أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - وريث البراري















المزيد.....

وريث البراري


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 08:22
المحور: الادب والفن
    


1
الهفوة تغفو, يسترها الناحل مستبشرا خلاصه من حواف الخواتم

لا الأصابع ترتوي من خِصل التورية ولا الشفاه تلثم البلور, ومثلها الفارس

.عيناه معصوبتين ويداه ترنيمة للأسى



التباريح تجهش

النبوة تغتسل بعطش الإبل

الذبّاحون طافوا ببياض القبور, تركوا نسوتهم معلقات على حبل الدهر كعمر تجففه الخطيئة

الأقواس تظهر في سماء الله مثخنة بدم الابن

والترانيم تسبح في نهره وهو يشرق بالأسى .



الناحل

على ضفاف الأبد ينزع السلاسل , مرتجلا مهد, حافرا قبره عند وسادته

يقرأ الرؤيا كما وردت على لسان يوحنا القديس

,ويسرق الكتاب من رفة العرش , يفض أختامه



المروءة تتزين بكحل الهند وخلا خيل الفصاحة وزوجة ابن الورد تدفئ فراشها بشبه الناحل



تعرفه البراري

عابرا مثل دم يسيل

يضرم الغفوة بريقه

ويخسر الريح



يرتل الخطى مزاميراً

أنثى مبللة بخطاها



يلوث الريح بأنفاسه

ويروي النشيد بماء يسيل

من حلمة الموت





ظل يبكي الّرحل

وعيناه ترنو للقبور

بلل الهاجس بمقامات الصبابة

وعليهم كان يبكي









2



من عينيه كان الطوفان

من اضلعه صنع نوح الفلك

غير انه ظل على اليابسة يعصمه النشيد

وحين مشى على الماء

. نقر الطير خطاه



حملته الاوهان عارجة على ساقها , سرت به الى ليل خجول

عبدته المآذن , اصغت اليه الاجراس وهو يحفر قبر امه على كتف البليخ

آلف القطا , عصر له الماء من اردن العاشقات

( منذ الطفولة كانت خطاه تصير قبرات وهو يركض خلف "ملهية الراعي " )

في الرمق الاخير من ليله , يشتل الاناشيد , يطوف حول قبور الالفة

يلقنها الوصايا كما رواها شيوخ الشريعة

ابصره يحيى بن زكريا ياكل من شجر الصدوقيين نهره قال :



الصائم يأكل قرن الغزال









3





رأى الثلج على بياض المرايا فابتهل

أضاء محرابه بالشموع التي خطفها من ورثة تيمو ثاوس

شيد من نخالة اللغة وثنا لم يعمده يوحنا ولم يعطه الرب اسما

وظل يجوب البراري باحثا عن اله ينسب اليه أبناءه

يعجن طحين الفطرة بدم السنونو ويفرقه عن روح الحبيب





4



المرايا ناءت بصورته , هو الذي تحسده الملكات على تاجه

الاطفال يصيحونه ملك الملوك والقطا يدعوه الراعي

قاده تموز الى ظلمته واخرجه مجدولا كصيف العذراء

ترحل اليه المدارت

الجهات تلفت اليه

يسند جرته الى حضن الثاكلة وينوح :



مثلك رائحة الازل تفوح من اردان الخالق

اجدل ضفائرك باصابع الشغف واهجو المدن التي انجبتني

لم افتح ازرارها , لم امدد يدي الى اشجارها

غير انها اخرجتني من ملكوت الفاطر, الذي تسبح باسمه الديدان وعاشقة تنام على حبل من مسد







5



على شواطئ خلدها بائعو الخيل وقراصنة الدمع , والعاهرات اللواتي يضاجعن رملا لم يندمل

تهجره العاشقات وتفر منه النبوءة , يحبس دمعه في زنازين عينيه ويخّلد الصوت



ضحكتها ترن كاجراس الواله غير انه لا ينام

يشرب الليل من اصابعها , يخط صباه على راحة اليد مهيئا طريق اللذة

ويشرق في بر الشام

منيرا مراعي الحوريات

وشاهدا على صبر الضحية وهي تذبح بالسيف العاري



الا من يضفر الاناشيد ويربطني

الى بر الشآم حيث نسيت نبيذي؟





6



تشرق الصباحات وانت تذوي مثل صدى هجى صوته ومحزونا تبكي

كمن اضاع اسوارة العرس , او كريح اضاعت نسلها بين الجبال

سفح البابليون دمك في كؤوس الغواني, اضطهدك نسل داوود, وهاهي الخيل تصهل عند تخومك

وقد اردت فرسانها في حروب الردة

وانت تنادم السلالات التي تعبر صحراءك

اضعتَ عباءتك عند تخوم الربع الخالي وها انت تحفر كل يوم قبر اثينا كي تعد اصابعها

منشدا للجنائز عند سفح الاكروبول كسراب اضاع اقرانه :



من يريني نعشي قادما على ابل الروح في شروق اليمامة

لاغمس قلبي بعسل السدر تدمعه الملكات في سهول تهامة

وافرقه للعابرين صوب اثينا................





7



تضفرك الانوثة باطراف جدائلها , تحبس ابتهالاتك بجوار النهدين

ما كانت الانثى بدأ

بل حطبا في تنور العاسق

وما اردت الشجى لاغري نارها ببيادري

لكنها الروح تشوى على جمر البصيرة

اغرف الوجد من صرخاتها وافضح المكنون في رطب نفسي :

لم يغسل احد قلبي بالثلج , و ما سرحت باغنام ابي

واحترقت بموقد البيت مرارا

غير ان النشيد باغتني في صباي

على ظلي هبط الوحي وسالت علي النبوة

فزملتني العاشقات





.........)وصنع معجزات اكلها النمل

غافل البائع وسرق اسوارة لحبيبة لم تجيئ, لحق بابيه في الظلمة الى بيت الجمّال

عبر البليخ من المخاضة ولم يرتجف من الماء , امسك الافعى من ذيلها واخاف اقرانه

ونساء ابيه بالعباءات السود والمناديل البيض حملنه مسير سنين , كتعويذة في صناديق عرسهن , وما زال حيا(.....





على العتبة كسر كأس النبوة :



ماحاجتي للرسالة وانا آله الذنوب

ها انا اولج الليل في صبحها * واولج صبحها في سوادي * اغمس الاموات في ضوئها * فيقوموا

عشاقا ثملين





8



تشغف بصغار القطا وعلى ظلك الكون يبكي

ياوريث البراري

ها انت واحد احد هجرك الطير والخلان ناموا

فاين تواري الالوهة




ياحفيد الغزال

اثينا / كانون الثاني2002



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصلاح لدى المثقفين السعوديين واعادة انتاج الاصولية
- الامن النسائي العربي
- لماذا يا وزير الثقافة !!؟
- كلام مقاهي (9 ) : عبر بحماسة عن حبك للآخرين
- كلام مقاهي (8 ) : شعراء الحداثة والتجارة الالكترونية
- كلام مقاهي (7) : عوالم الشعر الحديث وعالم الجوارب
- كلام مقاهي (6 ) : شعراء الحداثة والحب
- كلام مقاهي (5) : نانسي عجرم وشعراء الحداثة
- كلام مقاهي (4) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج 2
- كلام مقاهي (2) : شاعر الحداثة وشاعر الزمارة
- كلام مقاهي (3) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج1
- كلام مقاهي(1) : شاعر الحداثة وشاعر الربابة
- ديمقراطية عالريق
- عراقهم ...يا منذر مصري


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - وريث البراري