أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - عود على بدء: في الانتماء لاجديد سوى الاسم















المزيد.....

عود على بدء: في الانتماء لاجديد سوى الاسم


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مجتمع كمجتمعنا ، لا وجود للفرد إلاّ إذا كان إماما أو زعيما أو أمينا عاما أو شيخا لعشيرة أو إلخ من هذه الفصيلة التي هي تراتبية بدورها ضمن التركيبة القطيعية التي تتنازل مجاملة أحيانا وتقبل به كشاعر أو مبدع ، ولكن مع نظرة باطنية هي خليط من الاستهجان ، وبعد عملية مزج معقدة مع الصعلكة والهامشية ، وإذا كان هناك بعض الاحترام والتسامح ، فهو من قبيل الشفقة على الذات التي تفرض عليها مقاييس الحضارة الغربية طبعا أن تقيم وزنا خاصا للفكر والثقافة وليس للمفكر والمثقف ، وبالحري للفرد كفرد ، وهكذا بالكاد يغدو مثقفنا موجودا كإنسان ، بل هو إن وجد يجب أن يعاد إلى إرشيف معين ، حزب أو طائفة أو مذهب ما ، حتى لوكان كل نتاجه لايخص سواه .
هذه الحالة ثمرة مرّة وسامة وليست مسؤولة عنها جهة ما ، لأنها موجودة في البريّة والحدائق والحقول ومزارع الدولة ، لدى الجماهير الشعبية والسلطة والمعارضة وفي جميع القطاعات الخاصة والعامة والمشتركة .
وبالطبع هي مثل غيرها تخضع لقانون تفاوت النمو ، والمسؤولية في نظري كلّ لايقبل القسمة ، ولجميع الأطراف حصة لكنها ليست واحدة ، ومن هذه الأطراف الفرد نفسه ، لاسيما إذا لم يقل بوضوح صارخ أنه خارج أي إرشيف ديني أو حزبي أو عقائدي ، بل وحتى فني ، ولعل الشاعرين محمد الماغوط والراحل رياض الصالح الحسين ، والقاص زكريا تامر والمسرحي الراحل سعد الله ونوس من أفضل الأمثلة في أدبنا السوري على وعيهم وممارستهم لهذا الوعي في تأكيد فرديتهم في إبداعهم ، ومع ذلك لحقهم مالحقهم من التصنيف والأرشفة ، من المهووسين والموظفين والسطحيين .
في الجوهر الأمر يتعلق بمجتمع يتوارث عدم النضج النفسي ، والعقدة النفسية الطبيعية تغدو فيه مرضا ، أو عصابا وفق جهاز المفاهيم الفرويدي ، والانتماء كفقاعة تطفو على سطح جلد حياتنا السياسية والثقافية عموما ، هي إحدى التظاهرات أو الأعراض لنقص النضج النفسي ، الذي أبرز عقده الموقف من الأب ، الذي يجب قتله والاستغناء [اللجوء ] عنه بناد أوحزب أو دين ...إلخ .
يمكن معالجة بعض الأمراض الجلدية بالمراهم والدهون النباتية وغير ذلك ، ولكن حين يكون الداء عميقا في البنية اللاشعورية ، فتلك العقاقير ربما تؤثر مؤقتا وتختفي تلك الأعراض ، لكنها ما تلبث أن تعود .
لن يكلّ العصاب بهيئة الانتماء عن تأكيد ذاته ، والسيناريو لابد أن يكون مناسبا للعصر وأزيائه وتقاليده ، ولو كانت الموضة نسف التقاليد السائدة ، وبقدر مايكون المنتمي أخلاقيا يكون عقائديا أي فصاميا ، ويظهر ذلك بوضوح حين تكون العقيدة مضادة للسائد ، فيمضي المعتقد الأخلاقي إلى آخر حدود العقيدة ، بل يشطح عنها ، بينما رفاقه يكتفون بما لديهم من الأخلاق أو الفصام أو سمّه ماشئت .
بقدر تراجع القوى الفعلية في أية قوة اجتماعية ، تتقدم القوى الوهمية ، والنفسية والمعنوية ، وتبرز النزعات الإرادوية ، حيث تغدو الرغبات هي الوقائع وكذلك الهواجس والمخاوف والتخيلات ، لاسيما إذا علمنا أن كل من يقتل أباه بلغة اللاشعور الجمعي وليس الفردي فقط هو بطل بوجه ما ، يبدأ من الملاك [ تمرد إبليس على ربه ] مرورا بالنبي [ موسى على فرعون وعيسى على اليهود ومحمد على "الجاهلية" ] ونحن حين ولجنا أحزاب المعارضة .....إلخ .
هذه البطولة كالمولدة مهمتها تجميع الطاقة وتحويلها من شكل إلى آخر وضخها في سبيل الفكرة ، لهذا الفكرة / المبدأ / العقيدة هي العظيمة ، والإنسان خادم لها وبقدر تفانيه في سبيلها وتضحياته - شريطة أن تلمع - فهو بطل .
كانت الامبراطورية الرومانية قبل تبنيها المسيحية ، تلقي بالمسيحيين إلى الأسود ، وكان أتباع بولس وليس عيسى يلقون حتفهم بجرأة الانتحاريين الصاعدين إلى الجنة في أيامنا ، وكذلك كان الشيوعيون يذوبون في الأسيد ولايستسلمون ولايتخاذلون ...إلخ
كان هذا أيام كانت أوروبا متخلفة وكانت القوى المادية أي الفعلية ، بأناسها وعلاقاتها ومنتجاتها المادية والثقافية هزيلة ومتخلفة ، أما اليوم فقد أفرز التطور التاريخي للغرب ثقافة مختلفة ، من ضمنها الوعي العلمي والنقدي لذلك التاريخ ، ولم يكن لهذا الوعي [ سائر علوم النفس الحديثة وغيرها ] التجاوزي أن يولد ، لولا التقدم الفعلي والعلمي لسائر اتجاهات الحضارة الحديثة .
هكذا في غياب القوى المادية الفعلية / إقتصادية وسياسية وثقافية / والتي هي نتاج تطور تاريخي ، تغدو المبادئ والعقائد واحدة ، لأنها في ذلك الخواء ، تغدو كالماء تأخذ شكل الإناء الذي وضعت فيه ، ومن يلقي نظرة إلى الوراء ، ويرى مافعلت الثورة الإيرانية بالقوى اليسارية في المنطقة كلها ، حتى صار ت أهم القيادات الأصولية من ضمن النزيف اليساري في لبنان مثلا ، بينما في الشطر المقابل كانت قيادات شيوعية أو يسارية تتبوأ مراكز قيادية في الأحزاب اليمينية المسيحية ...إلخ .
وجودية / قومية / اسلامية / بنيوية / ماركسية ...إلخ ، والآن موجة الديمقراطية والليبرالية وغير ذلك ، فمن يدري ماذا سنرى غدا ؟
بمزيد من الاحترام الشخصي والإنساني لمن أعرفه أو لاأعرفه من التجمع الليبرالي في سوريا ، فقد حاولت
قراءة إعلانه ونعوته ، ولم أجد فيها مايخرج عن سواه ، من التنظيمات التي طرحتها الساحة السورية ، ولا هدف لقراءتي سوى المعرفة أو محاولة المعرفة ، مع أن الرغبة أمر آخر .

حين كتب البيان الأول والأخير للتجمع الليبرالي ، أصبح هو التجمع وسيبقى هو التجمع حتى إشعار آخر .
وكنت كتبت قراءتي له مفصلة ، ولم أجد ضرورة لتعديلها ، لكن ثمة ملاحظات إضافية سريعة لها علاقة أيضا بما تلا تلك الفترة .

من أصداء البيان رقم -1- بعد حل التجمع ، بقايا حزبوية لا لبس فيها تركها في بعض الأذهان ، لاسيما تلك الومضات الفروسية التي تعتبر حل التجمع خطأ يجب التراجع عنه ، وأيضا تلك الكلمات الكبيرة والمفتقدة للقليل من التواضع كالحديث عن تجربة حتى بالمعنى المجازي ، هذا أمر مثير للشفقة .
أما أن يوضع كل نقد للتجمع في مصاف أعدائه ، فهذه كارثة أصولية ليست جديدة ، وفي الحقيقة سواء أعلن ذلك أو أضمر ، فهذا هو الواقع السوري ، وكلنا أصوليون سلطة ومعارضة ومجتمعا ، وفي المقدمة المثقفون ، والأمر نسبي ، والامتعاض والشتيمة والنميمة ، كمونولوج دائم ، لايخرج منه إلا القليل القليل وبعد مونتاج مريع.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تماثيل أوجاعي
- تفاح الخيانة
- هرطقة خارج المظلة
- على خط الأفق
- الصندوق الأرجواني
- موشور الغربة
- هذيان ليس للنشر
- لحسة الأمان
- الشفافية السورية
- دردشة في الفصام والليبرالية
- في الشعر والسياسة
- الرماد
- عد كما كنت
- تلك جنتي يا ملكة
- كما ترق الأعالي ويحن الذوبان
- متى ندق باب العصر
- صمت أبيض
- الغريب
- كرنفال يخضورك العالي
- الصفحة البيضاء


المزيد.....




- فك لغز جثة ملفوفة بسلك كهربائي مدفونة أسفل ناد ليلي في نيويو ...
- ابتز قصّر في السعودية لأغراض جنسية وانتحل صفة غير صحيحة.. ال ...
- مع مجيء اليوم العالمي لحرية الصحافة، ما الأخطار التي تهدد ال ...
- إضاءة مقرات الاتحاد الأوروبي بالألوان احتفالاً بذكرى التوسع ...
- البهائيون في إيران.. حرمان من الحقوق و-اضطهاد ممنهج-
- خطة محكمة تعيد لشاب ألماني سيارته المسروقة!
- في ذكرى جريمة فرنسية -مكتملة الأركان- في الجزائر
- ‏ إسقاط 12 مسيرة أوكرانية فوق 5 مقاطعات روسية
- -واينت- يشير إلى -معضلة رفح- والسيناريوهات المرتقبة خلال الس ...
- انهيار سقف جامع في السعودية (فيديو)


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نور الدين بدران - عود على بدء: في الانتماء لاجديد سوى الاسم