أنا سبب هزائم الامة العربية

خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فكرت كثيرا بحال هذه الامة وسبب ما هي فيه من تدهور مستمر، منذ نشأتها كمفهوم يدل على الامة العربية الواحدة ، ذات الرسالة الخالدة ، رغم اني لم اعرف ابدا ماهي رسالة الامة الخالدة ، رغم تدريسها لنا في كل المراحل التعليمية منذ طلائع البعث مرورا بشبيبة الثورة وانتهاءا بالثقافة القومية الاشتراكية في جامعاتنا التي حذفت منها هذه المادة بعد سقوط صدام واعيدت بعد اشتداد عود الزرقاوي في الفلوجة ، ولا ادري ان كان سيعاد حذفها بعد تواري الزرقاوي واشباهه.
تساءلت لما احوال هذه الامة تنحدر من درك الى درك ؟ كلما كثر الحديث عن نهوضها وامجادها وامساكها بزمام الامور!! ، وانا عادة افكر في حال الامة عندما لا يكون لدي ما افعله ولايكون هناك أي صديق على الماسنجر لنتبادل الثرثرة في قضايا النهوض والتنوير والهم الثقافي واخر صيحات الفيديو كليب وقرارت علي عقلة عرسان واخر الافلام الاباحية
وفي تقليبي للأمر تذكرت برنامجين قديمين لازالت تبثهما الاذاعة السورية وهما " صوت القوات المسلحة " وبرنامج " سهرة العسكر " وفي البرنامجين هناك بطل رئيس هو( خليف ) وهو الاسم الذي تناديني به امي عندما تغضب مني إذ تقول لي : تالله عليك ياخليف ( اختصارا لـــ لعنة الله عليك ياخليف ) او: عوذة منك ياخليف انت الارض ما تحملك .
والذي تابع منكم احد هذين البرنامجين يعرف خليف وأبو علي وأم علي وجيشنا العقائدي وحزبنا العظيم وهنا لا نريد التحدث عن الحزب العقائدي ولا العقائدي لوحدها ، والعقائدي هي من عقيدة والعقيدة تعرفونها طبعا ، والذي لايعرفها رآها على الاقل فهي تصنع من الماء والسكر وفي ليبيا( ايام كانت عقائدية) يأكلونها كما اسر لي احد الاصدقاء وهي تأكل على اية حال لان مكوناتها ماء وسكر وملح ليمون لكن ما يجعل تخيل أكلها " مش ولا بد "هو تخيل استعمالاتها
ونحن نتحدث هنا عن العقيدة التي تستخدمها النساء لنتف الشعر في المناطق الحساسة وغير الحساسة ، وليس عقيدة الحزب العظيم الذي نتف الاخضر واليابس وترك كل بلاد مر بها جرداء يحرسها الجيش العقائدي ببرامج في الاذاعة او التلفزيون ومنها البرامج التي بطلها خليف
وخليف في هذه البرامج دائما لا يفهم (ولا يفتهم ) شئ عن حزبنا القائد الذي يقود الشعب نحو انتصارت نسمع بها ونقرأ عنها لكنها غير موجودة على الارض ويبدو لي ان خليف ليس " غشيم" بل انه غالبا لا يصدق الا ما تراه عيناه وأبوعلي ( برتبة مساعد في جيشنا العقائدي ) دائما يشرح له عن التربية العقائدية وكلما اعيت ابو علي الحيلة في افهام خليف درسا في النضال العرمرمي يستنجد بام علي وخليف يفهم من" النسوان " اكثر ويحبهن اكثر لان شرحهن لين واضح سلس..... فيقول ابو علي: ما هيكي يا ام علي ... فتستفيض أم علي في الشرح وهي تحفظ القومية العربية عن ظهر قلب مما يدل ان علامتها في البكالوريا في هذه المادة كانت عشرين من عشرين من دون غش ولا "روشيتات"
بعد تدبري في احوال الامة وعودتي الى المراجع النضالية التي تشكل الخطابات الطويلة لقادة النضال مصدرا مهما لها وكذلك هذه البرامج التي جعلت العدو يترنح تحت موسيقاها العسكرية اكتشفت سر هزائمنا المتتالية امام العدو المتربص بنا ، اذكره لكم ببساطة شديدة انه خلــــــيف . ولا ادري لما يعتبر إعلامنا تربص العدو بنا مذمة له ؟ مع ان عمل العدو الاساسي هو ان يتربص بنا ويوردنا موارد نردها بمفردنا في غالب الاحيان
