانخراط إلا لطلائع العمال والعاملات، الثوريين من قيادات النضال الاقتصادي والاجتماعي، إضافة للمثقفين الثوريين من حملة الفكر الماركسي، فعليه تقديم الحجة على ذلك.. أمّا الاستثناءات التي تفرزها الجماهير الشعبية الكادحة، فلا يؤخذ بها، ولا يقاس عليها. إذ لا أهلية للعمال أنفسهم في الحزب إلا بصفتهم الثورية وليس بموقعهم في الإنتاج.. يعني لا حظّ "لأكياس البطاطس" في الحزب وداخل الطبقة العاملة كطبقة واعية لذاتها، حسب المفهوم الماركسي للطبقة.
ولا داعي لتذكير قدماء الماركسيين بأن الحزب والطبقة ليسا شيئا واحدا، وبأن اللينينية حاربت وناضلت ضد جميع التصورات التي حاولت تشويه هذا الرأي باسم الماركسية، مناهضة التمثلية من جهة، أي الحزب والطبقة شيء واحد، حيث يعد تروتكسي وروزا من أشرس ممثليها في ذلك الحين.. ومناهضة للاستبدالية كنقيض لها، من الجهة الأخرى، أي الحزب بديلا للطبقة وهو ما تجلى في مختلف التصورات التآمرية والانقلابية..الخ
فلا غرابة إذن أن يستمر هذا الخلط، وأن يتعزز بالخلط بين الحزب الماركسي اللينيني والحزب الثوري وفقط، والذي، أي الخلط، أصبح عملية متعمّدة، حسبناها في لحظة ما أنها مرتبطة بقلة التجربة والمعرفة، واعتقدنا أن ما يردده بعض المناضلين الشباب، في صفوف الحركة الطلابية، لا أساس له سوى الجهل بالنصوص وعدم الإطلاع الكافي على أهم الكتابات الماركسية..
لكن أن يتشبث القدماء المؤسسون، الذين تواجدوا في الساحة باكرا وقبل الجميع، والذين حاربوا الإصلاحية والتحريفية والبلانكية.. أيام كنا صغارا في الإعداديات والثانويات، وحيث كان بعضنا في الابتدائي والبعض الآخر لم يولد بعد.. أن يتشبثوا هؤلاء "البلاشفة القدماء" بحزب الطبقات، حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين، باسم الماركسية والماركسيين، فذلك ما لا نقبله، بل نعتبره شعبوية لا غبار عليها.. حيث يؤكدها تيتي بلا مرد، معتبرا أن الكادحين فئات وطبقات، لكنه يجزم في نفس الوقت باستقلالية الحزب الذي سينظم الطبقة العاملة والفئات والطبقات الأخرى في تنظيم واحد ومستقل.! هي معادلة يعجز العقل عن حلها صراحة، وبدون أية نية تهكم في حق أي كان، نجزم القول أن هذا الطرح هو نقيض للماركسية، أحب من أحب، وكره من كره.
فإلى كل من يتمسح بماركس ولينين، أو يتبنى حقيقة أفكارهم ومواقفهم، ونحن لا نستحي من التأكيد للمرة الألف، على أفكارهم الواضحة والسديدة، لنقول بخصوص هذا الهجوم على استقلالية الطبقة العاملة كمبدأ وكآليات، أنه لا يمكن نقاشها بهذه الطريقة التبسيطية، بما هو تقليل من أهميتها، بل يجب تعميق البحث والنقاش، بما يعمم الفائدة للجميع، القدماء والجدد، حول كل ما يتعلق بتنظيمات الطبقة العاملة، المستقلة هي كذلك.. فـ"نحن حزب طبقة بقدر ما تكون فعلا الطبقة العاملة كلها أو معظمها، بطريقة اشتراكية".. إنه نفس المبدأ الذي اعتمده لينين لحظة تشكيل المجالس الشعبية أيضا، حيث أشار على إنشاءها وسط جماهير الفلاحين، على شكل مجالس خاصة بالعمال المأجورين، ومجالس صغار المزارعين، ومجالس خاصة بالفلاحين الميسورين، مؤكدا أنه "بدون هذا، من المستحيل على البلاشفة والبروليتاريا ممارسة سياسة بروليتارية حقا".
فالانتماء للماركسية التي حولت الاشتراكية إلى علم، ليس بالأمر الهين، إذ لا يكفي أن تبهرنا أفكارها ومفاهيمها الفلسفية، أفكار المادية والديالكتيك والمادية التاريخية..الخ فالعديد من المثقفين آمن ويومن بهذه الأفكار، دون أن يُعتد يوما في عداد الماركسيين.. فالماركسيون الحقيقيون هم من وظفوا هذه التعاليم لفهم مجتمعاتهم، لإدراك طبيعة الاقتصاد الذي يحركها وينظم العلاقات داخلها، هم من استعمل ويستعمل منهجها العلمي لفهم التناقضات، وتعارض المصالح بين الناس، باعتبارهم طبقات متناقضة المصالح، تصارع بعضها على مدى التاريخ، منذ ظهور الملكية الخاصة وانقسام المجتمعات إلى مالكين وغير مالكين، حيث الاضطهاد والاستبداد والاستعباد..الخ
ما نعتقده نحن، هو أن "الاشتراكية بوصفها مذهبا، تستمد جذورها من العلاقات الاقتصادية الراهنة كشأن النضال الطبقي البروليتاري سواء بسواء، تنبثق من النضال ضد ما تسببه الرأسمالية من فقر وبؤس".
