أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - وحدة مقسومة بخيط














المزيد.....

وحدة مقسومة بخيط


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1106 - 2005 / 2 / 11 - 11:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لكل مواطن مسكن صحي ونظيف وعصري ، مجهز بكل منجزات الحضارة السمعية والبصرية.
الكهرباء والماء والهاتف والغاز [الأنابيب إلى البيوت] كلها تعادل خمسة بالمائة من الراتب الشهري للموظف. التغطية الطبية الكاملة والتعليم المجاني بكل مراحله، وشبكة الطرقات حديثة، والسيارات باتت أمام كل منزل، وهي مجانية ووقودها بسعر رمزي تماما، ومن لا يحب قيادة السيارة، ثمة النقل العام، وهو حديث وآمن، والأحزاب الخضر في العالم، ينظرون بإعجاب إلى نظافة بيئتنا، و يفكرون بجعل سوريا مركزهم العالمي.
الشرطة لدينا كملائكة الرحمة، يرتدون الرداء الأبيض وهم يتواجدون في اللحظة الحرجة، مهمتهم خدمة الناس، دفاع مدني ، منتشرون بشكل خفي في المنتجعات حيث المواطنون يستمتعون، فلم يبق لهم أي دور آخر، حتى القضاء مستريح وتم تقليصه إلى وجود رمزي، فالجميع يعرفون حقوقهم وواجباتهم، وحدود الوطن آمنة فعلاقتنا مع الجيران والعالم كله علاقة سلام ووئام، فلا تبادل لغير الثقافة والمحبة والاحترام، مع الجميع وبدون استثناء، حتى أعداء الأمس أصبحوا أولياء حميمين.
السويد لديها مشاكل أكثر منّا، ولأننا لا ندري ماذا نفعل، حيث يتبقى من راتب الموظف نحو 45بالمائة، ومللنا من اكتشاف العالم وثقافته، وختمنا الحضارة والسعادة.
جلس عباقرتنا ينكشون في مزابل التاريخ، في أحداث وشخصيات منقرضة، في فكر بال ومتهرئ، حتى منذ أيام ولادته، والجميع سواء.
الأعراب الذين جاؤوا إلى بلاد الحضارة /سوريا والعراق ومصر وفارس / ماذا كانوا يحملون سوى سيوفهم وسنابك أحصنتهم وبداوتهم وكتاب واحد، لم يقرؤوه ولم يفهموا منه شيئاً، حتى أنه هو الذي وصفهم ب" الأشد كفراً ونفاقاً " .
من هنا وهناك وبقوة السيف أخضعوا هذه الحضارات الموجودة قبلهم بقرون وقرون.
ومن هذه الحضارات خرج العباقرة وأعطوا الحضارة الإسلامية ما تفاخر به حتى اليوم، رغم ما فعلوه بها، فمن الذي أحرق مكتبة الإسكندرية؟ وأين هي مخطوطات الشام وشرائع بيروت والتراث السابق على هذه القبضة من تعاليم جاءت أساساً لقوم أكثرهم لا يعقلون كما وصفهم الكتاب عينه.
وهذا ما خلفوه، مسوخ، تتصايح و تتنابح، وحتى الآن لا أدري على ماذا تختلف الطوائف، وهل هي سوى كومة واحدة مقسومة بخيط الخلافة والسلطة والمصالح والغباء والجهل والتخلف؟
لجميع اللاهثين لتمجيد طوائفهم، و لا يجدون وسيلة لذلك إلا بتحقير الطوائف الأخرى، على نمط عداوة الكار أي أنصافهم الأخرى: كل ما تقولونه بحق بعضكم صحيح تماماً.
كان ابن الأعرابي المتزمت لغوياً ودينياً، إمام النحو في زمنه، يقول عن الشاعر أبي نواس : لولا مجونه لحاججت به بعد كتاب الله، وكان هذا معروفاً لأهل زمان أبي نواس، فاختلف شيعي وسني كاختلاف عباقرتنا اليوم في كل البقاع البدوية، وذهبا إلى أبي نواس يسألانه: من الأفضل بعد رسول الله ؟ ولماذا ؟ فكان جوابه: الفضل أبو الوليد، وأسقط في يدي كل من العبقريين، فسألاه من هو الفضل ؟ فقال: هو جاري ويأتيني بالخمر والورق لأشرب وأكتب الشعر.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغنياء والفقراء /الجزء الثاني
- الأغنياء والفقراء
- العائلة الزرقاء
- أشهدُ ألاّ أنتِ
- الاسم والفعل/ كانوا دائماَ يطعنون بشرعية الانتخابات التي صوت ...
- رغم أنف الارهاب
- حصان الغفلة
- الدائرة المكتنزة
- نبضات الخليوي
- أغنية نورس جريح
- كؤوس الغربة
- رؤى الرغبات
- وأخيراً... تمخضوا وولدوا
- الطريق الشاق والخطر
- الحرية تأنيث للعالم
- مسرحية صامتة جداً
- رعشات مشروطة
- ليس مسيحاً
- خوابي الضحك والدهشة
- رماد الوصية


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - وحدة مقسومة بخيط