أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - الدائرة المكتنزة














المزيد.....

الدائرة المكتنزة


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1095 - 2005 / 1 / 31 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


-1-
رغم قرب رأسي
لا يصل ساكنه إليكِ
المسافة اللا مرئية
لطموحكِ المخملي تبدو
تقشفاً بالغ الخشونة
كهراوة واجمة
في وجهه الباذخ
فننعم وراء بعضنا بلهاث
عبر دائرة مكتنزة
ينداح عطشنا
كما الحبر والورق
لكلٍ أوثانه الناضجة
حّرةً تسكنه
كلون عينيه وصوته
تعلو ناطحة الاختلاف
فالطبائع رواسٍ كالجبال
والحوار براكين عالية الحياء
والحكاية تتناسل
تأنف همّة مجدكِ كنوز القناعة
وأفرّ من آفاق الغنائم
كبلبل من قصر
إلى فضاءات غائمة
تلاحقني أسراب ذهولكِ
بدأب محمومٍ لا يرتوي
كنسور ضوّرها الشتاء
أفلّي لا نهايات المشتهى
خالقاً لمتعتي حواساً
من لهب وثلج
أبعاداً تغسل المألوف كالممحاة
هذه غريزتي
لا أكترث لحقيقة أخرى
بل كالغثيان ينتابني
ما لا تجنيه يداها الملوثتان
هذه فرسي المجنّحة
بين المطلقات
الفناء مرآة الوجود
مالكاً عرشاً من نفادٍ
أرنو بعمق محيطٍ
إلى النمل والنجم
إلى حمّاكِ العنيدة كالكواكب
تلاطم شواطئ اللانهايات
تروم ذراها كالتاج
ونسائم تعجّبٍ تغرقني
لمَ هذه الصلابة ؟
كما حيرتكِ بعينيها
تتلو كتاب غربتنا
بعد كل هذه الدهور
شرق وغرب
سماء وأرض
يابسة وماء
رغبتي الغامضة كالنار
أمّ حاجاتي الواضحة
ولا يشفي عينيك الثرّتين كالمجاهل
إلا احتواء العالم كجنين.
-2-
أسكن ملحقاً بلا سقفٍ
لا تصل إليه سلالم البناية
هناك مع عشيقاتي
في مبغى الروح
أخونكِ
هنّ بالغات التطلّب
حتى بين ذراعيكِ
تراودني عيونهنّ
يخطفنني من الطريق
من كؤوسي ونفسي
أجسادهنّ ذاكرة وقتي
أزياؤهنّ ألوان عمري
الأحمر دمي
الأبيض عظامي
لكل واحدة فستان بلا شبيه
حباً وغيرةً حتى الجنون
لا يكفّ شبقي
حتى في نومي
فبنت العزّ خليلتي
لا تقبل عبارة جاهزة
لو كانت من أحدث الصناعات
أمام هذا الذوق المتفرّد
بين يديه العاليتين
وعيون حقوق غوايته
أستسلم بحب آسر
لعله يجاري حبكِ
أعترف بخيانة مزدوجة
لكِ لهنّ
بأقاصي ضعفي وقوتي
القادمين من هاويتين سحيقتين
كسفحين متلاطمين
يتنافسان على ذروة قلبي
هكذا بكل وضوح
أسلّمكِ الآن مفاتيح مدينتي
وكلّ أثاث غموضي
وأدوات خيانتي
أتعرى سراً سراً
حتى نقيّ روحي
إليكِ صورهنّ عاريات
نائمات
مشغولات
في كلّ التفنّنات والطقوس
لهذا لا أصل إلى الواقع
إلاّ مهدّماً
الآن معكِ
بمطلق الرضا
بلسان السرور
بفؤاد المشتاق
تحت تاج الحرية
أعترف
لن أعِدَ بما أعجز
فلستُ حاكماً
إني ملك فقط .
-3-
ونمضي وامتدادنا
يكمل النصّ المنهكَ بنصفيه
حتى تتألّق الأطراف
على مطلول الثواني
كأنما لا قبل ولا بعد
خصبُ ضيائكِ قصائدُ مدّي
ظلالُ دورتكِ تهذّب جزري
بزفاف ملوكي كالفجر
غموضي الزاهي كطاووس إفريقي
في قصر وضوحك
عبر هذا الاحتفال
فلتهطل أماني ألوهتكِ
ولتبارك حقولي العجفاء
إلى أن أراني بعينيكِ
سأرسل كلَّ عشيقة
إلى هدوء المتاحف
هذه هي خاتمة الكلام .



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبضات الخليوي
- أغنية نورس جريح
- كؤوس الغربة
- رؤى الرغبات
- وأخيراً... تمخضوا وولدوا
- الطريق الشاق والخطر
- الحرية تأنيث للعالم
- مسرحية صامتة جداً
- رعشات مشروطة
- ليس مسيحاً
- خوابي الضحك والدهشة
- رماد الوصية
- المشجب
- العائلة المقدسة
- عضة ورشفة
- أنين الأسئلة
- عود على بدء: في الانتماء لاجديد سوى الاسم
- تماثيل أوجاعي
- تفاح الخيانة
- هرطقة خارج المظلة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - الدائرة المكتنزة