إذن فالرأسمالية في المغرب بالرغم من وضعها وحالتها التبعية، هي واقع ومعطى حي، أنتج بالضرورة جيشا من الفقراء المستعدين لبيع قوة عضلاتهم للبرجوازي صاحب المعمل أو المصنع أو الشركة أو الورشة أو الضيعة..الخ حيث الاستغلال لجهدهم المضني من طرف الرأسمالية المتحدة في شكل هذه الطبقة الاجتماعية التي تسمى بالبرجوازية.. وحيث وجب على المثقفين الثوريين الذين اقتنعوا بالماركسية فعلا وبطريقة شاملة، ولم ينبهروا فقط ببعض تعاليمها المختارة.. العمل على تنظيم الطبقة العاملة في حزب سياسي "حيث ينبغي أن ينعدم بصورة تامة كل فرق بين العمال والمثقفين، فضلا عن الفروق بين مهن هؤلاء وأولئك على اختلافها".
فالماركسية تقول أن الحزب تنظيم سياسي يضم طليعة البروليتاريا، وهو أعلى أشكال تنظيم الطبقة العاملة "مهمته قيادة جماهير العمال غير الحزبية، ويثقف الجماهير ويعلمها ويعدها ويدربها، إنه مدرسة الشيوعية".
وبالتالي فهدفنا في المرحلة هو هدف جميع الشيوعيين المبدئيين، المقتنعين بالثورة الاشتراكية، بناء حزب صلب يستند للماركسية اللينينية كنظرية ثورية، مهمته الإعداد للتغيير الثوري "عبر تنظيم نضال البروليتاريا الطبقي وقيادة هذا النضال الذي هدفه النهائي هو ظفر البروليتاريا بالسلطة السياسية وتنظيم المجتمع الاشتراكي" الشيء الذي يخالف ويعارض بطريقة لا تدع للشك مجالا، النهج الإصلاحي والقوى السياسية الإصلاحية التي لا تكف عن وعض الرأسماليين واستعطاف أذنابهم لتحسين أوضاع العمال، مقابل عدم الثورة ضدهم. هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى يختلف الماركسيون اللينينيون كذلك مع دعاة الأعمال المسلحة الثورية المنفردة وجميع الاتجاهات والمجموعات المحترفة في حبك المؤامرات، والمنعزلة عن نضال البروليتاريا الطبقي، الذين يبخسون النضال من أجل الإصلاحات والاحتجاجات السلمية لجماهير العمال والجماهير الشعبية عامة، ويحتقرون النضال من أجل التحسينات الاقتصادية عبر النقابات، ويرفضون الانتظام العلني في الجمعيات والنوادي والاتحادات..الخ
ما تقول به الماركسية وتناضل من أجله هو الحزب المستقل عن باقي الطبقات الثورية الأخرى، حزب مشبع بالروح الطبقية الصرفة، حزب يومن بأن تحرير العمال مهمة العمال أنفسهم، ويجب أن تكون من صنع أنفسهم، حيث يجب على الحزب توعيتهم بذلك، وعليه أن يعمل على تنظيمهم أحسن تنظيم من أجل ذلك، في الحزب والنقابة والنوادي والجمعيات..الخ
وخلال مجرى نضالاتهم الطبقية الواعية هذه، ستناصبهم العداء ليس الطبقة البرجوازية وحلفاؤها الملاكون الكبار، فحسب، بل جميع أصناف المالكين الكبار والصغار، فلا يمكن في نظر الماركسية أن تنوب طبقة عن أخرى لإنجاز مهامها التاريخية، فلا المثقفون، ولا الرعاع قطاع الطرق، ولا العاطلون، ولا الطلبة، ولا السود المنبوذون، ولا الفلاحون البؤساء.. بإمكانهم أن يكونوا قاعدة لحزب يومن ويناضل من أجل مجتمع الحرية والمساواة، حزب يعادي الاستغلال والطبقية والملكية الفردية والخاصة.
فما ذكرناه وذكّرنا به كفئات اجتماعية، يمكن لها وبدون شك أن تكون قاعدة فعّالة في الثورة، بل يجب وأن تكون كذلك في بلدنا، لكنها لا يمكن وبأي شكل من الأشكال أن تشكل قاعدة للحزب بمنظور طبقي ماركسي لينيني.. في المقابل يجب على الحزب أن يعتني بقضايا ومطالب هذه الفئات وأن يكون ضامنا لحقوق جميع الكادحين والمهمشين والمضطهدين، وأن يعلن عنها بوضوح ضمن برامجه اليومية والقطاعية، التكتيكية والإستراتيجية.
فلم يسبق أن عاشت البشرية هكذا استعارات، وإذا ادعى أحدهم ذلك فلا يمكن تصنيفه إلاّ ضمن المشعوذين الذين برروا بعض الثورات التقدمية التاريخية بما ليس فيها، بل بما هو إساءة لها، عبر الادعاء بأنها حققت المساواة، وقضت على الاستبداد والاستغلال، بل وأنها شيدت الاشتراكية وحكم دكتاتورية البروليتاريا..الخ
وضدا على جميع محاولات إخفاء واقع التناحرات الطبقية وسط الشعب وعموم الكادحين، حيث تلحق الكثير من التصورات مجموع الطبقات الوسطية المالكة بالشعب الكادح، وحيث يتم التضليل وتشويه الفكر الماركسي الطبقي بمفاهيم من قبيل الشغيلة والمأجورين، عوض الطبقة العاملة كمفهوم علمي واضح، في محاولة يائسة لطمس المجهود الفكري الفلسفي والاقتصادي العلمي، الذي قامت عليه الماركسية، وبما شكلته من إضافة وتطوير للفكر المادي الديالكتيكي والتاريخي، ونقد للاقتصاد الكلاسيكي واكتشاف فائض القيمة، الشيء الذي طوّر النظرية الاشتراكية في مجملها بما فيها آليات النضال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ضد الرأسمالية.. فنحن نلحّ ونصرّ، لأنها أي الماركسية "ألحّت إطلاقا على ضرورة الاستقلال الطبقي التام لحزب البروليتاريا"، ألحّت كذلك على كون الطبقة العاملة هي الطبقة الطليعية القائدة لجيش الكادحين في معركتهم الشاملة من أجل التحرر والتحرير.
فليس كل شغيل مأجور يمكن تعداده في صفوف الطبقة العاملة صاحبة الرسالة التاريخية، حيث هناك المالكين الذين لا حصر لعددهم والذين يكدّون ويكدحون ليل نهار، لكنهم يوفرون إلى جانب هذا أرباحا مهمة عبر استغلالهم للعمال والعاملات والصبية والمتدربين..الخ، هناك كذلك المأجورين المترفين من ذوي الدخول العالية والعلاوات الخيالية.. بما لا يمكن الرهان سوى على حيادهم لحظة النهوض الثوري العام، وفقط.
وعن التحرر والتحرير، الذي يتكلم عنه البعض ممن يدّعون العلم والبحث والموضوعية.. دون أن يفصحوا عن فحوى هذا التحرر وعن الجهات التي يجب تحرير البلاد و"العباد" منها، حيث يستمر التهرب من الإجابة عن هذه الأسئلة، وتفضيل التشبث بشعارات فقدت بريقها، كأن يرفع مثلا شعار التحرر الوطني بنفس الشكل والمضمون الذي اتخذه هذا الشعار لحظة الاستعمار الفرنسي والإسباني الدولي، المباشر، أي لحظة النضال الوطني من أجل طرده، كمهمة مركزية.
وحيث يربط الشعار نفسه، وفي غالبية الخطابات، بمهمة بناء الدولة الوطنية والاقتصاد الوطني المتحرر والمستقل عن الإمبريالية، المفهومة في الغالب على أنها استعمار وليست الرأسمالية لحظة تعفنها بعد أن بلغت أوج تطورها، كما علمتنا ذلك الماركسية واجتهادات لينين.
فكيف السبيل إذن لتحقيق هذا الاستقلال الاقتصادي عن الإمبريالية دون المساس بمصالح الرأسمال المالي والمضارباتي، المتحكم في اقتصادات وسياسات بلدان العالم أجمع؟ فليس في نظرنا، من سبيل لبناء الاقتصاد الوطني المستقل لحظة انهيار وتعفن الرأسمالية، أي الإمبريالية، دون أن يكون ذلك الاقتصاد اشتراكيا، وأساسا ماديا متينا للبناء والتخطيط الاشتراكي.. هذا إذا كنا نميّز، بحكم أقدميتنا، بين الاشتراكية والشيوعية، على اعتبار أن الاشتراكية ليست نمطا للإنتاج، بالمعنى العلمي لنمط الإنتاج، بل هي مرحلة انتقالية وفقط، بين الرأسمالية والشيوعية، مرحلة تستمر فيها الملكية الصغيرة وجميع أنماط الإنتاج السابقة عن الرأسمالية، إلى جانب النظام التعاوني، وإلى جانب اقتصاد الدولة في شكل دولة المجالس العمالية والفلاحية والشعبية، دولة الديمقراطية الجديدة، دكتاتورية البروليتاريا كما سمّاها "البيان الشيوعي".
فاستقلالية الطبقة العاملة كمبدأ وكمهمة ناضل من أجلها الماركسيون على طول وعرض تجربتهم الثورية والغنية، ليست هي الاستقلالية التي تدّعيها النظريات الشعبوية البائدة والمتجددة.. وليس اعتباطا عملت الماركسية على ترسيخ هذا الموقف داخل الحركة العمالية، وقطعت على نفسها الالتزام به، ضدا على ما ادعته التيارات السابقة عنها أو المعاصرة لها، داخل الحركة الاشتراكية والعمالية، "معلنة أنه لا يمكن إنجاز مهمة إسقاط حكم البرجوازية إلا بواسطة البروليتاريا، تلك الطبقة بالذات التي تعدّها ظروف وجودها الاقتصادية لذلك وتمدها بالإمكانية والقوة للقيام به، فبينما تتجزأ البرجوازية ويتبعثر الفلاحون وجميع فئات البرجوازية الصغيرة، تتحد البروليتاريا وتتلاحم وتنتظم.
فالبروليتاريا وحدها، بحكم الدور الاقتصادي الذي تقوم به في الإنتاج الكبير، هي القادرة على قيادة كافة الكادحين والمستغلين، هؤلاء الذين تستغلهم البرجوازية وتضطهدهم وتسحقهم بشكل لا يقل، إن لم يزد، عما تفعله بالبروليتاريا، ولكنهم غير أهل للقيام بنضال مستقل من أجل تحررهم".
هذا هو الاستقلال والاستقلالية، من جميع جوانبه كمفهوم ماركسي، هدفه توضيح ما نصبو إليه من إستراتيجية ثورية اشتراكية، وليس كما يفعل البعض. فباسم الاستقلالية الهلامية غُيّمت المهام والشعارات والبرامج وأُربك بالتالي المناضلون والمناضلات، الشباب والشيوخ.. واختلطت عليهم الأمور والمفاهيم حول مهمة ماركسية عمالية لا غبار عليها، كتب حولها ومن أجلها الماركسيون اللينينيون، المجلدات، وانعقدت حولها المؤتمرات والمناظرات.. دون أن يستفيد هؤلاء.
فلا يوجد ماركسي لينيني مثقف يحترم نفسه ويحترم المرجعية التي يعتبرها سندا له، وهو لم يطّلع بعد عن مقالات ّبم نبدأ؟" و"ما العمل؟" و"رسالة إلى رفيق" و"خطوتان إلى الوراء..".. وهي مراجع أساسية لفهم التصور الماركسي حول التنظيم والحزب ومنظمة المحترفين الثوريين.. وعلاقة كل هذا بنضال الطبقة العاملة وبمشروعها المجتمعي الاشتراكي.
حيث ننصح، في هذا السياق، الشباب الثوري بالإطلاع على أمهات الكتب الماركسية من مواعينها الأصلية، وليس عن طريق الشارحين المبسطين، فدراسة هاته المؤلفات، نعتبرها مهمة نضالية تنظيمية، تحتاج لحلقات التثقيف والدراسة بالنظر لقيمة وأهمية العديد من المؤلفات اللينينية التي طورت بإبداع نظرة الماركسية للحزب ومنظمة المحترفين الثوريين، حيث ناقشت بإسهاب غالبية الاتجاهات الاشتراكية.. حينها أبرز لينين الفرق بين الحزب وبين منظمات العمال الخاصة بالنضال الاقتصادي، محددا أدوار الحزب في:
1. التوعية لتبيان التناقض بين مصالح العمال والرأسماليين، وتفسير المعنى التاريخي لدور العمال، أي أنهم بحكم موقعهم داخل الإنتاج الرأسمالي، أي بحكم كونهم الطبقة التي تنتج كل شيء ولا تملك أي شيء، لن يستطيعوا التحرر إلاّ إذا نسفوا علاقات الإنتاج الرأسمالية وأقاموا مجتمعا جديدا هو المجتمع الاشتراكي.
2. تنظيم الطبقة العاملة، بوصفها أكثر الطبقات ثورية في المجتمع.
3. قيادة نضال الطبقة العاملة بمختلف أشكاله، وتأمين قيادتها لتحالف سائر الفئات الكادحة.
كان النقاش دائرا، وبدرجة حادة حول تنظيم الطبقة العاملة وليس شيئا آخر، في الحزب والنقابة، في الحزب العلني الجماهيري وداخل المنظمة الثورية السرية..الخ ولم تفكر الماركسية والماركسيون قط، بتعويض الطبقة العاملة بمن ينوب عنها في إنجاز مهامها، إلاّ خلال مرحلة ستالين وأمميته المفلسة. على العكس انتصبت الماركسية وكما يعرف الجميع كمدافع عن الطبقة العاملة، في وجه التيارات الاشتراكية الأخرى التي رشحت المثقفين والرعاع وقطاع الطرق والبطالين..الخ وبالرغم من نجاح غالبية هذه التيارات، في لحظات معينة، في قيادة الجماهير نحو الثورة والانتصار المؤقت على البرجوازية وبالأخص خلال عامية أو كمونة باريس، استمر الصراع على أشدّه بين الماركسيين وهاته التيارات.
واستمر الصراع كذلك داخل الحركة الاشتراكية الروسية والألمانية حول مهمة تنظيم الطبقة العاملة، وحول تقدير مراكز الثقل في أي من مجالات الصراع الطبقي يجب التركيز، حيث لا يومن الماركسيون سوى بمستويات ثلاث، المستوى الفكري والمستوى السياسي والمستوى الاقتصادي.
