أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعيد الوجاني - الدرك الملكي














المزيد.....

الدرك الملكي


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 21:11
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في المغرب ينتمي قطاع الدرك الملكي الى مؤسسة الجيش الملكي . ان ميزانيته هي جزء من الميزانية العامة للقوات المسلحة الملكية . لذا فرغم ضخامتها مقارنة بالميزانيات المقررة لقطاعات وزارية اخرى ، فإنها تحظى بالتصويت بالإجماع من قبل جميع الفرق البرلمانية والبرلمانيين عند مناقشة ميزانية القطاعات التي تكوّن الميزانية العامة للحكومة ، والتصويت يجري بسرعة فائقة ، وكأن لا شيء يوجب تسجيل موقف او وجهة نظر مغايرة ، وهذا كله حرص من النواب على توفير كل الدعم المادي والمعنوي الذي يمكّن القوات المسلحة الملكية من القيام بواجبها الوطني في الدفاع عن حوزة التراب الوطني وبأقاليمنا الجنوبية على وجه التحديد والخصوص . واذا كانت الميزانية تتكون من فصلين هما ، ميزانية التجهيز وميزانية التسيير ، فان السؤال الذي يهمنا وبدرجة اولى هو ميزانية التسيير التي تضم الاجور ، التعويضات وجميع المصاريف الاساسية التي تخص اسرة الدرك الملكي . وحتى لا اطيل ، سأتعرض لمشاكل عويصة يعاني منها الدكيون في العديد من السريات ( مفرده سرية )، في العديد من المناطق بالمملكة ونذكر على سبيل المثال لا الحصر سرية الرماني ، سرية تدّاس ، سرية زحيليكة ، سرية لبراشوة ... لخ.
اذا كانت ميزانية التسيير التي تضمها ميزانية الدرك الملكي جد مهمة ، فأين تصرف اذن والدركيون :
-- يموّلون من جيوبهم بنزين السيارة ( سيارة المصلحة ) للخروج للعمل في الطرقات لضبط المخالفات وتطبيق القانون ، في حين ينعم الرؤساء لوحدهم ب ( البونات )
-- يشتري الدركيون من جيوبهم الاوراق التي يكتبون فيها والأقلام التي يكتبون بها لانجاز اشغال السرية . .
-- يشتري الدركيون من جيوبهم الحاسوبات لانجاز اشغال الادارة ( السرية ) .
-- حرمان الدركيين من تعويضات الساعات الاضافية وتعويضات العمل خارج اوقات الاشتغال وفي الظروف العصيبة .
-- اما اذا اراد رجال الدرك نقل معتقل من المحكمة الى السجن او العكس ، فانه امام انعدام سيارة المصلحة لنقل المعتقلين ، يضطر الدركيون للتوسل الى اصحاب النقل السري او المزدوج لانجاز المهمة . وهذا يجعل الدركي الذي يفتقد الى وسائل العمل ، يخضع لممارسات ولابتزاز هؤلاء ( الخطّافة ) الذين يشتغلون خارج القانون ، الامر الذي يجبر الدركي على التغاضي عن المخالفات التي يقترفها هؤلاء في الطرقات .
-- اما العلاقة بين الدركي ورئيس السرية ( لجودان ) ، فهي تشبه علاقة القن او العبد بالسيد ، وياويل الدركي الذي يغضب عليه ( لجودان ) او ان يسود بينهما سوء تفاهم . ان جميع دركيي السرية ، وخوفا من ( لجودان ) لا احتراما له ، يتجنبونه ويصومون كلامه ، اي يقاطعونه ، والأمور تبقى هكذا حتى يغير ( لجودان ) موقفه من الشخص ، وهذا يجعل الدركي المسكين يعيش تحت رحمة ( الشاف ) وكأنه خادم بضيعته ، وليس مرتبط بمؤسسة ينظم اشغالها القانون بما يحفظ للدركيين حقوقهم ويحدد واجباتهم
ان هذه الوضعية غير القانونية التي تسود العديد من سريات الدرك ، تدق ناقوس الخطر بالنسبة لقطاع حيوي وخطير ومن اهم مرتكزات الدولة . فحين يجبر الدركي على اداء ثمن بنزين سيارة المصلحة عند القيام بمأمورية من جيبه ، وحين يؤدي من جيبه ثمن الاوراق والأقلام والحاسوبات ، ويضطر للتوسل الى اصحاب النقل المزدوج ، او النقل السري لنقل المعتقلين من المحكمة الى السجن او العكس ، وحين يخضع لمزاج ( الشاف ولجودان ) الذي يتحكم في تقرير مصيره المهني ، لأنه هو الذي يعطيه نقطة الترقية ،،، فان مثل هذا الوضع ليس له من تفسير ، سوى ، لا اقول تشجيع ، بل اجبار الدركي على اخذ الرشوة في الطرقات وعند مباشرة الظواهر الاجتماعية المخلفة بالأعراف . لكن المصيبة ، ان لا ضمانات تحمي الدركي من هكذا تصرفات . فاذا باغته مسئول كبير وهو يتلقى رشوة بسيطة لا تتعدى 20 درهما ، فان المسكين ( كبش الضحية ) يجرد في الحال من البلدة العسكرية ، ويوضع السجن ، بعد ان تكون المحكمة قد حكمت عليه بسنتين سجنا ( تصوروا سنتين سجن من اجل 20 درهما ، في حين لا احد يستطيع مسائلة ( علّية القوم ) ، فما كتبته الجرائد وبالحجة والدليل عن ياسمينة بادو وزيرة الصحة ، وعن كريم غلاب رئيس البرلمان وآخرون يندى له الجبين ) .
وباعتبار ان جلالة الملك هو القائد الاعلى للقوات المسلحة الملكية والمسئول عنها ، فمن واجبه التدخل لتصحيح الخلل ، بإعادة اعطاء الجهاز المكانة اللائقة به . ان القضية هي قضية دولة واستمرارها ، وللحفاظ على ذلك لا بد من رمي الاعتبارات جانبا والشروع في الاصلاح وبتطبيق القانون دون الاهتمام بزيد او عمر .
ان العديد من الفوّهات التي تريد تدمير المغرب موجهة اليه من كل حدب وصوب ، ومواجهتها يقتضي بالأساس العناية بالجنود الموكول لهم امر حماية هذا الوطن . فإذا كان الدركي يحرم من تعويضات الساعات الاضافية ، وتعويضات العمل خارج اوقاته ، وفي الظروف العويصة والصعبة ويعيش تحت رحمة ( لجودان ) ، فكيف نتحدث عن الزيادة في اجورهم وأجور الامن والقوات المساعدة والجيش ؟