كيف تسبب خليف في هزيمتنا ؟! وخسارة القدس والجولان بما فيها القنيطرة المحررة ( التي تم تحريرها في مفاوضات فك الاشتباك لتصبح شماعة نصرنا) والعشرة امتار التي تفصلنا عن طبريا التي لم نرض دونها في محادثات السلام مع المرحوم رابين والان سنرضى بأقل منها بكثير وكذلك مزارع شبعا التي نرميها لحزب الله واللبنانيين يقولون انها ليست لنا
ولايظن احد اني مع استرجاع كل شبر من الاراضي المغتصبة فالاراضي كثيرة من وجهة نظري وجرداء وبدون خدمات و لا طرق ولا ... واذا ظل كم شبر عند عدونا اعتقد انها ليست مشكلة لانه بكل تاكيد سوف يرعاها افضل منا
مشكلتي كما تعلمون هذه الجمل المعترضة الطويلة والتي تضيع الفكرة الاساسية ممايجعلني دائم التنويه الى العودة الى الفكرة الاساسية وهي هنا خليف واسباب هزائمنا او خليف (سميي ) الذي هو سبب هزائمنا
وننقل لكم حلقة من" صوت القوات المسلحة " بُثت ذات يوم وأُقسم انها ليست من تأليفي
ياتي خليف الى أبو علي على صوت الموسيقى العسكرية التي نرفع صوتها مع ضجيج الخطابة لنخيف العدو/ نا / كم ونرهبه ............ مقدمة من ابو علي عن الامانة والمال العام والمصلحة العامة
خليف : والله ياسيدي ابوعلي اريد اطلب منك تسامحني
ابو علي : شو يا خليف على شو اسامحك !! يجب ان اعرف ماهو ذنبك حتى اعرف اسامحك او لا... ما هيكي... ياخليف
خليف : نعم ياسيدي لازم تعرف لكن والله والله ياسيدي اني مستحي اقول الجريمة التي ارتكبتها لكن ضميري يأنبني يا سيدي
ابو علي: يا خليف احيي فيك ضميرك الحي ... ماتحكي ولااا شو عامل؟؟!!
خليف :والله يا سيدي هدرت المصلحة العامة
ابو علي: هدرت المصلحة العامة !!ما تحكي يا خليف شو هدرت فيها ولا اا ؟؟
خليف : والله يا سيدي انا خجلان من افعالي ( الشينة ) التي فعلتها
ابو علي (بنفاد صبر وعصبية ) : احكي ياخليف ....
خليف : والله ياسيدي اليوم كما تعرف انتقلت من غرفتي التي في الحجر الاسود الى القابون وتعرف ياسيدي سيارة ما عندي وما عندي مصاري لأسـتأجر سيارة انقل اغراضي ...
ابو علي (مبهوتا ومتفاجئاً ) : أي وشو عملت ولااااك خليف....
خليف : والله ياسيدي ارتكبت فعل شنيع .....نقلت اغراضي بسيارة الزيل العسكرية التي اقودها وهي في عهدتي
فيصفر ابو علي ويقول مستغربا معقوووولة !!!! انت تعمل هيك ياخليف !!!!
خليف : والله ياسيدي كنت مضطر وارجوك سامحني
ابو علي : يا ام علي يا ام علي تعالي اسمعي خليف شو عامل
خليف يعيد القصة لام علي مرة اخرى
معقوليييي ياخليف تعمل هيك!!!! تتسائل ام علي مندهشة ومستغربة وقد كانت تطبخ عقيدة في تلك اللحظة
خليف : والله يا أم علي لعب بعقلي الشيطان وخنت الامانة
ابو علي : كيف أسامحك ياخليف ؟؟ و انت تعرف ان الوقود الذي لدينا ندخره للمعركة مع عدونا.... افترض ياخليف قامت المعركة وسيارتك كانت فارغة من البنزين( مدري الديزل) كيف ستشارك في المعركة ؟؟ فيرد خليف مذنبا : مقدر اشارك ساعتها سيدي.... وينتصر العدو
يرد ابو علي بسرعة : معقولة يا خليف تضيع قدراتنا القتالية كي تنقل اغراضك من غرفة ....
خليف وقد بدا عليه ان يريد ان يبكي من الندم وهول ما فعله : سيدي ما كنت اعرف ان هذا ممكن يسبب هزيمتنا امام العدو...سامحني ياسيدي والله وعد لن اعيدها مرة اخرى
يلتفت ابو علي الى ام علي ويسألها : نسامحه يا أم علي ؟؟
فترد ياأبو علي طالما خليف احس بذنبه ولن يكررها فسامحه.....
وقد عرفت من يومها ان خليف (سميي ) وكل خليفاتنا هم سبب هزائمنا المتتالية لانهم دائما ينقلون اغراضهم بسيارات الجيش العقائدي
وعدونا ينتصر لان خليفاته لا يستهلكون الوقود في نقل اغراضهم او انهم ليس لديهم اغراض حتى !! تعيقهم عن المعركة ويستنفد نقلها وقود جيشهم الذي ليس عقائديا
تفووو عليك ياخليف ضيعت القدس و الجولان والقنيطرة ومزارع شبعا وو....

#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات