أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - تعقيب على ملاحظات الرفيق زروال















المزيد.....


تعقيب على ملاحظات الرفيق زروال


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 19:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ملاحظة: هذا المقال هو رد على الملاحظات التي تناولتها تعليقات الرفيق عبد اللطيف زروال "اسم صاحب لإحدى الحسابات بالفايسبوك" على مقال سابق لوديع السرغيني منشور بصفحات "الفايسبوك"، المقال المعنون بـ: من أجل تنظيم صفوف الماركسيين اللينينيين المغاربة ومن أجل حزب الطبقة العاملة المستقل، على هذا الرابط:
http://www.facebook.com/note.php?note_id=10150256856777523
والتي جاءت على الشكل التالي:
Abdellatif Zeroual • c est grave mais il y a des erreurs dans le texte:
Abdellatif Zeroual 1- trotsky n a pas soutenu l opposition ouvrière lors du 10ème congrès. il était même contre et pour l étatisation et la militarisation des syndicats.
Abdellatif Zeroual •2- Rosa était pour un pour un parti de masse certes mais révolutionnaire.
Abdellatif Zeroual • à part çà, le texte est d un ouvriérisme stupéfiant. il oublie une dimension importante du capitalisme celle de la polarisation entre centre et périphérie. les formations sociales périphériques ne présentent pas la même forme "pure" que dans le centre. construire les socialisme y demandera de plus amples alliances avec des catégories sociales qui subissent elles-mêmes l exploitation mais sous la forme d une soumission formelle.
رابط لنفس المقال بموقع الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=270307
----------------------------------------------------------------------------------------

تعقيب على ملاحظات الرفيق زروال

مرة أخرى، اقترفنا على ما يبدو، أخطاء بالغة الخطورة حين دافعنا عن هويتنا الشيوعية والماركسية اللينينية.. من خلال مقال أصدرناه دفاعا عن تصورنا البروليتاري لبناء حزب الطبقة العاملة المستقل.. هذا ما ادٌعاه أحد أنصار المراجعة ليس للماركسية فحسب، بل للاشتراكية التي لم تعد في نظر الحزب الذي ينتمي إليه، مطلبا وهدفا للمرحلة.
عبد اللطيف زروال، وكم من الزراويل صادفنا، اسم لأحد الشهداء الأبطال، شهيد الحركة الثورية المغربية، وشهيد الحركة الماركسية اللينينية.. دخل التاريخ من بابه الواسع، وحفر اسمه في لائحة وسجل الشهداء المغاربة الذين ناضلوا وثابروا وصمدوا دون أن يخونوا رفاقهم والقضية، قضية النضال من أجل حرية شعبنا وانعتاقه.. مناضل فضٌل الاستشهاد على التبليغ بخلايا وأطر وقيادة المنظمة الثورية التي انتمى إليها ذلك الحين، منظمة "إلى الأمام".
استعارة هذا الاسم، بطريقة رسمية أو غير رسمية، بشكل إرادي أو بشكل مفروض أو بالصدفة حتى.. لن يغير في موقفنا من شيء تجاه المناضل الشهيد الذي نعتز بتجربته دون تقديسها، بما هي تجربة سبعينية لها ظروفها وملابساتها الخاصة، تجربة جنينية وضعت اللبنات الأولى للعمل الثوري الاشتراكي في المغرب.. تفترض منا التقدير لجميع إنجازاتها الإيجابية ولتضحياتها الجسيمة، بما لا يسمح بالاستمرار في ترديد مواقفها وشعاراتها وبرامجها وخططها.. دون تمحيص ودون نقد للمنزلقات والأخطاء، بعد أربعين سنة من الخبرة والتكوين والتجربة في أوساط الحركة الثورية والحركة الاشتراكية العمالية المغربية.
بعد صدور المقال، نبٌهني أحد الرفاق لبعض التعليقات على المقال، أدلى بها أحدهم تحت هذا الاسم، استعمل خلالها اللغة الفرنسية، ولا أعلم السبب الذي دفعه بأن يتفادى اللغة العربية، والحال أنه على ما يتبيٌن أنه قرأ المقال بالعربية، وفهمه، لكنٌه ردٌ بالفرنسية وكأنه يتباهى بفصاحته الفرنسية، أو أنه يتوجـٌه بتعليقاته "لماركسيين" معينين لا يفهمون سوى "الماركسية" بالفرنسية.
وبعد جهد جهيد، في محاولة لفهم مغزى وهدف هذه التعليقات، وهي تعليقات لا تخرج عن سياق التأويل والتقويل والافتراء ونشر المغالطات.. بل يمكن للقارئ أن يصنفها في باب الأساليب الصبيانية التي نعرٌفها كمغاربة بأساليب "سقطت الطائرة"، وهي أساليب اعتدناها داخل الساحة اليسارية المغربية، حيث تنعدم الحوارات الجدية والنقاشات السياسية والنظرية المفيدة لتطوير الحركة الثورية المغربية.. اضطررت للرٌد مرة أخرى، طلبا للحوار والنقاش مع مناضلين يفندون الرأي بالرأي خارج التباهي بتعدد اللغات، وتعدد المصادر الماركسية التي يمكن أن تكون ماركسية عربية أو ماركسية فرنسية أو حتى ألمانية..الخ
لم يتردد المسمى عبد اللطيف في إعلان خلاصة قراءته للمقال، بأن أشار على أخطائي الفادحة التي عدٌدها في ثلاثة، دون أن ينبس ببنت شفة حول موضوع المقال، متجنبا المقارعة النظرية على أرضية المرجعية الفكرية الماركسية اللينينية والخبرة العمالية الاشتراكية.. مفضٌلا أساليب العارفين، القارئين، الملمٌين..الخ بعد أن سطـٌر بقلمه الأحمر عن أخطائي "الفادحة" التي لم تؤهلني، على ما يبدو، لنيل المعدل في امتحان لم أعرف مادته لحدٌ الآن، أهو الانتساب للماركسية أو الماركسية اللينينية أو اليسارية الاشتراكية أو معارضة المخزن وفقط؟
البداية كانت عن تروتسكي، الذي لا يهمني تاريخ انتماءه للمعارضة العمالية، من حيث السنة والمؤتمر، في شيء، بقدر أن ما يهمني هو الإشارة لآراء أهم المنافسين، داخل الحركة الماركسية الثورية، للتصور اللينيني في مجال التنظيم الثوري وبناء حزب الطبقة العاملة، حينها، روزا وتروتسكي.
ويكفي الرجوع لمقالاتنا السابقة للاطلاع على مواقفنا من تروتسكي الذي نعتبره مناضلا ماركسيا، ثوريا، عماليا.. لا يجادل في ثوريته سوى خرٌيجي المدرسة الستالينية البئيسة.. لم يكن لينينيا على طول تجربته المتقلبة، وبالرغم من استماتة أنصاره وأتباعه القدماء والجدد، بمناهضة اللينينية المزيفة، أي الستالينية، بالتروتسكية على أنها اللينينية الحقيقية.. فلم يفلحوا في ذلك، لأسباب ذكرنا بعضها.
نفس الشيء، ونفس الموقف يسري على روزا، ومن زاوية أخرى على ماو، وبول بوت، وجيفارا، والخطابي وبن بركة، وزروال، ورحال، والبريبري.. فهم جميعا ثوريون، ولا يشكك في ثوريتهم إلاٌ الأغبياء المتحذلقين، لكن الماركسية والماركسيين علمونا جرأة النقد والنقد الذاتي، علمتنا الماركسية إلى جانب التزامنا الطبقي العمالي، تشبثنا بهويتنا الفكرية الماركسية اللينينية التي تفترض منٌا الإشهار باختلاف ماركسيتنا عن ماركسية تروتسكي وماركسية روزا.. أمٌا روٌاد الفكر الثوري خلال هذه الفترة المعاصرة من حياة البشرية، ومنذ أن احتدٌ الصراع داخل المجتمعات الرأسمالية ودخولها أزمتها الدائمة وعصر الإمبريالية، فهم كثيرون، ولا حدٌ للائحتهم الطويلة.
لم يكن من باب الاعتباط أن ذكٌر "البيان الشيوعي" بأهلية الطبقة العاملة لوحدها، لقيادة الثورة وليس لإنجازها.. بل لغرض في نفوس الشيوعيين أنصار ماركس وإنجلس، الذين عانوا من الصراع الفكري والسياسي، كعمٌالويين مغالين، ضد صنف من الاشتراكيين والشيوعيين الفوضويين الذين لم يستوعبوا حينها خلاصات "البيان": "فالشيوعيون هم عمليا أحد فصائل الأحزاب العمالية العالمية الأكثر حزما.. هدفهم الفوري تشكل البروليتاريا في طبقة، الإطاحة بسيطرة البرجوازية واستيلاء البروليتاريا على السلطة السياسية"
"من بين جميع الطبقات الخصيمة للبرجوازية حاليا، البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة الثورية حقا. فالطبقات الأخرى تنهار وتندثر أمام الصناعة الكبيرة، أما البروليتاريا فهي، بالعكس، منتوجها الأصيل"
وهو ما لخٌصه لينين على الشكل التالي "فالجوهري في مذهب ماركس هو تبيان دور البروليتاريا التاريخي العالمي بوصفها بانية المجتمع الاشتراكي" على هذا الأساس يمكن محاسبتنا وليس على أي من أفكار "المجددين" والمراجين للماركسية الذين تربوا في نوادي حقوق الإنسان المجرد عن طبقته وعن الصراعات التي تخوضها من أجل الحرية والانعتاق.
فلا معنى ولا مجال لاتهامنا بـ"العمٌالوية"، إذا صحٌت ترجمتنا، إلاٌ إذا قدٌمت شرحك لها، وحججك دون افتراء ولا تخفٌي مقيت، فمنذ "البيان الشيوعي" لم يسبق قط أن تبنى الماركسيون موقفا ينفي دور الطبقات الأخرى في العملية الثورية، ولم يشككوا في ثورية هذه الطبقات وبعض الفئات الاجتماعية الأخرى، بل طالبوا الثوريين بالاتجاه نحوها والارتباط بنضالاتها، لكنهم دافعوا باستماتة عن رسالة الطبقة العاملة، وعن رسالتها التاريخية، وعن أهليتها لقيادة التحالفات الطبقية والاجتماعية من أجل الثورة والتغيير، مع وضع الحدود بين الفئات والطبقات، مميزين مصالح كل طرف على حدة في إطار برنامج معلن وواضح، في إطار ما يميز الطبقة العاملة منتجة فائض القيمة، ومجموع الطبقات الأخرى المسماة في الغالب بالجماهير الشعبية أو الكادحة أو المضطهدة..الخ.
دافع الماركسيون منذ نشأتهم كخط شيوعي عمالي متميز، عن حزب الطبقة العاملة المستقل في خطه السياسي، وفي مرجعيته الفكرية وفي أسلوبه التنظيمي، بما اعتبره ماركس شرطا لا بد منه "لا بد للبروليتاريا أن تنتظم في حزب سياسي كضرورة لضمان انتصار الثورة الاجتماعية وهدفها النهائي: إلغاء الطبقات" حزب سياسي متميز و"معارض لكل الأحزاب القديمة التي شكلتها الطبقات المالكة، حزب سياسي لا يمكن الاستغناء عنه لضمان الثورة الاشتراكية وهدفها النهائي إلغاء الطبقات".
هذه أفكار ماركس التي يعتمدها الماركسيون الآن وبدون حرج، والتي لم تلغي التحالفات ولم تعادي الثورات، بل ناصرتها ودعت لمساندتها ودعمها، "يدعم الشيوعيون في كل مكان كل حركة ثورية تناضل ضد النظام الاجتماعي والسياسي القائم".
بل إن من أهم انتقاداتهم للحركة العمالية الثورية إبان قيادتها لكمونة باريس هو إغفال الحركة لدور الفلاحين، الذين تحولوا مضادين للثورة ومساهمين في إبادتها.. حينها اعتبر ماركس غيابهم عن أحداث الثورة بمثابة "اللحن الحزين".. هؤلاء الفلاحون الذين قال عنهم لينين فيما بعد "إن لم يتبع الفلاح العمال، سار وراء البرجوازية، وليس هناك ولا يمكن أن يكون هناك طريق وسط".
ونفس النظرة، أي النظرة الماركسية للتحالفات، تسري على جميع الطبقات والفئات الشعبية المتضررة من بطش الرأسمالية واستبداد جميع أشكال الحكم البرجوازية، الصريحة منها، والمقنعة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ما يحاربه الماركسيون هو الشعبوية التي لا تستعمل الفكر المادي الجدلي والتاريخي إلاٌ مزاجا وتأملا، وحسب الظروف.. ولا توظف النصوص الماركسية واللينينية إلاٌ استنجادا وركوبا في حروبها ضد الإصلاحيين والرفضويين العدميين.. فهي لا تقيم حدا بين الفكر الطبقي الماركسي الذي يميز بين مصالح مختلف الطبقات في صفوف الشعب، في معركته الطبقية الشاملة حيث يدافع على مصالح جميع الكادحين.. وبين الفكر الثوري بجميع مصنفاته الذي يدافع عن الجماهير عامة، والشغيلة عامة، والكادحين عموما، والأمة جمعاء..الخ دون تفضيل وتمييز بين المصالح، تاركا الحبل على الغارب، أو مستعملا أساليب الإغراء والمحاباة عبر الكلام عن التوزيع العادل للثروات وتوزيع الأراضي على الفلاحين..الخ
يحارب الماركسيون، كذلك، أي شكل من أشكال الاندماج الطبقي مع أقرب الحلفاء للطبقة العاملة، ونعني به الفقراء والمعدمين في صفوف الفلاحين "ليس من الممكن، في أي حال من الأحوال اعتبار تحالف البروليتاريا والطبقة الفلاحية كاندماج طبقتين مختلفتين أو حزبين للبروليتاريا والفلاحين. وليس فقط الاندماج، بل إن مجرد الاتفاق الدائم سيكون ضارا بحزب الطبقة العمالية، وسيضعف النضال الديمقراطي الثوري".
قد تحتج أيها الرفيق عبد اللطيف، على إقحامك في معركة لم تتبناها ولم تعلن عن تأييدك لها، لكننا نقول ونجيبك مسبقا، ورفعا لأي التباس، بأن تلميحاتك التي تنقصها الجرأة والشجاعة النظرية والسياسية، مرتبطة أشط الارتباط بالأرضية الشعبوية السبعينية التي كانت عبارة عن خليط من الماوية والماركيوزية والرفضوية العدمية.. التي أنتجت مجمل الأصوات والتلاوين المتكلمة الآن باسم الماركسية اللينينية، وهي طبعا بريئة منها. لأنها ببساطة ووضوح تقول على لسان لينين "ينبغي علينا ألا ننسى أبدا، في أي حال من الأحوال، حتمية النضال الطبقي الذي تخوضه البروليتاريا في سبيل الاشتراكية وضد البرجوازية والبرجوازية الصغيرة، مهما كانت عليه من نزعة ديمقراطية وجمهورية، ذلك أمر لا يقبل الجدل. ولذا كان من الضروري حتما وجود حزب اشتراكي ـ ديمقراطي متميز ومستقل، مشبع بالروح الطبقي الصرف".
أنصت الشيوعيون لهذا التوجيه، وطبقوه أحسن تطبيق، حينما لم تكن روسيا بلدا رأسماليا صرفا، ولم تكن تحكمها لا البرجوازية الوطنية ولا البرجوازية التبعية، وكان سكان أريافها يقارب التسعين في المائة.
نرجع لإحدى النقط التي لم يفصل فيها ما يريده الرفيق، ولم يوضح فيها مرجعيته، حتى يفيد ونستفيد، والتي لا يمكن أن تكون ماركسية أو حتى اشتراكية، ولو زعق الزاعقون.. حين تكلم عن إغفالنا للتميز بين المركز الرأسمالي عن محيطه الذي لا بد له، حسب ما فهمناه، أن تكون له نظريته الخاصة.
فعلى خلاف المجتمع الرأسمالي في دول المركز، حيث توجد تشكيلات اجتماعية "خالصة" حسب تعبير الرفيق عبد اللطيف، وهذه مغالطة أخرى لا يمكن إلصاقها بنا أو بالماركسية، يختلف الأمر في دول المحيط أو دول الرأسمالية التبعية بشكل أدق، حيث يتطلب بناء الاشتراكية تحالفات مع فئات اجتماعية أخرى تتعرض هي الأخرى للاستغلال وإن بطرق أخرى.
وهو "حق أريدَ به باطل"، وبالرغم من تجنب الرفيق ذكر من هي الفئات الاجتماعية المعنية بالتحالف، والحال أن الماركسيين لم ينفوا أو يعدموا دور الفئات والطبقات الشعبية في التغيير، وفي المساهمة في البناء الاشتراكي داخل المجتمعات الرأسمالية، المتقدمة منها أو المتخلفة، داخل الدول الإمبريالية وداخل المستعمرات، داخل دول المركز أو داخل دول المحيط.
فما ساهمت به من أفكار وآراء ارتبط بشكل أساسي بمنظور الماركسيين لحزب الطبقة العاملة المستقل الذي يرفض التحالفات والجبهات داخل الحزب تحت يافطة "عموم الكادحين" بما هي جبهة طبقية في حدٌ ذاتها. أما التحالفات التي يمكن أن يبنيها الحزب العمالي فليس لها وصفة جاهزة، لها أوضاعها الملموسة وظروفها المحسوسة، بشرط أن يكون التحالف مبدئيا تقدميا في الاتجاه التحرري الذي يخدم مصالح الطبقة العاملة وعموم الكادحين، بشكل مرحلي انتقالي أو بشكل استراتيجي نهائي.. أما الرجعية والظلامية فعداؤنا لها من عدائها لمصالح الطبقة العاملة ومشروعها التحرري النقيض للاستبداد والاستغلال وجميع أشكال الحرمان.
فمسألة الخصائص قيل فيها الكثير وكتب عنها الكثير، سواء المتعلقة بدول المركز أو بدول المحيط، أو عن تخلف المجتمعات عن بعضها في نطاق الرأسمالية أو خارجها.. مما دفع ببعض القادة والمفكرين إلى اقتراح فئات اجتماعية جديدة لقيادة التغيير تعويضا للطبقة العاملة وإنكارا لرسالتها التاريخية، تحت مبرر "تبرجزها" داخل دول المركز، أو ضعفها وتخلـٌفها داخل دول المحيط، راجع في هذا الباب ماركيوز وفانون ودوبري وماو تسي تونغ..الخ
فلا وجود لماركسي لا يأخذ بين الاعتبار خصائص الرأسمالية والحركة العمالية التي تطورت في شتى البلدان والمجتمعات بطرق وأشكال متفاوتة، ويكفي أن نذكر أن الماركسية والماركسيين، وبشكل خاص لينين، لم ينتهجوا قط، وعبر تجربتهم الثورية الغنية أي نوع من التعميم والفتوى الصالحة لجميع البلدان والأمم والأقوام.. دليلنا في هذا أن البلاشفة بزعامة لينين، لم يطالبوا بتعميم تجربتهم في التحالفات سواء إبان ثورة 1905، واعتبروا برنامج الثورة الديمقراطية البرجوازية والشعارات المرتبطة بها، كالحكومة الثورية المؤقتة والجمعية التأسيسية والدكتاتورية الديمقراطية للبروليتاريا والفلاحين الفقراء، أو إبان ثورة 1917 المجالسية وما ارتبط بها من شعارات، ككل السلطة للمجالس تجسيدا لدكتاتورية البروليتاريا.
خلال هذه التجارب حارب لينين جميع أشكال الاستعارة وكل محاولات الاستنساخ من التجربة الروسية بما فيها موقفها من مقاطعة الانتخابات، معتبرا هذا المنحى تطرفا صبيانيا لا يراعي خصوصيات ومستوى تطور الرأسمالية وحدة التناقض والصراعات الطبقية داخل كل مجتمع رأسمالي على حدة، بالرغم من تقاربها وتشابهها، والتي لا بد من توفر شروط معينة لنجاح الثورة داخلها ومن بينها وعي الطبقة العاملة برسالتها التاريخية.
