|
المؤسسة العامة(السورية ) للاتصالات : او حكم قراقوش
خلف علي الخلف
الحوار المتمدن-العدد: 1014 - 2004 / 11 / 11 - 08:30
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في لقائه مع جريدة الحياة ( 7/10/2004 ) اشار المديرالعام للمؤسسة العامة للاتصالات السورية الى ان مشكلة الانترنت في سورية لاتتمثل بالبنى التحتية, بل في مدى احساس السوق باهمية الشبكة الدولية للكومبيوتر واهمية تبادل المعلومات , ويبدو هذا الكلام صحيحا للوهلة الاولى لان عدد المشتركين في الانترنت يقل عن نسبة واحد في المائة من السكان كما ان نسبة النمو في عدد مقتني الكمبيوتر لايزيد عن 1،5 وهذه النسب تقل عن مثيلاتها في دول جنوب الصحراء الافريقية كما اورد تقرير التنمية البشرية (تقرير 2002 ) ويبدو للوهلة الاولى ايضا اننا بحاجة الى معجزة كي يكون الانترنت فاعلا اساسيا في تبادل المعلومات مع العالم الخارجي ولم يذكر المدير العام لمؤسسة الاتصالات في معرض حديثه عن مشروع "البي دي ان" الذي تنوي المؤسسة اقامته الواقع الحالي لشبكة الانترنت في سوريا ولا عن الواقع الحالي لوضع الاتصالات بشكل عام واذا كانت سرعة الانترنت في سوريا في اغلب الاحيان لاتتجاوز 40 ك ب فان كلفتها هي الاغلى بين كل دول العالم " ولا اعلم شيئا عن كوريا الديمقراطية او كوبا " ولن نذكر المؤسسة ان الانترنت هي مجانية في دول كثيرة من العالم فهي تعرف هذا
واذا قمنا بجولة مقارنة مع اغلب الدول العربية فسنجد اننا نثير الاستغراب لدى مواطني تلك الدول ففي مصر يبلغ الاشتراك الشهري لخط (دي سي ال بسرعة 250 ك ب) هو 75 جنيه مصري اي ما يعادل ستمئة ليرة شهريا وفي اليمن التي تصنف من الدول الاكثر فقرا " فهي كذلك بحاجة لموارد لترفد خزينة الدولة الخاوية ايضا كما يتحجج عندنا من قلبهم على الخزينة العامة " تحسب دقيقة الانترنت بريال يمني واحدوتعادل الساعة حوالي خمسة عشر ليرة وفي بريطانبا الاشتراك الشهري 15 باوند وفي كندا .... وفي امريكا مجانا وفي السعودية يكلف خط دي سي ال بسرعة فوق 250 ك ب مايعادل (1500 ) سورية لاغير مفتوح اربعة وعشرين ساعة وفي قطر يكلف نفس الخط 2800 ليرة سورية شهريا ايضا مفتوح
ولكن ما ادهشني فعلا هو قدرة المدير العام على مجانبة الصواب ( كي لا اقول كلمة اخرى يحاسب عليها قانون المطبوعات سيء الصيت ) جهارا نهارا وهدر دم الحقيقة التي ندفعها نقدا وجهارا نهارا لقاء خدمات المؤسسة العامة اذ يقول في المقابلة المذكورة سابقا ردا على سؤال عن تخفيض اسعار الخدمة حرفيا ( هذا غير صحيح اطلاقاً. نحن لسنا ضد التخفيض... الايرادات ليست الهاجس الاول لدينا وخدماتنا التي تشكل ثلاثة ارباع ايراداتنا, شهدت خفوضاً كبيرة.) ربما لايعرف السيد المدير العام مثلا ان شركات الاتصالات في دول عربية تعلن في الطرقات تعال خذ خط هاتفي مجانا ونقدم لكم خدمات كذا وكذا بينما لازالت تجبي المؤسسة من( المواطنين) اجورا مرتفعة كخدمات تاسيس ولم ننسى بعد ان المؤسسة العامة كانت تتقاضى خمسة آلاف ليرة سورية ثمنا لاعطاء المشترك بريد الكتروني حينما كانت تحجب كل مواقع البريد المجانية لاسباب تخص الامن القومي الضرائبي في وضع لا مثيل له الا الحكايا التي وصلتنا شفاها عن حكم قراقوش .
وبعد الحديث الذي ادلى به سيادة المدير العام للصحيفة المذكورة واقراره انه مع التخفيض فاجئتنا المؤسسة العامة مرة اخرى بتخفيض اخر يضاف لسلسلة تخفيضاتها التي بدأت مع مضاعفة اجور المكالمات الداخلية للهاتف الثابت وهذا التخفيض ليس عن خدمة تقدمها المؤسسة بل عن خدمة متاحة مجانا لكل خلق الله في كل ارجاء العالم وهي خدمة الصوت والصورة (Real IP) المقدمة من مواقع البريد المجانية ان عقلية المؤسسة هنا تعتمد على قدم قدرة المواطن السوري على الاحتجاج على ما يأتيه من المتولين امور الشان العام كالمؤسسة العامة
اذ حينما سئل السيد المدير العام عن احتجاج المحامين على الرسم الشهري المفروض من شركات الخليوي قال انه تقليد لماحدث في لبنان وكونه تقليد فلا يلتفت له لاننا لانقلد احدا والدليل ابتكارنا لرسم على خدمة مقدمة مجانا من العالم الاخر
وسيحتج السيد المدير العام ان اتاحة هذه الخدمة مجانا سيشجع المغتربين على ارسال (وليس من جيوب عائلاتهم التي تعيش في ظل المؤسسة) ثمن كمبيوتر وبالتالي التحدث عبر هذه الخدمة وبالتالي سيزيد الضغط على الشبكة التي لا تتحمل ضغط وينمو انتشار الانترنت بسرعة اكبر من قدرة المؤسسة الجليلة على تلبية الطلب . هذا من ناحية ومن ناحية اخرى وهي الاهم سيفوت على خزينة الدولة ملايين الليرات كانت تتوقع المؤسسة ان يتم تحصيلها من اجور الاتصال من عائلات المغتربين وبالتالي سيكون هذا ضد المصلحة العامة التي يرطن الجميع بها وكأن المصلحة العامة هي غير مصلحة جموع الناس
واذا سلمنا باننا نعيش في العصر الحديث (وهذا التسليم هو مثار شكوك لدى بعض الناس في سوريا ) فان هذه العقلية التي ترى الى الدولة كدولة جباية قد انتهت في بدايات القرن العشرين في كل بقاع العالم ونحن هنا لا نطالب المؤسسة ان تتحول نظرتها آليا الى دور اخر كدور محفز عبر خلق بيئة تشجع على استخدام الانترنت في تبادل المعلومات التي يشكو السيد المدير العام من ضعف الاحساس باهميتها بل نطالبها ان تعاملنا مثل كل الدول التي لا يحتاج مواطنوها لتشجيع لاستخدام الشبكة ونقبل بخدمات المؤسسة العامة على سوئها ولا ادري كيف يطالب تقرير وزارة الاتصالات والتقانة بتخفيض الرسوم الهاتفية بما فيها الخليوية من اجل بيئة تقنية حاضنة ومشرقة وغد الكتروني مشرق وباسم وتقوم المؤسسة العامة بوضع رسم معتم على خدمة مقدمة من الغير ؟
ولن نحتج باعلان المؤسسة العامة الذي يصدح على تلفزيوننا العام " لان في التواصل نمو " وبالمناسبة فان شعار(العلامة/ الرسم ) المؤسسة العامة للاتصالات مسروق بشكل شبه حرفي من شعار الاتصالات السعودية
وقد اتهم السيد المدير العام المخرج التلفزيوني علي سفر الذي استضافه برنامج اذاعي في صوت الشعب للحديث حول الرسم الجديد الذي فرضته الاتصالات (بالاضافة للايهم صالح ) بانه يتحدث بشكل شخصي وطبعا هو (اي المدير )يتحدث باسم الجماهير التي ارسلت له برقيات تاييد من الوطن والمغتربات تحييه على فرض هذا الرسم لما فيه خير الوطن والمعلوماتية
وربما لا تعلم المؤسسة العامة للاتصالات بالاختراع الجديد الذي بدأ يغزو اسواق الخليج (اي وصل للمنطقة العربية وهو الاتصال بالشبكة الانترنيتية عبر الستالايت) وتعلن الشركات عن خدماتها هكذا (انترنت مدى الحياة مجانا ) وهذه الخدمة ولا يكلف تاسيس الخدمة اكثر من خمسة عشر الفا / عشرين الف ليرة سورية لتنعم باشتراك انترنت مثل استخدم التلفزيون دون المرور بقراقوش/ اي المؤسسة العامة جدا
وهذه الخدمة متوفرة الان في سورية عبر شركتين تلفزيونيتين وتأتي مرافقة للاشتراك بباقة تلفزيونية لدى احد الشركتين ومتاحة بستة الاف ليرة فقط لا غير دون استخدام الهاتف ودون المرور بشركة الاتصالات المبجلة .