ومن يدّعي غير هذا، أو يخلط ويضيف من عنده، كما سبق وأن فعل أحد القدماء أيضا، مضيفا "المستوى الحقوقي" لهاته المستويات، لتبرير حضور "النهج" القوي على الواجهة الحقوقية وهيمنته على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان كمركز ثقل رئيسي وأساسي. فالواجب على من يدّعي الاجتهاد والإبداع، أن يوضح لعموم المناضلين النبهاء، أي من خارج "الجوقة والأتباع" فقط المناضلين الذين "يشغلون أدمغتهم".. حول أية طبقة اجتماعية دار الصراع خلال مراحل ماركس إنجلس ولينين؟ وما هي خلفية الصراع ضد الفوضوية والشعبوية والاقتصادوية؟ وكيف عالجت الماركسية اللينينية النضالات الاجتماعية الأخرى غير العمالية؟ وما هي طبيعة ونوعية المبادرات التي قدمتها في اتجاه خدمة هذه النضالات تأطيرا وتنظيما؟
"إن فرقة من الطلاب، أو الضباط، أو المستخدمين، الذين يعملون على تثقيف أنفسهم باشتراك عضو أو عضوين من الحزب، إنما ينبغي أحيانا أن لا تعرف شيئا عن انتساب هذا العضو أو هذين العضوين إلى الحزب، الخ"
بهذا الشكل انبنى الموقف الماركسي اللينينيي من الشغيلة والمأجورين، وعلاقتهم بالحزب، وبنفس النظرة كان الموقف من عموم الكادحين "هناك فرق بين قيادة الحركة الفلاحية. مثلا، كحركة ديمقراطية ثورية، وهو موقف البلاشفة، وبين العمل في صفوف الفلاحين كفئة خاصة من السكان، وهو موقف المناشفة".
كان الصراع على أشده حول دور المثقفين الثوريين، ودور الطلائع العمالية الثورية وعموم الجماهير العمالية.. من أجل تنظيمهم والاستفادة من إمكانياتهم خدمة لمهمة الثورة الاشتراكية.. وفق هذا المنظور، أعلن الحزب اللينيني أن مهمته هي مساعدة نضال الطبقة العاملة هذا بتطويره لوعي العمال الطبقي، وبإسهامه في تنظيمهم وبإشارته إلى مهمات النضال وأهدافه.. ولهذا، فالحزب، وبدون أن يفصل نفسه عن الحركة العمالية، سوف يدعم كل حركة اجتماعية ضد الحكومة الأوتوقراطية وسلطتها التي لا حدود لها". وبهذا يكون لينين هو "العمالوي" الفج وليس أحدا آخر، لأنه هو الذي فصّل ودقـّق في مهام وأدوار جميع الهيئات المنتسبة للحزب أو السائرة تحت توجيهه بوصفها منظمات عمالية وليس خليطا طبقيا.. حيث أكد بما لا يدع المجال للارتباك، عن الفرق بين الحزب وبين التنظيم العمالي النقابي مثلا، "فمنظمة العمال النقابية ينبغي لها أن تكون 1- مهنية 2- واسعة ما أمكن 3- علنية ما أمكن.
على العكس ينبغي على الحزب، منظمة الثوريين، أن تضم بالدرجة الأولى وبصورة رئيسية أناسا مهنتهم النشاط الثوري، وحيال هذه الصفة المشتركة بين أعضاء مثل هذه المنظمة ينبغي أن ينعدم بصورة تامة كل فرق بين العمال والمثقفين، فضلا عن الفروق بين مهن هؤلاء وأولئك على اختلافها".
كان على لينين أن يخوض هذا الصراع ضد جميع ألوان التزييف والمراجعة، وضد جميع المعارضين لتعاليم الماركسية في التنظيم، داخل الحركة العمالية والاشتراكية، دفاعا عن الحزب الطبقي، أما عموم الكادحين فهي بدعة شعبوية كرّستها الستالينية وطورتها تجارب الصين وفيتنام كتجارب ثورية لا نقاش في تقدميتها، بأن قدّمت وطوّرت نضالات شعوبها، تجارب يحترمها جميع الماركسيين القدماء والجدد، ليس باعتبارها تجارب ماركسية أو عمالية أو اشتراكية، بل كتجارب ثورية وليس إلاّ.
إذ لا يمكن أمام هذا التوجيه وهذا التدقيق، الواضحين، أن يستمر التضبيب والتغييم حول طبيعة وبنية ودور الحزب أو التنظيم السياسي للطبقة العاملة الذي يقول بصدده لينين في مقال آخر:
تبعا لدرجة التنظيم بصورة عامة، ولدرجة سرية المنظمة بصورة خاصة، يمكن تمييز الفئات التالية، على وجه التقريب:
1. منظمات الثوريين
2. منظمات العمال، على أن تكون واسعة ومتنوعة قدر الإمكان، وإني أقصّر كلامي على الطبقة العاملة وحدها، لكني أفترض من البديهي أن ينضم إليها أيضا بعض العناصر من الطبقات الأحرى، في بعض الأحوال. إن هاتين الفئتين تؤلفان الحزب.
ثم 3. منظمات العمال التي ترتبط بالحزب
4. منظمات العمال التي لا ترتبط بالحزب ولكنها تخضع بالفعل لرقابته وقيادته
5. العناصر غير المنظمة من الطبقة العاملة، هذه العناصر التي تخضع جزئيا أيضا لقيادة الاشتراكيين-الديمقراطيين، على الأقل أثناء التظاهرات الكبرى للنضال الطبقي.
.. وضوح ما بعده وضوح، ودقة ما بعدها دقة.. بخصوص الطبقة المعنية بالتنظيم، والمستهدفة بالتأطير من طرف الماركسيين الذين لا يقللون من نضالية الفئات والطبقات الأخرى، ويعملون بجهد وتفاني بأن تكون الطبقة العاملة وحزبها، أحسن قائد وأحسن موجه، وأحسن ضامن لمصالح جميع الكادحين وبدرجة أولى غير المالكين منهم.
فإلى جانب الحزب، أولى الماركسيون اهتماماتهم "بالمنظمات الأخرى المعدة للجمهور الواسع والتي لا تخلو بسبب ذلك لأقصى حدّ ممكن من الشكل التنظيمي والسرية: كنقابات العمال، وحلقات العمال للدراسة ولقراءة المنشورات السرية، والحلقات الاشتراكية والحلقات الديمقراطية، بين جميع فئات السكان الأخرى".
فالحاجة إذن إلى "توطيد اتحاد النضال" لكيما يصبح منظمة ثوريين تخضع لها مختلف صناديق العمال وحلقات الدراسة بين شبيبة المدارس،الخ" حيث كانت الواجهة دائما طلائع العمال ونشطاء الشبيبة المثقفة، وحيث كان الجهد من أجل صهر الجميع في بوثقة الحزب، المنظمة الثورية، التنظيم المستقل للطبقة العاملة.
وإذا كان لا بد من استحضار الماركسية "الكلاسيكية" في هذا الموضوع، فيجب الرجوع، كما ذكرنا بذلك من قبل، للبيان الشيوعي ولمختلف مواقف ماركس إبّان قيادته للأممية الأولى، كمنظمة عمالية عالمية، حول منظوره الطبقي للحزب وحول استقلالية منظمات الطبقة العاملة، الحزب، النقابة الجمعيات والنوادي.. عن باقي الطبقات الشعبية، وأساسا ما يعبّر عنه بالكادحين.
أمّا لينين، فيمكن اعتباره بمثابة التلميذ الذي تجاوز وتفوق على أساتذته لاسال وبليخانوف وكاوتسكي.. في هذه القضية التنظيمية بالذات، مستندا على المرجعية الماركسية والخبرة العمالية الثورية، مطورا ذلك المكسب التنظيمي الذي ساهم في بناءه، عبر أطروحة منظمة المحترفين الثوريين وحزب الطبقة العاملة المستقل فكريا وسياسيا وتنظيميا عن باقي الطبقات الثورية والمعارضة، الأخرى.. بهذا تفوق على الأساتذة وعلى الأقران كذلك، مثال روزا لكسمبرغ وليون تروتسكي.. حيث لم يتأخر الجميع عن نعته بالبلانكية والتسلط والبيروقراطية..الخ
"إن الماركسية، إذ تربي حزب العمال، تربي طليعة البروليتتريا القادرة على استلام السلطة والسير بكل الشعب إلى الاشتراكية وتوجيه وتنظيم النظام الجديد، وعلى أن تكون المعلم والقائد والزعيم لجميع الكادحين والمستغلين في تنظيم حياتهم الاجتماعية بدون البرجوازية وضد البرجوازية" وبالتالي ليس اكتشافا منا إذا كنا نطالب بعزل عموم الكادحين تنظيميا عن الطبقة العاملة، خلال هذا الطموح الذي يجب أن يكون مشتركا بين جميع الماركسيين، ألا وهو تنظيم الطبقة العاملة وبناء حزبها السياسي المستقل، الذي لا يعني استقلاله الاهتمام بقضايا الطبقة العاملة الخاصة وفقط، أي دون المراعات لمكونات الشعب المختلفة والمتنوعة التي تعيش حالة البؤس والبطالة والفقروالاضطهاد والتهميش..الخ كلاّ، فمن لا يهتم بواقع هؤلاء الفئات والطبقات لا يستحق أن يكون ديمقراطيا، وبالأحرى اشتراكيا ماركسيا لينينيا.
فلم نقدم هذه النصوص إلاّ لكونها تحتل مكانة مهمة في مرجعيتنا، وليس تباهيا معرفيا أو شيء من هذا القبيل.. وليس المهم كذلك هو ما صرّح به تيتي أو غيره، فلهم الحق أن يتبنوا ما يريدون من أفكار تقدمية، ديمقراطية، علمانية، حداثية، إنسانية..الخ لكن كان من واجبهم، والحال أنهم "جوقة" القدماء، العارفين، الملمين،الخبراء.. الذين يشغلون بمهارة خارقة عقولهم، بأن يعطوا للماركسية اللينينية حقها، وبألاّ يقوّلوها ما لم تقله.. "لقد تحدى وسخر، ماركس وانجلز، أكثر من مرة، ممن يتجاهلون الفوارق الطبقية في صفوف الشعب، ويتحدثون عن المنتجين أو الشعب، أو الشعب العامل بشكل عام.. لأنهم يتناسون أو يتغاضون بأن هناك في صفوف الشعب العامل والكادح ملاك صغار يمتلكون وسائل الإنتاج، ويعرضون غيرهم للاستغلال وابتزاز فائض القيمة، ممّا لا يؤهلهم على طول الخط بالوقوف في تناقض عدائي مع الرأسماليين والرأسمالية عكس العامل الأجير معدوم الملكية" والقول مرة أخرى للينين.

على سبيل الخلاصة لنقاش مفتوح لن ينتهي إلاّ..
استنادا على ما سبق وذكّرنا به في أكثر من مقال، قبل هذه المساهمة المتواضعة، نقول "أنه في سبيل قضية عموم الكادحين، وفي طليعة عموم الكادحين، من أجل الاشتراكية" نناضل، وهو شعارنا الطبقي البروليتاري الذي يجب أن يحدد ويوجه جميع خطواتنا التاكتيكية في المرحلة، وهو ما يميزنا كخط بروليتاري مناهض لجميع أشكال ومنوعات الشعبوية داخل الحملم وخارجها. وإذا كان البعض منا يزدري الاشتراكية كانتماء وكهوية وكهدف.. باسم الثورية والماركسية، فليتحمل مسؤوليته ويعلنها صراحة، ويوضح للجميع، دون لف أو دوران، طبيعة المرحلة التي ستنشأ، حسب تصوره، عقب إسقاط النظام وإعلان الجمهورية ومصادرة أملاك البرجوازية الكمبرادورية وكبار الملاّك، وتأميمها.. عليه ويلزمه شرح كيف ستدبر السلطة الثورية الجديدة اقتصاد البلاد في ظل الجمهورية الديمقراطية الشعبية؟ وما هي نوع العلاقات التي ستنظم هذا الاقتصاد؟ هل هو استغلال وعمل مأجور، أم سيطرة وتحكم من طرف المنتجين الفعليين ومؤسساتهم الديمقراطية؟ ثم، ما هو مصير الثورة الزراعية في برامج التجديد والمراجعة الواقعية؟ ألا تشكل ضرورة للعبور نحو "الأفق الاشتراكي المنشود"؟ وما هي أوضاع الأراضي والضيعات المصادرة؟ أنوزّعها على الفلاحين أم تسترجعها السلطة الثورية، سلطة المجالس العمالية والشعبية لتسييرها وفق التخطيط الاشتراكي؟ وماذا ستكون أوضاع الأبناك والمناجم وأساطيل البحر المسترجعة والمؤممة..الخ
فمن يصارع الاشتراكيين والماركسيين الثوريين، تارة بفكرة "أنكم تريدون الثورة الآن" وأخرى "تريدون إقامة الاشتراكية حالا وفورا".. نذكره بأنها نفس الاتهامات التي وجهها المناشفة والشعبويون وجزء من "البلاشفة القدماء"، للتيار البلشفي اللينيني خلال جميع المحطات الثورية 1905 وفبراير 1917 وأكتوبر 1917.. حينها ردّ عليهم لينين بحزم، موضحا "ليست الثورة الاشتراكية عملا واحدا، وليست معركة واحدة في جبهة واحدة، إنما هي مرحلة كاملة من النزاعات الطبقية الحادة، وسلسلة طويلة من المعارك في جميع الجبهات، أي في جميع مسائل الاقتصاد السياسية، معارك تنتهي فقط بمصادرة ملكية البرجوازية"، فالثورة الحقيقية حسب ماركس والماركسية "هي احتضار نظام اجتماعي قديم وولادة نظام اجتماعي جديد، في آن واحد، احتضار وولادة نمط حياة لعشرات الملايين من الناس" وهو عكس ما يدّعيه البعض حول الانتقال من رأسمالية تبعية إلى رأسمالية وطنية مستقلة عن الإمبريالية، مبشرة بالانتقال نحو أفق اشتراكي موعود.. عملية مستحيلة نرفضها، بما ترفضها التجربة والخبرة العمالية ومعطيات الواقع الملموسة.
وإذا كان من المفروض بعد هذه السنوات الطويلة والمريرة من الصراع الفكري والسياسي، ضد التحريفية والإصلاحية والبلانكية، أن ينتبه كل من ارتبط ارتباطا عضويا بالصراعات الطبقية الملموسة على الأرض، وكل من ارتبط بفكر الثورة والتغيير الجذري لمصلحة العمال وعموم الكادحين، أن ينتبه إلى أهمية المشروع المجتمعي البديل، وإلى أهمية الدعاية له بصفته مشروع مجتمعي عادل وضامن لمصلحة جميع الكادحين وغير المالكين المحرومين والمهمشين والمضطهدين.. كان من المفروض والواجب، حتى لا تضيع البوصلة، الشرح والدعاية والتفسير باستفاضة، لكل شيء يدور حول هذا المشروع الذي من المفترض أن نضحي بحياتنا من أجله ككادحين، عمال وفقراء مسحوقين..الخ فعكس هذا، لم نجد سوى التراجعات والمراجعات والتنازلات النظرية الخطيرة.