وبالتالي، فالكلام عن عدم التمييز بين دول المتربول والدول التابعة، ليس بحجة ضد الماركسيين الذين يومنون بمنهجية التحليل الملموس لكل واقع ملموس، واعترفوا منذ أزيد من قرن بالتفاوت بين تطور المجتمعات وداخل المجتمعات الرأسمالية نفسها بما هو قانون لتطورها، ودون أن يضعوا الرأسمالية كقدر محتوم للمجتمعات بأن تمر به قبل تحررها من الاستغلال والاستعباد كيفما كان نوعه ومنشأه الطبقي.
فعبقرية لينين والبلاشفة تجلت في هذا الباب بالضبط، حين تشبثوا بالماركسية والاشتراكية في بلد من أضعف البلدان من ناحية التطور الرأسمالي، وحين سايروا تطورات العمل الثوري داخل الفئات والطبقات المسحوقة، دون التخلي عن الثوابت النظرية وعن الأهداف الاشتراكية وعن استقلالية الطبقة العاملة.
"إن التفاوت في التطور الاقتصادي والسياسي هو قانون مطلق للرأسمالية.. وفي ظل النظام الرأسمالي يستحيل تطور مختلف الاقتصادات ومختلف الدول، اقتصاديا بالوتيرة نفسها" هذه خلاصات لينين توصل لها الماركسيون قبل ظهور "نظرية" التطور اللامتكافئ وفق صيغة المركز والمحيط، وإن كنا نعتد بها كتحصيل حاصل فلا ولم تدفع بنا للبحث بشكل تجريبي عن طليعة جديدة لقيادة النضال من أجل التغيير الاشتراكي فلا مجال لتجديد نظريات الطليعة الطلابية أو الشبيبية، ونظريات الطليعة الفلاحية ونظريات المنبوذين والمهمشين والمعطلين..الخ
ختاما أتمنى أن أكون قد أوضحت بما فيه الكفاية المواقف والأفكار التي أتبناها وأدافع عنها، وأتمنى أن يتٌسع صدر الرفيق لهذه الانتقادات وبألاٌ يعتبرها مؤامرة من النظام والمخزن والإمبريالية.. ضده وضد الحزب الذي ينتمي إليه، وأتمنى ألاٌ أكون مخطئا في اعتبار الرفيق نهجويا وأحييه على أسلوبه الخالي من السباب والتجريح المعروف في مداخلات البعض من أنصار "النهج".



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى التأسيس لمنظمة -إلى الأمام-
- ذكرى شهيد، تستحق التذكير والاحتفاء
- من أجل تنظيم صفوف الماركسيين اللينينيين المغاربة ومن أجل حزب ...
- حين يبرر ضعاف اليسار إخفاقاتهم
- ملاحظات أولية حول بعض المفاهيم النظرية
- بين التذبذب والانتهازية ولدت جماعة -النهج والإحسان-
- المهرولون يبررون.. والصبٌارون الحقيقيون صامدون --- وديع السر ...
- بين النضال العمال، والنضال التنموي، وجمعيات الأشباح..
- دفاعا عن الحق في الاحتجاج
- على خطى الثورة التونسية ودرب شهداءها الأبرار
- عودة لإعلان -الأماميين الثوريين-
- ملاحظات أولية حول ما جاء في بيان -الأماميين الثوريين-
- في ذكرى التأسيس لمنظمة -إلى الأمام- الماركسية اللينينية
- دعم الشعب الفلسطيني ورهان الإقصاء
- قاعديون وحدويون ، ولكن ...
- أسبوع الإحتجاج بطنجة
- لماذا يخدع تجمع اليسار الديمقراطي الجماهير عبر هيمنته على تن ...
- الانتفاضات الشعبية العمالية بالمغرب بين القراءة الموضوعية و ...
- ا-الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- بين الشراكة و المعارضة
- تنسيقيات مناهضة الغلاء تحقق المسيرة و تمنع المنع


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - تعقيب على ملاحظات الرفيق زروال