والحقيقة اني لا اطالب المؤسسة بالغاء هذا الرسم ولا بتخفيضه حتى!!! لكني اطالب كافة المسؤولين ان يكفوا عن رفع الشعار الثوري الجديد المعــلوماتية للجمـيع الذي اصبح يعيش عليه الجمـــيع (اي الشعار ) بعد سقوط الشعارات الكبرى الاخرى
#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مــــــــــــــرّوا
-
سدو الغياب
-
في سيرة المكان دون اهله
-
التلفزيون السوري : صورتنا التي لا تصل
-
قاموس الرطانة السياسية (4): ايتها الجماهير الـــــــــ......
...
-
قاموس الرطانة السياسية (2 ) : الامن القومي العربي ...المنتهك
-
قاموس الرطانة السياسية (1) : ناقوس الخطر ومايلي قرعه
-
لماذا لايخطف السوريون مثل بقية خلق الله؟
-
مطلب وحيد لمواطن سوري من حكومته الجديدة
-
وريث البراري
-
الاصلاح لدى المثقفين السعوديين واعادة انتاج الاصولية
-
الامن النسائي العربي
-
لماذا يا وزير الثقافة !!؟
-
كلام مقاهي (9 ) : عبر بحماسة عن حبك للآخرين
-
كلام مقاهي (8 ) : شعراء الحداثة والتجارة الالكترونية
-
كلام مقاهي (7) : عوالم الشعر الحديث وعالم الجوارب
-
كلام مقاهي (6 ) : شعراء الحداثة والحب
-
كلام مقاهي (5) : نانسي عجرم وشعراء الحداثة
-
كلام مقاهي (4) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج 2
-
كلام مقاهي (2) : شاعر الحداثة وشاعر الزمارة
المزيد.....
-
مدرج خورفكان بالشارقة كما لم تره من قبل..كيف بدا بالذكاء الا
...
-
بعد الاعتداء على مشجعين لمكابي تل أبيب.. الجيش الإسرائيلي يك
...
-
بوريل يزور أوكرانيا لبحث دعم كييف بعد فوز ترامب
-
-شبيغل-: هابك يعتزم خلافة شولتس في منصب مستشار ألمانيا
-
ترامب وإيران.. -سياسة الضغط الأقصى- تعود إلى الواجهة
-
بوتين يتهم تايوان بالاستفزاز لاستجداء دعم الغرب ويؤكد-تحالفن
...
-
ما هو سر اختيار ترامب لسوزي وايلز رئيسة لموظفي البيت الأبيض؟
...
-
مقتل وإصابة العشرات في ضربات روسية على خاركيف وأوديسا
-
تحذير أممي من -مجاعة وشيكة- تهدد مليونين من سكان راخين في مي
...
-
وزير خارجية إسرائيل يغادر -عاجلا- إلى أمستردام
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|