أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - كرة الثلج أم كرة المجتمع المتمدن يا سيدة بثينة ؟














المزيد.....

كرة الثلج أم كرة المجتمع المتمدن يا سيدة بثينة ؟


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أتحفتنا السيدة الوزيرة بثينة شعبان بمقال رهيب عن الأوضاع العالمية الراهنة وغير الراهنة ، وانعكاسها على منطقتنا عموماً وسوريا خصوصاً ، ودون أن تحدد أو تسمي ، ربما لأن الأسماء والتحديدات ستجعل الثغرات المموهة فجوات يراها الأعمى.
في مقالتها في صحيفة الشرق الأوسط (الاثنين 28شباط 2005م) تقول السيدة الوزيرة:

"وفي قلب هذه البلدان المستهدفة تنطلق مجموعات تكبر ككرة الثلج لتصور التنازل إنجازاً والتقارب مع الطامعين بالأرض والمياه انتصاراً ، والتدخل بهوية المواد الدراسية والتاريخ واللغة انصياعاً لتقدم حضاري لا مفر منه".
رغم أني لا أنتمي حالياً إلى أية مجموعة أو حزب ، لكني شعرت أن هذا الكلام يعنيني مباشرة ، لسبب بسيط جداً ، أنني سوري ، وأن سوريا تستحق ويتوجب عليها أن تتحرك لتدخل العصر والعالم اللذين تعيش فيهما ، وهذا الاستحقاق الواجب ، كان موجوداً قبل أن ترى النور السيدة الوزيرة ، وكان راهناً أيضاً منذ وجوده ، أي قبل أن تأتي الحكومات العسكرية وتخنق جنين الديمقراطية الذي بدأ آنذاك بالتنفس ، ويوم ذاك كانت الأطماع موجودة وكل بقية المعزوفة العتيقة التي باتت تثير الغثيان .
لن تكبر كرة الثلج بمؤامرة وبتخطيط من أية جهة ، إنها ظاهرة طبيعية تفرضها الظروف الموضوعية والذاتية لأي شعب ، فقبل 11أيلول بل أيام الحرب الباردة ، كانت القوى الوطنية والعلمانية واليسارية في سوريا ( ولن أتكلم على غيرها ولن أموه وأعمم كالسيدة الوزيرة) تحاول بلورة مجتمعها المدني عبر أحزاب وطنية ونقابات وجمعيات ثقافية متنوعة ، وكانت ترى في ذلك الرافعة الأساسية لبناء المجتمع المتمدن ودولته الحديثة والعصرية ، ليكونا السد المنيع في مواجهة الأطماع والاعتداءات الخارجية ، وإقامة العلاقات والصداقات مع العالم المتحضر في الوقت نفسه ، ولم تكن ترى فصلا بين الداخل والخارج رغم تنوع واختلاف وجهات نظرها حول الكيفية والأسلوب ، ولكن الدولة الشمولية وذهنيتها الأحادية النظرة ، قمعت وبشراسة تلك التطلعات جماعات وأفراداً ، وبررت (نادراً ما احتاجت للتبرير) محاكم تفتيشها ، بما تنهل منه الآن السيدة الوزيرة، الخارج والعمالة والأفكار المستوردة وإلى ما هنالك من الأراجيف ، وهكذا لم يعد هناك من وطني سوى الحزب القائد الواحد والعقيدة المسيطرة بالحديد والنار ، وفي لحظات تاريخية ، ومض الموت الزعاف ، على مناطق بأسرها حتى ببعثييها وغيرهم ، أي كانت سوريا كلها متهمة ، حيث الدبابات في الطرق ، وكل من يمر معرض للاعتقال أو الفقدان أو القتل المباشر ، وهكذا كانت السجون السورية بانوراما رهيبة حيث الإسلاميون والشيوعيون والقوميون وآخرون بلا انتماء إلا للعيش الكريم والحرية أي للحياة في الوطن، ولكنهم راحوا ضحية هذه المقولات الرعناء والاستبدادية في النهاية.
وفي التفاصيل ، ولكن من النهاية المرعبة ، أصحاب هذه المقولة والقيمون عليها هم الذين فرطوا بالأرض والماء وكرسوا وأضافوا إلى المناهج الدراسية المتخلفة تخلفاً والخرافية خرافات ، جعلت الطامع يزداد طمعاً وأضعفت سوريا وزادت أعداءها إغراء بالنفوذ في نسيجها ، وكان وما يزال هذا قائماً ومسموحاً به ولكن ليس للسوريين.

إن ما يثير التساؤل حقاً ماذا بقي للتنازل ، و60 بالمائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر ، والقنبلة السكانية تهدد بالانفجار والبيئة ملوثة ، ناهيك بالمدفون في جوف الأرض ، والملايين من السوريين مشتتين في قارات الأرض الخمس أو الست من مطاردين ومطرودين وباحثين عن لقمة الخبز ، والأرض شمالا وجنوباً شرقاً وغرباً إما مسلوبة وإما معرضة ، ورؤوس الأموال السورية تتجول في الخارج أو ترقد في بنوكه ، نهباً أو خوفاً فلا قوانين للاستثمار تطمئنها أو تحميها في وطنها ، هذا إذا فكرت بالعودة ، ولا لوم عليها من هذا الخوف ، لأن السياسة الحكيمة ومنذ عقود تؤسس لهجرة الأموال والأدمغة والطاقات المنتجة ، بكل أسف.
وأما السياسة الخارجية ما شاء الله حدث ولا حرج ، ولكن باختصار هي انعكاس للحكمة الداخلية ، إننا نحن الذين ضد العالم وليس العالم ضدنا ، ونحن الذين نتدخل بالشؤون الداخلية للشعوب الأضعف ، وليس العكس ، والدعوة للسلام والتفاوض ، والحوار المتمدن تسميه السيدة الوزيرة " التقارب مع الطامعين" إلا اللهم إذا كانت الدولة العلية تقوم به ، والمجتمع لا يعرف عنه أي شيء ، ونحن الذين نرفع بوجه الليزر يافطات متهرئة أكل الدهر عليها ومسح بها ، ولكننا لا نريد أن نفهم أننا لا نعيش في شعبة حزبية أو مفرزة مخابرات أو مدرسة لأبناء الشهداء.
لا يخرج القارئ مهما كان بليداً من المقال المذكور ، إلا بانطباع واحد : الدولة ( السورية) حامية الحمى والكرامة رغم بعض الهفوات الصغيرة ، و" مجموعات تكبر ككرة الثلج" عميلة يدحرجها المارد الخارجي الطماع الذي لا يحضر إلا عندما تحضر المطالب المشروعة للاجئين السوريين في بلادهم ، عندئذ يأمر السماء فتثلج وتثلج.
الناعمون في قصورهم والمشرئبون على منصاتهم والمالكون للمنابر والسجون ، لا يعرفون معاناة الطفل بلا حليب ولا المريض بلا علاج ولا المعتقل بلا قانون ولا المثقف بلا حرية ، ولا المجتمع بلا دولة يحترمها وتحترمه .
ما كنت أظن أن النسيان يغدو بسرعة الضوء لدى الخارجين من القاع ، حين يصلون إلى السدة.

يحكى أنه حين كان ديكتاتور اسبانيا فرانكو على فراش النهاية ، قال له كاهنه : الجماهير تحتشد تحت نافذة القصر ، هلاّ لوّحت لهم بيدك ، فقال فرانكو مستغرباً : لماذا؟ إلى أين سيرحلون؟



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضل لله طبعاً ...لكن
- عقلاء يحترسون ....غوغائيون يجزمون
- البلاد الحقيقية
- الخوف الدائم من الكلمة المبدعة في بلدان الاستبداد
- إلى أين تمضي بنا القافلة السورية؟
- ثلج الصمت
- إذا لم تستح فاكتب ما شئت...يا ضاري يا أعظمي لا فرق
- العنف ، الإرهاب ، ثقافة الموت
- (مؤامرة ..شيزوفرينيا ..لا قراءة (الحارث الضاري عفواً الأعظمي ...
- كنت أحرق أمامي
- بين الحماس والتهور بين النور والظلام / مثال الحارث الأعظمي
- بحبك أحببت
- وحدة مقسومة بخيط
- الأغنياء والفقراء /الجزء الثاني
- الأغنياء والفقراء
- العائلة الزرقاء
- أشهدُ ألاّ أنتِ
- الاسم والفعل/ كانوا دائماَ يطعنون بشرعية الانتخابات التي صوت ...
- رغم أنف الارهاب
- حصان الغفلة


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - كرة الثلج أم كرة المجتمع المتمدن يا سيدة بثينة ؟