أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - الشفافية السورية














المزيد.....

الشفافية السورية


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 969 - 2004 / 9 / 27 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


-1-
بعد ملاحقة دامت عشرين عاما ، صدر عفو عني وأصبحت مواطنا سوريا كما أخبرني أحد فروع الأمن العسكري ، وبالفعل قدّمت طلبا من أجل بطاقة الهوية ، وحين صدرت وأتيت لاستلامها ، رفض الموظف تسليمي إياها ، مالم أقدم وثيقة عن خدمتي الإلزامية ، وكان الحق معه ، فمضيت إلى شعبة التجنيد والتحقت بالخدمة كما تقضي القوانين النافذة .
أنهيت خدمتي ولم أدفع قرشا واحدا كرشوة لأحد ، لتسهيل شروط خدمتي ، وكلفني ذلك بعض المتاعب ، لكنها لم تكن كبيرة ، كتلك التي يواجهها الشباب .
عدت لاستلام الهوية ، ومعي المطلوب : وثيقة الخدمة وبراءة الذمة وكل مايثبت أني مواطن حسب القوانين النافذة ، ولكن الموظف المختص ، رفض إعطائي الهوية مبرزا لي جدولا بأسماء كثيرة بينها اسمي وبجانبه خط بالأحمر : لا تسلّم إلا بعد مراجعة الأمن السياسي ، وهكذا أحلت بورقة رسمية للأمن السياسي ، وعلى مدى أيام ذهابا وإيابا وتحقيقا لبقا ومضيافا ، خلاله أخبرت المحقق بأنني أمضيت أسابيع عديدة في مراجعة الأمن العسكري وانتهى الأمر ، فهل أنا هنا في دولة أخرى ؟ وبالطبع تجاهل كلامي واستمر في لطافته وضيافته و... أخيرا أخذت هويتي ولكن بعد دورات مكوكية بين عدة دوائر مدنية أخرى .
-2-
هذه القصة غير اللطيفة تتكرر دائما ومع كثير من المواطنين ، وفي أمور وقضايا هامة غالبا وتافهة أحيانا ، حتى يغدو التافه هاما ومزعجا ، وهي في العمق تدل على أمراض البيروقراطية الموروثة من الأصول العثمانية وربما قبل ذلك ، مضافا إليها الفساد الإداري المكتسب والمتفاقم يوما بعد يوم ، ولاتظهر خطورة الأمر إلا عندما يتعلق بأمور كبيرة تخص السياسة العامة للبلد ، فكم من مرة اضطرت وزارة الخارجية السورية للتأكيد على أنها ليست مسؤولة عن أي تصريح لايصدر عنها حتى لو كان صادرا عن مسؤول رفيع كالسيد نائب رئيس مجلس الوزراء ونائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع السابق العماد أول مصطفى طلاس؟
وكم من مرة خرج مسؤولون سوريون أو من في اعتبارهم من الجيش الإيديولوجي الاحتياطي للنظام من أكاديميين ومثقفين وباختصار من ناطقين غير رسميين باسم النظام ، ليصرّحوا على شاشات التلفزة غير المحلية بما يجري نفيه أوتصحيحه بعد ذلك من جهات إعلامية رسمية أخرى ؟ وكيلا نذهب إلى أحداث بعيدة ربما تضيّع الذاكرة ، يكفي أن نتذكر التخبط الإعلامي الذي جرى ووقعنا فيه وضعنا كشعب ومسؤولين أيام أحداث المزة ، حيث خلال أقل من ساعة كان هناك أحاديث متضاربة عن الحدث نفسه ، الذي وقع على الأرض وفي قلب العاصمة .
-3-
لندع التحليلات والتأويلات عن أجهزة تتضارب وتتنافس وما إلى هنالك من تخمينات واجتهادات تملأ الشاشات والصحف العربية والعالمية ، ناهيك بما يعانيه المواطن يوميا ، حتى وصل إلى قناعة تامة أنه لن يصدق خبرا تبثه وسيلة إعلام سورية ، وبات يسمع أخبار بلاده من لندن ومونتي كارلو إذا كان لا يملك ما يطلعه على المحطات الفضائية العربية والعالمية .
ما أوقفني عند هذه القضية ، وذكّرني بقصتي وجعلني أفكر بالرابط العضوي بين كل ذلك هو ماجرى منذ أيام فيما يخص إعادة انتشار القوات السورية في لبنان ، حيث بدت تصريحات المسؤولين السوريين من واشنطن إلى سوريا إلى لبنان ، وكأنها لأخوة أعداء ، فهذا يقول بأنها من أجل اقتراب سوريا من الإيقاع العام للمجتمع الدولي، وذاك يؤكد أن الانتشار لاعلاقة له بالقرار 1559 وثالث يغني على ليلاه .
الحقيقة أننا كنا نعاني من وحدة السلطة في التعتيم ، ومنينا النفس بوعود الشفافية وزوال التعتيم ، أما اليوم فإننا نعاني من التعتيم والتخبط والإنقسام ، عموديا وأفقيا ، وجلّ ما أخشاه أن يقال هذه نتائج الشفافية وفلتان الأمور والديمقراطية فهل تريدون المزيد أيها الحداثيون ؟ . هذا الذي نخشاه قيل بما معناه وأكثر حين نزل الحرس القديم إلى المعمعة ، ومازال يقال ...ونحن يا غافل لك الله .



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة في الفصام والليبرالية
- في الشعر والسياسة
- الرماد
- عد كما كنت
- تلك جنتي يا ملكة
- كما ترق الأعالي ويحن الذوبان
- متى ندق باب العصر
- صمت أبيض
- الغريب
- كرنفال يخضورك العالي
- الصفحة البيضاء
- جل ما أخشاه أن يكون العكس
- محطمة قلبي
- حفقات في جبلة
- الوراء الوحيد
- ماذا لو انتصرت؟
- تنين الأنواء
- الدكتور مقاومة والمستر.....!!
- الهاوية
- جاهلة في الضوء


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - الشفافية السورية