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة 23 مارس الماركسية اللينينية - التقرير التوجيهي -
- الاغنية السياسية
- المنطلقات النظرية للاشتراكية الصهيونية البروليتارية
- الحركة الاسلامية بالمغرب ( 6 )
- الحركة الاسلامية الاخوانية بتونس ( 5 )
- الحركة الاسلامية في لبنان ( 4 )
- الصراع بين حزب البعث والسلفية الاخوانية في سورية ( 3 )
- التيار السلفي في مصر ( 2 )
- ملف عن السلفية الاسلاموية ( 1 )
- النخبة وزمن التّيه السياسي
- الثورة آتية لا ريب فيها
- عودة كريستوفر رووس الى المنطقة
- في الثقافة الوطنية القومية الاصيلة
- الماركسية والتراث والموقف من الدين
- تسعة واربعين سنة مرت على حرب اكتوبر . ماذا بعد ؟
- الموقع الطبقي لحركة الضباط الاحرار
- لبنان وسورية في فوهة البركان الصهيوني
- عالم آخر ممكن
- اتجاه العنف في الاستراتيجية الامبريالية الامريكية
- البنك العالمي للانشاء والتعمير في خدمة الادارة الامريكية


المزيد.....




- إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز ...
- بورصة الدواجن .. كم سعر البيض الأحمر اليوم في البورصة وللمست ...
- -الأحدث في العصر الذهبي لأبحاث السرطان-.. لقاح ثوري وُصف بال ...
- فنلندا تجني خسائر العقوبات ضد روسيا
- شركة فوسفات مغربية تجمع ملياري دولار للتحول الأخضر
- القضاء الروسي يجمد حسابات أكبر بنك أمريكي في روسيا
- بوتين يستشهد بمؤشر يؤكد صلابة الاقتصاد الروسي
- رفع الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص في مصر
- البنك المركزي الروسي يبقي على سعر الفائدة الرئيسي عند مستواه ...
- تعديل آلية تصاريح العمل بالكويت هل يخفض أجور العمالة؟


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعيد الوجاني - الدرك الملكي