كان واجبا على الماركسيين القدماء تثقيف الشباب، وتوعيتهم بأن العصر الذي نعيشه هو عصر الرأسمالية، عصر الصراع بين المشروع الرأسمالي القائم على الأرض وبين المشروع الاشتراكي القادم من تحته وعلى أنقاضه، حيث الصراع بين إيديولوجيتين اثنتين لا ثالثة لهما، الإيديولوجية البرجوازية نصيرة الاستبداد والاستغلال والتملك، وضدها الإيديولوجية الاشتراكية المناهضة للملكية الفردية والخاصة، ومناهضة للاستغلال والطبقية وجميع أشكال الميز الجنسي واللغوي والعرقي..الخ فلا وجود لإيديولوجية فوق الطبقات أو خارج الطبقات، وصدق من قال "بأن هناك المشعوذون الاجتماعيون من كل شاكلة وطراز، الذين كانوا يزعمون أنهم بمساعدة مختلف وصفاتهم السحرية وعلاجاتهم المرقعة، سيقضون على جميع أصناف البؤس الاجتماعي دون إلحاق أدنى ضرر بالرأسمال والربح". انجلس.
وخارج أية منافسة يخافها البعض، وبعيدا عن أية مزايدة يحسب لها البعض، سيظل طموحنا هو نفسه، وسنعمل بثبات من أجل هذه المهمة، مهمة بناء الحزب الماركسي اللينيني عبر تقريب وجهات النظر المنطلقة من الماركسية، لكي نتقدم حقيقة وفعليا في عملية البناء هذه، خدمة للمشروع الاشتراكي.. مقدرين كل التضحيات العظيمة التي قدمها الشيوعيون ببلدنا منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بالإضافة لجميع المساهمات التي قدمتها الحركة الديمقراطية الثورية خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وضمنهم رفاق تيتي القدماء، وجميع الأجيال اللاحقة لهذا الجيل، وإلى حدود الآن، حيث ما زال العطاء قائم والتضحيات الجسيمة بيّنة ومتقاسمة بين مختلف التيارات المناضلة.. ما تنقصها هو الديمقراطية والرفاقية الشيوعية، شيوعية ماركس انجلز ولينين، الذين دبروا الخلافات وقبلوا بالاختلافات داخل الحركات الديمقراطية والاشتراكية والعمالية، بنضج عالي لا مثيل له.. فيجب علينا جميعا أن نعترف بان الخلاف قائم، والصراع دائر، وعملية الفرز مستمرة دون انقطاع، مستمرة باستمرار النظام الرأسمالي وتفاقم أزمته.. إذ لا بد لحفاري قبره، عمال وعاملات، أن ينتفضوا وينتظموا، ويسيروا على الدرب الثوري الاشتراكي، ساحبين جيشهم وراءهم، جيش الكادحين المقهورين، وكله ثقة في قيادتهم المؤهلة لتنقلهم لضفة التحرير والتحرر.

وديع السرغيني
دجنبر 2012



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت راية الاشتراكية.. ومن أجل جبهة يسارية جذرية
- في ذكرى الشهيدة -سعيدة المنبهي-
- دفاعا عن الخط النقابي الديمقراطي الوحدوي
- في ذكرى الشهيد زروال
- دفاعا عن الثورة الاشتراكية
- من أجل منظمة ماركسية لينينية مغربية
- -إلى الأمام-.. -النهج- أي رابط وأية علاقة؟
- في ذكرى التأسيس لمنظمة -إلى الأمام- الذكرى الثانية والأربعون
- في التضامن مع نضالات الشعب السوري
- جديد حركة 20 فبراير.. سنة جديدة بمحتضن جديد اسمه -السلفية ال ...
- حول ما صرح به أحد -فضلاء- المدينة العمالية الصامدة
- من أجل قيادة نوعية للحركات الاحتجاجية بالمغرب
- من أجل تقوية نضال الماركسيين اللينينيين المغاربة وتوحيد صفوف ...
- إعادة نشر لوثيقة: تجديد موقفنا من الانتخابات الماركسيون المغ ...
- تجديد موقفنا من الانتخابات الماركسيون المغاربة يدعون الجماهي ...
- عودة لمسألة التحالفات، وعلاقتها ب-اليسراوية-
- معطيات حول ما جرى بمجلس تنسيقية الحركة المناهضة للغلاء
- قبل أي خطوة جبهوية -الجبهة اليسارية- أولا
- تعقيب على ملاحظات الرفيق زروال
- في ذكرى التأسيس لمنظمة -إلى الأمام-


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - بناء حزب الطبقة العاملة المستقل مهمة ماركسية لينينية