أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خلف علي الخلف - قاموس الرطانة السياسية (1) : ناقوس الخطر ومايلي قرعه














المزيد.....

قاموس الرطانة السياسية (1) : ناقوس الخطر ومايلي قرعه


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1000 - 2004 / 10 / 28 - 09:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اصابني داء القراءة صغيرا وبسبب هذا كانت ترد الى ذهني عبارات عصية على الفهم مما اقرأ، ولكوني كنت اعتبر نفسي مثقفا عربيا( منذ الصغر) لم يراودني ان اسأل احدا عن اي شيء لا افهمه.
وقد شكل ناقوس الخطر في اي جملة ورد احد التعابير العصية على الفهم بالنسبة لي والتي ارتبك امامهاواصبح غير قادرا على استيعاب الجملة مهما قلبتها ومحصتها، اذ كانت عبارات من مثل(ان اللحظة التاريخية الراهنة التي تعيشها الامة بما تحمله من مخاطر محدقة بوجودها تحتم علينا قرع ناقوس الخطر.............) ورغم ان بداية الجملة مفهوم نوعا ما الا ان دخول ناقوس الخطر اليها وقرعه يربكني و رغم معرفتي بالعلاقة اللغوية بين الخطر والمخاطر الا ان وجود الناقوس يجعلني اتساءل:
هل قرع ناقوس الخطر يبدد المخاطر ؟ ويثبت وجودها(اي الامة)!؟
واين يوجد هذا الناقوس ؟ ومن الذي يقرعه ؟
الا اني كما اسلفت لم استطع البوح بتساؤلاتي الطفليه هذه كي لا افضح جهلي امام احد وتركت هذا الامر معلقا على اكتشافاتي الذاتية. الى ان سمعت ذات مرة ناظم الغزالي يغني على مقام الصبا لسمراء من قوم عيسى :

رايتها تضرب الناقوس فقلت لها من علم الخود ضرب النواقيس

وسالت احد اللذين كانو يهيمون بهذه الاغنية ويتمايلون معها: ما هو الناقوس؟ (وهو شخص لا علاقة له لا بالثقافة ولا بالمثقفين والا لما سالته لانه حينها" لو كان منهم "سيتباهى بمعرفته امام جهلي ويتعالى على جهلي بمصطلحات لا تزيد الامر الا التباسا) فقال لي: الناقوس هو جرس الكنيسة. واكتفيت بهذا الرد واخذني حال من الفرح اخيرا...اخيرا فهمت وربطت وجود المخاطر والتصدي لها بجرس الكنيسة. الا ان فرحتي بهذا الاكتشاف لم تدم طويلا
اذ رافقت والدي ذات يوم الى المدينة وكانت كثيرة الكنائس فسمعت جرس احدى الكنائس يقرع، اصابني الذعر وامسكت يد والدي واوقفته قائلا له بقلق واستعجال: لنختبئ يا ابي
رد مستفهما بحيرة وبسرعة: لما
قلت:هناك اخطار محدقة بوجودنا اما سمعت ناقوس الخطر يدق!!!؟
ضحك رحمه الله وقال لي وهو يغص بضحكته: يا وليدي هذا جرس الكنيسة ينادي للصلاة
ولم يزدني هذا التوضيح الا ابهاما وشاورت نفسي: اذا سيواجهون الاخطار المحدقة...بالصلاة

وكلما كبرت كلما ازداد قرع هذا الناقوس على مسامعي من التلفزيون والاذاعات والجرايد وقد قرعه الساسة وقرعه المفكرون وقرعه المثقفون وقرعه الشعراء (على حال الشعر طبعا) وقرعه الائمة (اسلاميون وماركسيون وقوميون وليبراليون مؤخرا) الا اني عرفت حينها انه (اي ناقوس الخطر) شيء اعتباري يستخدم كصيغة مبالغة للدلالة على المنعطف الحرج في اللحظة المصيرية الحاسمة التي تهدد وجود الامة

وقد قرعه العرب في العصر الحديث مرارا
قرع في عام 48 وضاعت فلسطين
قرع في عام 67 وضاعت البقية الباقية من فلسطين وسيناء والجولان
قرع في عام 82 واحتل جنوب لبنان وسقطت بيروت وهو يقرع
قرعه صدام في عام 90 واحتل الكويت وشرد اهلها
وقرعه ابن لادن بعد غزوة نيويورك وذهبت طالبان والقاعدة
وقرعه صدام في عام 2003 وسقط هو وتمثاله ونظامه وبعثه
وبسبب هذا تساءلت لما يحدث هذا كلما قرع احدهم ناقوس الخطر فرجعت الى لسان العرب ووجدت ان


نقس: النَِقسُ الذي يكتب به
النقس: المداد

وعلى هذا عرفت لماذا اختص اهل الكتابة والخطابة(طبعا غالبا يخطبون من شيء مكتوب او محفوظ) بقرع ناقوس الخطر

ورجل نقس: يعيب الناس ويلقبهم،وقد ينقسهم (بفتح القاف) ينقسهم (بضم القاف) نقسا وناقسهم
وهي النقاسة(...) وهو ان يعيب القوم ويسخر منهم

وهكذا عرفت لماذا يرافق قرع ناقوس الخطر الهجوم على ناس لا نعرفهم واصفا اياهم (اي قارع الناقوس) بالعملاء والمتخاذلين والمستسلمين والمرتبطين بجهات مشبوهة....والمتربصين...الخ
وعرفت ايضا لما يقول الناس العقلاء ان هذه نقاصة وهي كما ترون فصيحة فقط ابدلو السين صادا واصفين كلام قارع الناقوس

وعرفت ايضا لما لا احد يأبه لقرع ناقوس الخطر (عدا انه ملطشة يقرعه من يشاء ساعة ما يشاء ولم يعد احد يصدق ان هناك خطر اذا قرع) لان القارعين ناقسين بعد ابدال السين صادا

ويقول لسان العرب ايضا

شراب ناقس: اذا حمض

وهذا يمكن سحبه على الكلام الذي يتلوه قارعي الناقوس على مسامعنا اذ انه غالبا كلام فاسد يهدف الى تثبيت سطاتهم الفاسدة اذا كانوا من اهل الحكم او نظرياتهم الفاسدة اذا كانو ا من اهل الكتابة



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لايخطف السوريون مثل بقية خلق الله؟
- مطلب وحيد لمواطن سوري من حكومته الجديدة
- وريث البراري
- الاصلاح لدى المثقفين السعوديين واعادة انتاج الاصولية
- الامن النسائي العربي
- لماذا يا وزير الثقافة !!؟
- كلام مقاهي (9 ) : عبر بحماسة عن حبك للآخرين
- كلام مقاهي (8 ) : شعراء الحداثة والتجارة الالكترونية
- كلام مقاهي (7) : عوالم الشعر الحديث وعالم الجوارب
- كلام مقاهي (6 ) : شعراء الحداثة والحب
- كلام مقاهي (5) : نانسي عجرم وشعراء الحداثة
- كلام مقاهي (4) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج 2
- كلام مقاهي (2) : شاعر الحداثة وشاعر الزمارة
- كلام مقاهي (3) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج1
- كلام مقاهي(1) : شاعر الحداثة وشاعر الربابة
- ديمقراطية عالريق
- عراقهم ...يا منذر مصري


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خلف علي الخلف - قاموس الرطانة السياسية (1) : ناقوس الخطر ومايلي قرعه