أغنية نورس جريح

نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1092 - 2005 / 1 / 28 - 08:02
المحور: الادب والفن
    

كلّ ريشة في جناحيك الداميين
عنوان غامض لمنفى أو حريق
لرصاص في منتصف الصهيل
تحزمكَ الفجيعة
في الأزقة تنسلّ كلصٍّ
أو شريد
فالفضاء أسروه
والبحر في أقفاصهم
طائر كئيب
لم يشرق ثغرها
ولم يمنحكَ زوّادة الظلام
شمسكَ الوحيدة
رفعوا حولها قلوبهم الداكنة
وأفلتوا كلاب عواصفهم
لاتأمنْ سهل الدروب
ولابطيء الماء
كلّ رملة سراب
كلّ وردة إصبع على زناد
كلّ ابتسامة طعنة تتهيأ
كيف أعدّوا هذه الصياغة
ضد جناحين أبيضين
ورووا شجرة القهر
وأورفتْ
دع أنخاب حبّك وأغانيك
بلا قلب انطلقْ
من تشرّدٍ إلى موتٍ مرابض
العمر أقصر من غصّته
والحبّ أطول من قصّته
والنورس نورُ هجرته
لن تنطفئ كمنارة
ياهادي عرض البحر
لاتستسلم الطبيعة
لو بالسدى ومض الأفق
دمك يبدِّد الخنجر
كنار عالية
كمارق من معابد ومنصّات
حيث تتألق الهزائم
في ثياب مرائية
لجناحيكَ الباسلين
رحاب فجر كالمحيط
على أنقاض عالم الأنين
وفراغ ذي مخالب
ومَنْ غير خفقات قلبك
يغسل القرصان عن أحلامنا
ويكتب الزرقة
ياسيد البياض
قبل أن يتنفّس السرمد
قبل التهجئة هذه السماء
لعيونكَ السواحر
يارافع النار عن صدورنا
تحملها إلى البصائر
بنوركَ تستضيء
لا إلاّك يا ملا ك الخطيئة
تمنحنا كليّ ضوئك وتشتعل
لامذهب إلاّ هروبكَ من هروبكَ
يادائرة الدوائر
أيّة أهدابٍ تلمّ الرعود والموانئ
حزتَ الأعماق حتى انحنتِ اللآلئ
وزهتِ النجوم بظلالك
وتظلّ عارياً تغني
لو أنَّ النبض يُعطى
كنتَ أغنى
ياملك الخسران
كنوزكَ النقائض
هدير البحر قامتكَ
النسيم فؤاد روحكَ
والعطر حبر رسائلكَ
دستَ أعناق الحجر وارتشفتَ رحيق القمر
لاتموتُ إلاّ وأنت طائر.

دمشق - شباط 1987

#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل