هرطقة خارج المظلة

نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 03:40
المحور: الادب والفن
    

تجمّع الصبية في الزقاق
حيث لاحدائق ولافتيات
والآباء هدّهم الزمن
بلفافات من ورق
ورغوة من سائل زلاّق
نفخوا كما في الصور المتحركة
رفرفت فقاعات
فرح الأطفال بطائراتهم
وتجمّع آخرون عابرون
وعيونهم إلى أعلى مسحورين
كأنهم من قرى نائية
من جبال تنمغص فيها الصخور
أوصحارى هجرتها الغربان
تدحرجوا من الأعالي
نحو روائح الأنثى والخمر
أو زحفا على البطون
كمن يبحث عن مرآة في الرمل
أزفت وعود الخيال والمدينة
حيث للدهشة والسحر
جمهور ومعارض
تلك الفقاعات العجيبة
لم يمنحها أهل المدينة نظرة
كان لديهم مساحيق فائضة
وكانوا سئموا تلك التسليات
ومازالوا يضحكون
كم تزحلقوا هنا بالذات
أُسقط في يد السحرة الصغار
انسحبوا تاركين عدّتهم
للصدأ وعمّال التنظيفات
ومع الفجر كما يُحكى
دمعات للندى
وقهقهات للصوص
والحارس الليلي يتثاءب
مع انتهاء نوبته بسلام
بينما يتعلّم القرويون في العاصمة
اللباقة في الحديث
والّرقيّ في المسؤولية
لمنع تسلل الاستعمار
من نوافذ النوايا الطيبة
وبكل الأعضاء
والدفاع عن وطن
خاله بعض المشبوهين
سمكة التهم الفساد رأسها
لكن الحواة الصغار
بعد الدراسات العليا
بعد الاختصاص المعمّق
الموُثّق والممهور
في جعبتهم ألعاب مذهلة
ستخطف ألباب المدينة
سيتجولون في الأصقاع
واللوحات الضوئية
ستحكي بشغف ذهبي
ليس كالإعلانات القديمة
عن الكرنفال المهيب
المحبو برعاية فائقة
ربما وهذا غير مؤكد
سيحضره امبراطور معظّم
ويقلد الأبطال وساما عاليا
من رتبة مسحوق أكبر
حيث الفقاعات ستحلق عاليا
ولن تنفجر
وستكون كمظلة عظيمة
سيُشوى من لاتظلله
هرطوق مثلي
أو سيغرق في المطر.

#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل