أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - الولايات المتحدة ليست فوق التاريخ














المزيد.....

الولايات المتحدة ليست فوق التاريخ


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن نظرة موضوعية إلى التاريخ الإنساني تؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية دولة
كغيرها من الدول التي تعيش في التاريخ ، وليست كائناً لا تاريخياً أو فوق التاريخ، إنها دولة تسعى إلى تحقيق مصالحها ومد نفوذها وسلطتها على العالم بأسره، وتعمل بكل إمكانياتها وطاقاتها المادية ماليا وعسكريا والفكرية والعقلية على نشر أفكارها ومبادئها ، وليس هذا جديداً على التاريخ الإنساني ، بغض النظر عن تأييدنا أو رفضنا لهذه الأفكار والمبادئ أو لتلك الأدوات والوسائل ، والتي يمكن جمعها تحت عنوان واحد هو القوة الإمبراطورية ، وتحت هذا العنوان تقع جميع الإمبراطوريات التي وجدت في التاريخ من الإمبراطورية الرومانية إلى الإغريقية إلى العربية الإسلامية إلى العثمانية إلى السوفياتية ، وإذا كان الفرق بين واحدة وأخرى في الأسماء والأقنعة الإيديولوجية أو في بعض طرق الحكم ، فهذا أمر طبيعي يعود لاختلاف الظروف في الزمان والمكان ، وهو في النهاية شكل ثقافي جوهره هو الإنسان كنوع مختلف عن سائر الأنواع البيولوجية بأنه غير قابل للتكيف لا مع الطبيعة ولا مع ظروفه ومحيطه ، وهكذا يقوده هذا التفرد إلى السيطرة على الطبيعة وعلى المحيط ، وهذا هو المشترك الأساسي بين جميع الإمبراطوريات منذ أقدم العصور ، أي حكم العالم تحت قبضتها ، ويمكن لكهنة هنا أو مثقفين هناك (لا فرق) أن يدّعوا أن دين إمبراطوريتهم هو الحق في كل زمان ومكان ، ولكن الوقائع بعنادها التاريخي تكذب ذلك.
لقد وصلت جيوش يوليوس قيصر الشرق بعد سيطرته على الغرب وكذلك فعل الاسكندر الكبير والعرب المسلمون والعثمانيون وغيرهم وغيرهم ولم يكن لدى أولئك حاملات طائرات ولا تقنيات المعلوماتية ولا ما تملكه الولايات المتحدة اليوم ، فلماذا هذه الثورة المنافقة أو الجاهلة عليها؟ أم أنه حسب المثل الشعبي :"اليوم بانت طيز العنزة"؟
لا اليوم ولا أمس كنت مع أي شكل من أشكال استغلال الإنسان للإنسان لا طبقيا ولا قوميا ولا عرقيا ، وأكثر ما ترفضه مشاعري وأفكاري هو القهر وفرض الأمر الواقع على الإنسان وسلبه حريته ، ولو كان ذلك يتم باسم العدالة أو باسم الحرية أو غيرهما ، وتالياً فلا اليوم ولا بالأمس كنت في صدد الدفاع عن أية إمبراطورية في العالم، لأنه بالضرورة لا إمبراطورية بدون دماء ووحل واغتصاب وانتهاك ، وضمن معلوماتي المتواضعة عن التاريخ ، لم يعرف هذا الأخير فاتحاً ًرحيما ، لأنه (التاريخ) لم يولد إلا من أكثر جوانبه تعفناً ، وكالإنسان تماماً يولد مولولاً باكياً صارخاً مغطى بالدماء وسط الآلام ، وكلما كان الحدث التاريخي كبيراً كانت المأساة أكبر ، وليس هناك حدث أعظم من ولادة إمبراطورية قديما أو حديثا ، ، ولا أسخف من الادعاءات القائلة بأن غير السيف كان الوسيلة الحاسمة ، طبعاً إلى جانب السيف كانت الخديعة ، وغيرها ولكن الإقناع والأفكار وما شابه لم يكن لها أي دور ، فهذه افتراءات مارسها كهنة ومثقفو ومؤرخو الإمبراطوريات ، قديما وحديثاً ، ولم يسلم شعب مفاتيح بلاده بغير" القوة التي هي الحق " حسب تعبير جونسون الرئيس الأسبق للولايات المتحدة .
ليس الفاتحون رحيمين بشعوبهم ، ناهيك بالشعوب الأخرى ، والرحمة والعدل وغيرهما عبارات جوفاء لا قيمة لها في منطق التاريخ البشري ، قديماً وحديثاً.
إن المهم هو حركة الواقع وليس حركة الأفكار والأوهام ، ولماذا نذهب بعيداً في التاريخ ، فما الذي يحكم حركة الدول جميعاً اليوم؟ وكيف تسعى إلى تحقيق مصالحها بغض النظر عن قوميتها أو دينها أو مبادئها ؟ والمقصود أكثر من غيره هنا هو الأنظمة العربية وغير العربية التي تتحدث عن الغطرسة الأميركية ، وتنسى غطرستها على شعوبها وجيرانها الأضعف ، وكمثال فقط تكفي نظرة سريعة ولكن نزيهة ودقيقة إلى إيران ومطامعها في الجزر الإماراتية ، وفي العراق نفسه ، وحتى تجاه شعبها بالذات ، وهي التي تمارس تجاه هؤلاء وأولئك ما تنتقده في غيرها في أماكن أخرى وبالقدر ذاته ترتجف أمام الأقوى ، هذه الحقيقة البشرية المؤسفة هي التي تحكم العلاقات البشرية (الدولية خاصة) منذ نشوء الأمم بل ومنذ نشوء التجمعات البشرية ، ولم يرتق الإنسان في أي مكان حتى اليوم إلى ما يعلنه من أفكار ومبادئ ، وبغض النظر عن أي موقف من الولايات المتحدة أو غيرها ، فليست هي ولا غيرها فوق التاريخ .
إن محاولة التفسير لا تعني التبرير ولكن الشاكين من الكيل بمكيالين ، عليهم أن يتأملوا الخشبة التي في عيونهم قبل أن ينظروا إلى القشة التي في عيون غيرهم.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتظري
- أشتهي... بعد
- اصح يا نايم .....كفاية
- اللعبة الغامضة
- أهرامات الحماقة
- نقي العظام
- ليت رذائلنا كرذائلهم وفضائلنا كفضائلهم
- كهدوء يتفجر بياضاً له قرون
- وماذا بعد الانسحاب أيها الأحباب؟
- كرة الثلج أم كرة المجتمع المتمدن يا سيدة بثينة ؟
- الفضل لله طبعاً ...لكن
- عقلاء يحترسون ....غوغائيون يجزمون
- البلاد الحقيقية
- الخوف الدائم من الكلمة المبدعة في بلدان الاستبداد
- إلى أين تمضي بنا القافلة السورية؟
- ثلج الصمت
- إذا لم تستح فاكتب ما شئت...يا ضاري يا أعظمي لا فرق
- العنف ، الإرهاب ، ثقافة الموت
- (مؤامرة ..شيزوفرينيا ..لا قراءة (الحارث الضاري عفواً الأعظمي ...
- كنت أحرق أمامي


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - الولايات المتحدة ليست فوق التاريخ